بالأرقام: مصر تتحمل العبء الأكبر عالميًا فى توفير المساعدات الإنسانية لغزة

رسالة الرئيس السيسى لقادة العالم والمنظمات الأممية: دعم مصر للأشقاء الفلسطينيين عقيدة راسخة فى نفوسنا وضمائرنا
دخلت العمليات العسكرية الغاشمة، التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد المواطنين العُزّل فى قطاع غزة شهرها الثاني؛ دون صدور قرار لوقف إطلاق النار أو حتى التوصل لهدنة إنسانية.. الأوضاع أصبحت فى غاية القسوة.. إعداد الوفيات والجرحى تزيد بشكل كبير المشاهد التى تنقلها وسائل الإعلام على مدار الساعة تدمى القلوب؛ بينما المنظمات الأممية والدول الغربية لا يهمها سوى الإفراج عن المحتجزين الأجانب لدى حركة "حماس".
إلى هذا الحد أصبح الدم الفلسطينى رخيصًا.. لم تفلح آهات الأمهات الثكالى وصرخات الأطفال فى تحريك الضمير العالمي؛ حتى الأشقاء العرب ضنوا على الأطفال الرُضّع بالحليب واكتفوا ببعض المساعدات التى لا تغنى ولا تسمن من جوع وكأن الأمر لا يعنيهم فى شيء.
وسط كل هذه الأهوال؛ وقفت الدولة المصرية لتدافع عن الأشقاء الفلسطينيين بكل ما تملك من أدوات وما يتوافر لديها من قدرات، وحجم الجهود الدبلوماسية والمساعدات المصرية التى تلقاها سكان القطاع منذ بدء الأزمة إلى الآن خير شاهد.
المساعدات ليست بديلاً عن وقف إطلاق النار
فى هذا الإطار، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا مؤخرًا من أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية؛ تناولا خلاله تطورات التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى غزة، حيث تم استعراض الجهود الجارية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأهالى غزة فى ضوء الوضع الإنسانى المتدهور بالقطاع.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادى فى تقديم الدعم لأهالى غزة، خلال هذه الظروف الصعبة، وكذا تسهيل خروج أعداد من الرعايا الأجانب بالقطاع.
وحسب رئاسة الجمهورية المصرية، فإن الرئيس "السيسي" أكد أن الجهود المكثفة التى تقوم بها مصر لتنسيق الإغاثة الإنسانية الدولية ليست بديلاً عن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولى عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي.
وجدّد الرئيس "السيسي" التأكيد على رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل، من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، مشددًا على ضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي؛ وصولًا إلى حل الدولتين، الذى يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم فى المنطقة.
تخاذل دولى فى تقديم المساعدات
بنظرة سريعة على حجم المساعدات الإنسانية التى دخلت القطاع عبر معبر رفح البرى على مدار شهر كامل، يتأكد لنا مدى تخاذل الموقف الدولى من أزمة أهالينا فى غزة؛ حيث تفيد أرقام المساعدات التى تلقاها القطاع ـ منذ بدء الحرب وحتى كتابة هذه السطور ـ أن إجمالى المساعدات الإنسانية التى قدّمها العالم ـ مجتمعًا ـ إلى قطاع غزة وفق البيانات الرسمية المعلنة مطلع الأسبوع الماضي، تقدر بنحو 8 آلاف طنً، بينما قدمت الدولة المصرية بمفردها 6 آلاف طن من المساعات، بما يقارب الـ75% من إجمالى المساعدات.
حقائق مهمة يكشفها ملف المساعدات
لا شك أن حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى أهالينا فى غزة يعكس بجلاء مجموعة من الحقائق يمكن تلخيصها فى الآتي:
1 ـ مصر تتصدر دول العالم المهمومة بالقضية الفلسطينية وسكان قطاع غزة على وجه الخصوص.
2ـ بعض الدول العربية الباحثة عن دور لها فى محيطها الإقليمى والعربى لا تعنيها معاناة أهالينا فى غزة من قريب أو بعيد، وكل ما تسعى إليه هو استرضاء سيد البيت الأبيض ومن خلفه الكيان الصهيوني.
3ـ حجم المساعدات المُقدّمة لأهالى القطاع لا يعكس الثقل الاقتصادى والمالى لكل دولة، وعلى ما يبدو أن البعض تعامل مع القضية من باب "ذر الرماد فى العيون"، وإثبات الحضور ليس أكثر.
4ـ ظهر بجلاء زيف الشعارات التى ترفعها الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن حقوق الإنسان، وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن التقارير الدورية الصادرة عن هذه الدول بشأن دول المنطقة ما هى إلا وسائل ضغط لتحقيق أهداف سياسية خبيثة.
5 ـ أظهرت الأزمة الراهنة حرص بعض الأِشقاء على تصفية القضية الفلسطينية من مضمونها عبر تنفيذ المخطط الصهيونى الرامى إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وعندما تصدت القيادة المصرية وفضحت هذا المخطط على الملأ لم يجد هؤلاء إلا اتخاذ موقف مناهض للدولة المصرية وممارسة كافة أنواع الضغط علينا لتمرير ما يُعرف بصفقة القرن.
الأوضاع تتفاقم داخل القطاع
ضعف المساعدات الإنسانية المُقدّمة لأهالينا فى غزة، تحدّث عنه الدكتور رامى الناظر المدير التنفيذى لـ"لهلال الأحمر المصري"، قائلاً: وفقًا لتحديثات المساعدات العابرة عبر معبر رفح، فإن مكونات المساعدات التى دخلت القطاع عبارة عن 50% مواد غذائية و25% مستلزمات ومستهلكات طبية، أما الـ25% الأخيرة فهى مواد إغاثة من مياه وخلافه.
