ونحن على أبواب عام جديد .. يشهد العالم كله احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة وتحفل معظم الميادين والمولات والأماكن العامة والحدائق والمنازل. بأشكال وأنواع مختلفة من أشجار الكريسماس المزدانة بالحلي والزخارف والأجراس وعناقيد النور الملونة التي تُضيء المكان بوهج مبهج.
ورغم أن هذه الاحتفالات ليست تقليدا جديدا لكنها هذا العام وعقب قمة كوب 27 التى عقدت بشرم الشيخ فى نوفمبر الماضى لها وقع مختلف ويثار حولها جدل كبير من ناحية مدى تأثيرها على البيئة والانبغاثات للكربونية فى وقت تتجه فيه دول العالم نحو الخيارات الصديقة للبيئة التي تتبنى تكنولوجيا تساعد على تقليص البصمة الكربونية لكل قطاعات الصناعة والحياة حيث تقدَّر نسبة الانبعاثات الناتجة عن الإضاءة وحدها بنحو 5% من مجموع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم كله، وذلك في حالة استخدام المصابيح التقليدية. بحسب شركة كبرى تهدف لمحاربة التغير المناخي، والدول الكبرى هى الاكثر انتاجا ؛ فعلى سبيل المثال .. الولايات المتحدة وحدها تُنتج مليونا طن من ثاني أكسيد الكربون لتشغيل الإضاءات خلال فترة الكريسماس فقط.
وتعد البصمة الكربونية مؤشرا لمعدل الانبعاثات الغازية الصادرة عن الأنشطة البشرية، على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الدول، والتى تحبس الحرارة القادمة من الشمس داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض، مما يرفع متوسط درجة حرارة الكوكب، وفي مقدمتها "ثاني أكسيد الكربون" الذي يخرج من الوقود الأحفوري.
وفي المتوسط، فإن البصمة الكربونية للفرد تُقدَّر بـ 4 أطنان لكل سنة ونسعى لتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل أسرع للحفاظ على الاحترار العالمي تحت 2ْ درجة مئوية" فوق مستويات ما قبل الصناعة، حسب ما تنص عليه اتفاقية باريس.
ولايقتصر الضرر على الإضاءة ولكن الأشجارأيضا مثيرة للجدل ..فبغض النظر عن السعر .. أيهما أفضل للبيئة وأقل ضرراً .. الطبيعيةأم الاصطناعية؟
ميزة وعيب
وحول المفاضلة بين الأشجار الطبيعية والاصطناعية ؛ قالت الدكتورة كلارا رضا علي إبراهيم الأستاذ في معهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية لموقع اخبار مصر :اعتقد أن لكل منهما ميزة وعيب، حيث ان الأشجارالحقيقية تتنفس وتنتج ثاني اكسيد كربون في المنزل وهو ضار بالصحة ويسبب التغيرات المناخية التي نخشي تبعاتها ولكن لو كانت الشجرة سيتم تزيينها خارج المنزل في حديقة الفيللا مثلا تكون أقل ضررا لكن تبقى خطورة مواد الزينة كمصدر للرصاص الذي لا يقل خطورة على الصحة وهناك متلازمة شجرة عيد الميلاد نتيجة للانبعاثات الصادرة عن مواد التزيين.
وأوضحت أن الشجرة الحقيقية يمكن اعادة تدويرها والاستفادة منها بعد عيد الميلاد.
أما شجرة عيد الميلاد الاصطناعية فمشاكلها اكبر، حيث انها عادة مستوردة من الخارج وقد تكون ملوثة خلال النقل.
ونبهت د.كلارا ابراهيم الى أن شجرة عيد الميلاد الصناعية تتكون من كمية كبيرة من البلاستيك من نوع PVC والفولاذ والألومنيوم، بالإضافة إلى الورق المقوى للتغليف والموارد لشحن الأشجار وكل هذه المواد غير صديقة للبيئة بل هي ملوثة للبيئة ولا يمكن اعادة تدويرها. وتظل مشكلة مواد التزيين قائمة لانها مصدر لانبعاث الرصاص.
حاسب من رصاص الزينة
وحذر الدكتورأحمد إبراهيم أستاذ السموم من التعرض لعنصر الرصاص بمواد الزينة سواء بكميات قليلة أو كثيرة حيث ينفذ من مسام الجلد للجسم، خاصة على الأطفال والنساء، لضعف جهازهم المناعي مقارنة بالبالغين.
ونبه إلى أن الخرز والأكاليل التي تزين الشجرة، تحتوي على الكادميوم والزرنيخ والزئبق، والتعرض لجرعات منخفضة من هذه المعادن، من المسببات الرئيسية لأمراض السرطان.
كما تحتوي الأشجار الاصطناعية على مواد تسمى «كلوريد البوليفينيل»، تنتقل بسهولة إلى اليدين ويمكن استنشاقها، ما يؤدي إلى أضرارا بالغة للجهاز التنفسي.
