"لقد ولدتنا امهاتنا احرارا ولن نستعبد بعد اليوم" .. كلمات الزعيم احمد عرابي التى تتبادر الى اذهاننا فور سماع كلمة "العبودية" .. واليوم وبعد أكثر من قرن ونصف على انتهاء
"لقد ولدتنا امهاتنا احرارا ولن نستعبد بعد اليوم" .. كلمات الزعيم احمد عرابي التى تتبادر الى اذهاننا فور سماع كلمة "العبودية" ..
واليوم وبعد أكثر من قرن ونصف على انتهاء العبودية في الولايات المتحدة، بفضل التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي، هل انتهت العبودية حقا؟ وهل تحقق حلم مارتن لوثر كينج بأن يجلس أبناء العبيد السابقين، وأبناء أصحاب العبيد معا على مائدة الأخوة؟ وماذا عن العنصرية التى عادت لتطفو على السطح من جدبد بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، نهاية الشهر الماضي، وفجرت موجة ضخمة من الاحتجاجات في امريكا وجميع أنحاء العالم؟ وإلى أين تمضي أمريكا في هذا الملف الذي يأبى أن يُطوى؟
عندما دخلت أول سفينة بريطانية ولاية فيرجينيا في 1619، تحمل على متنها 20 رجلاً إفريقياً، كانوا أول العبيد في ذلك الزمان،
ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم، خاض السود في أمريكا تاريخاً طويلاً من العبودية، حتى انتهت باعلان الرئيس أبراهام لنكولن، الرئيس الـ16 للولايات المتحدة، رسميًا تحرير الأشخاص المستعبدين في الجنوب من خلال “إعلان التحرير” في عام 1863، لكن لم يتم إلغاء العبودية فعليًا إلا بعد إقرار التعديل 13 للدستور في عام 1865.
وفي 19 يونيو من كل عام تحيي امريكا عطلة (يوم الحرية) التى تؤرخ لنهاية العبودية والمعروفة باسم جونتينث، ففي مثل هذا اليوم من عام 1865، تم الإعلان عن إلغاء العبودية في ولاية تكساس".
ويوم 19 يونيو هو عطلة سنوية بمناسبة ذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة ويحتفل به الأمريكيون من أصل أفريقي كيوم استقلال لهم.
ولكن، من المؤلم أن نشهد استمرار العبودية بطريقةٍ أخرى حتى يومنا هذا، وفي دولٍ مختلفةٍ من أنحاء العالم، وتسمى ببساطة: العنصرية.
يوم الحرية
ما هي أهمية يوم جونتينث Juneteenth؟
هو يوم اعلان تحرير العبيد ، والقضاء على العبودية، ويعتبره الأمريكيون "يوم الاستقلال الثاني".
ولا يعد يوم جونتينث Juneteenth عطلة فيدرالية في جميع الولايات الأمريكية، ولكن يحتفل به الأمريكيون من أصل أفريقي على نطاق واسع في البلاد،
ويتم الاحتفال فيه بقراءة إعلان التحرر للأمريكيين الأفارقة المستعبدين في تكساس ، التى كانت آخر ولاية كونفدرالية تتلقى إعلان إنهاء العبودية في أمريكا في 19 يونيو 1865، بعد أشهر من انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية ( 1861 الى 1865 ) والتي اشتعل فتيلها لتمسكها بتطبيق العبودية وإعلان الإنفصال عن الولايات المتحدة وتكوين كونفدرالية أمريكية مع سبع ولايات أخرى في الجنوب.
"جونتينث" في 19 يونيو، يوم وصلت قوات الاتحاد إلى تكساس في 1865 مع رسالة مفادها أن الحرب الأهلية انتهت والعبودية انتهت.ان صول قوات الاتحاد إلى تكساس وفر القوة اللازمة للتغلب على المقاومة هناك لتحرير العبيد.
ترمب يؤجل حملته الانتخابية بدافع "الاحترام"
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعرض لانتقادات لاختياره «تلسا» بولاية أوكلاهوما، والتي شهدت واحدة من أسوأ المذابح التي تعرض لها السود في تاريخ الولايات المتحدة، مقرا
لعقد المؤتمر الانتخابي «فلنجعل أميركا عظيمة من جديد»، الذي كان من المقرر أن يقام بالتزامن مع ذكرى انتهاء العبودية في الولايات المتحدة، فيما تعم البلاد الاحتجاجات المناهضة للعنصرية بعد وفاة فلويد،
وقالت السيناتورة كامالا هاريس على «تويتر» بعد أن أعلن ترمب عن التجمع لأول مرة: «هذه ليست مجرد إشارة للمتعصبين البيض بأنه يقيم لهم حفل ترحيب»..
