طارق لطفى: الأدوار البسيـطة تنجح لأنها أقرب للناس

تجربة جديدة ومختلفة خاضها النجم طارق لطفى هذا العام، شخصية مختلفة عما اعتدنا عليه، فدائماً ما كان يقدم الشخصيات المعقدة المركبة
الصعبة ففى آخر أعماله اختار الشخصية البسيطة العادية من خلال دراما اجتماعية لايت فى مسلسل «مذكرات زوج» الذى ضم نخبة كبيرة من الفنانين منهم خالد الصاوى وعائشة بن أحمد وغيرهما، وعن العمل الذى قدم فى رمضان الماضى وتفاصيل أخرى دار هذا الحوار
حدثنا عن اختلاف الشخصية التى قدمتها فى مسلسل «مذكرات زوج» عن الشخصيات التى قبلها!!
أنا كممثل أعشق الأدوار الصعبة جدا وأميل إليها طوال الوقت، وتقديمى لمسلسل «مذكرات زوج» ليس استراحة محارب على الإطلاق، ولكنه دور بسيط جدا وبساطته تجعله أكثر صعوبة، فدائما تجد الفنان يميل للأدوار الصعبة والمركبة لإظهار إمكانياته التمثيلية، ولكن من وجهة نظرى أن الأدوار الأصعب هى الأدوار البسيطة التى تشبه غالبية الناس، فما ميز مسلسل «مذكرات زوج» أن الناس شاهدت نفسها فيه بكل تفاصيلها البسيطة العادية جدا، وأعتقد أن هذا العمل يمكن تحويله إلى عمل يتناسب مع كل المجتمعات حول العالم، لأنه يطرح قضايا اجتماعية وإنسانية تشبه الكثيرين، والشخصية التى قدمتها لكاركتر بسيط (مفيش حاجة حراقة، شبهى وشبهك وشبه ناس كتير أوى فى المجتمع)، وهنا تأتى الصعوبة والهم الأكبر، ولكن الموضوع نفسه أبسط ويحمل مفاهيم ومعانى إنسانية بشكل أكبر، ولا يحمل أى عمق ولا يستدعى وجود مثقفين لاستيعاب رسائل العمل.
من وجهة نظرك كيف ترى تصنيف المسلسل؟
مسلسل «يوميات زوج» عمل اجتماعى لايت، ولكن تأتى الكوميديا فى العمل من علاقة المشاهد بالأحداث، فقد شاهد واقعه فى العمل.
وكيف تعاملت مع شخصية مراقب الطيران التى تقدمها فى المسلسل؟
أولا جلست بالفعل مع مراقب جوى أكثر من مرة، وعندما ذهبت إلى برج المراقبة جمعت معلومات عن طبيعة المهنة نفسها وطريقة العمل والتعامل لهذه الشريحة الموجودة فى المجتمع بشكل محدود، ولكن أيضا وهو الأهم، أن طبيعة الشخصية نفسها عادية جدا وبسيطة تشبه أغلب المواطنين فى ظروفهم المحيطة فى المجتمع المصرى، وحتى مشكلاته لا تختلف كثيرا عن مشكلات أى زوج، ودراميا الشخصية نفسها لها خلفية سابقة وطموحات لم تتحقق، أبرزها أنه كان يحلم بأن يكون طيارا، وهذا الحلم لم يتحقق ولذلك قرر أن يعمل مراقبا جويا، وهذا جزء شخصى خاص بالشخصية نفسها، لأن ليس كل مراقب جوى كان يتمنى أن يكون طيارا، وهنا ستجده يوميا يرصد حلمه الذى لم يتحقق أمام عينيه فى عمله، وهذا أحد أسباب إحباطه فى الحياة.
هل احتوت تلك الشخصية على قدر من التشابه بينك وبينها؟
حقيقة الكاركتر أخذ جزءا كبيرا منى شخصيا، فى الهدوء وقلة الكلام وحتى الملامح والشكل واللبس، والشخصية كانت قريبة من كل زوج وليس منى فقط، لأنه بعد فترة من الزواج، يتوقف الشخص أمام نفسه ويسأل عدة أسئلة، وهذه التساؤلات التى شاهدها الجمهور فى العمل مرت على كل زوج.
