6 أكتوبر ... نصر متجدد

فى ذكرى نصر اكتوبر مازالت هناك الكثير والكثير من القصص والبطولات التى لم تروى بعد وتضحيات كبيرة وكثيرة تعلن كل عام مع حلول ذكرى النصر .. فى تلك المناسبة المجيدة نحاور

فى ذكرى نصر اكتوبر مازالت هناك الكثير والكثير من القصص والبطولات التى لم تروى بعد وتضحيات كبيرة وكثيرة تعلن كل عام  مع حلول ذكرى النصر ..

فى تلك المناسبة المجيدة نحاور الكاتب الصحفى البارز حسن بديع نستشرف معه افاق النصر وذكرياته عن تلك المناسبة الخالدة .

+ نصر اكتوبر ذكرى خالدة وهو من أمجد انتصارات مصر والعرب عبر التاريخ وهو نصر حى بكل ماتحمله الكلمة من معنى وهو نصر يطول فيه الحديث لما يتضمنه من أحداث وبطولات ، وفيه الكثير من الدروس والعبر التى ينبغى تسليط الضوء عليها :

اولا : نصر خالدا بكل معنى الكلمة ويمثل مصدرا لالهام الاجيال التالية بكل دروسه وعبره وايجابياته وسيبقى دائما نبراسا للاجيال المصرية والعربية المتتالية لأنه بحق من الانتصارات القليلة النادرة فى تاريخ الامة العربية كلها .

ثانيا : نصر اكتوبر مازالت اثاره باقية حتى الآن ومازالت ايضا معركة اكتوبر طويلة ممتدة ومستمرة حتى الان ويمكننى أن أقول أن حرب اكتوبر حرب طويلة ممتدة ومستمرة ولم تتوقف حتى هذه اللحظة ، فأكتوبر حربا عسكرية بالكامل ولكنه بعد 1973 اتخذت الحرب أشكالا عديدة سياسية وثقافية وإعلامية ومازلت مستمرة وبضراوة على مختلف الجبهات وأحيانا تأخد اشكالا جديدة ومتنوعة ومتطورة .

فالصراع العربى الاسرائيلى لم ينته وهو صراع أجيال ، صراع وجود لاحدود وهو صراع بين نظريتين مختلفتين تماما ، ف "ديفيد بن جوريون" مؤسس الكيان الاسرائيلى كان يقول إن الارض واحدة ويتنازع عليها اثنان ومعنى ذلك انه صراع وجودى ، صراع اجيال ، صراع ممتد واتخذ من سنوات قليلة أشكالا جديدة فيما يطلق عليه حروب الجيل الرابع والخامس والسادس، فتلك الحروب بأنماطها الجديدة ماهى الا امتداد لحرب اكتوبر بأساليب مختلفة ومناهج مختلفة والمواجهة مستمرة ولم تتوقف وحتى نظرية "الشرق الأوسط الجديد" أو "الشرق الاوسط الكبير" هى استمرار لحرب اكتوبر .

كذلك هناك حرب المخابرات والتى تتم فى الخفاء ولم تتوقف لحظة، فهناك صراع القوى والارادات وبالتالى هناك أوجه عديدة للحرب التى لم تنته ولن تنتهى ولعل التحديدات الكبيرة الحالية التى تواجه أمننا القومى هى استمرار لهذه الحرب .

ويمكن القول إن السمة الثانية والبارزة لحرب اكتوبر انها حربا طويلة الامد وعلى مستوى الحروب تعد "صليبية " من حيث طول امدها وقد تستمر مئات الاعوام ، فحرب اكتوبر مستمرة وعلى أجيال مابعد اكتوبر ان تتمسك بثوابتها وروحها وانجازاتها ، وعلينا أن نستمر صامدين مفكرين عقلاء نعى جيدا ما يريده العدو وما يسعى اليه وعلينا ان نتحلى بالخبرة والمعرفة والكياسة وبالذكاء والعلم والارادة لمواجهة التحديات وتحقيق النصر .


كذلك أود  أن أؤكد ان حرب اكتوبر كانت نموذجا فريدا من نوعه فى جوهرها وفى ادائها ، فقد شهدت تلك الحرب المجيدة أقصى درجات التعاون والتلاحم والالتفاف والاندماج والانصهار بين كل أطياف الشعب المصرى وبين الشعب وجيشه وقواته المسلحة وكان المجتمع المصرى متماسكا ومتلاحما وكان على قلب رجل واحد .

