مروة عز الدين أشهر "حجر " فى التاريخ..كان مفتاحا لكشف رموز وأسرار اللغة المصرية القديمة ،بل كان السبب فى فتح أبواب المعرفة على مصراعيها ليرى العالم أجمع سحر مصر القديمة
أشهر "حجر " فى التاريخ..كان مفتاحا لكشف رموز وأسرار اللغة المصرية القديمة ،بل كان السبب فى فتح أبواب المعرفة على مصراعيها ليرى العالم أجمع سحر مصر القديمة وفنون الحضارة .
هذا الحجر الذى كان سببا فى نشأة علم المصريات هو "مرسوم منف"أو حجر رشيد .
واحتفالا بمرور 200 عام على فك رمز اللغة المصرية القديمة، يسلط العالم الضوء على هذا الحجر وأهميته ،وهنا فى مصر تعلو الأصوات بضرورة عودة هذا الحجر الهام كونه خرج بطريقة غير قانونية ،لذلك كان لابد فى البداية من معرفة قصة هذا الحجر ودوره فى فك رموز اللغة المصرية القديمة .
أهم الاكتشافات الأثرية
بداية ..قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية لموقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو : يعتبر اكتشاف حجر رشيد الأثري واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ الإنسانية ، كان حجر رشيد المفسر للحضارة المصرية القديمة ومفتاح سرها وما تلاه من محاولات جادة ودؤوبة لفك الأسرار المصرية القديمة على يد الكثيرين إلى أن جاء النابغة الفرنسي الأعظم عالم المصريات جان-فرانسوا شامبليون ووضع نقطة النهاية، معلنا اكتشافه ومؤسسًا بذلك علمًا جديدًا هو علم المصريات بشكل أكاديمي.
اكتشف حجر رشيد الضابط الفرنسي بيير-فرانسوا أكسافييه بوشار يوم 15 يوليو 1799 أثناء قيام قواته بتوسعة قلعة جوليان (قلعة قايتباى )، بمدينة رشيد لذلك سمى باسم حجر رشيد نسبة للمدينة. وأرسل الحجر إلى القائد الفرنسي نابليون بونابرت الذي أرسله إلى مقر المعهد العلمي المصري في القاهرة حتى يتمكن علماء الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801) من دراسته.
ثم أخذه القائد مينو، خليفة كليبر، القتيل، في قيادة الحملة الفرنسية على مصر، إلى مقر إقامته في الإسكندرية. وكان القائد الإنجليزي نيلسون حريصًا كل الحرص على الحصول على هذا الحجر النفيس، من براثن الفرنسيين. فبعد اتفاقية الجلاء عن مصر بين الفرنسيين والبريطانيين أو ما يعرف بـ “اتفاقية العريش" في عام 1801، صادرت القوات البريطانية حجر رشيد وشحن على إحدى السفن البريطانية إلى لندن حيث وضع في مقر جمعية الآثار المصرية هناك. ودخل هذا الحجر إلى المتحف البريطاني في نهايات عام 1802 بعد أن أهداه ملك المملكة المتحدة جورج الثالث للمتحف البريطاني.
ونُحت حجر رشيد من لوح حجري اختير من حجر عالي الجودة وقوى الصلابة هو الحجر الديوريتى الجرانيتي ويبلغ طوله حوالي 112 سم وعرضه حوالي 75 سم وسمكه حوالي 28 سم ووزنه حوالي 762 كيلو جرام، ويوجد في قسم مصر القديمة والسودان ويحمل رقم 24 ومعروض حاليا في قاعة 4.
ولعب ذلك الحجر دورًا مهمًا في فك رموز الكتابات المصرية القديمة وكتب النص المنقوش عليه في ثلاث نسخ تمثل عددًا من الكتابات التي كانت شائعة في مصر في ذلك الزمن البعيد وهى :الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة (الكتابة المقدسة) على قمة الحجر، والكتابة الديموطيقية المصرية القديمة (الكتابة الشعبية) في منتصف الحجر، والكتابة اليونانية القديمة (في أسفل الحجر) لغة الوافد والمحتل اليوناني.
