"حياة كريمة".. مشروع القرن.. وحلم الجمهورية الجديدة

بعد عقود من الإهمال والتهميش في الريف المصري.. ووسط معاناة 58 مليون مصري من الفقر وفقدان مقومات الحياة الأساسية.. جاء مشروع حياة كريمة بمثابة طوق النجاة لإنهاء عصور التهميش والنسيان والارتقاء بجودة حياة المواطنين  وإحداث تغيير إيجابي في مستوى معيشتهم، وخلق واقع جديد من التنمية الشاملة المستدامة لهذه التجمعات الريفية المحلية.

المشروع الرئاسي "حياة كريمة" هو حلم الجمهورية الجديدة ومشروع القرن بالنسبة للدولة المصرية، فهو البرنامج الأضخم من حيث التمويل.. والأكبر من ناحية النطاق الجغرافي .. والأعلى من حيث المستهدف البشري .. مما استلزم التخطيط الجيد لتنفيذ المشروعات الضخمة بها.. حيث تبنت الدولة المشروع القومي لتنمية الريف المصري، باستهداف 4741 قرية، وباستثمارات تفوق 700 مليار جنيه.

المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" شملت كافة ربوع الجمهورية، من القاهرة والوجهة البحري والوجه القبلي والمحافظات الحدودية، وسعت ولا تزال إلى تحقيق التنمية والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للقرى الأكثر فقرًا واحتياجًا؛ لكي تحصل على كافة مقومات الحياة الأساسية والثانوية لكي تحيا حياة كريمة.

حكاية المبادرة  

مبادرة وطنية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في ينايرعام  2019 حيث وجه مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينها لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة من أجل توفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا،

انطلقت المبادرة الرئاسية رسميا، في 31 يوليو 2019، حيث افتتحها الرئيس السيسي، ضمن فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر الشباب الوطني السابع، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور 1500 من الشباب المصري وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال وسفراء الاتحاد الأفريقي.. حيث ولدت الفكرة عندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة"، والذي عقد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019.

ثم تم انشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 اكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذجا فريدا يحتذى به في العمل التطوعي.

المبادرة متعددة في أركانها ومتكاملة في ملامحها، لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الدولة، ويستهدف التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف المصرى من خلال تطوير 4584 قرية يمثلون نسبة 58% من إجمالى سكان الجمهورية بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.

وتهدف المؤسسة الى التدخل الإنساني لتنمية وتكريم الانسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم لإحداث تغيير ملموس لتكريس كافة مجهودات العمل الخيري والتنموي.

3 مراحل

عملت المبادرة وفق معايير محددة وهي المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر إحتياجاً، وضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، إنخفاض نسبة التعليم، وإرتفاع كثافة فصول المدارس، الاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، سوء أحوال شبكات الطرق، إرتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.

- المرحلة التمهيدية للمبادرة

التنمية المحلية.. تولت الاشراف على المرحلة التمهيدية وتم بتشكيل وحدة مركزية للإشراف على المبادرة بالوزارة يتبعها وحدة بكل محافظة.. واعلنت نجاح وزارة التنمية المحلية من خلال المرحلة التمهيدية للمبادرة في تنفيذ ونهو 625 مشروع في 143 قرية خلال العام المالي 2019/2020 .. نجحت خلال عامين فى تقليل معدلات الفقر بين سكان قرى المرحلة التمهيدية بنسبة 11% فى المتوسط،

الوزارة نفذت خلال المرحلة التمهيدية 625 مشروعاً ساهمت في إحداث تغيير نوعي في الأوضاع التنموية بالقري المستهدفة، حيث زادت الطاقة الاستيعابية في المدارس بحوالي 1100 فصل جديد تستوعب 44 ألف تلميذ وانخفضت معدلات الكثافة في الفصول بنسبة تقترب من 20% ، وعززت من الاتاحة التعليمية وتوفر بيئة تعلم جيدة.

