التهكم الممزوج بالمرارة في ديوان (موسيقي وحيد)

الشاعر / جندي وحيد: هو مؤجج بالمفردات في وجه الطغاة يحارب في كل أركان الحياة من اجل من هم في الذاكرة /ذاكرة الوطن . مصرا على أن يكون وحيدا في معركته أو هو فعلا وحيدا

الشاعر / جندي وحيد:

هو مؤجج بالمفردات في وجه الطغاة يحارب في كل أركان الحياة من اجل من هم في الذاكرة /ذاكرة الوطن .

مصرا على أن يكون وحيدا في معركته أو هو فعلا وحيدا جندي وقائد وهذا الإصرار جلى في عناوين القصائد ..

 ففي القسم الأول من الديوان نجده هو.

ناي في صحراء الوطن...... همجى .......... قاطع طريق

أو يتقلب من الوجع في حالة .....ارق .. وهى حالة أيضا فردية

أو هو ........... الغائب

يعاند ............. الانهزام

متحديا أن يصير حالة إلى ............... انشطار

ثم يأتي القسم  الثاني بقصائده الأطلسية

هو تحديد من يقسم مناطق القتال لجنديه الوحيد /هو 

والقصائد الأطلسية هي خريطة للألم الوطني لدى الثائر الحائر من أوضاع الأحداث وهى تحديد وترسيخ لواقع الحياة في الوطن المقهور ...   وهكذا ..

نلتقي بالحالة الفريد مره أخرى في القسم الأخير.......... قصائد من دفتر قديم

يطرح الفردية أيضا حتى يقنعنا الشاعر بفردية انه موسيقى وحيد أو هو جندي وحيد في ارض المعركة الحياتية ..

نجد العناوين

ولد ......... مزق.........انحناء ....... خداع....عادة

وكلها حالات من الإبداع الحي لدى الشاعر لترى شخوصه جليه الحس والمعنى ..

وهو كما الجواد الذي يسابق الريح لا يهدأ ولا يستقر

ومع مفارقات كتاباته المتنوعة تجده ممزوج مع ترنيمة الحزن المبلل بندى الأمل الذي يستمد منه إستمراريته للحياة أوركسترا لعازف وحيد.

يصحو يقاوم يخرج أنينه قصائده تنساب بين الجوارح مطلقا أنينه ذخيرة حيه في وجه الحياة..

 

ديوان (موسيقي وحيد)

هو نوتات موسيقية هيأها الشاعر لكي تعزف عليها أوركسترا حلم الأوطان وجرح الشعوب ..

لقد استطاع الشاعر أن يجسد لنا كثير من وجهات العناوين الواضحة لمعانات الشعب/ الفرد ..

حاول بكل الصور أن يجعل من الإنسان جندي ..و رئيس..و ألها إغريقيا..ومجذوبا.. ومداحا من بين الدراويش ..

جسد معاني الإحباط التي أصابت الإنسان حينما تحوط به الأزمات.

موسيقي وحيد:

 هو مدونات صغيره كبسولات شعورية تملك أطراف الأحاسيس وتفردها وتطويها ثم تنثرها هواء يستنشقه الآخرين.

 لقد كان الحديث والحوار يتجلى بين أركان القصيد ويفاجئانا سؤال فهل حقا يعزف بهاء الدين الشعر...؟

 نعم ولكن بموسيقا غير التي أعتدناها عزفا وإيثارا..

 لقد اخرج لنا موسيقا للبراح من قبل وهو ديوان مراوغ متنوع  كعادة الشاعر

وهاهو نجده يحكم على نفسه من بين قصائده معترفا بأنه موسيقى وحيد قد تجترفه الغربة أو يعزف لوحده على مسرح الوطن الجريح .

موسيقي وحيد:

هو كاميرا يجيد صاحبها استخدامها إلى ابعد الحدود يلتقط بها أدق التفاصيل ويلتقط بها من كل الزوايا حجم المأساة ويطرح صورها في تسلسل رائع كيف صور الكيان القاهري /في مصر كيف جعل من رحلة عودته إلى موطنه برمز آخر هو معنى التنوير وكأنه يريد أن يقول بان زخم القاهرة لا يذكر أمام حضارة العقل الذي كانت نشأته الجنوب.