الانتقادات كانت بسبب موعدها ومكانها ، فقد أثار اختيار تاريخ إقامة مؤتمر ترامب خلال عطلة (يوم الحرية) التى تؤرخ لنهاية العبودية انتقادات خاصة في ظل الاحتجاجات
المناهضة للعنصرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد عقب مقتل فلويد.. كما أثير جدل حول مقر انعقاد المؤتمر أيضا، فقد اختار ترمب عقد أول حمله انتخابية له في مدينة اشتهرت بوقوع مذبحة عنصرية مروعة عام 1921.. فقد كانت تولسا مسرحا لإحدى أكثر أحداث العنف العنصري دموية بالبلاد عندما هاجمت عصابات البيض مواطنين سود ومراكز أعمال بأسلحة ومتفجرات أسقطتها طائرات..وأدت هذه المجرزة إلى مقتل 300 شخص على يد عنصريين بيض هاجموا بالأسلحة النارية والمتفجرات حي غرينوود الأسود المشهور بنشاطه الاقتصادي والمعروف باسم "وول ستريت الأسود"، وتم تدمير نحو 1000 شركة ومنزل.
ونتيجة لتلك الانتقادات ، أعلن ترمب تأجيل التجمع الانتخابي، «بدافع الاحترام» للاحتفال بذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة، والذي يوافق نفس اليوم
وأوضح الرئيس الأمريكي، إن المؤتمر الانتخابي الأول في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبل، سيعقد في اليوم التالي لتاريخ 19 يونيو، وذلك احتراما لهذه المناسبة التي تمثل إنهاء العبودية والمعروفة باسم جونتينث.
مقتل فلويد..شرارة ضد العنصرية
مظاهرات ضخمة ضد العنصرية تشهدها معظم مدن الولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وفي أنحاء العالم ضد وحشية الشرطة وغياب المساواة العرقية ،على خلفية
قيام ضابط شرطة أبيض بقتل جورج فلويد- الأمريكي من أصل أفريقي- خنقاً في مدينة منيابوليس في ولاية مينيسوتا، أثناء القبض عليه في الخامس والعشرين من شهر مايو الماضي، بعد أن جثم رجل الشرطة على رقبته لمدة تسع دقائق .
الاحتجاجات هي الأولى منذ خمسة عقود، وتفوق في أهميتها انتفاضة 1968 التي اندلعت إثر اغتيال مارتن لوثر كينج زعيم حركة الحقوق المدنية، ونجم عنها حصول السود على
بعض الحقوق المدنية، لكنها لم تضع حداً لنظام التمييز العنصري.
وقد أكدت هذه الانتفاضة، عن مدى العنصرية المتغلغلة في نظام العدالة الأمريكي، وفي منظومة الشرطة الأمريكية، وعن تراجع النظام النيوليبرالي المتوحش في أمريكا عن معظم
الحقوق التي حصل عليها السود بعد عام 1968، وألقت الضوء بأثر رجعي على سلسلة الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحقهم ، على مدى عدة عقود من القرن الماضي، وخلال العقد الثاني من هذا القرن شارك فيها الأمريكيون من كل عرق ولون ضد العنصرية في وطنهم، وانتقلت الاحتجاجات إلى ولايات عديدة وشملت أجهزة الشرطة وبعض المسؤولين المهمين والكثير من المشاهير.
ولم تظل تلك المظاهرات داخل الولايات الامريكية بل وصلت شظاها الى عواصم اوروبية عديدة.. فقد شهدت مدن عديدة في العالم للاسبوع الثالث على التوالي تظاهرات دعم لحركة
"حياة السود تهم" واحتجاج على العنصرية بعد وفاة جورج فلويد (46 عاما) في الولايات المتحدة، وكذلك على عنف الشرطة في بلدان المتظاهرين.
