أبطال من ذهب .. حملوا مصر في قلبهم وعلى ذراعهم وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل رفع راية الوطن وتحرير أرض الفيروز .. وخلال احتفالنا باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر المجيد يشرفنا أن نتذكر بطولاتهم التي يخلدها التاريخ ونكرمهم ونستلهم من عزيمتهم ووطنيتهم مفاتيح إحراز النصر في مرمى إنجازات الجمهورية الجديدة .
ومن هؤلاء الأبطال الذين حاورهم موقع "أخبارمصر" .. المقاتل إسماعيل بيومي، الملقب "بقاهر خط بارليف"، الذي فقد ذراعه الأيمن وعينه أثناء عبوره القناة لتحطيم أكبر مانع مائي عسكري خلال حرب أكتوبر 1973 ، فماذا كشف من جعبة الذكريات والبطولات بعد 50 عاما من النصر؟:
#بداية .. ما مهمتكم أثناء الإعداد لحرب أكتوبرالمجيدة ؟
-التحقت بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة عام 1969 وكنت حكمدار مجموعة اقتحام خط بارليف وبدأت التدريب على استخدام مضخات ومواتير المياه لإزالة الساتر الترابي ، وقمنا بالتدريب على تنفيذ العملية لمدة 4 سنوات وتم إجراء أكثر من 300 تجربة من عام 1969 حتى 6 أكتوبر1973، وبالفعل نجحت مهمة اقتحام خط بارليف في ثلاث ساعات فقط.
#كيف تبلورت فكرة الاقتحام واسقاط الأسطورة الاسرائيلية المزيفة ؟
-مهمة اقتحام خط بارليف كانت تبدو مستحيلة لفارق المعدات والإمكانيات بيننا وبين العدو لكن التخطيط الجيد لها بدأ باقتراح للمقدم باقي زكي يوسف أحد قيادات سلاح المهندسين في الكتيبة 19 وكان مهندسا في السد العالي، فقرر تنفيذ العملية بطريقة مهندسي السد العالي بإزالة الأتربة والرمال من أمام المياه أثناء بناء السد وقدم الفكرة لقائد الكتيبة ثم عرضها على قيادات القوات المسلحة، وبعد دراستها تمت الموافقة عليها وبدأنا نتدرب على العمل في مناطق مائية مماثلة لقناة السويس قبل الحرب.
-وأثناء الحرب بدأنا ننفذ الفكرة وتم هدم أكبر مانع مائي عسكري في أقل من ثلاثة ساعات وانهار السد الترابي وتم فتح الطريق للقوات المسلحة لعبور شرق القناة ونجحت المهمة المستحيلة .
#هل في ذاكرتكم مشاهد صعبة لا تنساها من أيام المعركة ؟
-فى معسكر الشلوفة..بدأنا تجهيز المعدات والمواتير، التي تدربنا عليها، للحرب على الجبهة، وفى الثانية ظهرا وجدنا سلاح الطيران والمدفعية يقصفان حصون العدو، وفي غمرة فرحتنا بكينا ورددنا صيحات «الله أكبر»، وأول من قالها كان الصول عطية المسيحى، وتوجهنا إلى القناة وصولا إلى (خط بارليف)، و فتحنا ثغرات فى الساتر الترابى، لإقامة جسور لقواتنا المسلحة للعبور، عبرنا قناة السويس، على قارب من الفبر المقوى، تحت قصف صواريخ ومدافع العدو، ووصلنا إلى شرق القناة.
-ثم فوجئنا يوم 7 أكتوبر ليلا، بصاروخ يدمر اللانش الخاص بي وزملائي،واتقلب " اللانش" وطار ونزلنا المياه واستشهد 3 من زملائي، وأصبت بحروق فى جسدي ووجهي وعيني اليمنى، وطالبني زملائي وقادتي بالتوجه إلى المستشفى العسكري لتلقى العلاج، لكني رفضت وصممت على استكمال المعركة، ووافق العميد الشهيد، أحمد حمدي على بقائي في ميدان المعركة استجابة لإصراري.ويوم 14 اكتوبر أصيب القائد احمد حمدي أثناء طلعات الطيران لتأمين المعاير وأقيم نفق للشهيد البطل بمدخل السويس .
-وفى يوم 22 أكتوبر تقرر وقف إطلاق النار، وعلمنا أن قوات إسرائيلية قادمة بعد أن تمكنت من فتح ثغرة الدفرسوار، واشتبكنا معهم ودمرنا 17 دبابة للعدو فى يومي 23، و24 أكتوبر، وتمكنت من تدمير دبابة للعدو بقذيفة «آر بى جى»، ورفعت رأسي فأصببت فوق الحاجب وبأجزاء من جسدي وغطست ونزلت خندق عند "جناين السويس" ورفضت الانتقال للمستشفى وكملت المعركة في إجلاء الجرحى وإخلاء الأسرى.
