في عيد الميلاد المجيد .. رسائل المحبة والسلام

في السابع من يناير تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومسيحيو الشرق بذكرى ميلاد "السيد المسيح"، باحتفالات دينية واجتماعية وصلوات خاصة للمناسبة وتبادل الهدايا والزيارات العائلية.

يعتبر عيد الميلاد المجيد أحد أهم الأعياد المسيحية، بما يتضمنه من رسائل المحبة والسلام للبشرية في ذكرى ميلاد السيد المسيح، الذي كان ميلاده معجزة إلهية تدل على قدرة الله جل شأنه وعظيم مشيئته وقدرته يقول الله للشيء كن فيكون.

تبدأ الاحتفالات الدينية ليلة العيد بإقامة الصلوات، والتي تنتهي مع بداية اليوم الجديد، لتبدأ الاحتفالات الاجتماعية في صباح يوم العيد بمظاهر شتى أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا وتناول عشاء الميلاد، كما يوجد لهذه المناسبة ألحان وتراتيل وموسيقى خاصة بمناسبة الميلاد.

* لماذا الاختلاف حول يوم الاحتفال؟

يحتفل مسيحيو الغرب "الكاثوليك" بعيد الميلاد في الـ25 من شهر ديسمبر، بينما يحتفل به مسيحيو الشرق "الأرثوذكس" في الـ7 من يناير كل عام، ويتساءل الكثيرون عن سبب اختلاف التوقيت على الرغم من أن الذكرى واحدة.

كانت بداية الاحتفال بعيد الميلاد في منتصف القرن الرابع في روما في عهد البابا "يوليوس الأول"، وكان كل المسيحيين يحتفلون بميلاد السيد المسيح في توقيت واحد، ولكن اختلف يوم الاحتفال عندما غير الغربيون تقويمهم في القرن السادس عشر، بينما لم يغير الشرقيون تقويمهم، فهم يحتفلون بميلاد السيد المسيح في 29 من الشهر القبطي "كيهك" الذي كان يوافق 25 ديسمبر، ولكن عندما أسقط الغربيون 13 يومًا من نتيجتهم لأسباب فلكية أصبح "29 كيهك" يوافق الآن "السابع من يناير" وهكذا في كل التقاويم الشرقية، فالكنيسة التي تتبع التقويم الحديث تحتفل في 25 ديسمبر، والتي تتبع التقويم القديم يأتي احتفالها في 7 يناير.

وقد تحدد عيد ميلاد المسيح بيوم 25 ديسمبر في "مجمع نيقية" عام 325م ليكون العيد في أطول ليلة وأقصر نهار "فلكيا"، والتي يبدأ بعدها الليل بالنقصان والنهار في الزيادة.

إذن فالاختلاف في الميعاد يرجع في الأساس إلى تغييرات حسابية طرأت على التقويم الميلادي في ضوء الاكتشافات الفلكية التي تتعلق بطول وقصر السنة، مما أدى إلى بروز وصفين لهذا التقويم، الأول يسمى "التقويم اليولياني" وهو ما يعرف بالتقويم القديم والمعتمد لدى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، والثاني هو "التقويم الجريجوري" نسبة للبابا جريجوريوس الـ13 بابا روما عام 1582، وهو المعتمد لدى الكنائس الغربية، وبسبب هذه التغييرات الحسابية بين التقويمين والقيام باحتساب الفروقات من زيادة ونقصان في عدد أيام السنة عبر عدة قرون، فقد برز ثمة فارق بين التقويمين يصل اليوم إلى 13 يوما.

ورفضت الكنيسة القبطية أن تساير التعديل الجريجوري وتمسكت بتقويمها القبطي السليم الذي هو التقويم المصري القديم بدون تعديل، وتمسكت أيضا بموعد عيد الميلاد "29 كيهك" بغض النظر عن اليوم الذي يقع فيه في السنة الميلادية.

ولهذا استمرت الكنيسة الشرقية تحتفل حتي الآن بعيد الميلاد يوم 7 يناير، بينما تحتفل الكنيسة الغربية بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر من كل عام.

* مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد

تشهد الاحتفالات الدينية بعيد الميلاد تراتيل وترانيم دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية أبرزها تناول عشاء الميلاد خاصة أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يأتي بعد انقضاء فترة من الصوم لمدة تصل إلى 43 يوما، ينقطع المسيحيون خلال هذا الصيام عن تناول اللحوم فيما عدا يومي الأربعاء والأحد وفيه يتناولون الأطعمة النباتية والأسماك.

ويسمى هذا الصيام بـ"الصوم الصغير" ويسميه البعض صوم الميلاد، وتقام الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد عادة في منتصف الليل عقب انتهاء الصوم.

من مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد، تزيين أشجار عيد الميلاد وإرسال بطاقات التهنئة، و بابا نويل وتبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء، كما تتزين الكنائس بالشموع والأنوار وأغصان الأشجار والبوينسيتيا الحمراء الفاتحة، ويغني الناس ترانيم عيد الميلاد.

شجرة عيد الميلاد

تزيين شجرة عيد الميلاد عادة شائعة عند الكثيرين، حيث تنصب قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، ويعتقد أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، ويتم تزين شجرة عيد الميلاد بالحلوى والهدايا.

سانتا كلوز

ومن مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الاحتفال بسانتا كلوز وهو "القديس نيقلاوس" الذي عرف عنه محبته للفقراء والأطفال.

الطعام في عيد الميلاد

ومن أبرز الأطعمة التي تقدم في عيد الميلاد الديك الرومي وفطيرة اللحم والفتة التي تتكون من الخبز والأرز والثوم واللحم.

وفى عيد الميلاد يقوم الأقباط بعمل كحك العيد مثلما يفعل المسلمون فى عيد الفطر.

Katen Doe

فاطمة حسن

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من تقارير منوعة

في اليوم العالمي للصداقة.. معا نواجه الأزمات

بهدف تعزيز الروابط الإنسانية وتحقيق السلام والوئام الاجتماعي بين الشعوب .. يحتفل العالم في الثلاثين من يوليو من كل عام...

في اليوم العالمي لالتهاب الكبد..خطوات يسيرة للقضاء عليه وإنجاز تاريخي لمصر

لأنه يؤدي إلى 3.500 حالة وفاة كل دقيقة.. ويصيب 2.2 مليون حالة جديدة سنويا.. و ما يقدر بنحو 97 ألف...

في يومه العالمي .. تصاعد السباق نحو القمر

كتب عنه الأدباء وألهم العديد من الشعراء وتغنو بجماله.. وظل ذلك الإعجاب موجودا حتى أول هبوط بشري على سطحه.. إنه...

في يومه الدولي .. العالم يتنفس تواصل اجتماعي

ثورة كبيرة أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في حياة البشر.. أقامت مجتمعات وتجمعات إلكترونية .. أزالت الحواجز والحدود والمسافات وقربت بين...