هل من الممكن أن تؤثر الوظيفة بشكل عام على الأداء العام للشخص؟
بالطبع تؤثر كثيرا، وهذا ما وجدته فى الشخصية بمسلسل «مذكرات زوج»، فطبيعة عمله تؤثر عليه فى حياته بشكل كبير، لأنه شخص لا يمتلك علاقات اجتماعية، وكل تعاملاته مع أجهزة ومعدات وشاشات طوال الوقت، فبعض المهن مثلا ستجد لها علاقات اجتماعية بحكم العمل وطبيعته فى وجود زملاء وأصدقاء يتم التواصل والتعاون معهم، بخلاف شخصية المراقب الجوى الذى يتواصل ويتعامل يوميا من خلال الأجهزة مع أشخاص لا يعرفهم ولم يشاهدهم، فتواصله يكون مع طيارين وفرق طيران فى الجو دائما.
وكيف استعديت لهذا الدور؟
قرأت كتاب مذكرات زوج للرائع أحمد بهجت فور التعاقد على العمل، وأعجبت به كثيرا، فهو كتاب يشبه الواقع وينقله فى إطار أدبى راق، ويلقى الضوء على مشكلات اجتماعية يومية تشبه حياة كل زوج، ويخترق حواجز كثيرة فى العلاقات الزوجية والإنسانية والاجتماعية، ويطرحها للنقاش.
هل وجدت اختلافات بين الكتاب وبين النص الدرامى الذى قدمته؟
هناك اختلافات كثيرة جدا، والكاتب محمد سليمان عبد المالك بذل مجهودا كبيرا جدا فى كتابة العمل بما يتناسب مع هذا الزمن (أزماته ومشاكله وحتى التطور التكنولوجى الذى يشهده هذا العصر)، والكتاب الأصلى قدم مشكلات اجتماعية يمكن تقديمها بعد 100 عام، ولكن بسبب اختلاف العصر كان يجب أن يتم مواكبة التطور والحداثة فى أحداث المسلسل الذى نقدمه عام 2023، أى بعد سنوات طويلة من صدور الكتاب الأصلى، وهذا تطلب مجهودا كبيرا جدا من الكاتب والمخرج تامر نادى، حتى فى اختيار الشخصيات وطبيعة عملها وظروف حياتها، حتى لا تهد الفكرة الأساسية من العمل، وفى نفس التوقيت تراعى فرق الزمن والتطور والحداثة.
بصراحة شديدة هل كانت لك تدخلات فى كتابه السيناريو؟
دائما أكتب ملحوظات على الورق طوال الوقت خلال مرحلة القراءة، وعندما أجتمع مع الكاتب أو المخرج، أطرح رؤيتى فيما دونته خلال القراءة، وهذه الروح أتعامل بها دائما فى كل أعمالى، ويجب أن يقتنع الجميع قبل أن نصور المشهد، حتى ينعكس هذا الاقتناع على المشاهد نفسه.
هل تعتقد أن الدراما من الممكن أن تغير وتقوم اتجاهات الأفراد؟
بالطبع، دور الدراما فى المجتمع خطير جدا ومؤثر فوق ما يتخيل أى شخص، والواقع أن تأثير الدراما فى المجتمع وعلى الجمهور أكبر بكثير من التوجيه والنصيحة المباشرة، فالدراما قادرة على التوجيه والتثقيف والتوعية والتأثير فى الرأى العام وتنوير المجتمع، والعكس أيضا صحيح فمن الممكن أن يكون تأثير الدراما سلبيا وضد المجتمع ومضرا بالأخلاق، لأنه أحيانا يحدث تقليد سلبى لبعض النماذج الدرامية، ولذلك علينا أن نستخدم الدراما فى الارتقاء بالمجتمع، ويجب أن يتمتع أى فنان بالقدر الكافى من الضمير والوعى.