بريطانيا.. لا عدالة..لا سلام
في بريطانيا.. خرج مئات الأشخاص في مدينتي لندن ومانشستر البريطانيتين، تضامناً مع المحتجين في أمريكا.وتحدى المتظاهرون في لندن تدابير الإغلاق المرتبطة بفيروس
كورونا المستجد، ونظّموا مسيرة احتجاجية وسط لندن، حيث جثا المحتجون على ركبهم في وسط المدينة لمدة 9 دقائق، وهي المدة التي واصل فيها الشرطي الأمريكي الضغط بركبته على رقبة فلويد، مرددين "لا عدالة .. لا سلام"، ثم ساروا إلى مقر البرلمان البريطاني، لتندلع الصدامات بين المتظاهرين ورجال الشرطة.. وتخلّل الصدامات تبادل للضرب بالأيدي
بين عدد من أفراد الشرطة والمحتجين، فضلاً عن قيام المتظاهرين بإلقاء قارورات المياه الفارغة على عناصر الأمن، ثم سارت الحشود إلى السفارة الأمريكية رافعين لافتات كُتب عليها "حياة السود مهمّة".
شغب وحرائق في فرنسا
لم تكن الشوارع الفرنسية بعيدة عن حركة الاحتجاج، حيث عمّت المظاهرات شوارع فرنسا منددة بالعنصرية على خلفية مقتل الأمريكي جورج فلويد، وتحولت المظاهرات إلى أعمال
شغب وحرق وتكسير بعد قمع الشرطة الفرنسية للاحتجاجات بسبب الحالة الصحية المترتبة على تفشي كورونا والتي تمنع التجمع والتجمهر.
احتجاجات في ألمانيا
شهدت العاصمة الألمانية، برلين احتجاجات شارك فيها الآلاف على مدار الأيام الماضية، رفضاً لمقتل فلويد في الولايات المتحدة، وللمطالبة بوقف التمييز العنصري ضد السود في أمريكا خاصة وأوروبا والعالم بشكل عام.
كما شهدت مدينة ميونخ الألمانية احتجاجات شارك فيها المئات للتنديد بالعنصرية، واتسمت الاحتجاجات في ألمانيا بالطابع السلمي، وفق ما أوضحته الشرطة الألمانية.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن حوالى ألفي شخص تظاهروا في مدينة شتوتغارت (جنوب).. وتحدثت عن تظاهرتين أخريين ضمت الأولى 500 شخص في لوبيك والثانية 250 شخصا في هامبورغ.. ولم تشر معلومات إلى حدوث صدامات.
فلويد جديد في كندا!
أثار مقتل فلويد في امريكا، تزامناً مع وفاة امرأة سوداء في مدينة تورونتو بكندا بعدما سقطت من شرفة تقع في الطابق الـ 24، خلال عملية للشرطة في ظروف ما زالت غامضة...الى
تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة تورونتو الكندية، لإدانة ما وصفوها بـ "أعمال العنف" التي تقوم بها الشرطة في الولايات المتحدة وكندا، ويأتي هذا الحراك دعماً للتجمعات الحاشدة
التي تشهدها جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ورفع المتظاهرون الكنديون، الذين وضع معظمهم كمامات بسبب فيروس كورونا المستجد، لافتات كتب عليها "حياة السود تهم" و"لم أعد قادراً على التنفس"، العبارة التي قالها فلويد
عندما كان شرطي يثبته على الأرض، وكُتب على لافتة أخرى "العدالة لريجيس"؛ السيدة التي توفيت خلال الأسبوع الجاري في تورونتو.
رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو؛ اعترف بأنّ هناك عنصرية تمارس ضد السود في بلاده، قائلاً: "علينا جميعاً أن نحارب العنصرية بكل أشكالها، علينا أن نعلم
أولادنا المساواة والعدل للجميع"، وأضاف أنه لن يسمح في بلاده بأي نوع من أنواع العنصرية وكندا لن تسمح بالعنصرية بكل أشكالها.
سويسرا: العنصرية أيضا وباء
وفي عدد من مدن سويسرا، جرت مسيرات ضمت آلاف الأشخاص، أكبرها في زوريخ حيث تظاهر عشرة آلاف شخص وهو يرتدون لباسا أسود، وساروا إلى وسط المدينة وهم
يرددون "العنصرية أيضا وباء". وقالت الشرطة إن شرطيا جرح عندما بدأ مئات الناشطين إلقاء مقذوفات، بينهم تم اعتقال عدد من الأشخاص.
وفي لوزان تجمع ألف شخص في ساحة مركزية للتعبير عن احتجاجهم على العنصرية. وكانت مدينة جنيف السويسرية شهدت في وقت سابق من الأسبوع تظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص.
