«بابلو إسكوبار» بارون المخـدرات الأشهر!

إذا كنت من متابع شبكة "نتفليكس" فلابد قد شاهدت سلسلة "ناركوس" التى تحدثت عن قصة حياة ملك المخدرات الملياردير "بابلو إسكوبار" برغم أن ابن الرجل نفى بعض الأحداث التى

إذا كنت من متابع شبكة "نتفليكس" فلابد قد شاهدت سلسلة "ناركوس" التى تحدثت عن قصة حياة ملك المخدرات الملياردير "بابلو إسكوبار" برغم أن ابن الرجل نفى بعض الأحداث التى وردت بالعمل، لكن المؤكد أن "إسكوبار" كان وجهاً معروفاً للجميع على عكس كل تجار المخدرات الذين كانوا يخفون وجوههم  وليس لأبناء كولومبيا فقط).

قناة "دهاليز" المهتمة بالوثائقيات بثت فيلماً عن سيرة حياة "بابلو إسكوبار خافييرا" الذى ولد عام 1949 لأم عملت بالتدريس، وأب بلا عمل، وبالتدريج ترك إسكوبار التعليم مبكراً، واتجه إلى العمل كى يعيل أسرته، وكان يردد "أقسم ألا أموت فقيراً.. فبالنسبة لى (الرب) يقع فى المكانة الأولى ولكن إن أمعنتم النظر ستجدون المال قريبا للغاية من (الرب)"، وفى عام 1970 عمل بصحبة ابن عمه "جوستافو خافييرا" فى تهريب الممنوعات، وأصبح حارساً شخصياً لألفريدو جوميز وهو أحد كبار تجار المخدرات فى "ميدلين" ثم شكّل مجموعة إجرامية تمكنت من جمع مبلغ كبير من المال، وحين بلغ 26عاماً  فى عام 1975 تخصص فى تهريب نوع فريد من المخدرات التى انتشرت فى كولومبيا والولايات المتحدة، وتم القبض عليه من جانب شرطة كولومبيا، وعرض رشوة على قائد الشرطة الذى رفضها، ثم حاول رشوة قاضية المحكمة "ماريللا إسبينوزا" دون جدوى، ثم حدث خطأ بوقائع القضية فتم تحويلها إلى محكمة مدينة مجاورة نجح خلالها إسكوبار فى رشوة القاضى الجديد، وأفرج عنه فقام بقتل القاضية "إسبينوزا" كما قتل محقق الشرطة الذى ألقى القبض عليه، وتخلص كذلك من شرطيين أساءا معاملته، وقام إسكوبار بالتحالف مع منظمة إجرامية تزعمها شريك رحلته "كارلو سليدينج"، ووقع اختيارهما على جزيرة بالباهاماس- تبعد حوالى 300 كيلومتر عن ساحل فلوريدا ـ لتكون ملاذاً آمناً لتحضير المخدرات التى كان سيتم شحنها للولايات المتحدة، وتم إعداد مهبط للطائرات ومرسى بحرى بالمنطقة، كما جرى تجهيز المكان بأحدث التقنيات وبفندق ومستودع بارد لحفظ المخدرات تمهيداً لإرسالها لنيويورك، ثم قام إسكوبار عام 1977 بتشييد مختبر للمخدرات بأدغال كولومبيا من أجل تنعيم المخدرات القادمة من بيرو وبوليفيا، وقام بمشاركة عدد من كبار عائلات تجار المخدرات فى كولومبيا ومنهم شريكه "كارلو سليدينج"، وتم الاتفاق على تقسيم الأرباح بينهم، وعمل لديهم العشرات من القتلة المأجورين والجنود تمكنوا من تهريب 80 طناً من الممنوعات شهرياً إلى الولايات المتحدة).