شارك فى العمل نجوم مثل خالد الصاوى وعائشة بن أحمد وغيرهما هل معنى ذلك أنك تخليت عن البطولة المطلقة؟
بداية، لا يوجد عمل درامى أو سينمائى فى العالم يعتمد على البطولة المطلقة، ولا يمكن لأى فنان أن ينجح بمفرده، ولذلك أؤمن بأن جميع الأعمال بطولة جماعية، وجميع الأدوار فى العمل لا تقل أهمية عن دور البطل، كل من ساهم فى عمل فنى ناجح هو أحد أبطاله، فكرة أن يقف بجانبك فى عمل واحد كم من النجوم وأصحاب الموهبة (أسماء تقيلة جدا فى مجالنا الفنى) هذا الأمر فى حد ذاته يجبرك على تفضيل البطولة الجماعية، لأنها تضيف لأى فنان، وستجد أنه لا يوجد مشهد واحد أو حتى (رى اكشن) أقل من المطلوب فى العمل الذى يضم نخبة ممثلين موهوبين، وبصفة شخصية لو خيرتنى بين بطولة مطلقة وبين عمل يشارك فى بطولته مجموعة من الفنانين يمكن تصنيفهم «ممثلين تقال»، سيكون اختيارى للبطولة الجماعية، لأن المشاهد سيرى مبارزة فنية مميزة جدا وأداء راقيا، وهنا المنافسة الفنية تضيف للعمل وتصب فى صالحنا جميعا، وفى صالح المشاهدين (أصل الفن هو العمل الجماعى) أولا لأن العمل دراما اجتماعية تحمل جرعة من التشويق، والتشويق للأحداث المتتالية يجذب الجمهور ويجعله يطرح التساؤلات طوال الوقت، وينتظر إجابات قد تتوافق مع شخصيته أو حتى لا تتوافق، حول حياة الزوج «أى زوج»، فتفاصيل الأحداث كما ذكرت تشبه كل زوج مصرى، ولو لم تكن الدراما تشويقية سيشعر المشاهد بالملل، حتى فى الموضوعات الاجتماعية والكوميدية وأى طبيعة عمل درامى تتجاهل التشويق لا تجذب الجمهور، اضف إلى ذلك أننا عملنا على المط والتطويل فى الأحداث، ورأينا أن العمل لا يستوعب عدد حلقات أكثر من 15 حلقة محكمة فى الكتابة والإخراج وجميع التفاصيل.
دائما تميل لاختيار الأعمال التى تحث على التفكير وتتجنب الرسائل المباشرة .. ما السر فى اتجاهك لهذه النوعية من الأعمال الدرامية، وهل هناك معاناة من فكرة تغير نمط سخصياتك؟
بالطبع أعانى جدا، لأننى دائما أعشق العمل بمزاج، وأقدم الأدوار التى تستهوينى، ولكن بعد حصولى على فرصة البطولة الرئيسية أصبح الأمر أكبر وأصعب بكثير من الماضى، خاصة أن الجمهور أصبح شديد القسوة أكثر من النقاد، وهذا يجعلنى أستعد لتجهيز مسلسل العام القادم مبكرا فالجمهور لا يرحم أحدا، والدليل على ذلك وجود أحد النجوم الذى نجح لمدة ٤ أعوام على التوالى وأبهر الجمهور بما قدمه، ولكن لم يحالفه الحظ هذا العام، وفوجئت بحملات هجوم شديدة القسوة من الجمهور والنقاد، متناسين ما تم تقديمه على مدار السنوات السابقة، وهذا يصيب الفنانين بالرعب والقلق، ولكنه يسهم بقدر كبير فى سعيهم لتقديم أعمال مميزة.
وماذا عن ردود الأفعال؟
بالطبع، ومن أكثر الأشياء التى تسعدنى ردود أفعال زملاء المهنة المنافسين على أعمالى، وتسعدنى جدا مكالماتهم، خاصة إذا كانوا مشاركين فى السباق الدرامى الرمضانى، وهذا يعنى أن هناك من يقدر مجهودك، أما أجمل الأشياء التى حققتها من خلال المسلسلين هو إعادة الأمل إلى أبناء جيلى بعد أن فقدوه لسنوات، وأفضل تعليق فى هذا الشأن ما كتبه أحد كبار الكتاب عندما قال: «طارق لطفى تجربة يجب أن تدرس» و»يعنى إيه تكون طارق لطفى»، لأنهم اعتبرونى مثالا أصر على حلمه، وطور من نفسه حتى حصلت على الفرصة برغم تأخرها كثيرا.
أخبار ذات صلة
المزيد من حوارات
الدكتورة هانم عمر: نستهدف توفير حضانات ل 30 % من أطفال مصر
عملية حصر دور الحضانة تجرى وفق آليات إلكترونية حديثة لدعم الطفولة المبكرة نسعى لتنفيذ خطط استراتيجية لتطوير الحضانات لرعاية الأطفال...
خليل محمد: تشغيل أضخم مشروع قومى لصناعة الأجهزة التعويضية خلال 2026
قال خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوى الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، إنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية،
الدكتور إسلام عنان: الترصد الوبائى أول خطوط الحماية من فيروس"الشيكونغونـيا"
الحكومة المصرية تسحب عينات يومياً لرصد أى أمراض لا توجد لقاحات موسعة حتى الآن للفيروس
على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا: محطة الضبعة مشروع سلمى
بعد أكتر من ستة عقود, تحقق حلم المصريين فى امتلاك مشروع نووى سلمى بفضل الجهود العبثية التى بذلتها القيادة السياسية...