محاولات ما قبل شامبليون
يضيف عبد البصير :شغل الأقدمون والمحدثون بمحاولات تفسير الكتابة الهيروغليفية، ونذكر من الأقدمين المؤرخ الإغريقي خايرمون الذي كان معلمًا للإمبراطور الروماني نيرون، ثم الأديب المصري حورابللو الذي عاش في القرن الثامن الميلادي وكتب كتابا عن الخط الهيروغليفى، ثم المؤرخ كليمنت السكندري، ثم الأب أثناسيوس كيرشر الذي قام بأهم المحاولات لفك رموز الهيروغليفية قبل اكتشاف حجر رشيد وكان على دراية باللغة القبطية وربط بينها وبين اللغة المصرية القديمة.
ووزع المتحف البريطاني نسخًا عديدة من حجر رشيد على المعاهد والجامعات الأوروبية بغية التوصل لسر الكتابات التي يحملها ذلك الحجر العجيب. وبعد توزيع تلك النسخ، اجتهد عدد ليس بالقليل من المهتمين بحجر رشيد في فك طلاسم ذلك الحجر مثل عالم الطبيعة الفرنسي سلفستر دي ساسي وقارن النص الديموطيقي بالنص الإغريقي وتعرف إلى بعض الأسماء في النص الديموطيقي مثل بطليموس والإسكندر والإسكندرية. وتلاه الدبلوماسي السويدي يوهان ديفيد أكربلاد الذي سار على نهج سلفه وركز على النص الديموطيقي وتوصل إلى بعض النتائج المهمة لكنه لم يقطع الشوط إلى نهايته. ثم جاء الطبيب البريطاني توماس يونج الذي اعتقد بوجود علاقة ما بين النص الديموطيقي والنص الهيروغليفى. وكانت محاولاته أقرب إلى الصحة لكنه أخطأ في إيجاد النطق الصوتي الصحيح للكلمات الديموطيقية إلى أن جاء جان-فرانسوا شامبليون.
شامبليون يصل إلى المعرفة
وتعتبر محاولات جان-فرانسوا شامبليون هي المحاولات الأخيرة والناجحة لقراءة اللغة المصرية القديمة وفك أسرارها. وساعده في ذلك وجود حجر رشيد ومسلة فيله التي تزين إحدى ميادين إنجلترا ومعرفته باللغة القبطية وباللغة الإغريقية ونتائج الباحثين السابقين عليه خصوصًا كيرشر ويونج ورؤيته المنهجية في المقارنة والاستنباط والتحليل، ونجح في النهاية في التعرف على علامات كثيرة .وتمكن شامبليون في النهاية من التوصل إلى الأبجدية المصرية القديمة عن طريق مقارنة الخطوط الثلاثة والأسماء الموجودة في الخراطيش.وقدم شامبليون اكتشافه الجديد في خطاب أرسله إلى البارون الفرنسي بون-جوزيف داسييه، سكرتير الأكاديمية الفرنسية للكتابات والآداب، كي يتلوه على مسامع أعضاء الأكاديمية في 27 سبتمبر عام 1822 معلنا يومئذ مولد علم المصريات كعلم أكاديمي بشكل رسمي.
ومن خلال اكتشاف حجر رشيد وفك رموز اللغة المصرية القديمة، تبين للعالم أجمع أن مصر هي مهد وأرض الحضارات.
وأضاف عبد البصير أن الحملة الشعبية مهمه جدا لمطالبة بعودة الحجر هو حق لمصر
ما المكتوب على حجر رشيد ؟
لان هذا الحجر هو السبب فى معرفة اللغة المصرية القديمة.. فماذا كتب عليه ؟
يقول الدكتور خالد غريب رئيس قسم الآثار اليونانية والرمانية بكلية الآثار جامعة القاهرة : حجر رشيد يسمى بمرسوم منف وهو واحد من عدة مراسيم ظهرت فى العصر البطلمى ،الذى قدم لنا عددا غير قليل من المراسيم التى كانت تقوم من الملوك أو من الكهنة .
