أمراض الشتاء...كيف نحمى أطفالنا منها؟

مع اقتراب فصل الشتاء والتغير المفاجىء فى أحوال الطقس الذى شهدته مصر يواجه طلاب المدارس فترة تغيرات وتقلبات جوية مما يعرضهم للعديد من أمراض البرد والشتاء؛ فيعانون صحيا،/Maspero RSS

مع اقتراب فصل الشتاء والتغير المفاجىء فى أحوال الطقس الذى شهدته مصر يواجه طلاب المدارس فترة تغيرات وتقلبات جوية مما يعرضهم للعديد من أمراض البرد والشتاء؛ فيعانون صحيا، ويتعطلون عن دراستهم وقد فتح ذلك الباب أمام ترديد معلومات خاطئة زادت من هلع الأمهات على صحة أطفالهن.

وتنتشر عدة أمراض بين الأطفال في المدارس نتيجة ضعف جهازهم المناعي وتكدسهم في الفصول، ما يمهد الطريق للعدوى فيما بينهم، وأحيانًا تُضرب الأغشية المخاطية للمخ في حالة تبادلهم أحد الأمراض الخطيرة.

وتعد أمراض الأنفلونزا بأنواعها و"الالتهاب السحائي" من أبرز الأمراض المنتشرة بين أطفال المدارس، ينتقل أغلبها عن طريق الجهاز التنفسي والرذاذ وكل مرض له درجة من الخطورة والمضاعفات اذا لم يتم علاجها.

وقد نفت وزارة الصحة كل ماتردد عن انتشار مرض الالتهاب السحائى بين طلبة المدارس وأعلنت الحكومة، منذ بضعة أيام القضاء على مرض الالتهاب السحائى الوبائى فى مصر، وأن أى انباء عن انتشاره هى مجرد شائعات وأكاذيب.

وأصدرت الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة والسكان، منشورا توضيحيا عن مرض الالتهاب السحائي، وعرفت المرض بأنه تغطية الالتهاب للأغشية المغطية للمخ والنخاع الشوكي ويشمل السائل النخاعي، وقد يمتد الالتهاب إلى المادة السنجابية (المخ)، محدثا ما يسمى بـ"الالتهاب السحائي المخي الحاد"، ويكون سبب الإصابة بعدة ميكروبات مختلفة (بكتيريا- فيروسات- فطريات- طفيليات).

وأكد المنشور أن مسببات الالتهاب الوحيدة للطفل دون الـ5 سنوات هو (H.anfluenza)، وأن 95% من حالات الالتهاب السحائي البكتيري سببها جراثيم النيسيريا، والإنفلونزا البكتيرية نمط (ب)، والسبحيات الرئوية (النيموكوكي)، وهناك 5%؜ من الحالات سببها أنواع أخرى مثل المكورات العنقودية، والميكروبات المعوية، والمكونات العقدية.

وأوضح المنشور أن فترة حضانة المرض من 2-10 أيام، وغالبا ما تكون 3-5 أيام، وتعرف الحالة المشتبهة بإصابتها بأنها حمى مفاجئة بحرارة أكثر من 38 درجة، مع وجود واحد أو أكثر من تصلب في الرقبة، أو بروز اليافوخ في الأطفال أقل من سنتين.

وذكر المنشور طرق العدوى من خلال هذا المرض، حيث تنتقل العدوى من الشخص المريض أو الحامل للمرض إلى الشخص السليم عن طريق الرذاذ أو استعمال المواد الخاصة بالمريض، خاصة في الأماكن المزدحمة أو رديئة التهوية، لافتا إلى أن نسبة الوفاة بالمرض مع العلاج من 5%؜ إلى 10%.

وأكد المنشور أن طرق الوقاية تتمثل في الابتعاد عن مصدر العدوى، والإقلال من المخالطة المباشرة مع المرضى، ومنع الازدحام الزائد في المنشآت التعليمية المختلفة، والتهوية الجدية داخل المنشآت التعليمية، خاصة داخل قاعات الدراسة واستخدام الكنس المرطب منعا لإثارة الغبار الناقل للميكروب، والالتزام ببرامج التطعيم التي تنفذها وزارة الصحة، حيث يتم تطعيم السنة الأولى من المراحل التعليمية (حضانة- ابتدائي- إعدادي- ثانوي) بالطعم السحائي الثنائي.