كما تم علاج أهم مشكلات البنية الأساسية في الريف المصري وهي مياه الشرب والصرف الصحي من خلال مضاعفة كميات المياه المنتجة بالقري المستهدفة بنسبة 100% تقريباً وزيادة معدل التغطية بخدمات مياه الشرب في هذه القري من 84% إلى حوالي 93%، ورفعت معدلات التغطية بخدمة الصرف الصحي على مستوى ال143 قرية من 6% إلى 39% في ديسمبر 2020.

كما نجحت في القضاء على عزلة القرى المستهدفة وربطها بشبكات الطرق الرئيسية بشكل مباشر وسهلت وصول المواطنين لمرافق الخدمات من خلال إضافة 188 كيلو طرق مرصوفة تمثل 44% من إجمالي الطرق الرئيسية بالقري المستهدفة، فضلاً عن النقلة التي شهدها قطاع الإنارة العامة وتحسين البيئة في القرى المستهدفة من خلال ضخ استثمارات كبيرة في شبكات ومحولات الكهرباء العامة وأعمدة وكشافات الإنارة.

كما ساهمت في تعزيز ورفع كفاءة الخدمات الصحية من خلال تطوير وإحلال وتجديد وتجهيز 51 وحدة صحية في 51 قرية وفقاً لنموذج التأمين الصحي الشامل، كما ساهمت المبادرة في رفع كفاءة الخدمات الشبابية وخدمات الطب البيطري وخدمات تحسين البيئة في عشرات القرى المستهدفة

وتم تقسيم العمل وفق 3 مراحل، هي: 

* المرحلة الأولى: تشمل القرى ذات نسب الفقر أكثر من 70%، وهي القرى الأكثر احتياجًا وتحتاج إلى تدخلات عاجلة. وانطلقت في مطلع العام المالي 2021-2022

واستهدفت هذه المرحلة 1477 قرية موزعة على 52 مركز إداري ، ويعيش فيها 18 مليون مصري.

ولأن كل قرية منها لها ظروفها وطبيعتها الخاصة، وحجم العمل المقدر لم يكن بالسهولة التي يمكن لأجهزة الحكومة القيام به بمفردها، فقد قامت المبادرة  على تضافر جهود الدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدني ودعم المجتمعات المحلية في إحداث التحسن النوعي في معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حد السواء.

 وكان تركيز المبادرة في المرحلة الأولى على قرى محافظات الصعيد، حيث تمثل مراكز محافظات الصعيد 65% من إجمالي مراكز المرحلة الأولى بالمبادرة الرئاسية، فيما تمثل قرى محافظات الصعيد 63% من إجمالي قرى المرحلة الأولى من المبادرة. ومن بين الـ 18 مليون مواطن الذين سيستفيدون من المرحلة الأولى، يوجد 10 ملايين مواطن من محافظات الصعيد. ووفرت المشروعات المقامة من خلال المبادرة أكثر من 600 ألف فرصة عمل للشباب في محافظات الصعيد، وأدت إلى زيادة معدلات الاستثمارات العامة بنسبة 500% وزيادة في نمو الاستثمارات الخاصة بنسبة 55%. 

وبلغ عدد مشروعات المرحلة الأولى لتطوير 1477 قرية، نحو 30 ألفا، تم الانتهاء من أكثر من 90% من المشروعات المستهدفة فى 8 محافظات، وأكثر من 70% من المشروعات المستهدفة فى 7 محافظات، وأقل من 70% فى 5 محافظات.

وفى مشروعات البنية التحتية، تم إحلال وتجديد ورفع كفاءة وتوسعة للكبارى الحالية، بالإضافة إلى إنشاء كبارى جديدة على المجرى المائى بالقرى والمدن، وفيما يتعلق بالمشروعات الصحية، فقد نجحت المبادرة فى إنشاء وتطوير ورفع كفاءة الوحدات الصحية والمراكز الطبية ونقاط الإسعاف المتواجدة داخل القرى، وتجهيزها وتشغيلها بالكوادر الطبية المناسبة بغرض الارتقاء بالمنظومة الطبية بالقرى.


فى إطار اهتمام الدولة بالشباب: تعمل المبادرة على تنفيذ وإنشاء 530 مشروع مركز شباب منها 117 إنشاء جديد - 97 إحلال وتجديد - 316 تطوير ورفع كفاءة، وفيما يتعلق بالمشاريع الزراعية، تعمل المبادرة على تنفيذ 160 مجمعا زراعيا، تم تنفيذ 13 مجمعا منها.