تظاهرات في استراليا
في استراليا كذلك، تظاهر آلاف في العديد من المدن في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي على الرغم من الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. وجرى
أكبر هذه التجمعات في بيرث عاصمة ولاية غرب أستراليا.ورفع العديد من المتظاهرين لافتات كتب عليها "أوقفوا الموت في الاحتجاز" و"أستراليا البيضاء توقفوا عن الكذب على
أنفسكم"، في إشارة إلى وفاة أكثر من 400 من السكان الأصليين في التوقيف في العقود الثلاثة الماضية.
ونُظمت احتجاجات أصغر من أجل حقوق السكان الأصليين في داروين عاصمة ولاية الأراضي الشمالية وفي مدن كوينزلاند المجاورة. وتضم المنطقتان مجموعات كبيرة من السكان الأصليين.
في آسيا
تجمع المئات في متنزه تايبيه رافعين لافتات كتبت عليها شعارات بينها "هذه حركة وليست لحظة". ووقف المتظاهرون ثماني دقائق صمت تكريما لذكرى فلويد الذي ثبته الشرطي على الأرض وهو يضغط بركبته على عنقه .. وتظاهر عشرات تحت المطر في طوكيو.
ازالة رموز العبودية
تحطيم تماثيل قادة الكونفدرالية الأمريكية وكريستوفر كولومبس
حطم محتجون في الولايات المتحدة تماثيل رموز الكونفدرالية، وهي مجموعة من الولايات الجنوبية التي قاتلت خلال الحرب الأهلية التي دارت بين 1861-1865 من أجل الحفاط
على العبودية، ومن بين التماثيل التي أطيح بها تمثال رئيس الولايات الكونفدرالية جيفرسون ديفيز في ريتشموند في ولاية فرجينيا،، وهو الذي قاد 11 ولاية أمريكية جنوبية تتعامل
بالعبيد ضد الشمال خلال الحرب الأهلية.
وتم إزالة الجزء العلوي من نصب الجندي "جوني ريب" الذي يقف في وسط مدينة نورفولك في فرجينيا منذ أكثر من 100 عام.
وفي مدينة الإسكندرية في الولاية ذاتها أزيل تمثال برونزي لجندي كونفدرالي اسمه "أبوماتوكس"، الذي أقيم عام 1889 لتكريم الجنود الكونفدراليين من مدينة فيرجينيا.
وفي مدينة لويزفيل (كنتاكي) تم إزالة تمثال جون بريكنريدج كاستليمان، وهو تمثال لجندي كونفدرالي في قلب وسط المدينة، كما أسقط المحتجون في مدينة جاكسونفيل، تمثالا عمره
122 عاما، ولوحة كرّمت جنودا كونفدراليين.
وفي ولاية ألاباما، هدم المتظاهرون تمثال قائد جيش القوات الكونفدرالية فى الحرب الأهلية "روبرت إدوارد لي" الذي يبلغ من العمر 122 عاماً، الذي يقف أمام مدرسة "لي" الثانوية
في مونتغومري.
وفي نيو أورلينز بولاية لويزيانا حطم متظاهرون تمثال جون ماكدونو المعروف بـ"مالك العبد"، ورموه في نهر المسيسيبي بعد نقله على متن شاحنة من مكانه إلى النهر.
، وذلك وسط تزايد الضغوط على السلطات لإزالة تماثيل مرتبطة بحقبة العبودية والاستعمار.
وازيل التمثال البرونزي للمكتشف الإيطالي كولومبوس الذي بلغ طوله ثلاثة أمتار في سانت بول في ولاية مينيسوتا، كما تعرضت تماثيل لكولومبوس في كل من بوسطن
وماساشوسيتس وميامي للتخريب... ويحتفي الكثيرون في الولايات المتحدة بذكرى كولومبوس إذ ينسب له اكتشاف "العالم الجديد" أي الأمريكتين في الكتب المدرسية في القرن
الخامس عشر، لكن نشطاء من السكان الأصليين كثيرا ما اعترضوا على تكريم كولومبوس، قائلين إن بعثته أدت إلى الاستعمار وإبادة أجدادهم.
وخارج الولايات المتحدة الامريكية، شهدت المملكة المتحدة أيضا خطوات مشابهة لإزالة التماثيل المرتبطة بالعبودية منذ مقتل فلويد.. فقدأطاح متظاهرو "حياة السود مهمة" بتمثال
لتاجر العبيد في القرن السابع عشر إدوارد كولستون وألقوا به في المرفأ، وقال مجلس مدينة بريستول إنه عثر على التمثال وسوف يحتفظ به في مكان آمن قبل وضعه في متحف.
