فى السنوات الماضية اعتمدت دراما رمضان بشكل خاص والدراما بشكل عام على فكرة ورش الكتابة؛ من خلال مشاركة عدة
مؤلفين شباب فى كتابة حلقات العمل الدرامى المكون فى الأغلب من ثلاثين حلقة، ومؤخرًا أصبح هناك مشرف لتلك الورش، وفى هذا العام يبدو أننا سنشهد صراعًا بين هذه الورش والمؤلف الأوحد.
عن هذا الصراع تقول الناقدة الفنية "ماجدة موريس": فى الحقيقة فكرة ورش الكتابة التى أصبحت منتشرة لدينا منذ عدة أعوام هى ظاهرة طارئة، وتم اللجوء إليها فى أمريكا بسبب المسلسلات العابرة للمواسم، لكونها عدد حلقاتها كبير، والموسم له مواعيد محددة، ولكن مسلسلات الثلاثين حلقة لا تحتاج لورش الكتابة، لذلك لا بد أن تتقلص تلك الظاهرة، بل وتختفي إلا في أعمال قليلة، كالأعمال الملحمية التى يكون عرضها على مدى سنوات، وبها زمن مختلف، وأشخاص مختلفون، وقصة مختلفة يتم إلتحامها مع القصة الأساسية، وفى المطلق فإن العمل الدرامى الذي يعتمد على مؤلف واحد هو الأقوى دائمًا، لكون نفس الشخص هو من ينسج خيوط الشخصيات، وبالتالى يخرج لنا عملًا برؤية واحدة ومتناسقًا فى الأغلب، بينما هذا قليل ما يحدث فى الأعمال الدرامية المعتمدة على ورش الكتابة، فلكل مؤلف أسلوبه، ولا بد أن يكون العمل الدارمى متسقًا فكريًا ودراميًا، حتى يكون السرد متوافقًا وممتعًا فيوصل للمشاهد رسائل العمل الفنى بشكل واضح.
وتضيف موريس: فى رأيي فإن الأعمال الدرامية ذات الثلاثين حلقة لا تحتاج لورش الكتابة، والدراما بتاريخها وتأثيرها الكبير لا تحتمل أن يجرب المنتج فى المشاهد، وفكرة عودة تواجد المؤلف الواحد فى العديد من المسلسلات التى ستعرض خلال شهر رمضان هذا العام أمر جيد ويدعو للتفاؤل، فنحن لدينا الكثير من المؤلفين الكبار، ولم يتم الإستعانه بهم منذ سنوات رغم تحقيقهم لنجاحات كبيرة سابقة، ولا بد من الإستعانه بهم فى تدريب المؤلفين الشباب أيضًا، خاصة أن المؤلف هو الجزء شديد الخطورة والأهمية فى صناعة العمل الدرامى.
ويقول الناقد الفنى "نادر عدلى": المسلسلات التليفزيونية المعتمدة على ورش الكتابة فى معظمها أعمال إستهلاكية، والمؤلف الواحد دائمًا الأفضل، والورش صُنعت لعدم وجود مؤلفين كُثر يغطون العدد الموجود من المسلسلات، وفيها يشترك عدة أفراد فى كتابة مواقف مختلفة، وهنا يحدث إنعدام للرؤية الأساسية للعمل وتتأثر وحدة العمل، ونكون أمام عمل يقدم مواقف للاستهلاك، وبالتالى هنا المؤلف أهم من الورش، حتى مع وجود فكرة المشرف على الورشة ككل، فلا يمكن أن يخرج العمل كالأعمال التى تعتمد على المؤلف الواحد، إلا فى اسثناءات بسيطة جدًا، والدليل على ذلك أن الأعمال الدرامية التى عُرضت فى رمضان الماضى وحققت نجاحًا كبيرًا هى مسلسلات "جزيرة غمام" من تأليف "عبد الرحيم كمال"، ومسلسل "الإختيار" من تأليف "هانى سرحان"، ومسلسل "بطلوع الروح" من تأليف "محمد هشام عبيه"، ومسلسل "فاتن أمل حربى" من تأليف "إبراهيم عيسى"، وهذا يؤكد على فكرة أن العمل الجيد هو الذى يعتمد على فكرة المؤلف الواحد، رغم وجود حوالى خمس وعشرين مسلسلًا، والإختيارات النهائية التى لاقت إستحسانًا ومشاهدة من الجمهور هى أعمال المؤلف الواحد، سوى فى استثتاءات قليلة منها.