بالنسبة لمشاريع الإسكان الاجتماعي: يجرى تنفيذ 160 عمارة سكنية، جارى العمل بـ 216 منزلًا بقرية الزرابى مركز أبو تيج محافظة أسيوط، وقرية غرب أسوان مركز أسوان، ونجحت المبادرة فى إدخال مشروعات الصرف الصحى المتكامل إلى 268 قرية، ويجرى التنفيذ فى 706 قرى من إجمالى 974 قرية.

* المرحلة الثانية: القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70 %، وهي القرى الفقيرة التي تحتاج إلى تدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى.

وتخدم المرحلة الثانية 1667 قرية لخدمة 52 مركز في 20 محافظة، يعيش فيها 20 مليون مواطن بتكلفة 52 مليار جنيه.

* المرحلة الثالثة: القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%، والتي تواجه تحديات أقل لتجاوز الفقر.

4 مجالات

وارتكزت المبادرة على 4 تدخلات رئيسة بكافة قرى المشروع:

- تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية
- بناء الإنسان المصري
- التدخلات الاجتماعية وسكن كريم
- التنمية الاقتصادية والتشغيل

أهداف المبادرة 

التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر.التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجًا؛ بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد.الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة وتحسين مستوى معيشتهم.إشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم.توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى معيشتهم.الاستثمار في تنمية الإنسان المصري.سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.إحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية في المراكز والقرى وتوابعها.تنظيم صفوف المجتمع المدني.

إنجازات غير مسبوقة

منذ بدء مبادرة حياة كريمة فى عام 2019 حتى عام 2023 انتهت الى تنفيذ اكثر من 23 الف مشروع بتكلفة تخطت 350 مليار جنيه فى القرى المستهدفة .وبلغ متوسط مُعدّل التنفيذ للمرحلة الأولى 80.6%، كما بلغت قيمة المنصرف 227 مليار جنيه.

 واستفاد منها 18 مليون شخص غيرت لهم وجه الحياة بأكملها، من صرف صحي واتصالات وغاز لمنشآت صحية ومدارس ومجمعات حكومية ومراكز شباب وتبطين الترع.

ومن أهم انجازات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة":

1 - الانتهاء من 186 محطة مياه شرب و 1202 مشروع ووصلات مياه شرب كريمة منزلية بالقرى بهدف تحسين مُعدّل إتاحة خدمات مياه الشرب لتصل إلى 100%.

 2 - الانتهاء من 12 محطات معالجة و739 مشروع صرف صحى و723 مشروع وصلات صرف صحى بالقرى لإتاحة خدمات الصرف الصحى من 20% إلى 90%..  وتم توصيل وصلات الصرف الصحي المنزلي لـ153 قرية.

 3 - الانتهاء من 473 وحدة صحية ومستشفى مركزى و351 وحدة إسعاف.
وحققت مبادرة حياة كريمة في المجال الصحي نسب نجاح عالية، حيث تم إنشاء وحدات صحية في قري المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة وبدأت العمل بنسبة 54%، وتم إنشاء وحدات خاصة بطب الأسرة وتقدم الخدمات يومية للمواطنين، وتنفيذ مستشفيات وبدأت العمل بالفعل بنسبة 42%. 

 4 - الانتهاء من انشاء 320 مجمع خدمات حكومية من إجمالي 332 مجمعا، وجار استكمال العمل بباقي المجمعات وفقا للجدول التنفيذي والبالغ عددها 12 مجمعا، كما تمت عملية الاستلام الابتدائي لعدد 250 مجمعًا.المجمعات تضم كل الخدمات الحكومية الإجرائية التي يحتاجها المواطن من الدولة (خدمات الإدارة المحلية، التموين، التضامن الاجتماعي، الأحوال المدنية، الشهر العقاري، البريد).