كما أزيل تمثال تاجر العبيد روبرت ميليغان في بداية الأسبوع خارج أحد متاحف لندن.وكذلك تم تلطيخ تمثال رئيس الوزراء السابق وينستون تشرتشل بالدهان في ساحة البرلمان
وسط العاصمة لندن.
أما فرنسا التي تعرض تمثال شارل ديغول فيها لأعمال تخريب، فقد رفضت إزالة التماثيل، إذ قال رئيسها إيمانويل ماكرون إن بلاده "لن تتساهل مع العنصرية"، لكن "الجمهورية لن تمحو أي أثر أو اسم من تاريخها، ولن تنسى أيا من أعمالها الفنية، ولن تزيل التماثيل.
من بين التماثيل المستهدفة في فرنسا، تمثال جون باتيست كولبير الذي يقف وسط ساحة مجلس النواب، كولبير كان أحد الوزراء الرئيسيين أثناء حكم لويس الرابع عشر، وهو صاحب "القانون الأسود " الذي شرع العبودية في المستعمرات الفرنسية الأفريقية.
وفي بلجيكا لطخ المتظاهرون تمثالاً للملك بولد الثاني في العاصمة بروكسل بسبب ماضيه الاستعماري في القارة الأفريقية حين حكم البلاد بين عامي 1865 و1909، بينما أذعنت
بلدية أنتويرب لضغوط الاحتجاجات وأزالت تمثالا آخر له في إحدى ساحاتها العامة.
وتعرض تمثال الصحافي الإيطالي الشهير إندرو مونتانيلي للتخريب وطلي بطلاء أحمر على يد مجهولين في حديقة تحمل اسمه أيضاً في ميلانو.
وفي نيوزيلندا أزالت السلطات في مدينة هاميلتون تمثالًا برونزيًا للكابتن جون فاين تشارلز هاميلتون المتهم بقتل شعب الماوري الأصلي في ستينيات القرن التاسع عشر.
"إرث أمريكي"
مدن ومنظمات عدة اتخذت خطوات لإزالة رموز الكونفدرالية، التي كثيرا ما أثارت الجدل بسبب ارتباطها في أذهان بعض الناس بالعنصرية، فقد أعلن حاكم فرجينيا رالف ترمب
نورثام أن تمثال جنرال الكونفدرالية روبرت لي سيتم إزالته من ريتشموند، لكن قاضيا أصدر أمرا احترازيا بمنع إزالة التمثال..في المقابل، رفض ترامب دعوات بتغيير أسماء قواعد
عسكرية أطلق عليها أسماء قادة عسكريين من الكونفدرالية قائلا إنهم جزء من الإرث الأمريكي.
وقال في تغريدة على تويتر "لقد دربت الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت هؤلاء الأبطال في تلك البقاع ، وقد كسبوا حربين عالميتين. لذلك لن تبحث إدارتي أو تعيد النظر في بقاء
هذه التماثيل والمنشآت العسكرية".وجدد ترامب تهديداته باتخاذ خطوات ضد المحتجين الذين يحتلون ساحات عامة.وطالب ترامب على تويتر عمدة سياتل "باستعادة مدينتها" من المحتجين، الذين نعتهم بالفوضويين والإرهابيين المحليين.
طمس للتراث ام تصحيح للتاريخ
تحطيم التماثيل أعاد الجدل حول شخصيات تاريخية ، وانقسم المغردون على تويتر بين من اعتقد أن إزالة التماثيل "غير مجدية" وأن ذلك يمثل "تجاهلا" لتاريخ هو جزء من حاضرنا، ومن رأى أن إبقاء التماثيل "تكريم" لفعل العبودية نفسه، واحتفاء "بمرتكبي جرائم ضد الإنسانية.
وتداول مغردون بشكل واسع مقطع فيديو يظهر إزالة تمثال كولومبس في ولاية فيرجينا الأمريكية، حيث رفع متظاهرون لافتات تحمل عبارة "كولومبوس يمثل الإبادة الجماعية".
كما تداولوا صورة لتمثال آخر لكولومبوس في مدينة بوسطن، ولاية ماساتشوستس، تظهر المستكشف مقطوع الرأس في حديقة تحمل اسمه، ويبدو العلم الأمريكي يلوح خلفه.
مظاهرات "حياة السود مهمة" اتسعت لتلقي بظلالها على ما وصفه مغردون برموز للعنصرية والرق والاستعمار من أفلام وتماثيل ومعالم تذكارية حول العالم، وكان آخرها إزالة
تمثال للمستكشف كريستوفر كولومبس في الولايات المتحدة.. وتعدت القضية حدود أمريكا لتشعل جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إزالة التماثيل الخاصة بتجار الرقيق
والشخصيات الجدلية التاريخية، إذ تساءل مغردون عن دلالة استئصال هذه النصب الرمزية، وإن كانت تعد طريقة فعالة لمحاربة العنصرية.
