المقهى الدبلوماسي.. جوتيريش.. السعودية وإيران

أرسل لي أحد الأصدقاء.. والذي يعلم أني قليل الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي.. مقطع فيديو للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.. وطلب مني مشاهدته.. وقال لي أنه يتصدر مواقع التواصل الاجتماعى.. فلما شاهدته.. توقفت امام كلام جوتيريش كثيرا..

فقد استشهد الأمين العام للأمم المتحدة.. بآية من سورة "التوبة".. وتحدث عن الإسلام وشهر رمضان الكريم خلال احتفال الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم الدولى الأول لمكافحة "الإسلاموفوبيا".. قال إن رسالة الإسلام، التى جاءت قبل أكثر من 1400 عام، هى السلام والتعاطف والرحمة، وكانت مصدر إلهام للناس فى جميع أنحاء العالم.. وأشاد جوتيريش بـتعامل الدول الإسلامية مع قضية اللاجئين.. وأنه ما يقرب من مليارى مسلم فى العالم هم تجسيد للإنسانية فى تنوعها.. وقال..نحن على بُعد أيام فقط من حلول شهر رمضان، وكلمة الإسلام نفسها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة "سلام".. وحكى أنه عندما كان مفوض الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، رأى سخاء الدول الإسلامية التى فتحت أبوابها للأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم، فى وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.. وهنا أوضح أنه رأى تجليا معاصرا لما جاء فى أية سورة التوبة.. "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون".. ثم قال أن هذه الآية في القرآن الكريم أشارت إلى أن هذه الحماية يجب أن تُكفَل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء.. وقال..هذا تعبير مبهر عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إتمام اتفاقية عام اللاجئين، التى أبرمت فى 1951.. ما أعظم هذا القرآن الكريم.. الكتاب المعجز إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وتذكرت ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول : "كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".. صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله.. بينما أنا مستغرق هكذا.. إذ جاءني صوت صديقي العزيز يقول.. إيه بقى حكاية السعودية مع إيران.. ففتحت عيني.. فوجدتني جالسا على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. وامامي صديقي العزيز.. فابتسمت.. وسألته.. تشرب إيه.. وناديت على حسن ليأتيني بقهوتي الفرنسية.. ويأتي لصديقي بما يريد..

وقلت له.. دي مش أول مرة العلاقات الدبلوماسية تتوقف بين السعودية وإيران.. في 1943..إنقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين.. وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص.. معظمهم إيرانيون بسبب الأعمال التخريبية اللي قام بها الحجاج الإيرانيين من قطع للطريق واشعال النيران بالمركبات والممتلكات العامة وقتل الحجاج الاخرين بالسلاح الابيض، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987..وبعدها ب4 سنين.. وفي 1991.. تمت استعادة العلاقات..

وللمرة الثالثة.. قطعتها السعودية مجدداً في مطلع 2016 بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.. وظلت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة لغاية يوم الجمعة الماضي.. فتم إعادة الصلح بإتفاق مُعلن في 10 مارس 2023م في العاصمة الصينية بكين..

وهنا قاطعني صديقي.. طيب وإيه إللي وداهم الصين..
فقلت.. لإن الصلح كان بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج بالاتفاق بين السعودية وإيران ، بحيث تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل الخلافات بينهما من خلال الحوار الدبلوماسية..

وصدر بيان مشترك لكل من السعودية وإيران والصين، أعلنوا فيه عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.. وهنا قال صديقي.. وقالوا إيه بقى في البيان ده..

فأجبته.. قالوا.. أن الجانبين اتفقا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام2001.. والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/2/1419هـ الموافق 27/5/1998 م ..وتضمن الاتفاق كمان الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.. 

وهنا قال صديقي.. طيب وإحنا.. مصر.. موقفنا إيه من الاتفاق ده.. فقلت.. مصر أعلنت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية.. أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.. وأعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ علي مقدرات الأمن القومى العربى، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار.

وللحديث بقية..

مزيد من المقالات

المقهى الدبلوماسي.. ليلة النصف من شعبان