كثيراً ما يواجه حكام "الساحرة المستديرة " اعتراضات واتهامات سواء من اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو الجماهير أو وسائل الإعلام مما يجعل مهنتهم واحدة من أصعب المهن لأنه نادراً ما يتفق الجميع على قرارات الحكم خاصة فى المباريات الحاسمة .
وتزداد الصعوبة وحدة الجدل عندما يكون الحكم امرأة صعبة تحكم مباراة كل أطرافها من الرجال.
ومن المستجدات اللافتة للنظر والمثيرة للجدل فى مونديال 2022 الذى تستضيفه قطر من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر أنه لأول مرة فى تاريخ كأس العالم، تشهد المباريات مشاركة 6 "حكمات" من 5 قارات،ضمن 105 حكام اختارهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) .
وتشمل أسماء الحكمات الدوليات:الفرنسية ستيفاني فرابار والرواندية ساليما موكاسانجا واليابانية يوشيمي ياماشيتا، بالإضافة إلى ثلاث حكمات مساعدات أخريات وهن : البرازيلية نويزا باك والمكسيكية كارين دياس ميدينا والأمريكية كاثرين نيسبيت.
الجودة هى المعيار
وتعقيبا على هذه السابقة التاريخية ، قال رئيس لجنة الحكام الإيطالي بييرلويجي كولينا: "هي المرة الأولى في التاريخ التي تقود فيها سيدات بعض مباريات البطولة، وما هذا إلا ثمرة للجهود الحثيثة التي انطلقت منذ عدة سنوات في سبيل نشر حكام سيدات في بطولات الفيفا للرجال، الناشئين والكبار".
وتابع كولينا، الذي يعد واحدا من أشهر حكام كرة القدم في التاريخ: "بهذا نؤكد بوضوح على أن كل ما يهمنا هو الجودة وليس الجنس، وأنا آمل أن ينظر في المستقبل لوجود حكمات في مباريات النخبة لأهم منافسات الرجال على أنه أمر طبيعي، فمن حقهن التواجد في كأس العالم لأنهن يؤدين أدوارهن باستمرار وبمستوى عال جدا".
خبرات سابقة
وتواجدت الحكمات الثلاثة في إدارة مباريات الدوريات المحلية والبطولات القارية..فالفرنسية فرابار،38 عاما، أول امرأة تدير مباراة بالدوري الفرنسي، عام 2019، وفي العام نفسه تولت إدارة نهائي كأس العالم للسيدات في بلدها، أيضا أدارت نهائي الكأس السوبر الأوروبي 2019 بين ليفربول وتشلسي الإنكليزيين، ثم في 2020 أدارت مباريات في دوري أبطال أوروبا عام 2020 ثم نهائي كأس فرنسا الموسم الماضي.
أما الحكمة اليابانية ياماشيتا، 36 عاما، فهي أول امرأة تدير مباراة في دوري أبطال آسيا للرجال عام 2019، وانتقلت إلى عالم الاحتراف في وقت سابق من العام الجاري بعد أن تخلت عن عملها كمدربة لياقة بدنية.والرواندية موكانسانجا، 34 عاما، أول امرأة تتولى الإشراف على مباراة في كأس الأمم الأفريقية للرجال في يناير الماضي.
التجربة فى الميزان
وحول مدى نجاح تجربة الحكمات السيدات عالميا وعربيا ، قال خالد كامل الناقد الرياضى لموقع أخبار مصر إنها تجربة ناجحة عالميا وعربيا ومحليا مؤكداً أن انضمام النساء إلى لجان التحكيم إضافة لنظام لعبة كرة القدم .ويرى أن نجاح الحكم لايرتبط بنوع الجنس وانما بمدى جدارة وعدالة وتأهيل وخبرة الحكم سواء كان رجلا أم سيدة .
وعن رأيه فى تقنية التسلل نصف آلية ، أكد كامل أنها ستوفر العدالة التحكيمية والحياد بين الفرق لأنها توفر لطاقم التحكيم تنبيهًا آليًا بوجود حالة تسلل ، وتحسن عملية التواصل مع المشجعين داخل الاستادات وخلف شاشات التليفزيون، مشيرا إلى اختبار تلك التقنية فى آخر 3 بطولات تابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم.
وتستخدم التكنولوجيا الجديدة 12 كاميرا تُثبّت أسفل سقف الاستاد بهدف تتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات تعمل بسرعة 50 مرة فى الثانية مخصصة لكل لاعب في أرضية الميدان، من أجل احتساب الموقف الدقيق الذى يتواجد فيه اللاعبون، كما تشمل نقاط البيانات هذه أطراف اللاعبين وحدودها المعنية بوضعية التسلل.وتوفر التكنولوجيا شبه الآلية تنبيها تلقائيا لحكام الفيديو والمباراة كلما استقبل مهاجم متسلل الكرة من أحد زملائه فى المنتخب، وحينها يتحقق حكام الفيديو من وضعيات التسلل المقترحة من البرنامج بالنظر لمكان ركل الكرة وخط التسلل قبل إبلاغ الحكم الرئيسي بالقرار، ولا تستغرق هذه العملية الدقيقة برمتها أكثر من بضع ثوان فقط.
وبعد أن يؤكد الحكام قرار التسلل، يُصدر البرنامج بالاعتماد على البيانات والإحداثيات التي جمعها محاكاة ثلاثية الأبعاد تُوضح بشكل مثالى موقع أطراف اللاعبين لحظة لعب الكرة، وستُعرض هذه الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد على الشاشات العملاقة للاستاد، كما ستُتاح لمؤسسات البث الشريكة لـ FIFA حتى تعرضها على المشاهدين في شاشاتهم بأكثر الطرق وضوحا.