يصيب الأطفال

ومن الناحية الطبية؛ أكد الدكتور أحمد بدر، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة- لموقع أخبار مصر - أن الالتهاب السحائي أو الحمى الشوكية هو مرض يصيب الأطفال أقل من ٥ سنوات ويعتبر التهاب السحايا البكتيري الأكثر خطورة لمن أصغر من٢٠ عاما، ويمكن الوقاية منه من خلال عدة اجراءات للوقاية منها غسل اليدين جيدًا بصفه منتظمة وممارسة الرياضة وتناول أغذية صحية مع التنبيه على الطفل بضرورة تغطية الانف والفم عند السعال أو العطس .
وأكد أنه يجب عدم المبالغة فى القلق في حالة إصابة طفل بالالتهاب السحائي ويجب الرجوع للطبيب المعالج فورا الذى يبدأ العلاج على الفور ووصف بعض المضادات الحيوية لمدة تصل لثلاثة أيام.

وأضاف أن مرض الحمى الشوكية سببه تكدس الفصول في المدارس ويكون بين التلاميذ طفل مصاب أو كان مصابًا ولم يكمل علاجه حتى إتمام الشفاء فينشر العدوى بين زملائه.

أمراض معدية

ويشير الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب عين شمس ونائب رئيس الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية - لموقع أخبار مصر - إلى خطورة بعض الأمراض الأخرى التي تنتقل بالعدوى بين تلاميذ المدارس، ومنها الالتهابات الرئوية ونزلات البرد، فضلًا عن الأنفلونزا لأن مضاعفاته تؤدي إلى الإصابة بالحمى الشوكية عند الأطفال، ويجب الحصول على تطعيماته في شهر سبتمبر.

وأضاف أيضا انه توجد امراض معدية اخرى مثل الحصبة والجديري لكنها الأقل انتشارًا بسبب الوقاية منها من خلال التطعيمات الإجبارية للأطفال.

وطالب بضرورة الاهتمام أن تكون الفصول الدراسية بالمدارس بمساحات واسعة وتجنب الازدحام،الذى يؤدي إلى سهولة انتقال العدوى، كما يجب على كل مدرسة أن تهتم بتعريض الطلاب لأشعة الشمس على مدار اليوم الدراسى من خلال حصص الألعاب والتمرينات والراحة لأنه يساعد في تحسن الجهاز المناعي بالتعرض للشمس والهواء وعلى الأم أن تقدم وجبة الإفطار التى تحتوي على العديد من الألياف والفواكه والخضروات، وخبز ذات حبة كاملة، أي تناول العيش البلدي.

الوقاية من أمراض الشتاء

وعن استعدادات المواطنين لمواجهة أمراض الشتاء بشكل عام والوقاية منها قال الدكتور عادل خطاب إنه يجب على المواطنين في فصل الشتاء الجلوس بمناطق جيدة التهوية، لعدم التعرض لأمراض مثل البرد والإنفلونزا ، حيث إن الإنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات وقد تصل للالتهاب الرئوي وربما تصل لدرجات خطيرة جدًا ومميتة.

كما أكد على ضرورة الإكثار من شرب السوائل مثل البرتقال والليمون فضلًا عن الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كافة المكونات الغذائية التي يطلبها جسم الإنسان من أجل تفادي أمراض الشتاء وخاصة الأمراض الصدرية.

وأوضح د.خطاب أن مريض الإنفلونزا يحتاج إلى راحة شديدة وشرب الكثير من السوائل والادوية الفعالة واستشارة الطبيب قبل تناول المضادات الحيوية، بينما الالتهاب الرئوي قد يؤدي إلى الحجز بالمستشفى، كما يزيد في أمراض الربو في الشتاء.

وكشف عن الأمراض التي تنتشر في فصل الشتاء، كما اعطي بعض النصائح للأمهات لتجنب الإصابة بهذه الأمراض واعراضها مثل أعراض نزلة البرد وهى : العطس، والسعال، وسيلان الأنف، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، التهاب الحلق، ضعف الشهية، ويمكن مقاومتها من خلال استخدام المحلول الملحي المخصص للرضع مع ضمان تدفئة درجة حرارة الغرفة تدفئة مناسبة ومعتدلة.