النقطة الثانية التى يتعين التأكيد عليها أننا فى حرب اكتوبر لم نكن أغنياء ولا أثرياء ولكننا حققنا مجدا وهذا يؤكد  أن الامجاد تتحقق بالارادة ولاتتحقق بالاموال .

ثالثا : أكد هذا النصر العظيم قدرة المواطن المصرى والعربى بشكل عام على العطاء والعطاء بشكل عام وأنه جاهز ليضحى ويقدم كل مالديه مهما كانت الامكانيات ضعيفة ومهما كان هناك تفاوت فى القدرات .

رابعا : أيضا من الدروس الهامة لحرب أكتوبر أن هذه الحرب العظيمة لم تكن انجازا خاصا بدولة بعينها وانما كان انجازا عريبا شاملا.. فالاداء العربى كان أكثر من رائع ووقفت الامة العربية كوحدة واحدة وهذا لم يحدث كثيرا فى التاريخ وهو ما يؤكد  أن قوة مصر والامة العربية فى وحدتها وتماسكها وتلاحمها ولعلنا نتذكر هنا موقف الملك "فيصل" عاهل المملكة العربية السعودية واستخدامه لسلاح البترول ، وكذلك موقف الشيخ "زايد" مؤسس دولة الامارات وزعيمها الذى وضع مائة مليون دولار تحت تصرف القيادة المصرية والقيادة السورية ، وكذلك موقف الرئيس الجزائرى التذى توجه لموسكو وابلغهم بوفاء بلاده ماديا بكل احتياجات مصر وسوريا العسكرية ، وكذلك موقف العراق الذى ارسل قوات مسلحة الى ساحة المعركة وحمى دمشق من السقوط والانهيار ، بل اننا يمكن  أن نؤكد ان القوات الجوية العراقية ساهمت فى حرب اكتوبر المجيدة واستشهد ثلاثة طيارين من مدينة سامراء العراقية ، فكل القوات عربية ساهمت فى معركة النصر .


كذلك أود  أن اؤكد ان مصر استطاعت أن تستفيد من علاقاتها الدولية ونجحت فى  توظيفها - بعلاقتها التقليدية - لصالح النصر بالمعركة وليس أدل على ذلك من وجود اربعين طيارا من كوريا الشمالية بمصر وقت الحرب وكانت مهمتهم الوحيدة الدفاع عن سماء القاهرة فى حال تطورت الامور لتلك الحدود .

كذلك كانت لعلاقات مصر التقليدية نتائج مبهرة حيث أعلن الاتحاد السوفيتى السابق حالة التأهب النووى واتخذ موقفا واضحا  أمام التصلب الامريكى .

وعلى المستوى الافريقى، أعلنت اربعون دولة افريقية قطع علاقاتها بأسرائيل واعلنت تضامنها مع مصر وهو ما أجبر امريكا على تغيير موقفها واجبرها على اعادة النظر فى مواقفها ، ففى اللحظات الاولى من الحرب طالب وزير الخارجية الامريكى هنرى كيسنجر من الدكتور محمد حسن الزيات رئيس وفد مصر بالامم المتحدة فى ذلك الوقت ان تنسحب مصر فورا وتعيد قواتها الى ماقبل 6 أكتوبر وتسحب قواتها من سيناء ، الا انه بعد ذلك تغير الموقف الامريكى تماما واصبح يتعامل مع الامر الواقع والنصر الواضح للقوات المصرية والعربية.

#هل يمكن القول إن نصر اكتوبر كان نتاجا لتخطيط عسكرى وقيادة حكيمة أم هو نصر شامل وجامع لكل قوى الشعب المصرى ؟

بالتأكيد هو نصر "كامل" الشعب المصرى الشعب والجيش والوزراء والمحافظين وكافة الاطياف والمستويات وانا أحيى هنا  أبو الاعلام المصرى المرحوم الدكتور "محمد عبد القادر حاتم "  أحد الضباط الاحرار فى ثورة "يوليو" ومؤسس الاعلام المصرى ومؤسس التلفزيون المصرى وكان وزير اعلام حرب اكتوبر وكان رئيس وزراء حرب اكتوبر لأن الرئيس الراحل السادات كان رئيس وزراء وقت الحرب وكان الدكتور عبد القاتم حاتم هو النائب الاوحد لرئيس الوزراء وكان معه سلطات رئيس الوزراء لأن "السادات" كان متفرغا للمعركة وكان الدكتور عبد القادر حاتم مسئولا عن الجبهة الداخلية والوضع الداخلى وكان مسئولا عن الاقتصاد والتموين وعن كل شئ .

