إبراهيم الموجى : نادية الجندى دخلت «خمسة باب» لمحاربة سعـاد حسنى

يتحدث السيناريست والمخرج الكبير إبراهيم الموجى فى هذه الحلقة عن فيلمه عيون الصقر كتأليف وإخراج، ويكشف الحيلة التى لجأ إليها نور الشريف لرفع أجره قبل تصوير الفيلم،
يتحدث السيناريست والمخرج الكبير إبراهيم الموجى فى هذه الحلقة عن فيلمه عيون الصقر كتأليف وإخراج، ويكشف الحيلة التى لجأ إليها نور الشريف لرفع أجره قبل تصوير الفيلم، وكواليس فيلمه الكوميدى «الفول صديقي» لسمير غانم، مديحة كامل، نجاح الموجى، صلاح نظمى ثم ينتقل إلى إحدى مسرحيات « موليير»، للمخرج حسين الوكيل، ويجيب عن تساؤل: لماذا كان ناصرياً حتى السبعينات فقط، وأسرار زواجه من واحدة تعد الأشهر بين المونتيرات فى تاريخ السينما «سلوى بكير» .
لماذا احتفظت بروح الرواية فى فيلمك «أصدقاء الشيطان»، عن ما كتبه نجيب محفوظ فى الحرافيش، فى قصة «جلال صاحب الجلالة»؟
من وجهه نظرى السيناريست الذى يقدم على تناول رواية أدبية، عليه أن يفهم القصة جيداً، بل يكون مرجعاً لها، أكثر من كاتبها نفسه، لسبب بسيط ألا وهو أن الكاتب انتهى أمره، لكن السيناريست قرأ الرواية وما كتب عنها، فأصبح لديه إمكانية التغيير، أكثر من مؤلفها، لكن الكاتب حتى لو قرأ ما كتب عنها، لا يستطيع التعديل، فأنا حينما قرأت رواية «جلال صاحب الجلالة» تشبعت بروح القصة، فهمت ما بين السطور خاصة نجيب محفوظ، له ما وراء السطور الكثير، تجده يتحدث عن امرأة فتكون مصر، أو حارة فيكون وطناً، وهكذا، لذا حاولت قراءة ما بين السطور فى هذه الرواية قبل الإقدام على كتابة السيناريو والحوار، فهى تحكى قصة «ديكتاتور» تكمن مأساته، فى فكرة الخلود التى يبحث عنها، يحلم بالخلود بعد «موته» لكن يحدث العكس دائما، كما حدث مع «ستالين» فى الاتحاد السوفيتى، فالقصة ليست «معلم وفتوة»، إنما «ديكتاتور» يحلم بالخلود حتى بعد وفاته، لكن سخرية نجيب محفوظ فى تلك الرواية، جعله يموت فى الحوض الذى يشرب منه «البهايم»، أعجبت بتلك السخرية القدرية واحتفظت بها، لأنها صورة معبرة.
هل كنت ناصرياً؟
كنت ناصرياً حتى أواخر السبعينات، أو بمعنى أدق طول فترة شتيمة عبدالناصر، فخرجت كتب تهاجمه، نكت، وأشياء من هذا القبيل، لذا كنت ناصرياً حتى أواخر السبعينات، كان دفاعاً عن هذا الرجل الذى صنع نوعاً من المكانة العالية للفرد المصرى.
ماذا عن فيلمك الفول صديقى؟
الفول صديقى، كان عن مسرحية لـ «موليير» تحمل اسم «البراجوزى النبيل» وأظن مسرحية أخرى له عملت منهما «ميكس» وقدمته فى هذا الفيلم، تعلمت هنا درساً مهماً فى هذا العمل وهى أن نترك مساحة للفنان فى الأعمال الكوميدية كى يرتجل، بمعنى أن يكون شريكاً للمؤلف، لأن الكوميديانات فى مصر معظم إبداعهم «بييجى من الارتجال»، لكن سمير غانم بطل الفيلم التزم بالنص إلى حد كبير، وأعترف أننى لم أكن أعى ذلك جيداً، بمعنى أن الممثل من الممكن أن يضيف، لكن أعتقد لو «أديلناله فرصة» كان سيكون أفضل بكثير، فمثلاً شاهدت لـ «سمير غانم» فيلماً كوميدياً اسمه «تجيلها كده تجيلها كده هى كده» أعتقد أن سمير لم يلتزم بالنص نهائياً لذا خرج العمل أروع ما يكون.
كيف كان زواجك من المونتيرة الشهيرة «سلوى بكير»؟
قصة حياتى ليست فيها مفاجآت أو غرائب، دخلت معهد السينما، بعد تخرجى عملت فى نفس مجالى، مراتى كانت زميلتى، ومن المعهد بدأ التعارف ثم الزواج.
