نادية رشاد:خشبة المسرح القومى قادتنى للنجومية.. ومنيرة المهدية كانت مغامرة

فنانة من طراز فريد, متعددة المواهب استطاعت أن تنجح فى مجالات عدة, لم تفضل يوما الانتشارولكنها كانت تنتقى أدوارها بكل عناية فقدمت الكثير من الأدوار المهمة التى حققت نجاحا كبيرا

وظلت محفورة فى أذهان المشاهدين لا أحد ينسى منيرة المهدية فى مسلسل "أم كلثوم"، و"الحاجة صفية" فى الطوفان.. النجمة نادية رشاد التى تميزت أيضا فى الكتابة ومنها قصة "آسفة أرفض الطلاق".

ما سبب ابتعادك فى الآونة الأخيرة؟

حينما يأتى دور يستحق أقبله بلا تردد أما الأدوار الهامشية التى لا تأثير لها فى الأحداث أعتذر عنها, لأننى فى هذه المرحلة من عمرى ليس عندى المناعة الكافية تجاه الأوبئة كما أن أغلب الأعمال المعروضة علىّ لا تناسب اسمى وتاريخى, أما عن الكتابة لم أتوقف عنها ومازلت أكتب ولكن لم أجد من يتحمس لإنتاج أعمالى وتواصلت مع شركات إنتاج ورفضت لأن التكلفة أصبحت عالية.

 قدمت العديد من السيناريوهات خلال مشوارك.. منذ متى بدأت موهبتك فى الكتابة؟

بدأت الكتابة وعمرى 12عاما.. كنت أحب القراءة واللغة العربية ثم بعد ذلك دخلت التمثيل أخذنى التمثيل حتى بلغت الثلاثين من عمرى ليعاودنى حلم الكتابة فكتبت سيناريوهات درامية وفى سنة 2016 فكرت أن أكتب شيئا جديدا فكانت رواية "آسفة أرفض الطلاق".

 كيف أثرت نشأتك فى عشقك للفن والكتابة؟

كان لها أثر كبير, فقد كان أبى وأمى عاشقين لقراءة السير الذاتية فقرأت السيرة المحمدية ونهج البردة وكانا يحرصان على قراءة كل ما يخص الجانب الدينى ولأننى ولدت فى وقت لم يكن به تليفزيون كنا نستمع إلى "ألف ليلة وليلة" فى الراديو وهكذا تربى بداخلنا الحس الفنى وعشق القراءة والكتابة.

 من كان صاحب الأثر الأكبر فى كتابتك؟

تأثرت كثيرا بالأديب طه حسين فأنا أؤيده فى فكرة مجانية التعليم, فقد لفت نظرى لقضايا المرأة من خلال فيلم "دعاء الكروان" إذ جسد قضية الفتاة الجاهلة التى لا تملك الخبرة الحياتية مما يجعلها تقع فريسة سهلة لشاب مستهتر تمكن من خداعها مما لفت نظرى إلى قضايا المرأة المصرية وما تعانيه من قهر وظلم.

 كيف تم اكتشاف موهبتك؟

التحقت بمسرح المدرسة فى سن ثمانى سنوات وعشقت التمثيل منذ طفولتى ومنذ ذلك الوقت كنت أعشق القراءة وأصبح عندى حصيلة لغوية جعلتنى أبدأ فى الكتابة وعمرى 12 سنة وتوقفت فى الثانوية العامة إلى أن التحقت بكلية الآداب وانضممت لمسرح الكلية الذى كان يشرف عليه الفنان أحمد ضيف ويترأسه الفنان القدير فؤاد المهندس رحمة الله عليه, وأول عمل  درامى شاركت فيه مسرحية "ايفانوف" من الأدب الروسى ثم مسرحية "30 يوم فى السجن" وجسدت شخصية "أزهار" وكانت سيدة فجة ثم قدمت مسرحية "كلهم أبنائى" لأرثر ميلر.

 حدثينا عن أولى خطواتك فى المجال الفني ومشوارك الطويل؟

بدأت المشوار من خلال الجامعة عندما التحقت بالمسرح وكان صاحب الفضل الدكتور رشدى رشاد صاحب فكرة إنشاء مسرح الجيب وعندما تم الإعلان عنه تحمست للفكرة بشكل كبير وتقدمت له وبالفعل تم قبولى وبدأنا فى تقديم العروض وجاء الفنان سعد أردش لحضور العروض وكانت وقتها على خشبة المسرح القومى وكان وقتها لا يشترط فى الوجوه الجديدة سوى أن تكون خريجة معهد سينما أو معهد الفنون المسرحية تقدمت ضمن الوجوه الجديدة وقبلت وتم تعيينى فى المسرح القومى وقدمت على خشبته العديد من العروض القوية والمميزة.    

