حسام الدين فرحات: كنا أول من ابتكر فكرة «استاد النيل» لتحليل المـباريات

هو أحد مشاهير الإعلام الرياضى فى مصر، يتحدث معنا فى الحلقة الثانية من حوارنا معه، وذلك ضمن سلسلة
حوارات عن رواد ونجوم ماسبيرو، لتوثيق مشوارهم الإعلامى.. فتطرق للحديث عن عمله على مدار 8 سنوات فى إذاعة «بى بى سى» كمراسل رياضى، ثم كصحفى فى مجلة الإذاعة والتليفزيون، ثم اختياره فى لجنة تأسيس أول قناة رياضية مصرية، وهى قناة النيل للرياضة، ورئاسته لها، ووضع خطة برامجية جديدة، وعمل رؤية لتغطية المباريات والبرامج، كما قدم من خلال هذه القناة أول برنامج كاستوديو تحليلى لمباريات كرة القدم اسمه «استاد النيل»، باستضافة كبار اللاعبين والمحللين مثل الكابتن محمود الخطيب وطاهرأبو زيد ومصطفى عبده وغيرهم، والذى أصبح بمثابة بوابة حقيقية لظهور نجوم الكرة.
عملت كمراسل فى قناة الـ «بى بى سى» لعدة سنوات حدثنا عن هذه التجربة؟
طلبنى مكتب الـ «بى بى سى» عام 1991 لأعمل كمراسل لهم فى القاهرة لتغطية الرياضة وكرة القدم، فذهبت لمكتب وزير الإعلام صفوف شريف لكى أستأذن منه فوافق، ووقعت على الطلب، ويجدد كل عام، واشتغلت مع الـ «بى بى سى» بالفعل، وكنت أعمل نحو 4 تقاير فى الأسبوع بالتعليق الصوتى، وكانوا يطلبوننى بالهاتف، وأقوم بالتحليل مع وضع صورة لى بالطبع، واستمررت فى العمل معهم نحو 8 سنوات، وكنت أحصل على مقابل مادى لكل تقرير 100 جنيه، وهو فى التسعينينات يُعتبر رقماً كبيراً، وهذا كان بجانب شغلى فى الإذاعة.
اشتغلت فترة ككاتب صحفى فى مجلة الإذاعة والتليفزيون ماذا عن هذه الفترة؟
عملت فى مجال الصحافة لفترة قصيرة، كنت أكتب مقالات وتحليلات رياضية بمجلة الإذاعة والتليفزيون وكانت تجربة ثرية وممتعة بالنسبة لى، لأنها فى المجال الذى أحبه وتخصصت فيه.
حدثنا عن اختيارك لتأسيس أول قناة رياضية متخصصة فى مصر والعالم العربى وهى قناة النيل للرياضة؟
عندما فكروا فى عمل النايل سات 1995 قرروا إنشاء قطاع القنوات المتخصصة عام 1998، فبدأوا فى عقد لجان لتجهيز القنوات، ووقع الاختيار عليّ فى لجنة قناة الرياضة، وتكونت من فايز الزمر مدير الرياضة فى التليفزيون، والمسئولة عن التبادل الإخبارى فى قطاع الأخبار، وشخصيات أخرى من إعلاميين وصحفيين، وأنا ضمن هذه اللجنة، ووظيفتها وضع خطة وإعداد رؤية لإنشاء قناة الرياضة، وهدفنا بالطبع أن نتميز، خاصة أنه كان يوجد قبلنا قناة «إيه أر تى» رياضة ثم جاءت مسألة توزيع رؤوساء القنوات فتم اختيارى لأكون رئيس القناة، وأعتقد أنه كان اختيار الأستاذين حسن حامد وعبدالرحمن حافظ، وصدق عليه وزير الإعلام صفوت الشريف، وأتذكر بعض الجرائد، كتبت أعمدة أنه لم يكن أحد يتوقع أن تأتى الفرصة لمن يستحقها، ومن يبذل الجهد ويفكر ويبتكر دون أى واسطة، وانطلقنا كقنوات للقطاع فى عيد الإعلاميين.