عملت معك أغلب أفلامك؟
فعلاً فهى شاطرة ومختلفة، نقدم شريطاً للصوت نموذجياً به توليفة وهارمونى لا مثيل له.
ماذا عن فيلمك عيون الصقر بطولة نور الشريف، رغدة، حسن الأسمر، محمد توفيق؟
كتبته كى أخرجه، ثم كان هناك تحدٍّ بينى وبين نفسى، حينما شرعت الكتابة فى السينما، كانت البطلة دائماً هى المغلوبة على أمرها، أو التى ليس عليها غبار، تلك كانت قناعة كل المنتجين، لكنى عكست الحكاية جعلت عاهرة بل أضفت أنها «بتشتغل الشغلانة دى» ليس بسبب ظروفها الصعبة أو كى تصرف على عائلتها أو أمها المريضة كعادة كل المؤلفين، لكن جعلتها هى كده فعلا، ومن خلال رحلتها داخل الفيلم جعلتك تتعاطف معها، المهم لو رجعنا لفيلم «عيون الصقر»، فى بداية التسعينات وصل الحال بنا فى مصر إلى أن الفساد صار مقنناً وليس عيباً، من خلال تبرير أن الحياة غالية، قررت عمل فيلما عن «شخص فقير رفض رشوة».
كيف تم ترشيح النجم نور الشريف لهذا الفيلم؟
أنا رشحته للمنتج، الذى رحب به، أذكر من الكواليس «نور الشريف» قبل التصوير رفع أجره مستغلاً ترحيب الإنتاج به، الفيلم «اللى بعده» رجع لنفس أجره.
لماذا لم تكتف بكتابته فقط كعادة أفلامك السابقة؟
من اللحظة الأولى التى بدأت فيها كتابة «عيون الصقر» قررت أكون مخرجه وليس شخصاً آخر.
هل أنت راض عن ما يحدث فى السينما والدراما التليفزيونية سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج؟
رأيت تكنيكاً لم يكن موجود منه على أيامنا، فمثلاً حينما كنت تطلب «شاريوه أو كرين» للتصوير أولاً تكف الأرض عن الدوران، ولو جبته تعزم عدد من المصوريين الصحفيين كى يقوموا بتصويرك، أقصد من كلامى أن الإمكانيات كانت قليلة، لكن لم يكن هناك تطور تكنولوجى، لكننا كنا نقدم إبداعاً حقيقياً، كانت هناك أشياء «تفرملنا» فمثلاً تصوير الفيلم كان بالخام الذى كان يأتى لنا بالمتر، لذا كنت تلجأ لبروفات كثيرة قبل أن تأخذ قرار التصوير، لكنك «يوم ما تعيد كأنك جبت سكينة وضربتها فى قلب المنتج»، بعكس الآن تسهيلات مرعبة، فمثلاً المؤثرات كنا نأخذها من أسطوانات متهالكة وكنا نقدم أفكاراً جيدة الصنع، لكن الآن هناك فقر شديد فى الأفكار، بل تكاد تكون سطحية، أعتقد لأنه لا يوجد زخم ثقافى، كنا نعثر على الثقافة دون أن نبحث عنها.
صلتك بعائلة المنتج والمخرج الكبير حسن الصيفى والفنانة زهرة العلا.. كيف جاءت؟
بدأت صداقة، ثم مصاهرة، لكن كل هذا للأسف تم فى وقت اعتزالى، أقصد لم أكن فى أوج نشاطى لذا لم يثمر عن تعاون فنى، لكن علاقتنا جيدة.
ما الذى يغريك للعودة للكتابة مرة أخرى، أم قرار الاعتزال نهائيا؟
الذى يغرينى للعودة أن ينفذ ما أكتبه دون اللعب به، إنما الكتابة للمجهول لا تغرينى، أو أن أكون تحت رحمة نجم.. سأضرب لك مثلا، تعرف مين أصدقاء محمد عبدالوهاب، كان أحمد بيه شوقى، ثم توفيق الحكيم قس على ذلك كل هذا الجيل من المبدعين، تعرف مين أصدقاء السيدة أم كلثوم، أحمد رامى، فكرى باشا أباظة، على ومصطفى أمين، لكن النجم حالياً أصدقاؤه الكوافير والماكيير، أحكى لك واقعة فى إحدى المرات كنت عند سعاد حسنى فى البيت، لأننى عملت معها فيلمين، رأيت بعينى تقريراً وقرأته بخط الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، عن فيلم كانت تنوى دخوله أرسل لها ملاحظات على السيناريو، ومش هأقول كان بجوارها صلاح جاهين، لطفى الخولى، وغيرهما، ثم أنا ما بأشتغلش بمزاجى، أنا لست مضطهداً، نفسى أشتغل فى جو مناسب لى ليس أكثر، يعنى «قعدتى مش تاج على رأسى»، نحن كنا نصنع أفلامنا كنا نتمنى عُشر هذه الإمكانيات فى السينما أو التليفزيون ثم أسأل نفسى «ليه الحلو ما يكملشى»، لماذا لا يقدمون أفكاراً جيدة، نحن أصبحنا فى عصر «الإبداع التقنى» فقط وذلك جاء على حساب النص، فمثلاً أعمالنا المأخوذة عن روايات أدبية منذ 10 سنوات، تعد على أصابع اليدين، بعكس فى الماضى الرواية أو النص الأدبى عموماً كان شيئاً أساسياً، لدرجة أن بعض المؤلفين ذهبوا لعمق الثقافة، وقدموا أعمالاً لروائيين ليس من السهل تقديم أعمالهم سينمائياً كـ«محمود تيمور، أحمد على باكثير، طه حسين، على الجارم»، وغيرهم الكثير والكثير.
