صوت العرب 71 سنة إذاعة

71 عاما مرت على إنشاء إذاعة صوت العرب، التى انطلقت فى الرابع من يوليو 1953 لتكون الإذاعة القومية والوطنية التى انطلق منها صوت الأحرار إلى كل العالم،
ولتصبح خلال فترة قليلة إحدى الإذاعات التى تركت علامة بارزة فى الإعلام العالمى، بعد أن حشدت لها ثورة يوليو كل عوامل النجاح والتميز، ليصل صوتها إلى كل أنحاء الوطن العربى الذى كان يسعى فى ذلك الوقت لنفض غبار الاستعمار عنه اقتداء بالتجربة المصرية التى تخلصت من الاحتلال الإنجليزى.
وعلى مدار سنوات طوال صنعت صوت العرب بقادتها ومذيعيها تاريخاً مشرفاً من العمل الإعلامى والتميز، الذى لا يزال ينير درب الإعلام المصرى حتى وقتنا الحاضر.
ومجلة الإذاعة والتليفزيون تحتفى بذكرى انطلاق تلك الإذاعة العريقة التى طالما أمتعتنا عبر مشوارها الطويل.

فى عيد ميلادهـــا.. هانى فؤاد:
تعلمت الإخـراج من عمالقـة الدراما الإذاعيـة
المخرج هانى فؤاد، أحد المخرجين الشباب المتميزين فى إذاعة صوت العرب، عمل مع عمالقة الإخراج الدرامى فيها مثل أنور عبدالعزيز وعادل جلال وغيرهما، وتتلمذ على أيديهم، قبل أن يقدم أعمالا خاصة به، ويحصل على العديد من الجوائز العربية والمصرية.. فلنتعرف منه على تاريخ الدراما الإذاعية فى صوت العرب وأهم أعماله.
يقول فؤاد: "بدأت عملى فى صوت العرب فى عهد الإذاعية الكبيرة أمينة صبرى، وكان من المعروف منذ إنشاء صوت العرب أن كل من يلتحق بهذه الإذاعة لا بد أن يمر على جميع إداراتها، وهذا تقليد بدأ فى عهد مؤسسها الرائد الإذاعى أحمد سعيد، حتى يصبح كل من يلتحق بها ملمًا بكل العناصر الفنية والإدارية؛ لذا فى بداية عملى فى صوت العرب عملت فى إدارة التخطيط والمتابعة، فكنت أسمع البرامج والتقارير والمواد الشرائط حتى أتعلم من أساتذتنا الذين رحلوا مع الحاليين وقتها، لدرجة أننى كنت أجلس فى الإذاعة أكثر من منزلى".
وعن بداية عمله فى الإخراج الدرامي، يقول فؤاد: "بعد عملى فى الجانب الإدارى عملت مساعد مخرج مع مخرجين كبار فى الإخراج الدرامي، مثل المخرج أحمد فتح الله وكمال الدسوقي، حتى أعلنوا عن اختبارات للمخرجين فى الإذاعة، فتقدمت للاختبارات ونجحت، وكنت الأول فى قائمة الناجحين، من هنا بدأت العمل فى الإخراج الدرامي، والبرامجى".
وعن تطور الدراما الإذاعية فى صوت العرب، يقول فؤاد: "شهدت صوت العرب أول تطور للدراما الإذاعية على يد المخرج محمد علوان رحمه الله من خلال مسلسل "فى بيتنا رجل"، لدرجة أن هناك بحثًا إنجليزيًا عما قدمه من أسلوب جديد فى الإخراج الإذاعي، وكان هذا التطور يتمثل فى الانتقال من المستمع الأول للثانى بشكل تدريجي، وكان لأول مرة يحصل نقلة بين مستمع ومستمع آخر بهذا الشكل، بالإضافة إلى ابتكاره تتر المسلسلات بالمؤثرات الصوتية، وتعلمت الكثير من أعماله وفكره وبصماته".
ويضيف: "بسبب هذا التاريخ الذى تتمتع به صوت العرب شعرت بالفخر الكبير لانتمائى لها، وبوجود رواد كثيرين فى مجال الإخراج الدرامي، وأذكر أن أول تتر مغنى لمسلسل درامى كان فى صوت العرب فى مسلسل "الولد الشقي"، ثم انتقل هذا التقليد إلى باقى الإذاعات".