ونجحت الوزارة خلال عام 2023 من الانتهاء من تأثيث وتجهيز 183 مجمع خدمات حكومية، ونهو توصيل المرافق والعدادات لـ322 مجمعا بنسبة 96% وتم توصيل عدادات الكهرباء إلى حوالى 308 مجمعا بنسبة 93%، وجارى مواصلة أعمال توريد أجهزة الحاسب الآلى وملحقاتها وتجهيز المجمعات بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث تم الانتهاء من أعمال تدفيع خدمات الانترنت فائق السرعة لعدد 216 مجمعا، مضيفًا أن هذه المجمعات تضم كافة الخدمات الحكومية الإجرائية التى يحتاجها المواطن من الدولة "خدمات الإدارة المحلية، التموين، التضامن الاجتماعى، الأحوال المدنية، الشهر العقارى، البريد".

5 - توصيل شبكة الألياف الضوئية لـ426 قرية، وتركيب 1095 برجا لتقوية شبكات المحمول ضمن جهود الدولة لتعزيز خطة التحوّل الرقمى وميكنة الخدمات.

 6 - توصيل شبكات الغاز الطبيعى لـ339 قرية ضمن الجهود المبذولة لإتاحة وضمان أمن الطاقة والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

 7 - رصف وتطوير 21 طريقا رئيسيا و20 طريقا داخليا وتطوير 71 محطة سكة حديد و598 كوبرى رى لتحسين جودة الخدمات المحلية.

 8 - الانتهاء من 693 مشروعًا لتأهيل وتبطين الترع، وإنشاء 308 مراكز خدمات زراعية لزيادة الإنتاجية الزراعية.

 9 - إنشاء وتطوير 127 فرعًا للبنوك المحلية وتوفير 1208 ماكينة صراف آلى لتغطية احتياجات الوحدات المحلية بنسبة %100 و1200 نقطة بيع وفتح 265.2 ألف حساب بنكى ضمن الجهود المبذولة للتوسع فى تطبيق استراتيجية الشمول المالى.

 10 - الانتهاء من 234 مُنشأة تضامن وحدة اجتماعية مركز تأهيل مركز تنمية الأسرة والطفل، والانتهاء من 305 عمارات سكنية بعدد 2.44 ألف وحدة سكنية ورفع كفاءة 76 منزلا للنوبيين للارتقاء بخدمات الحماية والرعاية الاجتماعية.

 11 - إتاحة قروض للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من البنوك وجهات التمويل المختلفة بقيمة 34.6 مليار جنيه لنحو 1.53 مليون مستفيد.

 12 - تم انشاء 14.2 ألف فصل ومحو أمية 395 ألف مواطن وإنشاء وتطوير 862 مركز شباب ضمن جهود الدولة لتطوير خدمات التنمية البشرية.

13 - توصيل الإنترنت فائق السرعة لـ59 قرية.

14 -  الانتهاء من انشاء 796 مكتبًا بريديًا و231 نقطة شرطة و623 مشروع كهرباء وإنارة و216 موقف سوق، وحدة إطفاء، للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

الحد من البطالة

أدرجت مبادرة حياة كريمة قطاعا متنوعا يسمى “المشروعات التنموية” للفئات المستهدفة لتمكينهم اقتصاديا وتوفير فرص عمل مستدامة لهم، منها على سبيل المثال: خطوط إنتاج وتصنيع “الإنترلوك”، ومراكز لتجميع وتصنيع الألبان، وإنشاء مشاغل لتعليم الفتيات حرف النول والخياطة، ومشاغل يدوية لتصنيع السجاد والكليم اليدوي، ومراكز لتصنيع منتجات النخيل، وورش لتعليم صناعات منتجات الأخشاب،… إلخ من المشروعات التنموية المختلفة والمتعددة والتي يتم اختيارها بناء على هوية القرى وثقافة أهلها المهنية ومهاراتهم الحرفية، فالقرى التي يشتهر أهلها بالصيد مثلًا تعمل مبادرة حياة كريمة على إنشاء ورش لتعليم وتصنيع مراكب الصيد، وهكذا وفقًا لطبيعة المكان وثقافة الأشخاص؛ مما يخلق فرص عمل مستدامة وتمكينًا اقتصاديًا واجتماعيًا لأبناء الريف خاصة الفئات الفقيرة والأكثر احتياجًا والعمالة غير المنتظمة.