المرسوم نتيجة اجتماع الكهنة المصريين فى مارس 196 فى مدينة منف واصدروا قرار شكر للملك بطلميوس الخامس بـ "إبيفانس" على ما قام به الملك من أعمال لاعفاءات فى المعابد المصرية.
وأضاف غريب أن هذا المرسوم تتجسد فيه روعة وعبقرية المصرية فى جملتين ذكرهم المصريون فى الآخر هما :الملك قام بما قام به من أعمال يحمد له ،ولكن هو فعل ما فعله أبوه وجده وفعل ما يقضى به القانون "يعنى أنه "مجباش"على المصريين وكتبوا النص بلغتين اللغة المصرية القديمة ممثلة فى خطين الخط الهيروغليفى والخط الديموطيقى واللغة اليونانية .وقد دون الكهنة المصريون عدة نسخ من المرسوم المدون على هذا الحجر ليكون بمثابة اعلان للراى العام ،فيما يعرف الان بالنشر فى الجريدة الرسمية .
المرسوم ظل حبيس الأرض حتى اكتشف 1799 مع الحملة الفرنسيةعلى مصر فى اثناء حفر عند قلعة سان جوليان فى رشيد وكان من المقدر أن ينقله الفرنسيون كجزء من غنائم حملة نابليون لكن بعد هزيمتهم 1801 فى معركة أبى قير قام الانجليز بنقل الحجر الأصلى إلى المتحف البريطانى وهو محفوظة هناك حتى الآن .
مرسوم كانوب فى مدخل المتحف المصرى
وجود مرسوم كانوب فى المتحف المصرى إلى جوار نسخة حجر رشيد هى فكرة عبقرية استجاب لها المتحف المصرى والمرسوم مكتوب هو الآخر بثلاث خطوط سجله المصريون للملك بطلموس الثالث 237 عندما اجتمعوا فى مدينة كانوب (أبو قير) وشكروا الملك على ما قام به من اعمال .
وبسؤال د. غريب رأيك فى المطالبة بعودة حجر رشيد التحرك الشعبى ؟ قال : أنا مؤمن بالبعد الشعبى وحقى كمصرى أن يكون هذا المرسوم على أرض مصر وأنا شخصيا مشارك فى هذه الحملة من خلال الدعوة قمت بالتوقيع على الطلب لأن مصر أولى بوجود هذا الأثر على أرضها خاصة أنه لم يخرج بالطريقة القانوية يعنى مستعمر اعطاه لمستعمر
مونيكا حنا: معاهدة "ويستفاليا" تُسقط أي حق لبريطانيا بحجر رشيد
من جانبها، قالت الدكتورة مونيكا حنا الخبيرة الأثرية ،عميد كلية الآثار والتراث جامعة أسوان إن مسألة أحقية مصر تاريخًا وقانونًا في استرداد آثارها بشكل عام ولوحة رشيد الحجرية بشكل خاص مسألة لا تحتاج لكثير من التوضيحات أو الإثباتات، فالتاريخ والتراث والآثار ملك لشعوبهم.
و أوضحت حنا أن خروج حجر رشيد استند إلى مواد استسلام الإسكندرية 1801 وهي معاهدة تم التفاوض عليها وتوقيعها من قبل القوات العثمانية والفرنسية والإنجليزية.و بموجب شروط هذه المعاهدة، تم تسليم حجر رشيد من قبل الفرنسيين إلى الجيش المشترك الذي تكون من القوات الأنجلو-عثمانية، وبعدها استولى الجيش الإنجليزي على هذه القطع دون التنازل عليها من قبل الجيش العثماني، مما يجعل موقفها القانوني ملتبس حيث انتهى بها الحال إلى المتحف البريطاني؛ ليتم عرضها بشكل غير أخلاقي وغير قانوني منذ ذلك الحين.