وعن المسلسلات التى عمل بها فى صوت العرب، يقول: "عملت فى البداية مساعدا أول فى مسلسل من إخراج أحمد فتح الله، بطولة نبيلة عبيد، ومسلسل "الفراشة والقناص" بطولة فاروق الفيشاوى وآثار الحكيم، وبجانب عملى فى الإخراج الدرامى عملت برنامح "حلم ولا علم"، وفزت عنه بأول جائزة إبداع فى مسابقة "الإذاعيون مبدعون" فى يناير 2010، وكان برنامجًا فى قالب دراما إذاعية، وعند تنفيذه بحثت كثيرًا عن مقدم للبرنامج، لرغبتى أن يظهر بشكل مختلف، وفى النهاية قررت تقديمه بنفسي، ونجح نجاحًا كبيرًا، وأثنى عليه عمالقة صوت العرب مثل الإذاعيين وجدى الحكيم وكامل البيطار، وكان أول عمل يحصد جوائز إعداد وتقديم وإخراج، الثلاث معًا، وسعدت بهذه الجوائز جدًا".
وعن كون "صوت العرب" إذاعة سياسية فى المقام الأول، يقول: "بالفعل بدأت إذاعة سياسية، ثم بدأت الدراما فيها بشكل سياسى، ولم تكن اهتمامات المستمعين سياسية فقط، بل ثقافية واجتماعية وترفيهية، فبدأت صوت العرب تقدم كل أشكال البرامج والدراما، وكانت هناك الدراما التاريخية والسير الذاتية، وقدمت صوت العرب مسلسلًا عن قصة حياة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، إخراج محمد علوان، ومسلسلًا عن حياة الفنان نجيب الريحاني، وإسماعيل ياسين وأخرجها المخرج أنور عبدالعزيز، وأيضًا فى الصحافة قدمت صوت العرب مسلسلًا عن روزاليوسف.. وتنوعت بعد ذلك صوت العرب بين الدراما التاريخية والدينية، وطوال تاريخ صوت العرب تنوعت أنواع الدراما".
وحول أعماله، يقول: "قدمت فى الدراما الاجتماعية أعمالًا كثيرة، وأعتز بإخراجى لمسلسلين تأليف الكاتب يسرى الجندي، أحدهما "الصندوق الأسود"، وفاز بجائزة أحسن مسلسل إذاعى فى الوطن العربى فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون 2013، والثانى "عين الحياة" بطولة يسرا اللوزى ومجموعة من النجوم، كما أخرجت المسلسل الكوميدى "المصلحاتي" عن صحفى يحاول علاج الأوضاع المقلوبة فى المجتمع، وأيضًا قدمت الدراما التوثيقية من خلال "دنيا نجيب محفوط"، ورشحتها الإذاعة المصرية لمسابقة عالمية، وقدمت دراما الأطفال الجائزة الأولى "سفروت فى الفضاء"، وحصل على أحسن جائزة فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وتحدثنا عن أحلام المرأة فى مسلسل "أحلامنا".
ويواصل فؤاد: "فخور بأننى أحد مخرجى صوت العرب التى تُعد مدرسة فى فن الإخراج الإذاعي، وتعلمت من أساتذة رحلوا عن عالمنا من خلال أعمالهم وسماعها من المكتبة، وتعلمت من كثيرين مثل عادل جلال قبل رحيله، وهو أحد رواد الإخراج الإذاعى فى صوت العرب، وعملت له لمسة وفاء من خلال برنامج اسمه "الأستاذ"، بالإضافة إلى الأساتذة الكبار فى المنوعات محمد مرعى وأمينة صبرى وكامل البيطار وغيرهم.. فأنا فخور بانتمائى لهذه الإذاعة التى حرصت على التطوير والمواكبة طوال 71 عامًا، وبكل ما قدمته بشكل جديد فى الإخراج الإذاعى".