وبهذا فقد وفرت مبادرة حياة كريمة فرص عمل لأبناء الريف داخل محل نشأتهم، مما يحد من هجرتهم إلى الحضر، وبالتالي تخفيف الضغط على مرافق الحضر وخدماته، وتخفيف الزحام المروري، والكثافات في المدارس والمستشفيات. وأيضًا يحد من الهجرة غير الشرعية بحثًا عن سبل العيش، كما حدت من اجتذاب الشباب نحو الأفكار المتطرفة. وأيضًا عملت المبادرة على تشغيل شركات المقاولات المتوسطة والصغيرة بالمراكز والمدن في مشروعات القرى بكل محافظة.

إجراءات حمائية لدعم المرأة

عملت حياة كريمة على تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية للمرأة الريفية بصفة عامة، والمعيلة منها بصفة خاصة؛ حيث تشير التقديرات إلى وجود 3 ملايين أسرة تنفق عليها النساء، حيث تتمثل المرأة المعيلة ضمن الفئات المستهدف تحسين دخلها وأوضاعها المعيشية في آليات اختيار القرى وترتيب الأولويات، تحقيقاً لرؤية القيادة السياسية بالتنسيق مع الوزارات المعنية باعتبار التنمية الاقتصادية هي حجر الزاوية لإحداث التغيير المطلوب في حياة المواطنين بالقرى، فدائمًا ما يحث الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بالتحرك بشكل كبير من أجل دعم المرأة المصرية في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.

وترجم هذا الدعم الرئاسي للمرأة عن طريق “مبادرة مستورة” والتي تعد من أنجح المبادرات المصرية التي استهدفت المرأة المعيلة ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، والتي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاقها؛ بهدف تغيير الأوضاع المعيشية، وإحداث نقلة في تحسين جودة الحياة والعمل على التمكين الاقتصادي للأسر الأولى بالرعاية والفئات الأكثر احتياجًا وخاصة المرأة.

وتستهدف المبادرة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للمرأة المصرية بقرض عيني مباشر غير نقدي يُسلم كمشروع، مما كان سببًا في تمكين المرأة اقتصاديًا بتوفير فرص عمل لها، وتمكينها لكي تصبح عضوًا منتجًا في المجتمع. وقد استطاع تمويل “مستورة” أن يشكل فارقًا كبيرًا في الحياة الشخصية والمهنية لعدد كبير من النساء البسيطات، وحولهن إلى منتجات قادرات على العمل وكسب القوت، مع تقديم خدمات التدريب على إدارة المشروعات والتسويق والتوزيع لضمان فرص أكبر لنجاح المشروعات الممولة.

وأسهمت مبادرة “حياة كريمة” في ارتفاع عدد الأسر المستفيدة من برنامج “تكافل وكرامة” إلى ما يزيد على 20 مليون فرد، بتكلفة أكثر من 22 مليار جنيه، وتمثل السيدات 76% من إجمالي المستفيدين، منهم 18% من السيدات المعيلات بتكلفة 3.4 مليارات جنيه سنويًا. إضافةً إلى تقديم مبادرة حياة كريمة قروضًا بفائدة بسيطة عبر برنامج “مشروعك” وصندوق التنمية المحلية، لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر هدفها توفير فرص عمل للشباب والمرأة والمزارعين في القرى المستهدفة.

وأسهمت المبادرة كذلك في ارتفاع قيمة القروض الميسرة إلى 1.4 مليار جنيه تستفيد منه 220 ألف سيدة في عام 2021، لإنشاء مشروعات للمرأة المعيلة والأرامل والمطلقات وفقًا لقدرات كل أسرة كمشروعات صغيرة، ولم تتوان في زيادة إنشاء مراكز إعداد الأسر المنتجة وورش التدريب لتعليم الفتيات كيفية بدء مشروع دون التعرض لمخاطر.

