النفط يواجه واحدة من أطول فترات عدم اليقين

أسواق النفط.. تواصل السير في طريق من عدم اليقين حيث تواصل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفاؤها في أوبك+ خفض الانتاج ويستمر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

أسعار النفط تتحرك في إطار 78 دولار للبرميل لخام برنت و73 دولار للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي.

أوبك+ قررت خفضا طوعيا للإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يوميا وذلك للربع الأول من عام 2024، بقيادة السعودية التي قررت تمديد خفضها الطوعي الحالي لكن ما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا من تلك التخفيضات يمثل امتدادا للخفض الطوعي الذي تطبقه السعودية وروسيا بالفعل.

عودة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة أثار مخاوف حيال الإمدادات وكذلك فعلت الهجمات على ثلاث سفن تجارية في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر المخاوف حيال تدفق الخام.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قال إن تخفيض الإنتاج من قبل أوبك+ قد يمتد قطعا لما بعد الربع الأول من العام المقبل إذا دعت الحاجة مضيفاً أن تخفيضات الإنتاج سيتم الالتزام بها بشكل كامل.

وأضاف أن تخفيض الإنتاج الذي يتجاوز مليوني برميل يومياً سيأتي نصفها من السعودية، وذكر أن خفض الإنتاج سيتخطى حتى عمليات بناء المخزون التي تحدث عادة في الربع الأول مشيراً إلى وجود علامات على أن الطلب يتحسن.

المتعاملون يحاولون قياس التأثير الحقيقي للاتفاق بين منظمة "أوبك" وحلفائها، بينما يتعلق أحد أكبر الأسئلة بروسيا، إذ تأتي مساهمتها من قيود التصدير، وليس من تخفيضات الإنتاج الصريحة، كما هو الحال بالنسبة لأعضاء "أوبك".

موسكو ترى أن الطقس البارد يزيد من صعوبة كبح الإنتاج في الأشهر الأولى من العام وتنفذ روسيا قيودا على الصادرات كرد على العقوبات الغربية على انتاجها.

كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في أواندا كيلفن وونج قال إن تخفيضات إنتاج أوبك+ يمكن أن تستمر بعد الربع الأول من عام 2024 إذا لزم الأمر وتلك القرارات تقدم بعض الدعم للسوق.

المحللة في سي.إم.سي ماركتس تينا تينج ذكرت أن أسعار النفط تأثرت لبعض الوقت مع تشكيك المتعاملين في أن تخفيضات الإمدادات من أوبك+ سيكون لها تأثير كبير ومع تأثير ارتفاع الدولار على أسعار السلع الأساسية بشكل عام.

وعادة ما يجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، وهو ما قد يضعف الطلب على النفط.

وبنهاية الأسبوع الأول من ديسمبر تسجل أسعار النفط سابع هبوط أسبوعي على التوالي في أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ 2018، بسبب المخاوف حيال فائض المعروض العالمي وضعف الطلب الصيني.

وانخفض كلا الخامين القياسيين إلى أدنى مستوياتهما منذ أواخر يونيو في مؤشر على أن العديد من المتداولين يعتقدون أن السوق تشهد فائضا في المعروض.

كبير محللي النفط الخام في كبلر فيكتور كاتونا قال إنه على الرغم من تعهدات أعضاء أوبك+، نرى إجمالي الإنتاج من دول أوبك+ ينخفض ​​بمقدار 350 ألف برميل يوميا فقط من ديسمبر 2023 إلى يناير 2024 ليهبط من 8.23 مليون برميل يوميا إلى 37.92 مليون برميل يوميا.

كاتونا يرى أن بعض دول أوبك+ قد لا تفي بالتزاماتها بسبب عدم وضوح مستوى أساس الحصص والاعتماد على عائدات النفط والغاز.

المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني وارتفاع إنتاج النفط الأمريكي ساهما في تراجع السوق.. وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات الصين من النفط الخام في نوفمبر انخفضت 9% مقارنة بالعام الماضي إذ أدى ارتفاع مستويات المخزون والمؤشرات الاقتصادية الضعيفة وتباطؤ الطلب من مصافي التكرير المستقلة إلى إضعاف الطلب.

وفي الهند، انخفض استهلاك الوقود في نوفمبر بعد أن لامس أعلى مستوى في أربعة أشهر في الشهر السابق، متأثرا بتراجع حركة السفر في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الإنتاج في الولايات المتحدة ظل قرب مستويات قياسية مرتفعة تزيد عن 13 مليون برميل يوميا.

ومن الولايات المتحدة جاء خطر آخر، حيث تراجعت طلبيات المصانع الأمريكية بأكثر من توقعات المحللين في أكتوبر الماضي في هبوط يعد الأعلى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما ضغط على المعنويات في سوق النفط وقال محللون إن ذلك عزز وجهة النظر القائلة إن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تحد من الإنفاق.

ووسط كل هذه المتغيرات يواصل النفط السير في طريق غير معروف نهايته من عدم اليقين جراء ضبابية الرؤية الاقتصادية والجيوسياسية.