وأضافت كانت مصر تحت احتلال الإمبراطورية العثمانية وليس لها رأي أو سيادة على تراثها الثقافي، فمواد معاهدة الإسكندرية تنتهك قانون الأمم والقوانين الدولية العرفية والقوانين الإسلامية والدولية السارية في ذلك الوقت. وهذا يعني أن احتجاز حجر رشيد هو غنيمة حرب وعمل نهب تم حظره بالفعل منذ القرن السابع عشر.
وأضافت إن مصادرة حجر رشيد، من بين آثار أخرى، هو عمل من أعمال التعدي على الممتلكات الثقافية والهوية الثقافية المصرية، ويُعد نتيجة مباشرة لتاريخ طويل من العنف الاستعماري الثقافي ضد الممتلكات الثقافية المصرية وإن وجود هذه القطع في المتحف البريطاني حتى اليوم يدعم مساعي العنف الاستعماري الثقافي السابقة، ويحرم بلدها الأصلي مصر، ليس فقط من الإعادة المادية للقطع، بل أيضاً من جزء مهم من تراثنا الثقافي المصري الممتد لآلاف من السنين.
معاهدة ويستفاليا 1648م
وذكرت حنا أنه لا يمكن تغيير التاريخ، لكن يمكن تصحيحه، وعلى الرغم من انسحاب الحكم السياسي والعسكري والحكومي للإمبراطورية البريطانية من مصر منذ أكثر من قرن، فإن إنهاء الاستعمار الثقافي لم ينته بعد.
إن إبقاء الآثار والتحف التي انتزعت عنوة من أماكنها الأصلية عن طريق العنف والمعاهدات غير القانونية دليل على أن إنهاء الاستعمار الثقافي ليس قصة بسيطة من الماضي، ولكنه قضية معاصرة تحتاج إلى معالجة وتصحيح.
وأشارت حنا إلى أن معاهدة ويستفاليا 1648 بالقرن 17، والتي تقرر حق الشعوب في ممتلكاتها التراثية، صدرت عام 1648 أى قبل قدوم الحملة الفرنسية لمصر، والتي قررت أنه لا يجوز أخذ أثر كغنيمة حرب، فتلك المعاهدة كافية تمامًا للدفع بأي حجة يقدمها أيًا من كان محاولًا إثبات أن إنجلترا صاحبة حق قانوني في امتلاك حجر رشيد، وطبقًا لاتفاقية ويستفاليا، استطاعت إيطاليا استرداد كل الآثار التي سرقها نابليون بونابرت منهم.
لا حق بريطاني في أثر مصري...والبداية حملة شعبية لعودة حجر رشيد
وأكدت حنا أنه من غير المقبول ولو ضمنًا أن نتحدث عن حق بريطاني في آثارنا، ويجب علينا التحرك بكل الطرق لاستردادها، سواء بالطريق القانونية أو الشعبية ثم الدبلوماسية، وهو أمر يجب أن يشغل كل مصريًا.وأضافت أنها دشنت حملة شعبية لجمع توقيعات وتقديمها إلى رئيس مجلس الوزراء كي يتحرك بشكل رسمي ويطالب باسترداد حجر رشيد ورجوعه إلى مصر صاحبة الحق الوحيد فيه.
وأضافت: نطالب رئيس الوزراء المصري بالعمل جاهداً عبر كل السبل الدبلوماسية و الشرعية؛ لاسترداد حجر رشيد و الست عشرة قطع الأخرى التي خرجت معه من مختلف أنحاء القطر المصري.
كما نطالب أبناء مصر المخلصين بتوقيع العريضة التي تمثل إرادة الشعب المصري في استرداد تراثه الثقافي المندثر، والعمل على إنهاء الاستعمار الثقافي للتراث المصري.وفى نهاية الحوار دعت حنا جميع المصريين للمشاركة في جمع التوقيعات لصالح استرجاع واسترداد لوحة رشيد الحجرية، وللمشاركة في الحملة.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...
ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...
"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...
في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...