4 قرون على بداية العبودية
العبودية بدأت مبكراً في تاريخ البشرية .. حيث استعبد الأقوياء والأكثر معرفةً وثروة أولئك الذين هم أكثر ضعفاً ودرجة باعتقادهم، وفي أمريكا بدأت تجارة الرقيق قديما منذ أكثر من 400 عام، والتي ظهرت عبر المحيط الأطلسي عن طريق جلب الأفارقة من وسط وغرب القارة السمراء؛ لبيعهم في مستعمرات أمريكا الشمالية والجنوبية.
في عام 1619 وصلت سفينة إلى مستوطنة إنجليزية في ما يعرف الآن بولاية فرجينيا الأمريكية، تحمل نحو 20 من الأفارقة المتخطفين.. وهذا أول تاريخ موثق لأول عملية وصول أفارقة مستعبدين للمنطقة التي ستصبح لاحقا جزءا من الولايات المتحدة، وكان قراصنة إنجليز قد أسروهم من سفينة برتغالية تحمل أفارقة مختطفين بغرض استعبادهم قبالة سواحل المكسيك.وكانت السفينة البرتغالية تحمل نحو 350 أفريقيا اختطفوا مما يعرف الآن بأنغولا وقد مات الكثير منهم خلال الرحلة بسبب الظروف السيئة المحيطة بها.وقد قام القراصنة ببيع الأفارقة الذين استولوا عليهم لسكان المستعمرات في فرجينيا الذين كانوا بحاجة لعمال.
كان هؤلاء العبيد يستخدمون في العديد من الأماكن كمزارع البن، الكاكاو، قصب السكر، الأرز، مناجم الذهب والفضة، صناعات التشييد والبناء، والخدمة في المنازل أيضا، حيث
كانوا ينقلون بأعداد كبيرة، وكانوا لا يمتلكون أي نوعٍ من الحقوق، وكانت الولايات الواقعة في جنوب أمريكا تعتمد عليهم كثيراً، خصوصاً في زراعة وحصاد القطن والقمح، كما استخدمت نساؤهم كخادمات، وأبناؤهم كملكياتٍ منذ الولادة تحت إمرة الأسياد الذي كانوا قساة ويعاملون مستخدميهم على أنهم غير بشريين تقريباً، فلم تكن أي فكرةٍ من ذلك المجتمع الأبيض تتسلل إلى حياة السود تقريباً فهم بدايةً "ليسوا مواطنين، وليس لهم حق في التعليم أو التطور أو تسلم أي منصب ما وما إلى ذلك، ولا حتى الزواج بصورةٍ معلنة وطبيعية".
انتفض الأمريكيون في 1765 ضد الإنجليز، وبعد ثورتهم التي استمرت حتى العام 1783، تخلت العديد من ولايات أمريكا الواقعة في الشمال عن العبودية، كما قل "أثرها في
الولايات الجنوبية إلى حين، وحتى صدور قانون يمنع جلب العبيد من الخارج في 1808" لكن هذه الجهود للتخفيف من حدة العبودية باءت بالفشل، إذ "تضاعف عدد السود من العبيد 3 مرات، وازداد عددهم إلى أكثر من 4 ملايين إنسان بحلول العام 1865".
انتفاضة فرجينيا الدموية عام 1831.. بقيادة نات تيرنر للمطالبة بحرية السود، وقام السود بقتل العشرات من البيض، الا انه تم قمع هذه الانتفاضة من قبل البيض وانتهت الثورة بعد ثلاثة أسابيع بإعدام نات ومن معه".. ومن ثم شنت حملة إبادة طالت المئات من السود في هذه الولاية كنوع من التنكيل والترهيب من قبل مليشيات عنصرية بيضاء.
وتوالت أحداث مشابهة، إلى أن قامت الحرب الأهلية الامريكية ، في عام 1861، التي تُعد من أكثر الحروب دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وكان سببها الأبرز هو مسألة العبودية.. حيث كانت الولايات الجنوبية تعتمد على تجارة الرق في اقتصادها، خلافاً للولايات الشمالية التي بدأت تُسيطر على السلطة وتتبنى سياسات من شأنها إنهاء العبودية
مع مرور الوقت، ما دفع الولايات الجنوبية لإعلان الانفصال وتكوين " الولايات الكونفدرالية الأمريكية" حتّى يحافظوا على تجارة الرق.
