«الإسكندرانى» يعيد أسامة أنور عكاشـة لشاشة السينما

خالد يوسف: أجريت تعديلات طفيفة على السيناريو/ بيومى فؤاد: أجسد شخصية ابن البلد الجدع

انطلق قبل أسبوعين تصوير فيلم «الإسكندرانى» للمخرج خالد يوسف، بمشاركة العديد من النجوم، وهو العمل الرابع من أعمال القدير الراحل «أسامة أنور عكاشة»، التى تجسدت على الشاشة بعد رحيله.. فلا تزال خزينة الراحل الأدبية عامرة بالعديد من الأعمال التى كتبها، لينهل منها المبدعون الجدد سواء فى الدراما أو السينما، ليبقى عكاشة، برغم رحيله، حاضرا بأعماله، حول طبيعة تلك الأعمال، وأسباب احتفاء صنَّاع الدراما والسينما بتقديمها، وهل يمكن لما كتبه الراحل أن يقدم معالجات درامية تواكب العصر الحالى؟!

نتعرف على سر حضور «أسامة أنور عكاشة» مجددًا ونجيب عن الأسئلة السابقة فى هذه السطور..

المخرج «خالد يوسف» أعلن حصوله على حقوق ملكية سيناريو فيلم «الإسكندرانى»، مؤكدًا حرصه على إجراء تعديلات جوهرية على السيناريو، وأن هذه التعديلات هى تغييرات بسيطة، تلائم الوقت الحالى، وتحدث «يوسف» عن تحضيرات «الإسكندرانى»، بقوله: «أجريت بضع تعديلات، وهى إجراء بسيط، مع الحفاظ على فكرة العمل ورؤيته ورسالته، التى أراد عكاشة أن تصل إلى جمهوره، وقد وقع الاختيار على النجوم «أحمد العوضى» و»زينة» لتقديم الشخصيتين الرئيسيتين ويشارك فى البطولة  النجوم: «حسين فهمى، وبيومى فؤاد، وصلاح عبد الله، وخالد سرحان، ومحمود حافظ ، ومحمد رضوان»، ويجسد «العوضى» شخصية شاب إسكندرانى يدعى «بكر»، يدخل فى صراع مع والده وحبيبته وابن عمه، ليضطر للسفر خارج البلاد لفترة، لكنه يعود ليجد مستجدات أخرى تزيد من هذا الصراع، بينما تجسد النجمة «زينة» شخصية «قمر»، وهى فتاة قوية وطموحه تواجه الظلم فى سبيل حبيبها، ومبادئها التى عاشت من أجلها، ويؤكد «يوسف» حرصه على تقديم أعمال كبار الكتاب؛ حيث كانت آخر مشاركاته فى الموسم الرمضانى من خلال تقديم رواية «سره الباتع» للراحل «يوسف إدريس».

الإذاعية نسرين، ابنة الراحل أسامة أنور عكاشة، صرحت بأنها وافقت على حصول المخرج خالد يوسف»على حقوق ملكية سيناريو «الاسكندرانى»، مؤكدة أن العمل الذى كتبه والدها الراحل سيناريو، وليس رواية كما نشرت بعض الصحف والمواقع، وأنها وافقت بأن يحصل يوسف على العمل، لثقتها فيه كمخرج واعٍ  يقدر الأعمال الأدبية، ولديه ثقافة وموهبة إخراجية كبيرة، وأيضًا لأنه قادر على الاحتفاظ بجوهر العمل ورسالته، خاصة أن ما أجراه من تعديلات كان بسيطا، ولا يؤثر فى سيناريو «الإسكندرانى» الذى كتبه «عكاشة» قبل نحو «15 عامًا».

ويُعد فيلم «الإسكندرانى» العمل الرابع الذى يخرج من خزينة «عكاشة» الأدبية بعد رحيله؛ إذ سبقه العديد من الأعمال منها للسينما، وهو فيلم «الباب الأخضر»، والذى عُرض ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ 38، كما عُرض الفيلم على إحدى المنصات الرقمية، وحصل على نسب مشاهدة عالية، وإشادات واسعة من الجمهور والنقاد، وتدور أحداث «الباب الأخضر» فى التسعينيات من القرن الماضى، حول إيجاد الأطباء لمصل جديد، يمكنه تغيير الحياة والذكريات، مما يؤثر على الحياة الاجتماعية للبشر، ويتطرق لمخاوف فقد الهوية، كما يبحث فى سلوكيات ومبادئ ضرورة استمرارية الحياة، والفيلم بطولة: «إياد نصار، وسهر الصايغ، وخالد الصاوى، وبيومى فؤاد»، وإخراج رؤوف عبد العزيز.