"جووول اليابان" المثير للجدل
وأشارالناقد الرياضى إلى الجدل الذى اثاره هدف منتخب اليابان في مرمى نظيره الإسباني، خلال مباراة على ستاد "خليفة الدولي" ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الخامسة في بطولة كأس العالم 2022.فقد أحرز أوه تاناكا الهدف الثاني الجدلي للمنتخب الياباني في الدقيقة 51، إذ لعب البديل كاورو ميتوما كرة عرضية حولها تاناكا في الشباك لكن الإعادة التليفزيونية أثارت الشكوك حول ما إذا كانت الكرة عبرت الخط إلى ركلة مرمى، قبل أن يلعبها ميتوما.واحتسب الحكم الجنوب أفريقي فيكتور جوميز الهدف، بعد قرار حكم الفار المكسيكي فيرناندو جيريرو راميريز.
ولفت إلى نجاح نماذج عربية ومصرية بميدان التحكيم الكروى مثل منى عطا اللة وشاهندة المغربي صاحبة أول صافرة نسائية فى التحكيم المصرى و سارة سمير أول فتاة بمصر تُدير مباراة كرة قدم رجالية ..مباراة فريقي وادي دجلة وطلائع الجيش في دوري الجمهورية تحت 17 سنة في بداية 2015.
وهناك حكمات عربيات ناجحات مثل كريمة خاضري وهي أصغر حكمة مغربية دولية على مستوى الرجال والنساء كما أنها تعتبر أول حكمة محجبة في تاريخ كرة القدم المغربية.وشيماء أول فتاة عربية تحصل على لقب حكم دولي من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وأول وأصغر حكم كرة قدم نسائية في مصر، بالإضافة إلى حصولها على لقب وصيفة ملكة جمال العرب عام 2007.
وفى عام 2016،لفتت حكمة كرة القدم التونسية الشابة سوار الدلهومي الأنظار بسبب صغر سنها فقد كانت تبلغ من العمر حينها 18 عام فقط وتقود مباريات الدرجة الثالثة والناشئين في تونس على الرغم من عدم ممارستها لكرة القدم في أي نادي إلا أنها تفهم قوانينها وتحفظها جيدًا.
صافرة "نون النسوة" بالملعب
وترى منى عطا الله، الحكم الدولى المساعد التى شاركت بأول طاقم تحكيم نسائي بالدوري المصري، أن الخبرة والشخصية واليقظة تفرض نفسها فى الملعب والحكمات العربيات والمصريات أثبتن جدارة رغم التحديات .
وأكدت أنه من حقهن توسيع فرص المشاركة بساحات التحكيم وأن يحظين بالدعم والتشجيع .
وأشارت إلى أن نظرة المجتمع لاقتصار المهنة –حسب العادات والتقاليد-على الرجال ستتتغير بالتدريج مع نجاح المحكمات ومعرفتهن الجيدة بقوانين وقواعد كرة القدم والإشادة بالقرارات والأداء.
وأضافت أنها حققت حلمها باقتحام مجال التحكيم الرياضي ، وشاركت في كأس العالم للسيدات مرتين وفي الأولمبياد والبطولة العربية و المباريات الدولية ، وشاركت في الدوري الممتاز للرجال .
وروت تفاصيل دخولها الى مجال التحكيم الكروي، قائلة: "والدي دعمني وشجعني أدخل المجال وهو مثقف رياضيا وكان مدرب بنادى السكة الحديد، واشقائي عملوا في مجال التحكيم الرياضي ولي أخ يحكم في الدوري الايطالي ونحن 6 حكام رياضين في المنزل".
وأضافت منى عطا الله أنها واجهت صعوبات كثيرة في البداية، لأنها أول دفعة محكمة فى مصر ، حيث تخرجت فى كلية التربية الرياضية عام 1998، و حصلت على الشارة الدولية عام 2004، وحكمت فى كأس العالم للكرة النسائية مرتين وخمس بطولات إفريقيا وشمال إفريقيا وأولمبياد وبطولة عربية.
وفى البداية ..الصعوبة كانت فى فرض الشخصية واثبات الجدارة بسبب عدم ممارستها لكرة القدم، فكانت تمارس الكرة الطائرة فى الجامعة، لكن والدها كان بمثابة مدربا خاصا لها ، ومراقبًا لأدائها خلال المباريات التى تقودها تحكيميًا ليعالج أخطاءها .
ولا ترى منى عطا الله أى فوارق بين الرجل والمرأة فى التحكيم ، فقد عملت مع جمال الغندور، عصام عبدالفتاح، سمير عثمان وفهيم عمر، عندما كانوا يحكمون نهائى مباريات السيدات.
وأكدت أن تقنية الفيديو تساعد فى تقليل أخطاء الحكام، وستساعدهم على العدالة والتوازن لعدم الانحياز لفريق على حساب الآخر.
تقدم كبير فى تمكين المرأة
وفيما يتعلق بمدى إضافة هذا المجال لإنجازات المرأة ، قالت د.عزة كامل الناشطة بمجال حقوق المرأة لأخبار مصر إن نجاح السيدات فى مجال التحكيم الكروى تقدم كبير وتوسع فى الميادين التى اقتحمتها المرأة عالميا وعربيا ومحليا .
وأكدت د.عزة كامل أن نجاح التجربة يعكس قدرات المرأة وجهود تمكينها عن جدارة بمختلف المجالات حتى التى ظلت بحكم التقاليد حكراً على الرجال عقوداً طويلة .
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...
ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...
"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...
في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...