الطريقة المثلى لصناعة فيلم ضعيف فى "زنزانة 7"!

عندما تحاول البحث فى جوجل عن فيلم "زنزانة 7" يظهر لك فى النتائج الأولية تصنيف "غموض"، أى أن الفيلم يدخل فى إطار أفلام الغموض والإثارة، والحقيقة أن الغموض كله يتمثل فى

عندما تحاول البحث فى جوجل عن فيلم "زنزانة 7" يظهر لك فى النتائج الأولية تصنيف "غموض"، أى أن الفيلم يدخل فى إطار أفلام الغموض والإثارة، والحقيقة أن الغموض كله يتمثل فى كيفية صناعة فيلم سينمائى بهذا المستوى الضعيف شكلا ومضمونا، وكما لو كان الهدف صناعة فيلم وعرضه فقط، أما المستوى الفنى الذى يظهر عليه هذا الفيلم فهو أبعد ما يكون عن اهتمام صناعه بداية من المؤلف مرورا بالممثلين والمخرج وكل من شارك فيه.

الفيلم بطولة نضال الشافعى، أحمد زاهر، مايا نصرى، منة فضالى، تأليف حسام موسى وإخراج إبرام نشأت، وربما كانت هذه التجربة البطولة المشتركة الأولى لشافعى وزاهر فى مجال السينما، حيث تميزا أكثر فى مجال الدراما التليفزيونية، أما المخرج إبرام نشأت فهو صاحب مجموعة من الأفلام التى لم تحقق نجاحا جماهيريا أو نقديا نظرا لمستواها الفنى المتواضع، ويكفى التعرف على عناوينها لنتأكد أنها مرت مرور الكرام لدى جمهور السينما، ومنها "ظرف صحى، فوبيا، هروب مفاجئ، عمود فقرى"،وفى "زنزانة 7" لا يختلف الأمر كثيرا، إلا أنه حاول أن يخصص مساحة أكبر للمشاجرات والمطاردات بالسيارات اعتقادا منه أن ذلك يزيد الإقبال على مشاهدة الفيلم، خاصة أن معظم جمهور السينما من الشباب والمراهقين.

ولكن للأسف لم يكن هذا الأمر محققا لهدفه فى غياب السيناريو المكتوب بشكل جيد والإخراج الضعيف والأداء الافتعالى الذى كان غالبا على معظم المشاركين، ويبدو أن المؤلف حسام موسى صاحب فيلم "قلب الأسد" وضع عنوان الفيلم "زنزانة 7" فقط، وبدأ بعد ذلك فى كتابة تفاصيل فيلمه التى تدور من خلال علاقة تنشأ بين سجينين فى هذه الزنزانة وهما حربى الكومى/ أحمد زاهر، ومنصور العايق/ نضال الشافعى، وهما يحترفان العمل بمجال الإجرام حتى بعد خروجهما من السجن لصالح سيدة تعمل بالمحاماة، ومن خلال هذه المهنة تقوم بأعمال غير مشروعة، منها المساعدة فى الاستيلاء على الأراضى والفنادق لصالح مستثمرين من الخارج يتحركون بواسطة أذرع يتحكم بها رجال أعمال، وتوظف العايق والكومى لتحقيق هدفها.

ولكن نتيجة لخلاف المجرمين على حب راقصة ـ تقوم بدورها منة فضالى ـ تتغير الخطة لتنتهى بقتل العايق لهذه الراقصة وقتل الكومى له، وفى النهاية يتحول الكومى لمواطن صالح يتزوج صاحبة الفندق التى كان يعمل لديها/ مايا نصرى، لأنه حسب ما ذكر فى النهاية "اختار طريق الخير وابتعد عن طريق الشر"!، ولأننا أمام فيلم يعتقد صانعوه أنه يجب أن يمنحنا النهاية السعيدة مهما كانت الأحداث غير مبررة!

وبالفعل معظم التحولات فى مواقف وعلاقات الشخصيات غير مبررة ولا مفهومة، فمنذ البداية تقع صاحبة الفندق فى حب العايق، رغم حبه للراقصة شجن، وقبلها بدون سبب أيضا تنسى شجن ولاءها وحبها للكومى وتتحول لحب العايق، وعندما تسافر لهما فى الغردقة ـ مكان المهمة الأخيرة ـ يطلب الكومى منها أن تعود له فجأة أيضا، وعندما ترفض يقتلها بدم بارد.

ناهيك عن إطالة مشاهد ضرب النار والمشاجرات منذ بداية الفيلم لنهايته، وأحيانا مطاردات بالسيارات، أما الأداء التمثيلى فرغم تميز نضال الشافعى وموهبته ومحاولته للإمساك بملامح الشخصية إلا أنه لم يكن فى مستواه المعتاد، وكذلك أحمد زاهر الذى  كان مبالغا فى انفعالاته بشكل كبير، ظنا منه أن طبيعة المجرم المحترف يجب أن تكون كذلك، أما مدحت تيخة فليس فى مكانه فى هذا العمل تماما، فلا هو استطاع الحفاظ على قدرته فى الإضحاك ولا استطاع تقديم دور مختلف، أما مايا نصرى فقد جاء أداؤها منفعلا بشكل ملفت، ولم يضف دور الراقصة أى جديد لمنة فضالى!


Katen Doe

عصمت حمدي

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من فن

فى وداع الفنان النبيل لطفى لبيب.. الجندى المقاتل فى الكتيبة 26

علينا أن نعترف بأن العقل والوجدان المصرى أصابه التلوث السلفى منذ أن تحكم رجال الدين في تفاصيل حيوات الناس،

فى فيلم « F1» براد بيت.. نجم الحلبة الذى يعرف طريقه إلى القلوب

يأتي فيلم F1 في لحظة مفصلية من مسيرة براد بيت، حيث تتقاطع ملامح شخصيته السينمائية مع طبيعة الدور الذي يجسده:...

فى هوجة أغانى الصيف.. البقاء للأصدق

عودة أغانى زياد الرحبانى بعد رحيله .. وحمزة يغرد منفردا

لطفي لبيب .. الضاحك الذى رحل راضياً

رفض تكريم سفارة إسرائيل بعد نجاحه فى «السفارة فى العمارة» قدم دوره فى «عسل أسود» مجاناً.. واشترط ذهاب الأجر كاملاً...