 وكيف جاء  انتقالك من المسرح إلى السينما والتليفزيون؟

 رحلتى الفنية فى التليفزيون والسينما جاءت بالمصادفة عندما شاهدونى على خشبة المسرح وتم ترشيحى لتبدأ أولى خطواتى فى ١٩٦٨ من خلال مسلسل "القاهرة والناس" وقدمت دور بطولة بالتزامن مع تجربة "القاهرة والناس" كانت تجربة فيلم "من عظماء الإسلام" حيث كنا نصور أكثر من عمل فى وقت واحد، وكان أيضا أول بطولة سينمائية لى وأصبح محفورا فى أذهان الجمهور ثم توالت الأعمال لأقدم رواية "على هامش السيرة" وكانت من الأعمال المهمة فى مسيرتى مرورا بفترة الثمانينيات حيث تم بها الانفتاح بإنتاج مشترك مع الدول العربية ولمدة١١ سنة قدمنا خلالها أعمالا فنية حتى أننى ذات مرة صورت فى ألمانيا الغربية وبعد انتهاء تلك الفترة انطلق قطاع الإنتاج فى مصر.

 حدثينا عن فترة انطلاقتك الإذاعية؟

 كانت فترة قوية فنيا, أستطعت أن أقدم الكثير من الأعمال وبدأت مشوار العمل فى الإذاعة بـ"ست البنات، ألف يوم ويوم, وراء الحاجز، فوق الجراح، بين القلوب المحطمة، وأمى" وغيرها من الأعمال التى حققت وقت إذاعتها نجاحا كبيرا وارتبط بها الجمهور.

 قدمت خلال مشوارك الفنى عددا من الأعمال الدينية.. فهل كان مقصودا أم صدفة؟

الحمد لله كان لى الحظ أن أشتركت فى عدد من الأعمال الدينية سواء كانت مسلسلات أو أفلاما قدمت فيها أدوارا مهمة منها "على هامش السيرة" قدمت من خلاله شخصية "بركة"، ومسلسل "القضاء فى الإسلام" بأجزائه الـ9 وكان لى الشرف أن أشترك فى جزءين هما التاسع والثامن، ومسلسل "خليل الله" وغيرها.

 حدثينا  عن أهم  محطاتك الفنية؟

أنتمى إلى الجيل الذى سافر إلى الخليج واستمر هناك طوال فترة الثمانينيات عملت خلالها مسلسلات وبطولات محورية لكن لم أحقق أى وجود فى مصر لذلك عندما عدت كانت البداية كمؤلفة وليس كممثلة من خلال مسلسل "دعوة للحب" بطولة ميرفت أمين ومصطفى فهمى وإخراج إنعام محمد على والحمد لله لاقى هذا العمل نجاحا كبيرا عند عرضه.

 لا أحد ينسى دور "منيرة المهدية " فى مسلسل "أم كلثوم".. ما الذى أغراك لقبول هذا الدور الصعب؟

شخصية "منيرة المهدية" كانت مغامرة فنية بالنسبة لى لأنها كانت شخصية شبه شريرة لا تحمل كما كبيرا من الإنسانيات، فهى تمثل شريحة تضم كثيرين تقلدوا مناصب ثم انحدر بهم الحال، وما لا يعلمه الكثيرون أن هذا الدور اعتذرت عنه نجمات كثيرات, البعض رفض تقديم دور ثان أمام الفنانة صابرين لكننى وافقت عليه عندما عرضته علىّ المخرجة إنعام محمد لأننى وجدت دورى ندا قويا للبطلة.

 ألم تخشى أن يكرهك الناس خاصة أنك تكيدين للبطلة؟

لم أتردد فى القبول لأنه دور يجبر أى فنان على قبوله خصوصا أنه يحمل كل المشاعر الإنسانية مثل الحب والكراهية والأنانية والطيبة والانتصار والانكسار، وليس شرطا أن يكون الفنان مؤيدا للشخصية التى يؤديها على الشاشة فمن الممكن أن يكون رافضا لها ويقدمها بشكل رائع.