المرحلة الثانية 

عرضت الحكومة فى خطتها تفاصيل السنة الاولى من المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة قائلة تم تخصيص نحو 150 مليار جنيه لمشروعات لتنفيذ مشروعات عام 2025/24 .. مع تخصيص 70% لخدمات مياه الشرب والصرف الصحي، و11% لخدمات التعليم والصحة، بالإضافة إلى 10% لخدمات الغاز والكهرباء والاتصالات، وحوالي 3% لخدمات الطرق، ونحو 4% للخدمات الحكومية ومراكز الشباب، و2% لتأهيل الترع وكباري الري.. وتغطى المرحلة 20 محافظة بعدد 52 مركزا وإجمالى 1667 قرية يقطنها 21.3 مليون مواطن. 

وتشمل محافظات المرحلة الثانية لحياة كريمة فى السنة الأولى 24/25 الدقهلية والغربية الشرقية وكفر الشيخ والبحيرة والمنوفية والمنيا وبنى سويف والجيزة والقليوبية وأسيوط والفيوم وقنا وسوهاج والوادى الجديد ودمياط واسوان والإسماعيلية والأقصر ومطروح، وتوزيع الاستثمارات بحسب المحافظات وعدد المراكز لكل محافظة خلال المرحلة الثانية من المادية.

وبالتعاون مع المحافظات، تم حصر الاراضى المتاحة والمتوفرة بقرى المرحلة الثانية استعدداً لتنفيذ المشروعات المخططة لها بمبادرة حياة كريمة وتحديد جهة الولاية لقطع الاراضى المتاحة والمتوفرة.. وبلغت قطع الاراضى المتوفرة 4903 قطعة بإجمالى 583,209,67 متر.

الخِطّة تتضمن رفع مُعدّل التغطية بخدمات الصرف الصِحّي من 27.5% في الوضع الراهن إلى 90% بإقامة 698 مشروعًا، وإقامة 97 محطة مُعالجة للوصول بطاقة الـمحطّات إلى مليون متر مُكعّب/يوم، وعمل 1.8 مليون وصلة منزليّة، فضلًا عن تحقيق التغطية الشاملة بخدمات مياه الشُرب بإنشاء وتطوير 18 محطة مياه، ومَد وتدعيم شبكات مياه الشُرب بنحو 2350 كم، والوصول بالوصلات الـمنزليّة للمياه إلى 315 ألف وصلة.

وأضافت السعيد أن مُؤشّرات الأداء الـمُستهدفة للـمرحلة الثانية من مُبادرة حياة كريمة، تتضمن تطوير نحو 4115 مدرسة، ونحو 12.6 ألف فصل، 55 مستشفى مركزيا، و854 وحدة صحيّة، 493 نقطة إسعاف، و4.6 مليون وحدة سكنية مستهدف خِدمتها بشبكة الألياف الضوئية، 437 وحدة ومُجمَّع خدمات حكومية، و1584 مركزًا للشباب، فضلًا عن رصف طرق داخلية بأطوال القرى كافة، بالإضافة إلى تدعيم الركيزة الاقتصادية لقرى الـمرحلة الثانية بإقامة 336 كوبري ري، وتبطين ترع بنحو 1654 كم.وحول مجال التحسين البيئي والتحوّل نحو الاقتصاد الأخضر.

وحددت وثيقة الخطة المستهدفات الكمية للأعمال التنفيذية للمرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة»، وتتمثل أهم هذه الأعمال فى الآتى:

• قطاع المياه مد وتدعيم شبكات مياه الشرب بأطوال 2350كم، ومد توصيلات منزلية بعدد 1.8 مليون وصلة، وتنفيذ محطات مياه شرب بعدد 18 محطة، ومد وصلات مياه الشرب بعدد 315 ألف وصلة. • قطاع الصرف الصحي إضافة طلمبات محطات معالجة صرف صحى بعدد 97 محطة وبطاقة مليون م3/يوم. • قطاع التعليمتطوير وإنشاء 4115 مدرسة، و12565 فصلا. 

• قطاع الصحة 55 مستشفى مركزيا، و854 وحدة صحية، و493 نقطة إسعاف. • قطاع الشباب والرياضةإنشاء وتطوير 1584مركزا للشباب. • قطاع التنمية الزراعيةتبطين 1654 كم من الترع. 

• قطاع الغاز الطبيعى مد 4 ملايين وحدة سكنية بالغاز الطبيعى. 