وعن الجديد الذى أحدثه فى الإخراج الإذاعى يقول: "قدمت أفكارًا جديدة ومختلفة، بالنسبة للتترات والبروموهات، فقد كان المعتاد أن نستعين بممثل أو مطرب، لكننى استخدمت صوتًا إذاعيًا فى الأداء التمثيلى فى برنامج "موال فى كل الأقوال" مع الشاعر بخيت بيومي، فمثلًا كنت أذيع جزءًا أو جملة من عبد الحليم حافظ، وهو يقول "موال"، وترد عليه الإذاعية نهلة حامد، ونفس الوضع فى بروموهات "راديو زمان"، أثناء إشراف الدكتورة لمياء محمود، فعملت بروموهات بنفس الفكر، والممثل يقول والمذيعة ترد عليه، وهذا الشكل لم يكن موجودًا قبل ذلك، وتُعد هذه أول بروموهات تمثيلية".
ويكمل فؤاد: "قدمت الجزء التاريخى والسياسى فى برامج خاصة، مثل "جذور" عن نشأة صوت العرب الأولى، ويوثق فيه الرائد أحمد سعيد للإذاعة، ويشرح بداية فكرة إنشائها، وكيف بدأ مع نادية توفيق، التى كانت صانعة لهذه الإذاعة، وشارك فى الجانب التوثيقى مجموعة من أساتذة صوت العرب، وعادل جلال ومحمد علوان.

منال هيكل: الإذاعة العريقة ناصرت حركات التحرر.. وأصبحت مقرًا لمشاهير الفن والثقافة والسياسة
4 يوليو 1953.. تاريخ يحفظه كل مصرى وعربي، فهو تاريخ إطلاق "صوت العرب"، هذه الإذاعة العريقة التى كان لها الدور الرئيسى فى دعم ثورة يوليو 1952، وحركات التحرر من الاستعمار والثورة القومية العربية.. ونعيش هذه الأيام أجواء الاحتفال بمرور 71 عامًا على انطلاقها، ونحاور الإذاعية منال هيكل، رئيسة الشبكة السابقة، وتتحدث معنا عن أهم ما قامت بعمله حتى تواكب صوت العرب كل تطورات العصر.
تقول الإذاعية "منال هيكل": بدأت فكرة إنشاء إذاعة صوت العرب منذ 1953، وكان السبب الرئيسى لإنشائها مساعدة الدول العربية والأفريقية فى الحصول على الاستقلال، ودعم حركات التحرر فى إطار ثورة 1952، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، وتأكيدًا على الفكرة الرئيسة بعد إعلان الجمهورية فى مصر والإستقلال، ورغبة فى توصيل أهداف الثورة للشعب، وتواصل شراراتها لكل الدول العربية.. ثم استمرت صوت العرب لفترة زمنية ليست قصيرة فى دعم الدول العربية والأفريقية للتحرر من أى استعمار، وتعميق فكرة الجمهوريات الجديدة فى الشعوب والدول العربية، وقد أبدعت صوت العرب فى تحقيق هذا الهدف الوطنى القومى على مدار تاريخها".
تضيف هيكل: "على مدار الـ71 عامًا، مرت الشبكة بتغييرات وبظروف كثيرة، واختلفت عن سبب الإنشاء، واختلف دورها فى كل فترة زمنية، مع الحفاظ على الهدف الأساسى وهو أنها صوت الشعب المصرى والعربى والأفريقى والإسلامى".
وتضيف: "فى البداية، كان هدف المحطة سياسيًا فقط، وبعد ذلك دخل الاقتصاد مع السياسة، ثم أضيف إليهما الجانب الاجتماعى والتنموي، وهكذا أصبح الموضوع تدريجيًا، واتسعت الدائرة، واصبحت المحاور عديدة، وتختلف فى كل عصر عن الآخر، دون تغافل عن الدور الأساسى لها، بل كانت تتعامل مع العالم بكل تطوراته، مع المحافظة على اللغة والثقافة والتقارب والاستمرار بين الدول والشعوب العربية والأفريقية، فكانت صوت العرب دائمًا نقطة الوصل الحقيقية بين الشعوب العربية والإسلامية والأفريقية".