وأوضح أنه من أبرز أعراض التسمم بعنصر الرصاص، دوخة وألم في البطن وقيء، وتلزم تدخلا طبيا على الفور.والتعرض إلى الرصاص، يسبب تلف في المخ والكلى، بالإضافة إلى ضعف العضلات ويؤثر بالسلب على الجهاز العصبي.
ونصح د.ابراهيم عند تعليق الزينة التي تحتوي على مواد كيميائية، بارتداء قفازات، وإبعادها عن متناول الأطفال مع التحقق من التحذيرات المتواجدة على الزينة، لمعرفة ما إذا كان المنتج يحتوي على هذه السموم.
وأكد على غسل الأيدي باستمرار عقب استعمال زينة أعياد الميلاد، كإجراء احتياطي، تحسبا أن يكون في تكوينها عنصر الرصاص، لكن يجب إبعاد الأطفال والنساء الحوامل عنها تماما، لأنه يتسبب في الإجهاض.
قطع ملايين الأشجار للزينة
اما المهندس عماد محمود مهندس زراعى. فيرى أن الاحتفالات بالكريسماس في المنطقة العربية لا تقارن بمثيلاتها في باقي دول العالم، لان اسبوع من الاحتفالات في المملكة المتحدة وحدها ينتج عنه 650 كجم من الانبعاثات الكربونية لكل فرد، ما يعادل 1/6 البصمة الكربونية التي ينتجها الفرد في المتوسط خلال العام بأكمله، بحسب بحث في عام 2007 و لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، التي تُلزم 196 دولة مشارِكة بالحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المصانع والأنشطة البشرية خلال العقد الحالي يجب الحد من البصمة الكربونية للفرد حول العالم إلى 2 طن/السنة..
وأشار الى أن هناك 140 مليون شجرة تُقطَع سنويا لأغراض الزينة في الكريسماس، وشجرة التنوب هي النوع المفضل بسبب شكلها المثلث المميز.
وليس صحيحا أن الحد من البصمة الكربونية فترة الأعياد يتم بالتوقف عن قطع الأشجارلاستخدامها في تزيين المنازل والمتاجر واستبدالها بالأشجار البلاستيكية التي يمكن إعادة استخدامها لعدة أعوام قادمة .. فقطع شجرة طولها متران من الغابة، وتحويلها بعد انتهاء الاحتفالات إلى قطع صغيرة من الخشب لحرقها واستخدامها في التدفئة، يجعل البصمة الكربونية للشجرة الواحدة تساوي 3.5 كجم.
ولكن إذا تخلصت من الشجرة نفسها في مكب النفايات، فإن بصمتها الكربونية ترتفع إلى 16 كجم. ولكن هذه الأرقام لا تُقارَن بما تُسبِّبه الأشجار الصناعية، فاستخدام شجرة مصنوعة من المعدن والبلاستيك بالحجم نفسه تحمل بصمة كربونية قدرها 40 كجم بسبب عدة خطوات من التصنيع والنقل والتوزيع، ولكل منها بصمة كربونية خاصة بها.
الطبيعي يكسب
وتابع : لو استطعت الحفاظ على الشجرة البلاستيكية لاستخدامها لعدة سنوات متتالية، فما زالت هناك مشكلتان؛ المشكلة الأولى أنه عليك استخدام الشجرة الصناعية نفسها لـ 12 سنة على التوالي لتُحقِّق بصمة كربونية أقل من قطع شجرة حقيقية سنويا وهذا ليس حلا عمليا، خاصة ان التخلص من الأشجار الصناعية يُمثِّل مشكلة بيئية ثانية ،لأن البلاستيك غير قابل للتحلل، وبعض أنواعه لا تقبل إعادة التدوير أيضا، وستلقى تلك الشجرة الصناعية في النهاية بمكب النفايات ..ففى الولايات المتحدة مثلا، تُباع 10 ملايين شجرة صناعية كل عام، 90% منها مستوردة من الصين، مما يعني أن هذه الأشجار تحمل البصمة الكربونية للسفن ثم السيارات التي استُخدمت في عملية نقلها من بلد المنشأ في أقصى الشرق للولايات المتحدة.
وبمقارنة بسيطة يمكننا القول إن قطع 10 ملايين شجرة يحمل بصمة كربونية تُقدَّر بـ 3500 طن فقط، مقارنة بـ 400.000 طن ناتجة عن تصنيع 10 ملايين شجرة صناعية،بمعنى أن قطع شجرة حقيقية واستخدامها في تزيين المنزل هو خيار أفضل للبيئة، لأنها قابلة لإعادة التدوير. وأوضح أنه بعد انتهاء الاحتفالات، يمكن استخدام الأشجار المقطوعة في صنع الأسمدة لزراعة أشجار ونباتات جديدة، أو استخدام أخشابها في التدفئة على سبيل المثال. وفى المقابل، فمصيرالأشجار الصناعية مهما طال عمرها، مقلب النفايات.
*وبعد قراءة التحقيق..الاختيار لك وكل سنة والجميع بخيروصحة وسعادة.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...
ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...
"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...
في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...