 فهذا رفاعة الطهطاوي وتلك القاهرة برجالها ونسائها وألوانها وزخمها...

لقد استضاف الشاعر لغة التهكم ووظفها في أبيات شعره بحيث تكون مزيج من ألم الفجيعة وسخرية من أفعال الحمقى كما وصف بعضهم وكل معنى قد يكون هو مقصد الشاعر ففي مكنون الكلمات والأبيات أسرار لم يبح بها الشاعر حتى لنفسه.

ويترك كل الأشياء طارحها في امتزاج الكيان محدثا بها روحه في صفاء ممتزج بكيان أخر لمغنى يحمل ترنيمة شوق ليطرب بها الكون كعابر سبيل في رقعات الخلاء معاند الفناء ولا يتلاشى مع ألا شئ..

موسيقي وحيد:

تتوهج نفسه مع جرح الوطن العربي ينزف عبارات الشعر لترثوا أنين الألم ولا تترك صهوة جواده الجامح والندى ذلك الرمز الذي يحلم به أبناء الوطن يتخفى خشية الهزيمة ويصارع ببسالة لمواجهة الخوف تضاد معنوي يحمله أوجاع القتال في أنشودة الوطن.. تتقفز المعاني الثورية من الإحساس الشعري..

قد تكون لغة الحرف اشد من المعنى نفسه فالكاتب يعتمد أيضا على هذه اللغة التي تحدث القارئ وتستحثه على مواصلة القراءة وهناك نصوص تستحث المتلقي على المواصلة من ما يؤهلها إلى درجات الرقى والسمو النفسي فللنص لغته الخاصة التي تجعله ناطق بما يحتويه ولهذا دائما تكون النصوص معبره عن مكنونها اكثر من التعبيرات المحشوة داخل الفقرات..

و شاعرنا يكتب اللغة الثورية تلك التي تدق أجراس النشاط والهمم في أوقات التغيرات الحياتية ومهما اختلفت من مسموعة أو مقروئه فهي في جميع الحالات تحرك كل ذرات الكيان من حماس وتجرد الإنسان من قيوده لا تستثنى أحد .هي كالشهب في سماء الإحساس تطلق نفير التحفز تستجدى غليان الخمول الذي يركز في الكيان الإنساني .وهى أيضا لغة متحررة من قيود العوامل الحياتية . ولا أدرى أين اقف فعتبات بهاء الدين كثيرة ولكنها جميعا للولوج لعالمه لا للخروج ....

 

Katen Doe

محمود حسانين

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

العزلة في الشعر العالمي
خارج السرب .. اتحاد المهاترات
شريف رزق وأسئلتُهُ الجديدَةُ القديمَةُ حولَ قصيدَةِ النَّثر
عقلية التكفير
رحلة العائلة المقدسة في الشعر العالمي

المزيد من تحقيقات

العزلة في الشعر العالمي

أُغنيةٌ للغروب فريدريك جيورج سكوت ثمةَ بقعةٌ وحيدةٌ في روحِ رجلٍ وحيدةٌ أكثر من بحرٍ بلا قمرٍ وخليجٍ, ما من...

خارج السرب .. اتحاد المهاترات

بوسع الجمعية العمومية القادمة فى اتحاد الكتاب أن تعدل الوضع المائل لو أرادت، وأن تقفل باب المهاترات المفتوح على مصراعيه،...

شريف رزق وأسئلتُهُ الجديدَةُ القديمَةُ حولَ قصيدَةِ النَّثر

سأبدأ منْ حيثُ انتهى الشَّاعر والنَّاقد شريف رزق ، أقصدُ منْ حيثُ اكتشافه مُعْضِلاتِ المَرَضِ ؛ فكِتَابُ :" قصيدة النَّثر"...

التهكم الممزوج بالمرارة في ديوان (موسيقي وحيد)

الشاعر / جندي وحيد: هو مؤجج بالمفردات في وجه الطغاة يحارب في كل أركان الحياة من اجل من هم في...