إشادات دولية بحسن استضافة مصر ل 9 ملايين لاجئ

ضربت مصر أروع الأمثلة في الإنسانية، في التعاطي مع قضية اللاجئين، ففي الوقت الذي ترفض فيه دول أوروبا وأمريكا استقبالهم،

 بل وتطلق عليهم الرصاص في بعض الأحيان على الحدود، بينما تعتبرهم دول أخرى جمرة خبيثة، وتقيم لهم مخيمات في الصحاري القاحلة، تستقبلهم مصر في أراضيها، وتطلق لهم كامل الحرية في العيش والعمل وإقامة المشروعات، بل وتلقي العلاج والتعليم بين أبناء الشعب المصري، وتعتبرهم "ضيوفًا"، وليسوا لاجئين.

وأشادت المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة بطريقة التعامل المصرية مع اللاجئين، فرغم أن الاقتصاد يعاني بسبب الأزمات العالمية، وأنهم يزيدون من ثقل الأزمة على الشعب المصري، إلا أن التعامل معهم يظل مضرب المثل في الرقي والإنسانية، ولكن مازالت بعض المنظمات الدولية تتربص بمصر، في جحود غير مبرر، بل إنه ينم عن سواد في النوايا.

ووفقًا لتقرير منظمة الهجرة العالمية، الصادر عن الفترة ما بين أكتوبر 2021 ويونيو 2022، فإن مصر تستضيف أكثر من 9 ملايين ينتمون لـ133 دولة، وبما يمثل 8.7% من إجمالي سكان البلاد (يتخطى 100 مليون نسمة)، ولا يتضمن هذا الاحصاء السودانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى الفارين من الحرب التي اندلعت في السودان منذ 15 أبريل الماضي.

وأرجعت المنظمة الدولية زيادة عدد اللاجئين في مصر إلى ما سمته "الخطاب الإيجابي" تجاههم، وقالت: "الزيادة الملحوظة في عدد المهاجرين منذ عام 2019، هي بسبب عدم الاستقرار الذي طال أمده في الدول المجاورة، وقد ينظر إلى "الخطاب الإيجابي" للحكومة المصرية تجاه المهاجرين على أنه عامل جذب لآخرين.

وصنف التقرير الدولي الجنسيات المقيمة في مصر وأعدادهم وهي كالتالي: "4 ملايين سوداني، و1.5 مليون سوري، ومليون يمني، ومليون ليبي، وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80% من المهاجرين المقيمين حاليا في البلاد"، مشيرة إلى أن "أكثر من ثلث هؤلاء المهاجرين يعملون في وظائف وشركات مستقرة"..

وأكدت المنظمة الدولية أن "هناك 5.5 مليون لاجئ يعيشون بمصر منذ أكثر من 10 سنوات، في حين أن 6% منهم عاشوا واندمجوا لأكثر من 15 سنة بمن فيهم الأجيال الثانية."

وتأكيدا على الدور الإيجابي لمصر في التعامل مع اللاجئين، خاصة الفارين من السودان، وجه فيليبو جراندى، المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، الشكر لمصر وشعبها على استقبال آلاف الوافدين إلى أراضيها من جنسيات مختلفة.

وأضاف المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، خلال زيارته لمصر والتي زار خلاها المعابر الحدودية مع السودان: "رأيت خدمات مميزة تقدم في معبر قسطل، ونعمل على زيادتها".

والتقى سامح شكري وزير الخارجية في جنيف، المفوض السامي لشئون اللاجئين فيليبو جراندي.

وقال السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة،إن وزير الخارجية أعرب عن التقدير للمفوض السامي على التعاون القائم بين المفوضية ومصر، والذي نحتفل هذا العام ببلوغه 70 عامًا، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز هذه الشراكة والتعاون خلال الفترة القادمة.

كما استعرض شكري سياسة مصر تجاه المهاجرين واللاجئين القائمة على احترام حقوق الانسان وكرامتهم الإنسانية، وعدم التمييز في المعاملة بينهم وبين المواطنين المصريين، وتقديم الخدمات الأساسية لهم على قدم المساواة، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم.

وأضاف السفير أبوزيد، أن الجانبين ناقشا سُبل تعزيز التعاون والشراكة بين مصر والمفوضية في ضوء الأعباء الهائلة التي تتحملها الحكومة المصرية في استضافة الأعداد الهائلة التي وصلت إلى 9 ملايين مهاجر ولاجئ، خاصة في ضوء تداعيات الأزمة الراهنة في السودان.