ولا تزال الهوية المصرية نقطة الإلتقاء لدى الراحل القدير أسامة أنور عكاشة، والقاسم  المشترك لمعظم أعماله، فنجدها طاغية بقوة من خلال مسلسل «راجعين يا هوى»، الذى قدمه النجم «خالد النبوى» فى الموسم الرمضانى قبل الماضى، والذى أكد رسالة المحبة والوطنية، وأن التكاتف الأسرى والحفاظ على القيم الأصيلة هو الميراث الحقيقى للمصريين.

وأخيرًا، فإن مسلسل «موجة حارة»، الذى حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه قبل عشرة أعوام، مأخوذ من رواية «منخفض  الهند الموسمى»، أول الأعمال التى خرجت للنور بعد رحيل الكاتب الراحل فى العام 2010؛ حيث عُرض «موجة حارة» فى العام 2013، وكتبت له السيناريو مريم ناعوم، وأخرجه محمد ياسين.

من جانبه، قال الفنان الكبير بيومى فؤاد: بدأت تصوير «الإسكندرانى» بقيادة المخرج خالد يوسف، وجاءت مشاركتي عندما تحدث معى «يوسف» بشأن الحصول على الحقوق الفكرية لسيناريو الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ما جعلنى أقول له: أنا معاك قبل أن أعرف أى تفاصيل. ووافقت على الفور، لوجود اسم «عكاشة»، فهو ماركة مسجلة للأعمال الهادفة التى تحمل قيمًا ذات مغزى هادف.

ويضيف فؤاد: هدف «عكاشة» الدائم هو سرد شخوص ونماذج مصرية أصيلة، تبث القيم وتبحث فى السلوك المصرى، ومدى تأثره وتأثيره فى  الغير؛ فنحن أمام كاتب يفخر بمصريته، وتاريخ وحضارة بلاده، حتى آخر لحظات حياته، ولذلك فإن كتاباته أقرب للوطنية، برغم شكلها الاجتماعى والقومى أحيانًا، وأقدم فى الفيلم شخصية ابن البلد الجدع، ولديه القيم الوطنية والقومية، ويتميز بالشهامة، وشخصيتى فى «الإسكندرانى» أشبه بشخصية «زينهم السماحى» التى قدمها القدير الراحل «سيد عبد الكريم» فى مسلسل «ليالى الحلمية»، وهذه ليست المرة  الأولى التى أشارك فيها في عمل من كتابات «عكاشة»، فقد شاركت بدور «الشيخ حنتس» فى مسلسل «موجة حارة»، قبل نحو عشرة أعوام، وأعتقد أن المخرج خالد يوسف لديه شغف كبير بأعمال «عكاشة»، وهو ما يبدو من اهتمامه بأدق التفاصيل أثناء التحضير، والتصوير للفيلم.

