اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. فرصة لغرس بذور المحبة

لبناء عالم قائم على السلام .. وبهدف تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين البشر .. وفي محاولة لغرس بذور الأخوة بين كل الشعوب والأديان والعقائد .. يحتفل العالم في الرابع من فبراير كل عام باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

 

احتفال سنوي عالمي يجدد الالتزام برأب ما فرقته الانقسامات، ويؤكد تعزيز ثقافة التفاهم الديني والتعاون بين الناس مهما كانت ثقافاتهم ومعتقداتهم نحو عالم أكثر سلما وعدلا لما فيه مصلحة الجميع.

وفي 4 فبراير عام 2021 احتفى العالم لأول مرة باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، كما سجلت الحملة العالمية "رسائل الأخوة الإنسانية" ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية، باعتبارها أكبر عدد تعهدات لحملة عالمية للسلام خلال 24 ساعة.

وفي اليوم نفسه العام التالي احتفى العديد من رموز وقادة العالم أبرزهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس والرئيس الأمريكي جو بايدن بالذكرى الثانية لذكرى اليوم الدولي للأخوة الإنسانية.

* بداية الاحتفال

يرجع الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية إلى 4 فبراير عام 2019 ، إذ عقد لقاء بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا كنيسة الكاثوليك البابا فرنسيس، في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، ونتج عنه توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في 22 ديسمبر عام 2020 اختيار يوم 4 فبراير، الذي يوافق ذكرى توقيع الوثيقة، يوما دوليا للأخوة الإنسانية

ومثلت الوثيقة إعلانا مشتركا يحث على السلام والعيش المشترك بين جميع البشر، واعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة.

 

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في 20 أكتوبر 2010.

وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.

واعترافا منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين الناس، تشجع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.

يقع الاعتراف بأننا نتشارك وحدة المصير وبحاجتنا إلى محبة ودعم بعضنا بعض للعيش في سلام ووئام في عالم مستدام في موقع القلب من جميع النظم والتقاليد الدينية.

فعالمنا يعاني من تواصل الصراعات واشتداد موجات التعصب مع تزايد أعداد اللاجئين والمشردين.
كما نشهد كذلك توسع انتشار رسائل الكراهية بين الناس، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التوجيه الروحي أكثر من أي وقت مضى. ولذا، فمن الضروري أن نضاعف الجهود لنشر رسالة حسن الجوار القائمة على الإنسانية المشتركة.

* اهتمام عالمي كبير

منذ الإعلان عنها، حظيت وثيقة الأخوة الإنسانية باهتمام عالمي كبير كونها صدرت عن أكبر رمزين دينيين في العالم، فضيلة الإمام الطيب، وقداسة البابا فرنسيس.

ويحتفي العالم بالوثيقة كل عام اعترافا منها بأهمية ما تضمنته من مبادئ إنسانية سامية، والتأكيد على أن التفاهم المتبادل والحوار البناء يشكلان بعدين مهمين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعهم.

* انطلاقة عالمية

شهد عام 2022 انطلاقة عالمية لوثيقة الأخوة الإنسانية ففي 19 مايو 2022 أعلن رئيس تيمور الشرقية اعتماد وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة وطنية لبلاده وإدراجها ضمن مناهج التعليم، كما اعتمد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية المشاركون في المؤتمر السابع في كازاخستان وثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها أساسا للمساهمة في تعزيز السلام والحوار.

وفي أكتوبر 2022، قام مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك بتوزيع وثيقة الأخوة الإنسانية على أكثر من 200 من الأساقفة في أمريكا، والتزموا باستخدام الوثيقة مرجعا للحوارات الوطنية بين الأديان في المستقبل.

كما أدرجت جامعات ومدارس في مصر والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ولبنان وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها الوثيقة في برامجها الدراسية، كما أصبحت الوثيقة محل اهتمام العديد من الباحثين حول العالم.

* أهمية كبيرة

في هذه الأوقات الصعبة والعصيبة التي يعيشها العالم بصفة خاصة، ينبغي أكثر من أي وقت مضى، الإقرار بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأشخاص من جميع الأديان أو المعتقدات إلى البشرية والمساهمة التي يمكن أن يقدمها الحوار بين جميع المجموعات الدينية في زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين جميع البشر وتحسين فهمها.