وأكد أهمية التطعيمات التي يجب حصول الأطفال عليها، ويوجد نوع مهم من تطعيمات الالتهاب السحائي ويبدأ استخدامه من سن سنتين على جرعات متتالية، ويحمي من 4 أمراض هى: الحمى الشوكية، والالتهاب الرئوي، والتسمم الدموي، والتهاب الأذن الوسطى، لكن سعره مرتفع ويجب على الحكومة ووزارة الصحة توفيره لطلاب المدارس.

كما توجد تطعيمات أخرى تُعطى للحمى الشوكية ، ومن الضروري توفير تلك التطعيمات لأطفال المدارس لحمايتهم من الإصابة بالمرض وهي موجودة في هيئة المصل واللقاح ولدى بعض الأطباء.

اجراءات "التعليم"

ومن جهتها أكدت وزارة التربية والتعليم عدم وجود أى حالة إصابة بهذا المرض بين طلاب مصر وأكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى - لموقع أخبار مصر - أن الوزارة لم تتلق أى تقارير من المديريات التعليمية عن إصابة طلاب بالالتهاب السحائى منذ بداية العام الدراسى الجديد.

وأوضح حجازى أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات والضوابط للعناية بطلاب المدارس،وأكد أنه تم توجيه المدارس باتخاذ التدابير والتنسيق مع وزارة الصحة، حيث تقوم مشرفة صحية بزيارة المدارس وأطباء لمتابعة الحالة الصحية للأطفال .

وأكد حجازى أنه يجب على ولى الأمر ابلاغ المدرسة حال الاشتباه فى إصابة ابنه بمرض أو ارتفاع فى حرارة الجسم، وأن الوزارة عممت على جميع المديريات التعليمية تعقيم المدارس اذا تم اكتشاف أية حالات مرضية معدية وفحص الطلاب بشكل دورى ومنح الطلبة الذين يثبت وجود أمراض معدية إجازة حتى تماثلهم للشفاء.

منشور للوقاية

وقد عممت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني منشورا علي المديريات التعليمية حفاظاً علي صحة الطلاب وجميع العاملين بالمدارس ووقايتهم من الأمراض المعديه وخاصة مع توقيع زيادة برودة الطقس خلال الفترة المقبلة.

ووجهت وزارة "التعليم" المديريات باتخاذ الاجراءات الوقائية الثانية والتي تؤدي بدورها إلي منع انتشار الأمراض المعدية وذلك علي مستوي جميع المنشآت التعليمية وهي:

1_تفعيل مهام لجنة الصحة والبيئة الواردة في القرار الوزاري رقم 74 الصادر بتاريخ 17/3/2014 وذلك علي كافة المستويات"المدرسة، والمديريات التعليمية"

2_تفعيل خطة وزارة الصحة والسكان للوقاية والتعامل مع الأمراض المعدية والشروط الصحية الواجب توافرها علي مستوي المنشآت التعليمية والتى تم توزيعها علي جميع المدارس

3_التأكد من توافر كافة الشروط الصحية عند تخزين ونقل وتداول المواد الغذائية داخل المدرسة

4_المحافظة علي نظافة الفصول وتهويتها جيدا وتطهير الأسطح وتوفير مستلزمات النظافة

5_المحافظة علي نظافة دورات المياه واستخدام المطهرات بها

6_توعيه المعلمين والطلاب بشأن الأمرض المعدية وطرق الوقاية منها

7_رفع وعي الطلاب فيما يخص النظافة العامة والنظافة الشخصية

دور المشرفة الطبية

وأكد النائب محمد الشورى عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب - لموقع أخبار مصر - أنه يجب على وزارة الصحة أن توفر في كل مدرسة طبيبة أو مشرفة طبية مدربة ومؤهلة بالكامل للتعامل مع أى مشكلة صحية يتعرض لها الطلاب ويكون لها القدرة فى التعامل معاها وتقديم الاسعافات الأولية للمصاب بشكل علمى ومدروس.

وأضاف "الشورى" أنه يجب تدريب المشرف الطبى بالمدرسة على كيفية الكشف عن الأمراض التي تصيب الأطفال في المدارس والتي تعمل على انتشار العدوى .

كما طالب بضرورة التنسيق بين وزارتى التربية والتعليم والصحة بشأن المنظومة الصحية لطلاب المدارس وتوفير رقابة فعلية أو جهة مسئولة لحماية الأطفال في المدارس.