كيف كانت خطتك لانطلاق قناة النيل للرياضة؟
كانت لدينا رغبة كبيرة فى عمل شكل جديد للإعلام الرياضى من ناحية الشكل والمضمون، مع إتاحة فرصة حقيقية لوجوه جديدة تماماً، وكانت هذه هى التعليمات والتوجيهات وقتها، فبدأنا فى عمل لقاءات قبل المباريات مثل ما كنت أفعل فى الإذاعة، وبدأت أسال المهندسين عن إمكانية تنفيذها على الهواء، وبالفعل نحجنا فى هذا الأمر، الذى كنا أول من عملها فى قنوات رياضية، وبعد ذلك بدأت تبلور أفكار جديدة أخرى، ونتيجة متابعة القنوات الرياضية العالمية عملنا فكرة برنامج «استاد النيل»، والذى أصبح أيقونة قناة النيل للرياضة، فهو أول برنامج تحليلى رياضى على الهواء قبل المباريات، وتم اختيار مذيعين ومعلقين جدد، أما المخرجين فاستعنا بمجموعة من التليفزيون.
بالإضافة إلى أن الوزير أكد على أهمية أن يكون المذيع أو مقدم البرنامج لديه سمة رياضية، أى ينقل إحساسه للمشاهد بأنه رياضى، ومتابع جيد لديه وعى تام بالرياضة، وشروطها وثقافتها ليس الشرط الوسامة بدرجة كبيرة، وهذا منهج اتبعته فى القناة.
وعملنا اختبارات كثيرة، وكان يدى اليمنى فى القناة عبدالفتاح حسن، واخترنا مجموعة من المذيعين المتميزين فى البداية مثل: سامر عز الدين وعمرو جميل وطارق رضوان وهناء حمزة، ورشح لى الكابتن عبدالرؤوف مدرب البنات كرة طايرة فى نادى الأهلى قال لى: منى عبدالكريم تريد تعمل مذيعة، وبالفعل خاضت الاختبارات، وكانت من أوائل المذيعات فى القناة.
وماذا عن اختيار المعلقين؟
اخترنا مجموعة كبيرة بعقد لجان من متخصصين، وخوض مجموعة من الاختبارات، ثم تم التصفية، ونجح على محمد على وخالد لطيف وأحمد الطيب وحاتم بطيشة وعادل محمود، وكانت مجموعة متميزة، وأصبحوا من أعلام التعليق الرياضى فى القنوات الفضائية.
ماذا عن الخطة البرامجية الأولى للقناة عند إنشائها؟
عقدنا جلسات عمل، وبدأنا نفكر عندما يستيقظ الناس، ما الذى تريد مشاهدته؟.. فقدمنا برنامجاً صباحياً يومياً اسمه «صباح الرياضة»، يتضمن نشرات أخبار بسيطة، ثم عملنا برنامج عن رياضات ذوى الهمم، بالإضافة إلى الندوات الرياضية على الهواء تضم مجموعة من المتخصصين وأعلام الكرة، بالإضافة إلى تغطية حية لجميع المبارايات والبطولات التى كان المتاح لنا تغطيتها.

حدثنا عن عملك كمذيع أثناء رئاستك للقناة فى برنامج «استاد النيل» و«سهرات خاصة»؟
عملت فى برنامج «استاد النيل»، وسجلت فيه مع مجموعة كبيرة من اللاعبين الكبار، مثل: الكابتن الجوهرى والخطيب وغيرهما، بالإضافة إلى المشاركة فى السهرات الخاصة.