 معنى هذا أنك قدمت أدوارا لست مؤيدة لها.. كيف استطعت فعل هذا؟

قدمت العديد من الأدوارالتى كنت غير راضية عنها والحمد لله استطعت أن أقدمها بشكل جيد وحققت نجاحا مثلما حقق دور منيرة المهدية فى المسلسل ردود أفعال جيدة وأصبح من المحطات المهمة فى مشوارى, لذلك كنت أعتبره مغامرة كبرى.

 من الأدوار المميزة لك أيضا "ممتاز محل" فى "أرابيسك"..  فماذا عنه؟

رشحنى لهذا الدور المؤلف أسامة أنور عكاشة الذى كان يتميز بجودة اختياراته للموضوعات وكنت أعتبره "ألفة" جيله ويستحق لقب "عميد الدراما التليفزيونية" كما وكيفا..  فقد كان صاحب إنتاج غزير جيد.

 لماذا اختارك لهذا الدور؟

أعجبه أدائى فى دور"أم جميل" فى مسلسل "الوعد الحق" بعدما شكلت ثنائيا ناجحا مع الراحل عبد العزيز مكيوى الذى كان يجسد شخصية زوجى "أبى لهب" لذلك كان على يقين بأننى فى شخصية "ممتاز محل" سأشكل مع الراحل كرم مطاوع دويتو جميلا، وعندما جاءنى السيناريو وجدتها شخصية عملية بشعر قصير وترتدى نظارة وملابس تخفى أنوثتها فاقترحت عليه أن نخرجها من هذا الإطار فأقتنع بوجهة نظرى.

 من الأدوار المهمة التى قدمتها أيضا مسلسل "قاسم أمين".. كيف استعديت للدور؟

المسلسل قصة وسيناريو وحوار محمد السيد عيد وإخراج إنعام محمد على, بطولة كمال أبورية, أحمد خليل، جسدت شخصية أم قاسم أمين التى تعانى من التفرقة العنصرية وتدخل الزوجة الأجنبية فى تربية ابنها قاسم خاصة أن أم قاسم مصرية أصيلة تضحى بسعادتها من أجل أسرتها وابنها.

 هل نستطيع أن نقول إن الفنانة نادية رشاد أصبحت متخصصة فى مسلسلات السير الذاتية؟

لا.. هى مجرد صدفة غير مقصودة وأنا لا أقدم غير الأدوار التى تجذبنى والتى أقتنع بها, فالأدوار الحلوة هى مقصدى وغايتى فقط  بغض النظر عن مساحة الدور.

 هل نادية رشاد أحد أبرز الشخصيات الحاضرة دائما فى كتابات الكاتب محفوظ عبد الرحمن؟

الكاتب الراحل الكبير محفوظ عبد الرحمن من أفضل الكتاب فى تاريخ الدراما, كتاباته لها طابع ومدلول خاص فيكفى أن يذكر اسمه فقط حتى يكون العمل متميزا وجيدا وكتاباته تجذب أى فنان, فأنا من ضمن الفنانين الذين إذا عرض عليهم دور فى عمل من تأليفه أكون حريصة على الاشترك دون تردد.

 حدثينا عن شخصية الملكة نازلى فى مسلسل "أوراق مصرية" الجزء الثانى؟

جسدت شخصية الملكة نازلى أم الملك فاروق التى تثير العديد من المشاكل بسبب علاقتها بالقصر ورئيس الديوان الملكى الأمر الذى يجعل ابنها يشهر فى وجهها السلاح.. فالشخصية غريبة ومثيرة للجدل تشبه إلى حد كبير بعض الشخصيات الملكية الأمر الذى جعل الملك الشاب يخرج عن شعوره خاصة مع وجود شائعات تصف الملكة بالعاهرة وتطالب الملك بالاستقالة ووسط كل هذه الأحداث تأتى مشاعره تجاه أمه التى كان يعشقها ويحبها, فالشخصية مليئة بالمتناقضات والصراعات التى حاولت أن أظهرها والحمد لله حققت ردود أفعال جيدة.

 ما الذى جذبك للدور على الرغم من صغر الدور؟

دور الملكة نازلى لا يتجاوز 9 حلقات فقط فى المسلسل إلا أنه يقدم أهم ملامح حياتها خاصة قصة حبها لأحمد باشا حسنين وتركها لمصر بعد وفاته وعلاقتها بالملكة فريدة الزوجة المصرية لابنها والصراع بين الملكة الأم والزوجة على عرش مصر وعلى حب واهتمام الملك بجانب الكثير من المواقف، وعندما قرأته وافقت عليه على الفور لأنه يمثل حقبة مهمة فى تاريخ مصر.