• قطاع الاتصالات خدمة 4.6 مليون وحدة سكنية بشبكات الألياف الضوئية. • قطاع الطرقرصف الطرق الداخلية والخارجية لجميع القرى. 

إشادات دولية

حظيت مبادرة حياة كريمة بإشادات دولية عديدة؛ فقد أشار مكتب الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إلى أن مبادرة “حياة كريمة” في مصر أسهمت في التخفيف من الآثار السلبية لفيروس كورونا وتحسين مستويات المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا في البلاد. وتعمل المبادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ونجحت في توفير فرص عمل من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

في حين وافقت الأمانة العامة للأمم المتحدة على إدراج المبادرة ضمن سجل منصة “الشراكات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة” التابعة للمنظمة، وهذا دليل استيفاء المبادرة للمعايير الذكية للمنصة بكونها: محددة الأهداف، وقابلة للقياس، وقابلة للإنجاز، وقائمة على أساس الموارد المتاحة، ومحددة زمنيًا، وأنها أيضا تقود إلى تنفيذ خطة التنمية لعام 2030، هذا بالإضافة إلى سعي المبادرة إلى توطين أهداف التنمية المستدامة في كافة خطواتها.

وكذلك أشادت منسقة الأمم المتحدة في مصر “إلينا بانوفا” بتجارب مصر التنموية القوية جدًا، وعلى الرأس منها مبادرة “حياة كريمة”، قائلة إن: “مصر من بين 10 دول في العالم التي نجحت في تقديم تقرير مجتمعي”، من خلال مبادرة حياة كريمة التي تركز على القرى الأكثر فقرًا وتقدم لهم البنية التحتية وتمكين المرأة اقتصاديًا.

وختاما، يغير المشروع التنموي الأكبر في العالم “حياة كريمة” حياة أكثر من 58 مليون مواطن في الريف المصري إلى الأفضل؛ إذ سيحدث نهضة شاملة للبنية التحتية، والمؤسسات الخدمية والترفيهية. ومن وعي الإدارة المصرية بأن الاضطراب النفسي على المستوى الفردي يرتبط بالفقر على مستوى المجتمع، كان ضمن أولويات مبادرة حياة كريمة “القضاء على الفقر” عن طريق بناء المشروعات التنموية التي توفر فرص عمل لائقة، بجانب فرص العمل التي توفرها المشروعات القومية الأخرى، وأيضًا برامج الحماية الاجتماعية التي سعت الدولة إلى توفيرها لمحدودي الدخل. 

وتواكب مع المبادرة مسار تنويري يسعى إلى تطوير الوعي المجتمعي من خلال أنشطة فكرية ومعرفية وترفيهية، إلى جانب اهتمام مبادرة “حياة كريمة” بمراكز الصحة النفسية وعلاج الإدمان. وبهذا تلعب الخدمات المجتمعية دورًا حاسمًا في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الوعي بالصحة النفسية، ودعم التعافي والاندماج الاجتماعي، والوقاية من الاضطرابات النفسية.

 

 

Katen Doe

علا الحاذق

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من ملفات مصر

مجلس الشيوخ.. 200 عام من الحياة النيابية بمصر

غرست جذوره منذ قرنين من الزمان.. وأثمر حياة نيابية عريقة.. مجلس الشيوخ المصري ثمرة رحلة طويلة من التجربة الديمقراطية.. حيث...

التليفزيون المصري .. 65 عاما عطاء بدون توقف

رحلة طويلة من المتعة الممزوجة بالإثارة والتسلية مضافا إليها التثقيف وزرع القيم الإيجابية.. بدأت مع إطلاق أول إشارة بث تليفزيوني...

11 عاما من الإنجازات في منظومة التعليم العالي

شهدت منظومة التعليم العالي والبحث العلمي إنجازات ملموسة خلال على مدار 11 عاما بفضل دعم القيادة السياسية حيث ارتفع ترتيب...

سيناء .. أرض الفيروز

على ناصية العالم القديم بين أسيا وأفريقيا وأوروبا وفي قلب العالم كله.. على المدخل الشرقي لمصر والمعبر الذي يصل أفريقيا...