كيف كان التنسيق فى عملية نقل المباريات بينك كقناة النيل للرياضة وبين قنوات التليفزيون؟
بعد إنشاء قناة النيل للرياضة، أصبحت الرياضة مرئية، فكان يأتى لنا جداول المبارايات للموسم ككل، ومن ثم نبدأ عمل اوردرات كاميرات، وإذاعات خارجية، وفى حالة إذاعة التليفزيون نفس المباراة كنا نضم إذاعة الصورة معاً... ففى يوم مباراة الأهلى والزمالك الشهيرة التى أنتهت بـ 6 و1 عام 2002، كانت الإذاعة الخارجية من التليفزيون والمخرج محمد نصر الدين، وكانت قناة النيل للرياضة هى التى تطلع الفواصل قبل ووسط وبعد المباراة من داخل الاستاد، وتجرى لقاءات وتصور جميع الفعاليات والتغطية الشاملة، أما القناة الثانية فى التليفزيون فلم تفعل هذا، فكان هذا ما يميز قناة النيل للرياضة.
ألم يحدث نوع من الغيرة بين النيل للرياضة وقنوات التليفزيون؟
لم يكن لأحد أن يستطيع الاقتراب من شغلنا الرئيسي؛ ألا وهو البث المباشر بالصوت والصورة، وكواليس وفعاليات وتغطية شاملة للمباراة، فبعد انتهاء المباريات نطلع هواء بالكاميرات لإجراء لقاءات، بالإضافة إلى استوديو هواء يكون معنا كبار اللاعبين تعليقاً وتحليلاً للمباراة ونقطع على فواصل مع الهواء من المباراة، وكنا أول من يعمل هذا الشغل، فكنا أصحاب الفكرة، وأصبحت سائدة بعد ذلك فى جميع القنوات الفضائية الرياضية.
اذكر لنا بعض الشخصيات التى كانت قناة النيل للرياضة بمثابة شهادة ميلاد لهم!!
هناك مجموعة ظهرت لأول مرة فى قالب تحليل المباريات، وهذا تم فى برنامج «استاد النيل»، مثل طاهر أبوزيد ومحمود الخطيب.. فعندما عُرضت فكرة استاد النيل على الأستاذ حسن حامد، قال لى: إنها فكرة جيدة، وهتكسر الدنيا، وكان رأيه أن أختار شخصية تتوفر فيها كل عناصر النجاح، وبدأنا نعرض أسماء، حتى استقررنا على الكابتن محمود الخطيب، وعرضت عليه الفكرة ووافق، لكن قال نعمل تجربة فجاء للاستوديو وعمل حلقة تجربة، وبعد المشاهدة وافق، وكان قبلها لم يطلع على الهواء فى أى مكان، خاصة لأنه خجول، لكن وافق بعد مشاهدة الحلقة، وبدأنا نعمل الحلقات هو كمحلل دائم، وأنا معه كمذيع، ثم بعد فترة بدأت أستعين بشخصيات أخرى معه مثل: إبراهيم يوسف وطاهر أبوزيد وفاروق جعفر وحسن شحاتة، ولاشك أن هؤلاء النجوم أضافوا للقناة نجاحاً كبيراً.
كلمنا عن اختيارك للكابتن حمادة إمام لعمل برنامجه الشهير «الكورة مع الثعلب»؟
الكابتن حمادة إمام شخصية جميلة، قررنا بالاتفاق معه عمل برنامج «الكورة مع الثعلب»، وكان برنامجاً ناجحاً، وهو نجم كروى بمعنى الكلمة، وعملنا مع الكابتن محمود بكر برنامج أسبوعى أيضاً، وهو برنامج «زاوية عكسية»، كنت أنا المذيع، وهو الضيف، ونتكلم عن الهدف ونوعية الأهداف، وهكذا وكان برنامجاً جميلاً ومميزاً ومختلفاً.