الناقد نادر  عدلى يقول: ما يميز الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة هو أفكاره ورسائله التى باتت حديث الجمهور، منذ تحوله من كتابة القصص والروايات إلى الدراما التليفزيونية، وبدا جليًا للجمهور أنه أمام كاتب يبحث عن الدور، وصراع الإنسان من أجل القيم، ربما لا يشعر بوجودها أو معناها، ولكنه يدافع عنها باستماتة، والصراع لدى الشخصية المصرية عند عكاشة، لا يتوقف عند صراع الأشخاص من أجل الهوية والحق، ولكنه صراع أحيانًا ما يكون نفسيًا داخليًا أو صراعًا مع الزمن، وما طرأ عليه من عولمة، واختلاط للثقافات، فقد حمل على عاتقه هموم وقضايا المجتمع الكبرى من خلال نماذجه وشخصياته التى قدمها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فكثيرًا ما يطرح فكرة الاغتراب النفسى لأبطاله داخل الوطن، أو الغربة بمعناها المعروف، والحنين للرجوع فى مقابل ظروف مادية أو نفسية أو ضغوط  حياتية، فالصراع الداخلى والخارجى لدى «عكاشة» دائمًا من أجل إثبات مبدأ الهوية، والبحث فيها كمشروع قومى، أو بحث علمى نراه دائمًا حاضرًا فى كل أعماله، وحتى قصصه الرومانسية دائمًا ما تلعب داخلها قوميته، وفخره بأبناء بلده، ولذلك يبقى «عكاشة» الأيقونة والمشعل المضىء لينهل منه صنَّاع الدراما والسينما حتى بعد رحيله، ويُعد «الإسكندرانى» تجسيدا حقيقيا لفكرة تناول الهوية لديه، وعلى المخرج خالد يوسف أن يقدم روح «عكاشة» ورسالته من خلال السيناريو، بمنظور عصرى لا يخل بفكر الكاتب، وروح السيناريو.

أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن هناك أسبابًا عديدة تجعل من «عكاشة» الغائب بجسده، والحاضر بأعماله، وتقول: أعمال «عكاشة» تظل خالدة، ويقبل عليها المبدعون لأسباب عديدة؛ فبعيدًا عن فكرة الصراع الذى يلخص أفكاره عن تأثير الهوية المصرية وتأثرها بالقوميات الأخرى، فإنه يسرد فى كل عمل صراعًا جديدًا، ليس بين الخير والشر بالطريقة المعتادة، ولكنه صراع بين أفكار ومبادئ تمثل  كل فئة، وكل مرحلة زمنية بتأثيراتها الفكرية، بل إن تلك الملامح فى شخصيته الأدبية يمكنها أن تكون توثيقًا اجتماعيًا لحياة المصريين فى عصور مختلفة، وبين فئات وطبقات متباينة ومختلفة، والأهم أن للكاتب الراحل الكبير «ريتم» مختلف فى كتابة السيناريو، سواء من حيث تصاعد الأحداث الدرامية، أو الأشخاص، لتخلص لفكرة المعايشة مع الأشخاص الذين ينقسمون إلى شقين، الخير والشر، ويقدم لكل منهما مبدأ مقنعا، ليضع المشاهد أمام هذا الصراع.

وتضيف موريس: من مميزات أدب «عكاشة» هو الضرورة الدرامية لكل شخصية موجودة، فلا يوجد لديه شخصيات هامشية، بداية من الأبطال الرئيسيين، وحتى أقل الأدوار نجد أن لأصحابها دورًا مهمًا فى دفع الأحداث أو التغيير عن هدف أو قيمة بعينها، وتلك الأفكار بمثابة المشروعات القومية لا تنتهى بوفاة الشخص، بل تظل طويلًا لنجد من يحرص على إخراجها للنور، ليظل إبداعه حاضرًا إلى  الأبد.

Katen Doe

أحمد جمال

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

العوضي
العوضي

المزيد من فن

عرض "حمزة أطارد شبحًا يطاردني" و"القنبلة" في مهرجان حكايات فلسطين في سويسرا

يُعرض الفيلمين القصيرين حمزة أطارد شبحًا يطاردني للمخرج ورد كيّال والقنبلة من إخراج ديما حمدان،

ميرهان حسين تعود من الاعتزال

انضمت الفنانة ميرهان حسين إلى فريق عمل مسلسل «حق عرب»، والمقرر أن يُعرض فى السباق الرمضانى المقبل 2024.

«حسنى» يستعد لفيلم جديد مع «ربيع»

يستعد الفنان تامر حسنى للعمل على مشروع سينمائى جديد، خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الإستقرار على كل التفاصيل.

خالد النبوى يبدأ تصوير «إمبراطورية ميم»

يواصل الفنان خالد النبوى عمل التحضيرات النهائية لمسلسله الجديد «إمبراطورية ميم»، والمقرر أن يخوض من خلاله السباق الرمضانى المقبل 2024.

زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب بنجلاديش
  • السبت، 02 ديسمبر 2023 07:08 ص