-وفى عصر يوم 24 أكتوبر أطلق سلاح الطيران الإسرائيلى صاروخا على وحدتي وأصاب خندقي، وربطت ذراعي 3 ساعات فى الحفرة لوقف النزيف وتمكنت من فتح الخندق بيد واحدة، نظرا لتهشم عظام يدى اليمنى، ورفضت الانسحاب حاملا مصر على ذراعي وكل جندي كان يعتبرمصر "بتاعته لوحده" ورفضت التوجه إلى المستشفى العسكري فى السويس، وكانت تحت الحصار، وبقيت مع زملائى أرفع معنوياتهم حتى أصبت، بعد ساعات، بنزيف حاد فى ذراعى، وتوجهت إلى قناة السويس وعبرت المياه بذراع واحدة للضفة الشرقية وسبحت مع التيار مدا وجزرا حتى وصلت بعد 4 ساعات إلى بطانة القناة وبها 8 أدوار دبش وطحالب تراكمت 6 سنوات .
- وكلما صعدت ليلا زاد النزيف حتى رأني جنود ربطوا وسطي بحبل ورفعوني لسيارة جثة هامدة وكملت المعركة 42 يوما حتى اتفاق 2-1 لفض الاشتباك وتبادل الأسرى .
-وتقرر نقلى إلى مستشفى عيون موسى، وبعد أيام وصلت إلى مستشفى السويس العسكرى، وأجريت لى عملية عاجلة وبٌتر ذراعي .وسافرت شهر للعلاج في يوغوسلا فيا عام 1974 وزارني الرئيس الراحل أنور السادات هناك.
#كيف تم تكريمكم ؟
-حصلت على العديد من الأوسمة ، فقد كرمني الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحني نوط الشجاعة وحصلت بعدها على درع الجيش الثاني والثالث الميداني.
-وكرمني د.عبد القادر حاتم وزير الثقافة الأسبق ولقبت بقاهر خط بارليف ووصفت بالقنبلة النووية التي حطمت الاسطورة ، كما كرمني المشيرمحمد حسين طنطاوى والفريق أول صدقي صبحي وزيرالدفاع والانتاج الحربي السابق ونلت شهادات وميداليات كثيرة ويتم تكريمي الآن بمناسبة "اليوبيل الذهبي" للنصر .
# روح أكتوبر.إلى أى مدى ساهمت في التصدي للإرهاب ؟
-روح أكتوب تتجلى في بطولات القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب ..فالجندى المصرى هو خير أجناد الأرض وقادر على اقتلاع الإرهاب من جذوره.
#ماذا تقول للشباب عن يوم النصر؟
-أقول للشباب أن هدم خط بارليف أسطورة لأنه ليس "شوية تراب" كما يعتقد بعضهم ،وانما طوله25 مترا أو أعلى حسب عمق التربة ويمتد نحو 175 مترا أي عبر 200 عمارة من بورسعيد للسويس وتحطيمه حطم أسطورة اسرائيل التي لا تقهر .
-ونحن كجنود مصريين كنا نحارب 30 مليون وليس 3 ملايين اسرائيلي فقط لأنها كانت مؤامرة للغرب في صورة اسرائيل وانتصرنا رغم أن إمكانياتنا أقل بحسن التخطيط والعزيمة والايمان وكنا لانهاب الموت وسط الصواريخ لأننا نرى بيوتنا مهدمة ومدن القناة مهجرة وسيناء محتلة .
#كيف نحمي الشباب من المعلومات المضللة والشائعات المغرضة ؟
-هذا دور الثقافة والإعلام وأشارك مع أبطال الحرب في تصحيح المعلومات ودحض الشائعات وتعريف الأجيال الجديدة بمعجرة عسكرية بكل المقاييس من خلال اللقاءات الإعلامية والندوات بالجامعات ومراكز الشاب وأدعو الشباب وطلاب الجامعات في ندواتي بالجامعات ومراكز الشباب إلى الحفاظ على نصر أكتوبر من خلال الاجتهاد والنجاح واخلاص العمل لنهضة مصر الحبيبة.
#كيف ترى مصر بعد نصف قرن من النصر؟
-ستظل انتصارات حرب أكتوبرعلامة مضيئة ومصر الآن جميلة جدا وتشهد طفرة في كل المجالات رغم الظروف الاقتصادية الصعبة من حركة عمران وإنشاءات ومشروعات ومحاور جديدة وإنشاء قناة سويس جديدة وعاصمة ادارية جديدة وغيرها من مظاهر التقدم وتأسيس جمهورية جديدة .
#من واقع خبراتكم ..ما مفاتيح النصر في معارك الحياة ؟
-الإرادة القوية والتخطيط الجيد والسعي الدؤوب والصبر من أهم مفاتيح نجاح مسيرة البناء والتعمير.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
صورة مشرفة و احتفالية وطنية بطلها المصريون بالخارج رصدتها عدسة الخبراء ووسائل الإعلام خلال الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج، على مدار...
رسائل مهمة يبعثها منتدى شباب العالم من شرم الشيخ لنشر مباديء السلام والتنمية والإبداع من خلال إطلاق مبادرة جديدة بعنوان...
حالة من الترقب والتفاؤل بالمستقبل تصاحب انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية المصرية في الخارج 2024 على مدار ثلاثة أيام من 1-3...
المشروعات الزراعية.. الزراعة الذكية مناخيا.. التحديات العديدة.. الأمن والأمان الغذائي.. المشروع القومي الكبير.. منطقة الدلتا الجديدة.. كل هذه الموضوعات وغيرها...