(إيديكس 2023) نقلة نوعية للصـناعات الدفاعية والعسكرية

جاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمعرض الصناعات الدفاعية والعسكرية "إيدكس 2023" يوم الاثنين الماضى

ليؤكد أن من يملك زمام القوة يستطيع أن يفرض إرادة السلام، وأن مصر تمضى قدماً وبخطىً متسارعة فى مجال التصنيع الحربى بالتزامن مع رفع معدلات الكفاءة القتالية وسط طفرة تسليحية هى الأكبر فى تاريخ القوات المسلحة المصرية.

المعرض العالمى الذى بدأت فعالياته يوم الاثنين الماضى وامتدت لثلاث أيام تالية، تم تنظيمه على مساحة 18 ألف متر مربع، وجاء ليوفر فرصاَ مثالية لتبادل الخبرات بين كبار العارضين والشركات المحلية والأجنبية الرائدة فى مجال أنظمة التسليح والصناعات الدفاعية، حيث تميز المعرض بحضور بارز لنحو 400 شركة عارضة من 44 دولة داخل 22 جناحاً دولياً شهدت عرض أحدث منظومات الدفاع والأمن، إلى جانب توفير المعرض فرصة لعرض إسهامات الشركات الوطنية فى مجالات الأنظمة الدفاعية.

تضمن حفل الافتتاح قصة نجاح مصر فى تجميع وتصنيع وتدشين الفرقاطة "الجبار".. أول فرقاطة حربية مصرية من طراز "ميكو 200" والتى تم تصنيعها بالكامل فى ترسانة الأسكندرية بأيادٍ مصرية.

"الإرادة والتحدي".. جملة شكلت الاستهلال الأول لحفل الافتتاح، وجات لتحمل عنوان الفيلم التسجيلى الذى أنتجته إدارة الشئون المعنوية، بالتزامن مع تدشين القوات البحرية للفرقاطة المصرية بترسانة الاسكندرية.. وجاء هذا الحدث العسكرى البارز بمثابة مثال لتطور آليات القوة فى مسار العسكرية المصرية بين ماضٍ وحاضر، فبوسع التاريخ أن يروى مسيرة إنجازات القوات البحرية المصرية على مدى السنين.. وللحاضر أن يسجل بمداد الشرف ما ورثه رجال البحرية من قيم البطولة والفداء لرجال حملوا على عاتقهم مسئولية حماية السواحل المصرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، فأثبتوا قدرتهم وأكدوا جدارتهم.. وما كان لقواتنا البحرية أن تصل إلى ما وصلت إليه حالياً من تنوع فى القدرات وثراء فى التخصصات إلا عبر الارتقاء بمعدلات الأداء والتى كان للتصنيع الحربى المحلى والمشترك دور كبير فيه عبر تعزيز القدرات التسليحية لقواتنا البحرية.

من هنا جاء دور شركة ترسانة الاسكندرية، إحدى شركات جهاز الصناعات والخدمات البحرية والتابع لقواتنا البحرية، والتى يرجع تاريخ إنشائها إلى عهد محمد على باشا، حيث حققت عبر تاريخها قفزات صناعية ترقى لأعلى المستويات والمعدلات العالمية فى مجال بناء السفن التجارية والحربية.. وعبر ملاحم من العمل الشاق كانت ترسانة الاسكندرية سباقة فى مجال التصنيع الحربى المشترك، والتى كانت إحدى ثماره المتميزة تصنيع الفرقاطات البحرية "جو ويند" لالشتراك مع الجانب الفرنسي.

وعلى خطى هذا النجاح تسير ترسانة الاسكندرية عبر التصنيع الحربى المشترك مع دولة ألمانيا للفرقاطات الشبحية من طراز "ميكو 200"  بورش ترسانة الاسكندرية، وبأياد وعقول مصرية على مدار عامين أتمت ترسانة الاسكندرية الانتهاء من تصنيع وتجميع أول  فرقاطة بحرية من طراز "ميكو إيه 200" والتى نشهد تدشين أول فرقاطة بحرية منها بأياد مصرية مائة بالمائة.