ماذا عن فترة وجودك وعملك فى قنوات الإيه آر تى، وهل أنت راض عن التجربة بشكل عام؟
ظللت أعمل أكثر من عامين حققت إنجازاً فى قانون حقوق الملكية الفكرية، التى أرى إنها «مستباحة» فى مصر تماماً، المهم هناك قنوات فى الإيه آر تى تابعة لنفس الشركة، هذه القنوات قائمة على الأفلام، أضرب لك مثلاً «عاوزين يعملوا حلقة مدتها ساعة عن المرأة العاملة»، تجد أن المقدمة 5 دقائق، والباقى مشاهد من أفلام كـ «مراتى مدير عام، الأستاذة فاطمة، الأفوكاتو مديحة»، وغيرها من الأفلام السينمائية، ثم يبدأ يحاسب القناة على أنه كلف وعمل ساعة برامجية، قررت أنهم يدفعوا إيجار هذه الشرائط، حاربونى قالوا لى «إحنا كلنا أسرة واحدة»، لكن أنا كنت مع احترام الملكية الفكرية، بالتالى اضطروا أنهم يعملوا برامج حقيقية ويشتغلوا بجد، لكن عموماً التجربة لم تكن لطيفة، ليس فيها أى إبداع كانت إشرافاً فقط ليس أكثر، كنت أتمنى لو كنت استغليت هذا الوقت فى الكتابة.
قدمت «درب الهوى»، للمخرج حسام الدين و«خمسة باب» لنادية، لكن تم إيقافهما فى دور العرض.. فما الأسباب؟
«خمسة باب»، دخلت نادية الجندى فى تصويره لمنافسة سعاد حسنى، لأنها سمعت أن الأخيرة داخلة تصور فيلم «شوارع من نار» قبل أن تعتذر، المهم فى أسبوع كتب لها شريف المنباوى العمل المأخوذ عن الفيلم الأجنبى «إيرما الرقيقة» الشهيرة بـ«لادوس»: شوارع من نار «استوحينا الفكرة من نفس القصة ثم أخذناها فى حتة تانية كما يقولون، ثم جاء فيلم «درب الهوى» أنت مديحة كامل كانت بتحكى مشاهدها فى فيلمنا بالضبط لحسام الدين مصطفى، ولأن الرقابة وقتها كانت قوية، كان من الممنوع أن تقدم أفلاماً عن الدعارة، كى لا نسىء لسمعة مصر، تم رفع الفيلمين، لكن بعد أن نجا فيلمنا، هم فكروا أن يقدموا الدعارة مثلما حدث فى «الحرافيش».
أخبار ذات صلة
المزيد من حوارات
الدكتورة هانم عمر: نستهدف توفير حضانات ل 30 % من أطفال مصر
عملية حصر دور الحضانة تجرى وفق آليات إلكترونية حديثة لدعم الطفولة المبكرة نسعى لتنفيذ خطط استراتيجية لتطوير الحضانات لرعاية الأطفال...
خليل محمد: تشغيل أضخم مشروع قومى لصناعة الأجهزة التعويضية خلال 2026
قال خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوى الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، إنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية،
الدكتور إسلام عنان: الترصد الوبائى أول خطوط الحماية من فيروس"الشيكونغونـيا"
الحكومة المصرية تسحب عينات يومياً لرصد أى أمراض لا توجد لقاحات موسعة حتى الآن للفيروس
على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا: محطة الضبعة مشروع سلمى
بعد أكتر من ستة عقود, تحقق حلم المصريين فى امتلاك مشروع نووى سلمى بفضل الجهود العبثية التى بذلتها القيادة السياسية...