كذلك أنا  أحيى العمال وسواعدهم والقطاع العام وعماله الذين واصلوا العمل على مدار الـ 24 ساعة كما أحيى القيادة العسكرية بلا استثناء وعندما أقول القيادة العسكرية لا  أعنى القادة المتواجدين فى غرفة العمليات فقط بل أحيى كل افراد القوات المسلحة ضباطا وجنودا وقادة الالوية والفرق والكتائب والسرايا والفصائل والجنود ، كما أحيى شرطتنا الوطنية وجهاز المخابرات العامة الذى لعب أعظم وأهم الادوار خلال حرب اكتوبر وقبل حرب اكتوبر ، ومازال يلعب هذا الدور ومازال يدافع عن مصر بأستماتة وبالتالى هذا النصر يحسب للجميع دون شخص بعينه .


#بعد نصر اكتوبر 73 تغيرت المفاهيم على المستوى الاقليمى والدولى وخاصة بالنسبة لاسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية ، فى رأى حضرتك ما أهم المتغيرات التى فرضت نفسها بعد ست ساعات فقط من بدء القتال وبعد مرور 12 يوما من تواصل العمليات العسكرية ؟

+ من أهم المتغيرات :

* تأكد أن الامة العربية ليست أمة ميتة كما كان يروج له العدو .

* انتهت مقولة ان الجيش الاسرائيلى هو الجيش الذى لايقهر .

* انتهت مقولة ان الذراع الاسرائيلية هى الذراع الطولى وأصبح الآن هناك توازن عسكرى حقيقى لأول مرة بالشرق الاوسط واننا كمصر وكأمة عربية قادرون على الرد وقادرون على توجيه الضربات وقادرون على الدفاع عن اوطاننا ووضع اسرائيل فى حجمها الطبيعى .

* نصر اكتوبر أثبت ايضا  أن مصر هى قوة عالمية وأن الامة العربية تحولت الى القوة السادسة فى العالم بفضل مصر

* اثبتت حرب اكتوبر أن مصر تملك الكثير من القدرات والامكانيات القادرة على توظيفها بما يحقق أفضل النتائج لصالحها ومنها سلاح البترول الذى استخدم كسلاح فعال وقت الحرب .

* كذلك كان لنصر أكتوبر نتائج بارزة حيث سعت العديد من الدول الكبرى الى مشاركة مصر فى التدريبات العسكرية عبر المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة ،وشملت دول الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والبلدان العربية .

اذا حرب اكتوبر هى  علامة "فارقة وبارزة" وهذا ما يدعونى الى  أن أناشد الجميع حكاما ومحكومين ، قادة ومواطنين ، مدنيين وعسكريين ان يلتزموا بنهج أكتوبر وروح اكتوبر وتعاليم اكتوبر فى أن نتحد ونلتحم معا فى مواجهة مايواجهنا الآن من تحديات عدة فى مجالات عديدة .

#فى تساؤل فنى حول حرب اكتوبر وبدء مصر للحرب بمظلة للدفاع الجوى لمسافة امتدت لـ 12 كيلومتر فقط ، فهل لوكانت تلك المظلة ممتدة لكافة ربوع اراضى سيناء لكان مسار الحرب قد تغيير خاصة وانه قيل فى ذلك الوقت ان الطريق كان مفتوحا للقوات المصرية الى تل أبيب ؟

+ بالفعل كان الطريق مفتوح فى الساعات الاولى والايام الاولى الا انه مع وصول الدعم الامريكى غير المسبوق الى اسرائيل ومئات الطيارين الامريكيين من اصول يهودية لساحة المعركة ، كل ذلك أدى لتغيير مسار العمليات العسكرية والحول دون تطورها الطبيعى بهزيمة نكراء للقوات الاسرائيلية .