وبحسب فيلم "الإرادة والتحدي" فإن الفرقاطة الشبحية طراز "ميكو إيه 200" تتميز بالآتي: يبلغ طولها 121 متراً، وعرضها 16.34 متراً، كما تتميز بقدرتها على الإبحار لمسافة 7200 ميل بحري، وتصل سرعتها القصوى إلى 27 عقدة ونصف، فضلاً عن امتلاكها منظومات تسليح حديثة تمكنها من تنفيذ كافة المهام القتالية وقتيّ السلم والحرب، ومجابهة كافة التهديدات السطحية والجوية وتحت السطح، حيث تتسلح الفرقاطة بمدفع رئيسى ثقيل عيار 127 ميليمتر من طراز "ليوناردو" و32 صاروخ دفاع جوى طراز "ميكا إن جي" و16 صاروخا طراز "إس إم إم" بالإضافة إلى مدفع خفيف 20 ميلميتر، ومدفعيّ دفاع جوى صغير، وتوربيدات خفيفة طراز "إم يو 90" وتوربيدات ثقيلة "سى هاك" وقذيفتين للأعماق السطحية طراز "ليوناردو" وقاربين خفيفين للقوات الخاصة، مع إمكانية حمل طائرتين هيليكوبتر.

وهكذا استعادت مصر مكانتها بين كبرى الدول المصنعة للسفن الحربية، وأصبح حلم التدشين والإبحار لفرقاطات مصرية واقعاً لا تخطئه العين، فيتأكد لنا أن مصر قادمة بكل قوة تسابق الزمن وتكسر حاجز المستحيل لتحفظ مكانتها فى مجال التصنيع الحربى بجودة عالمية وبأيدى وعقول مصرية لتظل مثالاً يحتذى لمعنى الإرادة والتحدي.

 وفى حفل الافتتاح، ألقى الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، كلمة رحب فيها بضيوف المعرض قائلاً: بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن رجال القوات المسلحة، أتقدم لكم بتحية عطرة من بلدكم الثانى مصر رمز القوة والسلام، بلد الأمن والأمان، فتشريفكم لنا اليوم بافتتاح المعرض الدولى الثالث للصناعات الدفاعية "إيديكس 2023" لمبعث فخر واعتزاز، ورسالة هامة يجب أن نتوقف أمامها طويلاً بالفحص والدرس، ونبحث فى أعماقها، ونتفهم معانيها.

وأضاف وزير الدفاع: اسمحوا لى فى البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير والامنتنان للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة على رعايته لهذا الحدث العالمى الهام فى هذا التوقيت الدقيق الذى يتزامن مع ما يشهده العالم من صراعات وحروب تعصف بالأمن والاستقرار الإقليمى والدولي.. وكانت مصر وما زالت نقطة التلاقى لكافة شعوب الإنسانية المحبة للخير والسلام من أجل توحيد الجهود واحتواء وتيرة الصراعات لإرساء السلام وصياغة حاضر مشترك ننعم فيه بالعيش الآمن المبنى على المحبة وتحقيق المصالح المشتركة.

وأضاف وزير الدفاع: لقد حرصت مصر من خلال هذا المعرض فى نسخته الثالثة، والذى يعد بمثابة منصة عالمية، على إتاحة الفرصة أمام الدول والشركات المنتجة لنظم التسليح ومنظومات الدفاع لعرض أحدث ما وصل إليه العلم من تقنيات حديثة وقدرات دفاعية متطورة فى العديد من مجالات التصنيع العسكري، وذلك من خلال عرض المبتكرات وتبادل الخبرات لتنمية روابط العلاقات بين الدول فى مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية لتعزيز القدرات على حماية ركائز أمننا القومى المشترك، وتعميق أطر الشراكة والتعاون فى كافة المجالات العسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة، واضعين فى الاعتبار قيام الشركات المنتجة بعرض الأسلحة والمعدات بهدف أن تحصل عليها حكومات الدول الشقيقة والصديقة لتدعيم قدرات قواتها المسلحة لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة هذه الدول، مع ضمان عدم امتلاكها بواسطة عناصر غير مصدق عليها من الحكومات حفاظاً على الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، فلا وجود للتنمية إلا بتوافر الأمن والاستقرار.