وشدد على ضرورة أن تحشد المنظمة الموارد لدعم الجهود الوطنية في تقديم سُبل الرعاية والمساعدات الإنسانية والطبية اللازمة على الحدود للنازحين الفارين من النزاع في السودان، في ظل التزامات مصر منذ بداية الأزمة بفتح الحدود أمام الفارين من الصراع اتساقًا مع التزاماتها الدولية والإقليمية، إذ استقبلت حتى الآن 121 ألف مواطن من السودان أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

كما وجهت كريستين بشاي، المتحدثة باسم مفوضية شئون اللاجئين في مصر، الشكر للحكومة المصرية لاستقبال النازحين من السودان داخل الأراضي المصرية وأن الحدود مفتوحة أمام النازحين من كل الجنسيات.

وكشفت أن مصر استقبلت أكثر من 56 ألف شخص من السودان منهم على الأقل 52 ألف سوداني والباقي من جنسيات أخرى من خلال منفذي قسطل وأرقين، متوقعة زيادة هذه الأعداد.

وأوضحت أن مصر ممثلة في منظمة الهلال الأحمر المصري، بالتعاون مع الأمم المتحدة تقدم مواد الإعاشة والمياه والأكل والمستلزمات الطبية ومستلزمات النظافة وكراسي بعجل لذوي الإعاقة وغيرها من الخدمات الموجودة على الأرض حاليا.

وأشادت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين بحسن استقبال مصر للاجئين، لتلبية احتياجات اللاجئين من مأكل ومشرب ومأوى وعلاج وغيرها من الخدمات قصيرة وطويلة الأمد.

وتؤكد حنان حمدان، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين لدى مصر ولدى جامعة الدول العربية، أن هناك تنسيقًا بين الجهات الحكومية الرسمية للتعاون فى توفير أوجه الدعم للقادمين من السودان، والذين يقدر عددهم بأكثر من 130 ألف شخص على منفذى الحدود بين البلدين.

وأضافت في تصريحات لها، أنه تم تقديم دعم للقادمين من السودان بقيمة أكثر من 50 مليون جنيه للمساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أنه تم تخصيص جزء من الدعم المقدم للهلال الأحمر لمساعدة الحالات الطبية، التى تعانى الأمراض المزمنة أو مشاكل طبية بسبب الرحلة الطويلة الشاقة من السودان إلى مصر.

وكشفت أن المفوضية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر المصرى، تتكفل بنفقات نقل القادمين الأكثر احتياجًا إلى أسوان والمحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا أيضا بين وزارة الصحة والسكان والمفوضية وبرنامج الأغذية العالمى ويونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة لتطوير مواقع لفحص سوء التغذية للأطفال الرضع وللأمهات الحوامل والمرضعات فى مواقع مختلفة فى أسوان، بالإضافة إلى تقديم دورات توعية للاجئين حول الأمراض المعدية، بمن فى ذلك الوافدون الجدد، من قِبَل شركاء المفوضية.

وشددت على أن المجتمع الدولى مطالب بتوفير 151.4 مليون دولار لدعم اللاجئين فى مصر والنازحين الجدد من السودان، منوهة بأن ما وصلهم يمثل 9% فقط من الاحتياجات.

وقالت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن تعامل مصر مع قضية اللاجئين مثال يحتذى به، مشيرة إلى أن مصر تستضيف اللاجئين على أراضيها، ولا تتاجر بهم كما تفعل دول أخرى، ولا تطلب معونات من الدول الأوروبية أو أمريكا بحجة تقديم الدعم للاجئين.

وأضافت أن مصر تعتبر اللاجئين ضيوفا على أراضيها، وتمنحهم حرية الحركة في البلاد وحرية العمل، والسكن، وتقدم لهم كافة الخدمات، التي تقدم للمواطنين المصريين، ولا تقيم لهم معسكرات إيواء كما تفعل دول أخرى.

وأشارت إلى أن مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 9 ملايين لاجئ من مختلف الجنسات، وتقدم لهم الدعم بما يقدم بمليارات الجنيهات، ولا تفرض عليهم رسوما أو أية أعباء، بل تساوي بينهم وبين المواطنين المصريين، معتبرة أن طريقة التعامل المصرية في قضية اللاجئين موضع احترام وترحيب وتقدير من الأمم المتحدة، ومنظماتها المعنية سواء المفوضية السامية للاجئين أو اليونسيف أو منظمة الهجرة الدولية.