كما يجب أن نشدد على أهمية التوعية بمختلف الثقافات والأديان أو المعتقدات وأهمية التعليم في تعزيز التسامح الذي ينطوي على تقبل الناس للتنوع الديني والثقافي واحترامهم له فيما يتعلق بأمور منها التعبير عن الدين، كما ينبغي أن ندرك أن التعليم، وبخاصة في المدارس، يمكن أن يسهم على نحو كبير في تعزيز التسامح وفي القضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد.

وفضلا عن ذلك، يجب علينا جميعا أن نسلم بأن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات عوامل تعزز الأخوة الإنسانية.

كما أن علينا أن نشجع الأنشطة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وأيضا على الصعد الإقليمي والوطني والمحلي.

* وثيقة الأخوة الإنسانية

جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية مؤكدة على العديد من القيم، والتوجهات والمبادئ، ومن أهم ما جاء فيها:

- تؤكد الوثيقة على التعاليم الدينية المختلفة القائمة على التآخي والحب والخير والسلام والعيش المشترك، والمساواة.

- تؤكد الوثيقة على حرية البشر على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم وميولهم. تؤكد الوثيقة على قيمة العدل والرحمة؛ كأساس جوهري للإيمان.

- تؤكد الوثيقة على أهمية قيمة التعاون والتفاهم المتبادل كأسلوب ومعيار للتعامل بين البشر.

- تؤكد الوثيقة على أهمية الاتحاد من قبل أصحاب القرارات والمسؤوليات في جميع بلدان العالم لوقف مظاهر التدهور الأخلاقي، والصراعات السياسية والانحلال البيئي.

- تؤكد الوثيقة على التعايش وتقبل الاختلاف والتنوع من خلال إعادة إحياء الضمير الإنساني.
- تؤكد الوثيقة على أهمية دور الأسرة، والتربية في وجود أجيال محصنة بالأخلاق والأمن الداخلي المناهضة لكل مظاهر العنصرية والتمييز.

- تؤكد الوثيقة على حق الحياة، وتدين كل مظاهر الإبادة الجماعية والإرهاب والتهجير القسري، والاتجار بالأعضاء ورفض الأديان جميعها لكل مظاهر البغضاء والتطرف والعداء والعنف والتحريض وسفك الدماء.

- تؤكد الوثيقة على مفهوم الإرهاب كسلوك مهدد للأمن الإنساني في مختلف بقاع العالم.

- تؤكد الوثيقة على أهمية التقاء الشرق والغرب، وتعزيز الحوار وتبادل الثقافات.

- تؤكد الوثيقة على تمكين المرأة وإعطائها حق التعليم والعمل والاعتراف بحقوقها السياسية، وحريتها.

- تؤكد الوثيقة على توفير الحقوق الأساسية للأطفال كالعيش في بيئة آمنة خالية من الحرمان أو العنف.

- تؤكد الوثيقة على حماية حقوق المضطهدين والمسنين والضعفاء من خلال سن التشريعات والاتفاقيات الدولية.

Katen Doe

فاطمة حسن

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من تقارير منوعة

رسالة استغاثة للعالم .. في اليوم الدولي للعمل الإنساني

في خضم الحروب والنزاعات والكوارث التي تعاني ويلاتها مناطق متعددة بالعالم يلوح في الأفق طوق نجاة من خلال الحملات والمبادرات...

خلال أغسطس.. متاحف مصر تحتفل بعيد وفاء النيل واليوم العالمي للتصوير

في إطار التقليد الشهري الذي تتبعه متاحف الآثار بجمهورية مصر العربية، تعلن وزارة السياحة والآثار عن القطع الأثرية المختارة لتكون...

في اليوم العالمي للصداقة.. معا نواجه الأزمات

بهدف تعزيز الروابط الإنسانية وتحقيق السلام والوئام الاجتماعي بين الشعوب .. يحتفل العالم في الثلاثين من يوليو من كل عام...

في اليوم العالمي لالتهاب الكبد..خطوات يسيرة للقضاء عليه وإنجاز تاريخي لمصر

لأنه يؤدي إلى 3.500 حالة وفاة كل دقيقة.. ويصيب 2.2 مليون حالة جديدة سنويا.. و ما يقدر بنحو 97 ألف...

جنات: تمردت على نفسى
  • الأربعاء، 20 اغسطس 2025 07:47 م