وأكد وزير الدفاع أن القوات المسلحة المصرية كانت ولا زالت الحصن الأمين لصيانة مقدرات هذه الأمة مضيفاً: فعلى الدوام سعينا لامتلاك أحدث منظومات التسليح للحفاظ على أمن الوطن وسلامته فى عالم يموج بالصراعات، واضعين نصب أعيننا أن من يمتلك مفاتيح القوة هو القادر على صنع السلام، ونحن نسعى لكى نمتلك مستقبلا أفضل نجتمع فيه على كل الثوابت لتزيدنا إصراراً على المضى قدماً فى الدفاع عن مقدرات شعوبنا ضد المخاطر والتحديات مهما تعاظمت بالتعاون مع المجتمع الدولي.. وسوف تظل قواتنا المسلحة حارسة وحامية لهذا الوطن، محافظة على أمنه واستقراره، ساعية لامتلاك القوة لدحر أى عدوان على أرض مصرنا الغالية فى تعاون وثيق مع الدول المحبة للأمن والسلام، وأنه ليس أمامنا من سبيل إلا بالأخذ بأسباب العلم والقوة، والتحلى بالمبادئ السامية التى تحفظ للأمم والشعوب وحدتها واستقرارها لنحافظ جميعاً على حاضرنا ومستقبلنا مضيفاً: حرصت قواتنا المسلحة على تعزيز أطر الشراكة والعلاقات الاستراتيجية مع نظرائها بكافة الدول الشقيقة والصديقة من أجل إرساء السلام، وإعلاء قيم وقواعد القانون الدولى والإنساني، فى يقين راسخ بأن التعاون المشترك هو الضمانة الحقيقية لتحقيق التنمية والاستقرار والرخاء لكافة الدول والشعوب المحبة للسلام، فالأحداث العالمية الجارية وخصوصاً ما تواجهه القضية الفلسطينية من منحنى شديد الخطورة، وتصعيد عسكرى غير محسوب لفرض واقع على الأرض هدفه تصفية القضية الفلسطينية.. وتأكيداً لتوجيهات سيادتكم دائماً بأنه لابد للسلام من قوة تحميه، وتؤمن استمراره، فعالمنا اليوم ليس فيه مكان للضعفاء، وهذا واقع نشهده جميعاً.

وأضاف وزير الدفاع: إن أمتنا المصرية القوية صاحبة الحضارة والتاريخ تؤمن بأن امتلاك القوة الرشيدة هو الضمانة الأساسية للأمن والسلام.. تحمى منجزاته وتؤمن استمراره وتدعم ركائزه بكل الحكمة والعقل.

Katen Doe

محمد مسعد

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من سياسة

سفارة المغرب تحتفل بالذكرى ال 26 ليوم العرش الوطنى

بحضور «هنو» و«المسلمانى» أحمد هنو: مصر والمغرب علاقات عميقة وتاريخية وتقوم على الاحترام والتعاون

« ديميترى بريجع»ترامب أطلق الإنذار الأمريكى باتجاه المواجهةالمباشرةضد روسيا

تقليص مهلة وقف الحرب الأوكرانية يضع العالم أمام حرب نووية محتملة تسليح أوكرانيا بصواريخ « أتاكمز» بعيدة المدى هو إحدى...

وزيرالدفاع يلتقى عدداًمن مقاتلى الجيش الثانى الميدانى وكلية الضباط الاحتياط

التقى الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بعدد من مقاتلي الجيش الثانى الميدانى...

الإخوان.. من تل أبيب إلى القاهرة

جماعة تؤدى وظيفة الاحتلال