حدثنا عن كواليس ومواقف حدثت أثناء العمل فى القناة؟
أذكر أنه ذات مرة كان أحد المخرجين بالقناة يسجل فى النادى الأهلى التمرين الخاص بالفريق، فغضب المدرب واعترض بشكل عنيف، تسبب فى كسر الكاميرا، فأبلغونى بهذا لأمر، فقلت لفريق عمل القناة اطلعوا على قسم قصر النيل وقدموا بلاغاً، فأتت لى مكالمة من الكابتن ثابت البطل مدير الكرة فى نادى الأهلى، واعتذر عما صدر من المدرب الأجنبى فى حق فريق العمل، ولم يكتف بذلك، بل طلب أن يزورنا فى القطاع بنفسه، ويعتذر للشباب، وفعلاً جاء فى اليوم التالى فى مكتب رئيس القطاع الأستاذ حسن حامد، وقدم الاعتذار لهم ولنا، وأهدى درع النادى الأهلى للمخرج والمصور، فهذا موقف من المواقف المحترمة التى نتذكرها، خاصة من الكابتن الجميل مثل ثابت البطل رحمة الله عليه.
هل ترى أن قناة النيل للرياضة أُسست لثقافة رياضية؟!، وهل كان فى ذهنك هذا عند إنشاء القناة؟
لا شك فى ذلك نشر الألعاب الرياضية بالكامل، والألعاب الفردية بكل أنواعها، ودورى السلة، وكرة اليد وغيرها وغيرها، فبالطبع نشرنا ثقافة الألعاب الرياضية المختلفة من خلال إلقاء الضوء عليها، وتغطية بطولاتها، والتسجيل مع لاعبيها، ولم نتكف بتغطيات بطولات كرة القدم فقط.
كيف ترى القنوات الرياضية الخاصة التى أُنشئت بعدها؟!، وهل سحبت البساط من تحت قدميها؟!
عندما كان الأستاذ حسن المستكاوى يعمل برنامجاً فى دريم، طلبنى لكى أحضر معه ضيفاً فى البرنامج، فقلت له سوف أحضر «عشان خاطرك»، ولعلاقة الصداقة القوية التى بيننا، فوجدتة يقول على الهواء: إن أول من عمل برنامجاً تحليلياً هو الأستاذ حسام فرحات، وعمل برنامجاً اسمه «استاد النيل» والذى انتشرت فكرته بعد ذلك فى القنوات الفضائية، فلذلك يجب أن نأخذ رأيه فى عمل البرامج الرياضية الحالية، فأجبت وقلت: إن البرامج الرياضية تحولت لساحة للشتائم، وليس للنقد البنَّاء، وهناك نماذج عديدة فى البرامج تؤكد أن الوضع سيئ للغاية.
وهل الوضع تحسن مؤخراً؟!
أستطيع القول إن قنوات الأندية تُعد مساحة مفتوحة للشتائم، وإتاحة الرد والانتقاد بشكل سيئ، لذا أراها فى محنة حقيقية.
أخبار ذات صلة
المزيد من حوارات
الدكتورة هانم عمر: نستهدف توفير حضانات ل 30 % من أطفال مصر
عملية حصر دور الحضانة تجرى وفق آليات إلكترونية حديثة لدعم الطفولة المبكرة نسعى لتنفيذ خطط استراتيجية لتطوير الحضانات لرعاية الأطفال...
خليل محمد: تشغيل أضخم مشروع قومى لصناعة الأجهزة التعويضية خلال 2026
قال خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوى الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، إنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية،
الدكتور إسلام عنان: الترصد الوبائى أول خطوط الحماية من فيروس"الشيكونغونـيا"
الحكومة المصرية تسحب عينات يومياً لرصد أى أمراض لا توجد لقاحات موسعة حتى الآن للفيروس
على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا: محطة الضبعة مشروع سلمى
بعد أكتر من ستة عقود, تحقق حلم المصريين فى امتلاك مشروع نووى سلمى بفضل الجهود العبثية التى بذلتها القيادة السياسية...