وبعد 4 أعوام من القتال بين الانفصاليين والولايات الشمالية التي دعمها السود، انتهت الحرب الدامية بإعلان "لينكولن" التاريخي لتحرير العبيد، حيث أعلن الرئيس الأمريكي، أبراهام لينكولن، انتهاء حقبة العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية..
19 يونيو سنة 1862م أصدر الكونجرس حظرا للعبودية فى جميع الأراضى الاتحادية بعد أن أقر ذلك الرئيس أبراهام لينكولن، الذي أصدر إعلان التحرر لتنفيذه اعتبارا من أول
يناير 1863، الذي أنهى العبودية ظاهريا في الولايات المتحدة، ولكن لم يتم تنفيذ الإعلان علنا إلا 19 يونيو 1865 في ولاية تكساس الأمريكية.
وفى يوليو سنة 1862م، تم تمرير قرار المصادرة الثانى "Second Confiscation Act " والذى ينص على تحرير عبيد كل من يُدان بمساعدة المتمردين.
22 سبتمبر 1862م، قام الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن بإعلان تحرير العبيد فى الولايات المتحدة ، في يوم تاريخي غيّر مجرى حياة الملايين.
فخلال ذلك اليوم، قدم أبراهام لينكولن، أول رئيس جمهوري بتاريخ البلاد، الإعلان المبدئي لتحرير العبيد محددا بذلك مطلع العام 1863 لإنهاء العبودية بمناطق شاسعة من البلاد وتحرير نحو 4 ملايين من العبيد السابقين.
إعلان التحرير المبدئي نص على تحرير العبيد، معلنا "إن جميع الأشخاص المحتجزين كعبيد" في المناطق المتمردة "هم ومن الآن فصاعدا أحرار". كانت خطوة لينكولن الجريئة إجراء عسكريا أمل من ورائه أن يلهم العبيد في الكونفدرالية بدعم قضية الاتحاد.
ولم تكن لهذه الوثيقة أي قيمة دستورية، لكنها شكلت أول خطوة نحو إلغاء العبودية الذي تجسد بالتعديل الثالث عشر في الدستور الأمريكي، الذي وقعه الرئيس أبراهام لينكولن في
الأول من فبراير 1865 قبل أسابيع قليلة على اغتياله في 14 أبريل، وألغي بموجبه العبودية، ونص على "تحرم العبودية والخدمة الإكراهية، فيما عدا كعقاب على جرم حكم على مقترفه بذلك حسب الأصول، في الولايات المتحدة وفي أي مكان خاضع لسلطاتها"...
فيما أعطى التعديل الرابع عشر الجنسية الأمريكية لذوي الأصول الأفريقية.
ورغم إعلان "لينكولن"، إلّا أنّ السود ظلوا يعانون من التمييز والعنصرية بموجب القوانين؛ فقد حصل الأمريكيون البيض المنحدرون من أصولٍ أوروبية على امتيازات وحقوق فيما يتعلق بالصحة والتعليم والهجرة والتصويت وغيرها من حقوق المواطنة، فيما ظل السود محرومين من هذه الحقوق.
وبعد اغتيال أبراهام لنكولن، قام أندرو جونسون الرئيس الجديد، بمحاولة لإعادة السود إلى أماكنهم الأولى كعبيد إلا أن توسع الكونجرس الأمريكي بعد 1870 منحهم حقوقاً عديدة جديدة كالمساواة دون النظر إلى العرق أو اللون، كما منحوا حق الانتخاب.
ولكن الأمور عادت للتراجع بعد العام 1885 بسن قوانين عنصرية تفصل بين السود والبيض في المدارس والأماكن العامة وبعض الأماكن الرسمية، كما ظهرت جماعات عنصرية بيضاء أرهبت السود وقتلت منهم وعذبتهم.
مارتن لوثر كينج: لدي حلم
ناضل السود نضالاً طويلاً منذ ذلك الحين، وحتى دخلوا القرن العشرين، وذلك من خلال التعليم والموسيقى والثقافة التي أخذت تنتشر بينهم، كما أخذوا يصرّون على حقوقهم رغم أي
عنصرية وعنف، وقاوموا كل القوانين المسنونة ضدهم، وبعد عقود من النضال، أتت صرخة المناضل الأسود مارتن لوثر كينغ "لدي حلم" في الستينيات، بأن يشهد اليوم الذي يتساوى
فيه البشر، وأن تنتشر الحقوق المدنية وأن ينال الناس حرياتهم، وذلك وسط تظاهرة للسود والبيض تجاوزت مئتي ألف شخص في ذلك الزمن.
