حرصا على حماية التراث والتاريخ الفلسطيني من التدمير في خضم العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.. جاء إعلان الدكتور محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب عن قرار نقل كل الوثائق والخرائط التي تخص القدس إلى مركز معلومات الآثاريين العرب في مصر خلال المؤتمر الدولي للمجلس العربي للآثاريين العرب الذي أقيمت دورته السادسة والعشرين بمصر مؤخرا، وكانت فلسطين حاضرة بقوة خلال المناقشات والتوصيات التي خرجت من المجلس.
وعلى هامش المؤتمر، التقى موقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو بصاحب هذا القرار المهم.. الأستاذ الدكتور خليل تفكجي، عضو اللجنة الرئاسية لشؤون القدس ومدير مكتب قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية لإلقاء الضوء على التفاصيل والخلفيات والخطط المستقبلية لحماية الوثائق والخرائط القيمة عن القدس حفاظا على عروبة المدينة :
#د. تفكجي، في البداية، حدثنا عن الوضع في فلسطين؟
-فلسطين لها تاريخ طويل من المعاناة، وما يحدث الآن هو نتاج مخطط بدأ منذ فترة، وما يحدث الآن في قطاع غزة والضفة الغربية وعرب 1948 هو دليل على أن هذا الشعب الحي موجود على أرض الواقع.
#وصف الدكتور الكحلاوى ما تقوم به في توثيق القدس بأنه عمل ميداني ليس له نظير، متى بدأ المشروع، ومتى اتخذت قرارك هذا؟
-بدأ المشروع عام 2001 وانتهى عام 2014، أكثر من عشر سنوات نعمل على توثيق المدينة، سواء بالخرائط حسب نظم المعلومات الجغرافية بتفاصيل التفاصيل، وهذه المعلومات بالإضافة إلى الخرائط الموجودة هي توثيق لكل حي وبيت ومكان. المادة تحتوى على الصور الجوية القديمة، من عام 1918 حتى 2023 بدقة عالية، وهي معلومات كثيرة جدا وخرائط كبيرة جدا من الأرشيف الوطني الأمريكي وأرشيف مكتبة الكونجرس الأمريكية ومن بريطانيا وتركيا.
# لماذا جاء هذا القرار المهم؟
-قرار مد مركز معلومات الاتحاد العام للآثاريين العرب بكافة الوثائق والخرائط لمدن القدس القديمة جاء حفاظا على عروبتها جراء عمليات التهويد التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية؛ ووجود هذه المعلومات في أرض محتلة كان من الممكن أن يتم الاستيلاء عليها، فطلبت بأن تكون هنا في مصر، وتحديدا في الآثاريين العرب، لتفيد الباحثين وتكون دليلا للأجيال القادمة، فنحن صراعنا مع الآخر هو صراع معلومات، معلومات عن التاريخ، عن الآثار، عن كل شيء.
#ما مدى أهمية مشروع التوثيق؟
-عندما احتلت إسرائيل مدينة القدس عام 1967، أجرت مجموعة من الإجراءات بهدف تغيير المشهد العام للمدينة، خلال تلك الفترة، بدأت إسرائيل بالسيطرة على الأراضي والسكان؛ فمثلاً، أنا لست مواطنا في القدس، بل "مقيمًا" داخل بلدي، هذا جزء من السياسة الإسرائيلية التي قدمت معنى أقلية عربية وأغلبية يهودية مطلقة، ففي الأدبيات الإسرائيلية، يروجون بأن القدس لم تكن في يوم من الأيام ذات أغلبية عربية نتيجة لرسم الحدود التي قاموا بها.
#من عام 1967 وحتى الآن، ماذا حدث للمدينة التي نتحدث عنها والتي هي مجمع الديانات الإسلامية والمسيحية؟
-أولاً، سيطرت إسرائيل على الأراضي بنسبة 87% من مساحة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة. ثم بدأت في إقامة المستعمرات الإسرائيلية، ليصل عدد الإسرائيليين فيها إلى 230 ألفا يسكنون في القدس المحتلة. وهذا ما يعتبر بحسب القانون الدولي جريمة حرب، لأن نقل السكان من مكان إلى آخر هو جريمة حرب. لكن الإسرائيلي يعتبر هذه المدينة هي الرأس والقلب للشعب اليهودي. وبالتالي، بدأ التحكم في الأرض ضمن ما نطلق عليه ثلاث كلمات واضحة تمامًا: التطويق والاختراق والتشكيك:
• التطويق: بمعنى تطويق الأحياء الفلسطينية بالمستعمرات الإسرائيلية.
• الاختراق: بمعنى إقامة البؤر الاستيطانية في داخل الأحياء الفلسطينية.
• التشتيت: بمعنى تحويل الأحياء الفلسطينية إلى فسيفساء بداخل الأحياء اليهودية.
-ويتم ذلك حتى لا تكون القدس يومًا ما عاصمة للدولة الفلسطينية ذات تواصل جغرافي. فعندما نتكلم عن دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فإن الجانب الآخر لا يريد أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، بل يجب أن تكون مقطعة الأوصال، محاطة بالأسوار، وفي نفس الوقت السيطرة على الأماكن الدينية.
*ما يحدث الآن داخل مدينة القدس هو عملية اقتلاع من جذور وإحلال جذور جديدة ليكون الفلسطيني عابرا في بلده.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
صورة مشرفة و احتفالية وطنية بطلها المصريون بالخارج رصدتها عدسة الخبراء ووسائل الإعلام خلال الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج، على مدار...
رسائل مهمة يبعثها منتدى شباب العالم من شرم الشيخ لنشر مباديء السلام والتنمية والإبداع من خلال إطلاق مبادرة جديدة بعنوان...
حالة من الترقب والتفاؤل بالمستقبل تصاحب انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية المصرية في الخارج 2024 على مدار ثلاثة أيام من 1-3...
المشروعات الزراعية.. الزراعة الذكية مناخيا.. التحديات العديدة.. الأمن والأمان الغذائي.. المشروع القومي الكبير.. منطقة الدلتا الجديدة.. كل هذه الموضوعات وغيرها...