طائرة القصر

(مع بدايات الثمانينيات صار إسكوبار مليارديراً وقام بشراء قطعة أرض ضخمة  حوالى 20 ألف متر مربع  وقام بتشييد قصر بها، ووضع فى مقدمته طائرة مرتفعة عن الأرض، وذلك تخليداً لأول طائرة تقلع بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، وصنع داخل ذلك المقر بحيرات اصطناعية وحدائق حيوان جمعت زرافات وأسوداً وأفراس نهر وفيلة، إضافةً إلى فنادق وأماكن ترفيه، وكان يجمع - داخل المقر- السيارات الفارهة التى هواها، وقد نجحت مجموعته الإجرامية فى ميدلين بالوصول بقيمة تجارتها فى المخدرات إلى 25 مليار دولار سنوياً بما يوازى 80% من سوق المخدرات فى أوروبا، و90% من سوق الولايات المتحدة التى دفعها غضبها من دور عصابة إسكوبار إلى توظيف عدد من لجان مكافحة المخدرات للقبض عليه، ومع تحوله لأحد كبار أثرياء العالم، اتضح قيامه برشوة غالبية قضاة كولومبيا وخضوعهم لسطوته، وقد كان يردد لرجال الشرطة والقضاء:  "ستتركوننا نعمل بتجارتنا وتغمضون أعينكم وتمضون قدماً فى مصالحكم الخاصة، ومقابل ذلك لكم منى المال الذى تريدون، أو اختاروا منطقة ملائمة لقبوركم"!!، ووصل نفوذه إلى حد موافقة عمدة "ميدلين" على قيام 200 هليكوبتر تابعة للعصابة بالتحليق فى سماء العاصمة، ثم جرى تحذير 300 شخص من الاقتراب من "إسكوبار" ومنطقة نفوذه، ولما جرؤ البعض واخترقوا المنطقة تم قتل العشرات من السياسيين والصحفيين المناهضين لإسكوبار، وقضاة  ممن ناصبوه العداء، وفى عام 1982 قرر "بابلو إسكوبار" دخول ميدان السياسة من بوابة مجلس النواب، وفاز بمنصب "المندوب المناوب" وسط ذهول الكافة، ثم قام بتمويل الأحياء الشعبية وعشش الصفيح وعدد من الجمعيات الخيرية، وبرغم ازدياد شعبيته وسط العامة إلا أن حكماً صدر بإبطال عضويته برلمانياً عام 1984، كما حدثت منافسة بينه وبين عصابة "كالى" التى كانت تضم جنوداً متمردين كانوا يسمون أنفسهم "لويس بينيس"، وفكرت الحكومة فى إبعاد عصابتى "إسكوبار" و "كالى" إلى الولايات المتحدة إلا أن زعيمى العصابتين رفضا نقلهما إلى واشنطن، وشن إسكوبار حرباً حقيقية على الحكومة، ونجح فى إسقاط طائرة كانت تحمل 107 مسافراً، والغريب أنه حاول قتل المرشح الرئاسى "سيزار خافيير" لكنه فشل وفاز الأخير بالمنصب).

النهاية الدامية

(كان مسافران أمريكيان ضمن ضحايا الطائرة التى أسقطها إسكوبار، مما جعل واشنطن تشدد سعيها للقبض على الرجل، ولما شعر باقتراب نهايته.. قام بتسليم نفسه بشرط عدم نقله للولايات المتحدة، وتم حبسه فى سجن  كان قد بناه بنفسه،  وضمّ ملعباً لكرة القدم، وجاكوزى وملهى ليلى وحانة، وكان يستضيف به بعض منافسيه ويقوم بشرب الخمر معهم ثم التخلص منهم، وبالتالى.. صدر قرار بنقله لسجن آخر أكثر انضباطاً، فقام بالهروب من حراسه، وخصصت الحكومة ـ بالتعاون مع الولايات المتحدة ـ ستة ملايين دولار لمن يأتى برأسه أو يرشد عن مكانه، وحاولت السلطات الاتفاق مع غريمه زعيم عصابة كالى للإيقاع به، وجرت 20 ألف عملية تفتيش فى كولومبيا بحثاً عنه، واشترك أمريكيون وإسرائيليون وغيرهم فى البحث طمعاً فى المكافأة، وفى ديسمبر 1993 رصدت السلطات مكالمة هاتفية من إسكوبار إلى عائلته التى كان يحاول تهريبها خارج كولومبيا، فتم تعقب المكالمة، وتحديد مكان اختبائه، وشارك الآلاف من الجنود فى محاصرته هو وحارسه "ألفارو" ولما حاولا الهروب عبر السطح تمت تصفيتهما، هى حكاية مشوقة عن رجل مغامر.. عشق جمع المال الحرام، وامتهن قتل أعدائه، وبرغم ذلك أحب مساعدة الفقراء، وكان من الطبيعى أن تكون نهايته دامية طبقاً للطريق الذى استكان إليه، ألمّ الفيلم بأهم محطات حياة الرجل، وألقى الضوء على أبرزها، وكان مهماً أن تتوافق الصورة مع تفاصيل السيناريو خاصةً وأن مرحلته الزمنية ليست بعيدة جداً وكان من أجمل صوره "الطائرة المعلقة" التى كانت تذكاراً لأولى رحلات عصابته إلى الولايات المتحدة، وكذلك مشاهد قصره وحديقة الحيوان الخاصة به).

 


Katen Doe

وائل الجندى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من فن

مشاركة مغربية لافتة في ملتقى "أولادنا"

أمين شويرف يهدي مصر أغنية ويُبهر بلون غيواني أصيل

فى ذكرى ميلاد أحمد عبدالحليم.. خمس محطات رئيسية في حياة عاشق المسرح

حياة الراحل أحمد عبد الحليم تميزت بالتنوع والثراء الفكرى، تنوع منحه ملامح يندر أن يحظى بها مخرج مسرحى آخر، إذ...

إسماعيل عبد الحافظ.. سجّل التاريخ فى حلقات بقلم أسامة أنور عكاشة

في هذا الشهر - سبتمبر - تمر الذكرى الثالثة عشرة الرحيل المخرج الفنان إسماعيل عبد الحافظ الذي غادر الدنيا بعد...

حازم إيهاب: المنافسة الشريفة تصنع النجوم

من التردد أمام الجمهور إلى الثقة التي منحتها له التجارب والمنتجون يتحدث الفنان الشاب حازم إيهاب عن كواليس "حكاية هند"،...