-كذلك أؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية نزلت الى حلبة الصراع العسكرى بكل ثقلها فى المعركة وليس أدل على ذلك من استحواذ القوات المصرية لدبابات امريكية فى أرض المعركة بعد ان قطعت مسافات محدودة لم تتجاوز 70 كيلومترا  أى المسافة من العريش الى جبهة القتال .

وماحدث فى اكتوبر هو "معجزة" عسكرية بكافة المقاييس ، ويكفى أن الخبراء العسكريين الاجانب والاصدقاء قبل الاعداء أكدوا ان اقتحام خط بارليف لا يمكن ان يتم الا بأستخدام قنبلة نووية .

وهنا لابد أن نؤكد أن المدرسة العسكرية المصرية بما اكتسبته من خبرات وقدرات فى بناء السد العالى التى تمرن فيها عمليا مئات والوف من المهندسين حيث تمكنا من الوصول الى حلول مبتكرة تستطيع ان تتعامل مع خط بارليف واخص بالذكر هنا المهندس الشهيد اللواء "باقى ذكى يوسف" الذى استطاع ان يكتشف فكرة هدم خط بارليف بأستخدام خراطيم المياه وهذه خبرة عملية استقاها من مدرسة بناء السد العالى وطبقها فى هدم خط بارليف ونجحنا فى الاختراق وغيرنا كل المقاييس العسكرية ،

-وهنا لابد لنا ان نؤكد على أهمية اجتهاد العقل البشرى وأهمية التجارب الذاتية لكل شعب على حدة حيث تتم الاستفادة بدروس خاصة قد تكون فى مجالات غير عسكرية .

كذلك نؤكد ان خلاصة تجارب الشعب المصرى قد ظهرت جلية خلال ادائه المتميز فى حرب أكتوبر .


#الابهار العسكرى المصرى والاداء المتميز فى ساحة المعركة أدى لنتائج عسكرية غير مسبوقة ، فما مردود ذلك النصر العسكرى المدوى على الساحة السياسية؟

-أصبح واضحا لدى الجميع انه من المحال احتفاظ اسرائيل بالاراضى التى احتلتها عام 1967 ، فبعد ان كانت اسرائيل تتبجح بأن الامة العربية جسد بلا حراك وانها تنتظر مكالمة استسلام من القاهرة تغيرت المعادلة تماما ، فوزير الدفاع الاسرائيلي "موشى ديان" كان ينتظر منذ عام 1976 بجوار الهاتف ينبئه باستسلام القاهرة الى ان مات قهرا من مرارة الهزيمة .

كذلك أثبتت حرب اكتوبر أن الامة العربية مازالت تتمتع بالحياة والقدرة الفاعلة وأنه لايمكن التعامل مع تلك الأمة ومع مصر الا من نقطة الاحترام والمساواة وانه لايمكن التعامل عسكريا وبمنطق القوة .

كذلك كان من نتائج الحرب اقرار مبدأ هام وهو أن منطق القوة لا يسود وأن حرية وارادة الشعوب قادرة على تحقيق المعجزات وانه لا مستحيل فى السياسة وان الارادة الوطنية تستطيع ان تفعل اى شئ وتقهر اى شئ .

كذلك أثبتت الاحداث أهمية دور مصر فى افريقيا فى خمسنييات وستينيات القرن الماضى والتى استثمرتها مصر فى حرب اكتوبر ومابعده من وقف افريقى خالد جماعى حيث أعلنت 40 دولة افريقية مساندة مصر فى حربها ضد اسرائيل

وهذا الموقف الذى استثمرناه فى السنوات الاخيرة عندما عدنا الى افريقيا مرة اخرى بعد قطيعة - لم يكن لها مبرر - واسترددنا عمقنا الاستراتيجى وهويتنا الافريقية وهذا يعد انجازا كبيرا جدا، فمصر خلال السنوات الاخيرة لعبت دورا بارزا فى تنزانيا واوغندا وطرحت العديد من المبادرات الفاعلة كان من أبرزها مبادرة اسكات المدافع فى القارة السمراء هذا الى جانب العديد من المشروعات التنموية والصحية فى العديد من البلدان الافريقية .

كذلك أثبت حرب اكتوبر ان هناك أهمية لان تكون هناك أمة عربية قوية تلتزم بالحد الادنى من الحوار والاتفاق ونبذ الخلاف بقدر المستطاع .