وأضافت أن مصر تقدم هذا النموذج الراقي في التعامل مع اللاجئين، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تلقي بظلالها على الاقتصاد المصري، مؤكدة أن مصر فتحت أبوابها أمام الفارين من الحرب في السودان من مختلف الجنسيات، وتركت لهم حرية الحركة والسكن والعمل في أي مكان، وتقدم لهم الخدمات الطبية بالمجان، وتقدم لهم المأوى والمأكل بالتعاون مع المنظمات الدولية.

وقال علاء عابد عضو مجلس النواب، إن الدولة المصرية والقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعامل مع قضية اللاجئين بالكثير من الرقي، بما يليق بمصر كدولة ذات حضارة إنسانية تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مشيرا إلى أن الدولة تعتبر اللاجئين جزءا من النسيج المصري، ولذلك تقدم لهم كافة الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من الخدمات العامة والأساسية بدون تمييز بينهم وبين المواطنين، وهذه الطريقة في التعامل تجعل جميع اللاجئين أو المقيمين على أرض مصر لا يشعرون بالغربة.

وأشار إلى أن الدولة تتحمل الجزء الأضخم لتوفير الخدمات والحياة الكريمة للاجئين، مؤكدا أن مصر من أقل الدول التي تحصل على تمويل من الدول الأخرى أو المنظمات الدولية، لدعم للاجئين، ولم تتاجر مصر بقضيتهم، ورغم أن المفوضية السامية لشئون اللاجئين تقدر التمويل الذي تحتاجه مصر لتقديم خدمات للاجئين بأكثر من 300 مليون دولار سنويا، إلا أن المنظمات الدولية لا تقدم سوى نحو 15% فقط، وتتحمل مصر نحو 85% من تكلفة معيشة اللاجئين على أراضيها.

وقال الدكتور محمد سليم، عضو مجلس النواب، إن مصر لديها طريقة إنسانية وأخلاقية في التعامل مع اللاجئين، مشيرا إلى أن هناك تعاونا  بين المفوضية السامية لشئون اللاجئين ومصر، منذ  70 عامًا وتم تعزيز هذه الشراكة والتعاون خلال الفترة الماضية.

ووجه سليم التحية والتقدير للسفير سامح شكري على توضيحه سياسة مصر تجاه المهاجرين واللاجئين القائمة على احترام حقوق الإنسان وكرامته الإنسانية، وعدم التمييز في المعاملة بين اللاجئين وبين المواطنين المصريين، وتقديم الخدمات الأساسية لهم على قدم المساواة، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم.

وأضاف أن مصر تتحمل أعباء هائلة في استضافة الأعداد الهائلة التي وصلت إلى 9 ملايين مهاجر ولاجئ، خاصة في ضوء تداعيات الأزمة الراهنة في السودان، فضلًا عن ضرورة أن تحشد المنظمة الموارد لدعم الجهود الوطنية في تقديم سُبل الرعاية والمساعدات الإنسانية والطبية اللازمة على الحدود للنازحين الفارين من النزاع في السودان، وذلك في ظل التزامات مصر منذ بداية الأزمة بفتح الحدود أمام الفارين من الصراع اتساقاً مع التزاماتها الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أن مصراستقبلت  حتى الآن 121 ألف مواطن من السودان، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

Katen Doe

صبري عبد الحفيظ

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من سياسة

السفير نقلي يبحث مع سفير كرواتيا غير المقيم لدى السعودية سبل تعزيز التعاون

استقبل سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية مصر العربية أسامة بن أحمد نقلي، بمقر السفارة، اليوم، سفير جمهورية كرواتيا في...

60 دولة تلتقى حول ورقة لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية

فى ظل المستجدات العربية والعالمية، حازت القضية الفلسطينية أثناء اجتماعات  الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ78 فى نيويورك  الأولوية...

بطل ملحمة كبريت المعركة الخالدة فى تاريخ الصاعقة

العقيد إبراهيم عبد التواب آخر شهـــداء معارك العبور / آخر كلمات عبد التواب لجنوده: إياكم والتفريط فى الموقع فشرف مصر...

الرئيس يحدد خارطة مستقبل التمويل الدولى لمشروعات البنية التحتية فى أفريقيا

شهدت مدينة شرم الشيخ فعاليات نسخة استثنائية من اجتماعات مجلس محافظى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، فبعد 3 اجتماعات...