فيما تقول الناقدة "خيرية البشلاوى": نحن لدينا نقص فى فكرة وجود المؤلف الواحد، وهذا هو السبب الرئيسى لإنتشار فكرة ورش الكتابة فى الأعمال الدرامية، وهنا يصبح الأهم كيف يتم صياغة العمل الفنى بشكل يجعله يخرج للمشاهد، وكأنه رؤية لشخص واحد، وليست مجموعة من المؤلفين، ولذلك أنا لست ضد فكرة ورش الكتابة بشكل عام، بل ضد الإستسهال فيها، بأن يقوم كل شخص بكتابة جزء، ووضعهم بجوار البعض لملء عدد من الحلقات، فهذا غير مقبول، وهذا لا يُعد عملًا فنيًا، وفكرة وجود مشرف للورشة أمر جيد، يجعل العمل أكثر تماسكًا، ولكن لست مع أن تعتمد كل الأعمال على فكرة ورش الكتابة، وفى النهاية نحن نريد أن نرى موضوعًا واحدًا له معالجة درامية متكاملة ومتسقة، وليست ممزقة، وأن يكون كتلة واحدة متجانسة، وفيما تحقق ذلك فى الورش فيكون العمل جيدًا، ولكن للأسف الصناعة أصبحت تعتمد على صغار المؤلفين بشكل كبير، وفكرة عودة المؤلف الواحد بشكل أكبر نسبيًا هذا العام أمر جيد، ولكن لا يمكن أن نحكم على الأعمال إلا بعد عرضها، ونحكم إذا كان المؤلف قدم معالجة جيدة أم لا، ونتمنى الإستعانة بكبار المؤلفين، والاستفادة من مواهبهم وقدراتهم فى الكتابة.
وقال الناقد "سمير الجمل": الورش ليست أن يقوم مجموعة من المؤلفين الشباب بالتفكير والكتابة معًا، بل بأن يفكروا معًا، ومن يقوم بالكتابة فى النهاية هو شخص واحد، حتى يخرج العمل الفنى للمشاهد بشكل متجانس وقوى، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو أن مجموعة الشباب المؤلفين يقوم كل منهم بكتابة جزء من الحلقات، وهو ما يجعل أغلب الأعمال الدرامية المعتمدة على فكرة ورش التأليف تخرج بشكل مهلهل وغير متماسك، وهو نوع من الإستنزاف للمواهب الشابة، إذ يكلف مؤلف ذو اسم كبير مجموعة من الشباب بالكتابة، ويضع اسمه هو على العمل كمشرف عليه، ونجد بالضرورة اسم مشرف واحد على أكثر من عمل، وهو ما جعل الموضوع تجاريًا بحتًا، وتسبب بالتالي فى فشل الورش، ولكن لكل شىء استثناءات، وفكرة وجود المؤلف الواحد هى الأصل، وهى من تجعلنا نرى عملًا فنيًا متماسكًا ومتناسق الخطوط الدرامية.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
يمكنك الحصول على أفضل إطلالة نسائية لصيف 2023 من خلال قراءة هذا المقال لأننا سنذكر فيه النصائح التي ستفيدك عند...
فى عام 2009 شاهدت تجربة مختلفة لمراد منير مع كاتب كبير من نفس عائلة نجيب سرور وسعدالله ونوس، كاتب من...
على هامش الدورة الـ٢٤ لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، عقدت ندوة تكريم الناقد والمؤرخ الكبير محمود على،
فى كل عمل سينمائي يقدمه المخرج أحمد فوزي صالح تأكد أنك أمام قضية جديدة وجاده في نفس الوقت، فعلى الرغم...