كما اثبتت الحرب أن هناك أهمية بالغة لأن نوظف بشكل جيد الامكانيات والقدرات الموجودة والمتوفرة فى منظومة متكاملة حتى نحقق أحسن وافضل النتائج الممكنة .


# اذا اردنا ان نستشرف المستقبل وفقا لما أفرزته حرب اكتوبر وما أثبته المواطن المصرى بالفعل باسلوبه الفطرى العادى الطبيعى ، ماهو سيناريو الصراع العربى والاسرائيلى فى ضوء أن الوضع السلمى يحظى الآن بشبه اجماع عربى ، هل من الممكن ان تتغير المعادلة على نهج اكتوبر ؟

-فى أى لحظة ممكن ان تتغير المعادلة سواء على نهج اكتوبر أو غير نهج اكتوبر أو نهج اخر لكن المعيار الثابت يقينا ان المواجهة مستتمرة ولم تتوقف ومستمرة فى المجال السياسى والاقتصادى و الثقافى والاعلامى، فهى حرب ثقافية ، وحضارية ، حرب وجود ، حرب مازالت تدور رحاها بكل شدة وانتقلت الى حروب الجيل الرابع والخامس والسادس ،وبالتالى هى حرب مستمرة ورغم أن العودة للقتال الآن أمر مستبعد فى ظل الوضع الحالى الا انه وارد فى أى لحظة ولذلك يجب ان نكون "جاهزين" فى أى وقت ويجب ان نكون " عين مغمضة وعين ساهرة" ، "يد تبنى ويد تحمل السلاح" فهذا قدر مصر ، قدر الامة العربية ، فهى امة مواجهة امة رسالة فالخالق أمرنا وكلفنا بهذه الرسالة وسنظل مكلفين بها الى يوم الدين وهذا يجبرنا اجبارا شديدا على ان نظل نحمل السلاح وعلى أن نظل نبنى ونزرع ونعد الاجيال لأن الاحتمالات ممكن أن تتغير فى أى لحظة وهنا اؤكد ان القوات المسلحة المصرية استعادت الكثير من قدراتها العسكرية بعد 2013 وعادت قوة عسكرية قوية فى منطقة الشرق الاوسط ، عادت لموقعها العالمى كقوة عسكرية تحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم ، مرة اخرى عادت مصر كأحد اقوى جيوش العالم وتتمتع بالقدرة والقوة والمساواة وجاهزين لأى احتمالات مستقبلية وهذا حماية لأمن مصر القومى، فنحن نملك الآن - والحمد لله - قوة عسكرية هائلة برا وبحرا وجوا وهذا على مستوى السلاح التقليدى - والله أعلم على مستوى السلاح غير التقليدى - فنحن يجب ان نكون جاهزين لكل الاحتمالات ، فالعالم لايحترم الا القوى ولا يقدر الا القوى ، وعلى قدر السلاح الذى تحمله يحترمك العالم ويتعامل معك من منطق القوة .


# الامور واضحة ويحضرنا هنا مقولة الرئيس الراحل أنور السادات وهى أن 99 % من أوراق اللعبة فى المنطقة بيد الولايات المتحدة الامريكية ،فهل تتفق معى فى أن أوراق المعادلة الآن مازالت بيد واشنطن بحكم انها القوة الاوحد فى العالم ؟

-لا أرى ذلك، فهذا قولا مرفوضا شكلا وموضوعا ..فهو قول لايمت للواقع بصلة، فحرب اكتوبر فى حد ذاتها أثبتت خطأ تلك المقولة ، بل اثبتت أن 99 % فى يد مصر ، فى يد الامة العربية ، فى يد من يملك ارادته ويملك سلاحه والقادر على القتال ، اذا مقولة 99 % هى مقولة "وهم " ، هى مقولة غير علمية ولا تمت للواقع بصلة وتتعارض بشدة مع حرب اكتوبر ومع المجد الذى تم ومع التضحيات التى تمت ، كما أن تلك المقولة لاتعبر عن اى مقياس علمى فى العلاقات بين الدول فنحن نملك كل شئ ويجب ان نثق فى انفسنا ويجب ان نثق فى امكاناتنا ونحن قادرون بعون الله ، فطالما نحن على حق ونملك الايمان بالله ولدينا ارادتنا فيجب الا نخشى أحد .