وعن بداية رحلتها العملية فى صوت العرب تقول هيكل: "بدأت رحلتى منذ فترة زمنية طويلة من خلال العمل فى الأخبار وتحريرها وصياغتها والتعليقات السياسية والمشاركة فى التقديم، وكان هدفى الأساسى الأخبار، فكانت صوت العرب الإذاعة الوحيدة التى لديها إدارة خاصة بالأخبار، وتتميز بالتعليقات السياسية، وقليل أن تجد كل هذا متوافرا فى شبكة أخرى، ولم تكن النشرات الإخبارية تركز على الجانب المصرى فقط، بل تتابع القضايا والصراعات والنزاعات فى المحيط المصرى والدولى".
وتضيف: "كانت صوت العرب نقطة البداية، ثم الاستمرارية، ثم الانطلاق فى فترة من خلال عملى فى العمود الأساسى فى صوت العرب، وهو البرامج السياسية، وأشبعت فضولى فى مجال الأخبار، وتتلمذت على يد عظماء صوت العرب، فأنا عاصرت الأساتذة نجوى أبو النجا وحلمى البلك وحمدى الكنيسى وأمينة صبرى ونبيلة مكاوى ومحمد مرعى وفى مجال المنوعات كامل البيطار وغيرهم".
وعن فترة رئاستها لصوت العرب تقول هيكل: "جاءت لى فكرة توسيع الاهتمام وفتح البث المشترك المباشر مع الدول فى شتى المجالات، وليس فى السياسة فقط، مثل الأعياد القومية والاجتماعية والتراث والعادات والتقاليد، وكانت نقطة الانطلاق بالدراما الإذاعية والبرامج الخاصة فى مناسبات عديدة، فكان المهم الفكرة المختلفة وطريقة العرض الجديدة للتواصل مع الأشقاء العرب".
وتكمل: "خلال رئاستى لصوت العرب كنا على تواصل دائم مع رؤساء ومسئولى الدول العربية والأفارقة، وكنا نسجل مع كبار المطربين فى الوطن العربي، وبدأنا نذيع الأغاني، ونجذب كبار المطربين العرب، وكذلك الجيل الأحدث، لصناعة توليفة تجمع القديم والحديث، حتى تسمعنا كل الفئات العمرية، مع الحرص على التواصل مع الدول العربية ومواكبة التكنولوجيا، لأنها مسيطرة على المجال الإعلامى والمجتمعات العربية، ولم ننس التراث فنجحنا فى الربط بين الأجيال المختلفة، وتلبية احتياجات المستمعين بكل فئاتهم العمرية، ولم نحصر أنفسنا فى فئة الكبار فقط".
وتضيف: "حاولت أن أنفذ رؤيتى فى إحياء تراث صوت العرب، إضافة إلى تقديم أفكار شبابية بلغة العصر، ليس فقط فى برامج المنوعات، وحتى فى الأخبار كنا حريصين على العمل بإيقاع سريع، وتغيير شكل النشرة لتكون مختصرة، حتى لا يُصاب المستمع بحالة من الملل، وأن تكون فى النشرات موسيقى تناسب الأخبار وتواكب العصر، لأنها لو استمرت بالشكل القديم فستكون منفصلة عن المستمع".
أخبار ذات صلة
المزيد من اعلام
مصدر بالنيل للأخبار: إدارة القناة تتعامل بمعايير الكفاءة وليس الوساطة
أكد مصدر بقناة النيل للأخبار أن استقالة الزميلة نشوى صالح بالطبع لا يمثل خبرا سارا لنا، وخاصة في الوقت الذي...
الدكتورة جيهان زكي أستاذ علم المصريات ضيفة برنامج "عالم موازي" على الثقافية
تستضيف قناة النيل الثقافية اليوم السبت في الخامسة مساءاً على شاشتها على الهواء مباشرة البرلمانية وأستاذ علم المصريات الدكتورة جيهان...
الحكم الدولي إبراهيم نور الدين يقدم برنامج «كورة مصر» على الفضائية المصرية
يقدم الحكم الدولي إبراهيم نور الدين برنامجا تلفزيونيا على القناة الفضائية المصرية في الحادية عشر مساء غدًا السبت، يحمل اسم...
هشام محفوظ: ترقبوا بث مباريات فرق المحافظات فى الدورى
الخريطة الإذاعية القادمة سوف تواكب الأحداث والمستجدات الميكروفون نجح أن يكون صوتا صادقا للمجتمع المحلى الخطاب الإذاعى تغير كثيراً وأضبح...