وطالب "الناظر"، المؤسسات والمنظمات الدولية بتقديم مزيد من المساعدات لدعم سكان القطاع قائلاً: "هناك قلة فى المساعدات القادمة من الدول والمنظمات الأممية الموقّعة على الاتفاقيات الدولية"، مضيفًا: "لدينا كهلال أحمر مصري؛ طلبات كثيرة فى طليعتها أنه لابد على المؤسسات الفاعلة فى العمل الإنسانى أن تنظر للملف بنظرة مختلفة، خاصة أن قطاع غزة منطقة تحت حصار؛ دون مداخل؛ وأن هناك انتهاكات تحدث على مستوى الأطفال والنساء والمدنيين، بالإضافة إلى الانتهاكات الخاصة بالقانون الدولى الإنسانى تجاه 2.5 مليون إنسان يحتاج للمساعدة"، مشددًا على أن "الوضع الإنسانى داخل القطاع يتفاقم".
يُشار إلى أن الدولة المصرية دعت الشهر الماضي، كافة الدول والمنظمات الراغبة فى تقديم مساعدات إغاثية لقطاع غزة، إلى إرسالها إلى مطار العريش الدولي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية فى بيان، إن مصر تدعو "جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة فى تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة؛ إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي"، مؤكدة أن ذلك يأتى "تخفيفًا عن القطاع المحاصر، واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلى العنيف والمتواصل".
تنسيق "مصرى إيرانى تركي" لدعم أهالينا فى غزة
استجابة لدعوة الخارجية المصرية، بحث رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيرانى بير حسين كوليوند، خلال اتصال هاتفى مع نظيره المصرى رامى الناظر، إمكانية إرسال مساعدات إنسانية وشحنات إغاثة إلى مصر لمساعدة سكان غزة.
وحسب وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، أشاد "كوليوند"، خلال الاتصال بمواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة مواصلة عملية الدعم لسكان غزة، معلنًا استعداد "طهران" لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر مصر.
وأضاف أن "غزة تعيش وضعا صعبًا، وأن سكان القطاع المحاصر يتعرضون لهجمات وحشية"، مضيفا أن "مثل هذه الفظائع لا تتطابق مع أى قانون".
وأشار إلى أن "الكيان الصهيونى يهاجم عمال الإغاثة والأطباء فى غزة وينتهك مبادئ القانون الإنسانى الدولي".
من جانبه، عبر الرئيس التنفيذى للهلال الأحمر المصرى رامى الناظر، عن شكره لجمعية الهلال الأحمر الإيرانى على جهودها على مدار الساعة لمساعدة الجرحى فى غزة.
فى الإطار ذاته، أعلن وزير الصحة التركى فخر الدين قوجة، مؤخرًا، أن مصر منحت الإذن بدخول سفن تركية إلى الموانئ المصرية، لنقل المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف المخصصة لعلاج الجرحى والمصابين فى غزة.
وقال الوزير التركي، إنه أجرى اتصالا مع وزير الصحة المصرى خالد عبد الغفار، أسفرت عن نتائج مهمة، لافتًا إلى أنهما بحثا الهجمات الإسرائيلية الوحشية، التى يتعرض لها سكان غزة والتى حالت بينهم وبين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية التى هم فى أمس الحاجة إليها.
وتابع: "لقد توافقنا على العديد من النقاط المهمة"، كما أشار الوزير التركى إلى أن هذا التعاون الإنسانى الوثيق مع مصر سيسهم بشكل كبير فى تعزيز التعاون فى المجال الصحى بين مصر وتركيا.
صلابة مصرية فى مواجهة التلاعب الإسرائيلي
فى سياق ذى صلة، وفى إطار صلابة الموقف تجاه التلاعب "الإسرائيلى الأمريكي"، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن مصر رفضت إجلاء الرعايا الأجانب، ردًا على رفض إسرائيل إجلاء المزيد من الجرحى من مستشفيات غزة.
تبقى الإشارة، إلى تأكيد الرئيس "السيسي" على استعداد مصر لتسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية الإقليمية الفاعلة؛ دون قيد أو شرط، وتشديده على أن " سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية".
ونختتم بقول الرئيس "السيسي": إن موقف مصر الثابت والراسخ تجاه الأشقاء فى فلسطين ليس قرارًا نتخذه، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا، ومطالبته بـ"توفير أقصى حمايــــة للمدنيين من الجانبين فورًا والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير".
أخبار ذات صلة
المزيد من سياسة
الصحفي "أنس الشريف"من جباليا علم أنه مستهدف من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي
تعد حرية الصحافة من أبرز ركائز الديمقراطية وحقوق الانسان، غير أن الواقع في الاراضي الفلسطينية بصفة عامة، وغزة بصفة خاصة...
سفارة المغرب تحتفل بالذكرى ال 26 ليوم العرش الوطنى
بحضور «هنو» و«المسلمانى» أحمد هنو: مصر والمغرب علاقات عميقة وتاريخية وتقوم على الاحترام والتعاون
« ديميترى بريجع»ترامب أطلق الإنذار الأمريكى باتجاه المواجهةالمباشرةضد روسيا
تقليص مهلة وقف الحرب الأوكرانية يضع العالم أمام حرب نووية محتملة تسليح أوكرانيا بصواريخ « أتاكمز» بعيدة المدى هو إحدى...
وزيرالدفاع يلتقى عدداًمن مقاتلى الجيش الثانى الميدانى وكلية الضباط الاحتياط
التقى الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بعدد من مقاتلي الجيش الثانى الميدانى...