#فى ختام حديثنا نود ان نسأل حضرتك وفى ضوء ماحققه المصريين فى يوم الـ 6 من اكتوبر وجهود مصر المتواصلة والحثيثة الآن للانطلاق نحو المستقبل فى كافة المجالات، فهل من المنتظر ان تعود مصر لسابق عهدها كقوة اقليمية ودولية فاعلة ؟

- ان شاء الله قريبا تتحقق انجازات مصر وطموحاتها على أرض الواقع ، فمصر قد تمرض ولكن لاتموت ، مصر باقية ، مصر خالدة خلود الزمان ، مصر مذكورة فى القرأن خمس مرات بشكل مباشر و24 مرة بشكل غير مباشر ، مصر مذكورة فى كل الكتب السماوية ، مصر البقعة الوحيدة التى أوجدها الخالق وقرر ان يتجسد فيها ، ولم يحاور بشراً الا فى مصر ، وبالتالى يجب ان نثق بمصر وقدراتها وامكانياتها ، مؤمنين بتاريخها ، فنحن قادرين على أن نحقق كل شئ ، فمصر تمرض ولا تموت ، مصر تتعثر ولكنها لا تقع ، مصر باقية وصامدة ، مصر قوية بعلمائها وخبراها ورجالها وشبابها وجامعاتها وقلاعها العلمية والزراعية والصناعية ، ومهما حاول الاخرون ان يحاصروها ويحيكوا لها المؤامرات فأن مساعيهم ستفشل ".

-ويجب ان نكون متوحدين ومؤمنين بقدرات مصر وبمعدن الشعب المصرى الاصيل ، فعندما تتعرض مصر لخطر حقيقى ستجد كل هذا الشعب على قلب رجل واحد ، فهذه تركيبة فى المواطن المصرى خلقت فيه وتستدعى بشكل لا ارادى وقت الازمات وبشكل ربانى وبشكل يؤكد اننا على موعد مع التاريخ وعلى موعد مع القدر ولن يتسطيع ان يقهرنا أحد ايا كان "بعون الله" ان شاء الله .

وأود  ان أشير فى نهاية حديثى الى أننى لى شقيق ضابط شقيق من شهداء القوات المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة .

فى تلك المناسبة المجيدة اتوجه بالشكر للكاتب الصحفى الاستاذ حسن بديع .



Katen Doe

عماد حنفى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

"حى القاهرة الدولى للفنون"...9 معارض مفتوحة بوسط البلد
نقص "بنج الأسنان"..أزمة تبحث عن حل ..و"الفيزيتا تشتعل"
ماذا كشف وزير التعليم العالى الجديد فى حواره مع الإعلاميين ؟
فيديواللواء جمال رشاد..المسئول عن شواطئ الأسكندرية يتحدث لـ"أخبار مصر"
أبناء "ماسبيرو ".. ماذا قالوا فى رثاء الإعلامي نادر دياب؟
عندما يختلط السم بالعسل فى "أفلام ديزنى"..كيف نحمى أطفالنا؟
احتفالا "بالكريسماس"....بابا نويل فى مدارس  وحضانات مصر/رئيسية الاخبار
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"

المزيد من تحقيقات وحوارات

البطل المخضرم "ابن القتال " يروي لأخبار مصر ذكرياته عن النصر المجيد

مقاتل من طراز فريد لقب "بابن القتال" لأنه لم يكن مجرد بطل من أبطال النصر المجيد ولكنه حقا يمثل ذاكرة...

فيديو وصور.."يوم التفوق"..تقليد جديد ..كيف ينطلق بجامعات مصر للعالمية؟

تطوير منظومة التعليم أساس المستقبل و زيادة عدد الجامعات التكنولوجية ضرورة لمواكبة قفزات التحول الرقمي و الذكاء الاصطناعي  .. من...

إحياء السيرة النبوية ..منارة للبشرية 

إحياء السيرة العطرة والمسيرة العظيمة.. افضل احتفاء بذكرى مولد خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم  فالرسول الكريم ، اختاره...

"اليوبيل الذهبي" للنصر المجيد.."أخبار مصر" يحاور قاهر "خط بارليف"

أبطال من ذهب .. حملوا مصر في قلبهم وعلى ذراعهم وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل رفع راية الوطن وتحرير أرض...