ففي 28 أغسطس 1963.. خطاب مارتن لوثر كينج.. في هذا اليوم.. سارت الحشود فى واشنطن يتقدمها داعية الحقوق المدنية ورمزها التاريخى «مارتن لوثر كينج» تطالب بمساواة السود بالبيض فى أمريكا، وألقى «كينج» خطابه «عندى حلم» وارتجل فى خاتمته عبارة «عندى حلم» فاشتهر بها، واختاره كتاب الخطب الأمريكيين كأهم خطبة أمريكية فى القرن العشرين.
قال كينج.. بعد مائة عام، يجب علينا أن نواجه الحقيقة المأساوية وهى أن الزنجى لايزال مُعاقًا بقيود العزل العرقى، وأغلال العنصرية..
لدى حلم بأنه فى يوم من الأيام وعلى تلال «جورجيا» الحمراء، سيجلس أبناء العبيد السابقين، وأبناء أصحاب العبيد معا على مائدة الأخوة، لدى حلم بأنه فى يوم من الأيام حتى ولاية المسيسيبى والتى تُعد صحراء قائظة بفعل حرارة الظلم والاضطهاد، ستتحول إلى واحة للحرية والعدالة، لدى حلم بأن أطفالى الأربعة سيعيشون يوما ما فى دولة لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم، وإنما شخصهم وأفعالهم، لدى اليوم حلم، لدى حلم اليوم.
الحراك الشعبي ينتصر
نجح الحراك الشعبي في الدفع إلى إصدار قانون الحقوق المدنية عام 1964 والذي حظر التمييز في الأماكن العامة والعمل والنقابات، تلاه قانون التصويت عام 1965، والذي أتاح للسود ممارسة حقوقهم الديمقراطية أخيراً.
كما ظهر مناضل أسود آخر، هو مالكولم إكس، الذي اغتيل العام 1965وهو المصير الذي لاقاه كينج بعد ثلاثة أعوام، ولكن هذه التضحيات لم تضع سدى إذ تمكن السود أخيراً بعد
حركة الحقوق المدنيّة بين عامي 1955 و 1968، من الحصول بالتدريج على كامل حقوقهم كمواطنين أمريكيين، بإقرار مجموعة من التشريعات الفيدرالية التي تُسقِط الممارسات التمييزية على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي.
حوادث اشعلت العنصرية
لم تكن حادثة مقتل جورج فلويد هي الأولى التي يُقتل فيها مواطن أعزل أسود على يد الشرطة، حيث تُظهر بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أنّ 1014 شخصاً أسود قتلوا على يد الشرطة عام 2019 فقط، وقد أشارت دراسة أجرتها منظّمة "Mapping Police Violence" إلى أنّ السود يقتلون على يد الشرطة أكثر بثلاث مرات
من البيض، كما نشرت شبكة "بي بي سي" مؤخراً تقريراً يتضمن 11 حادثة قتل وحشية للسود من قبل الشرطة الأمريكية أشعلت احتجاجات في الولايات المتحدة، منها مقتل تلميذ الثانوية ترايفون مارتن برصاص جورج زيمرمان في سانفورد (فلوريدا) عام 2012، حيث حكمت المحكمة ببراءة الأخير عام 2013 مُدعية أنّه قتل طفلاً مراهقاً دفاعاً عن النفس.
"حياة السود مهمة"
كانت هذه الحادثة سبب انطلاق الحراك الاجتماعي "حياة السود مهمة"، والذي اشتعل اليوم في العالم وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بعد وفاة المواطن الأعزل جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة بوحشية شديدة.
ولم يقتصر الغضب والاحتجاج في شوارع الولايات الأمريكية على ذوي البشرة السوداء فحسب، حيث تُظهر التسجيلات ومقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامن الكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية مع احتجاجات السود، فضلاً عن أفراد وجماعات من ذوي البشرة البيضاء، من الذين يقرون بالعنف والاضطهاد ضد السود وبقية الأقليات العرقية ويرفضونه، ومن الذين ذاقوا ذرعاً بالسياسات الأمريكية على الصعيد الداخلي والخارجي.
استمر نضال السود، وأصبح تمثيلهم في الحياة العامة والإعلام والرياضة والمحافل العلمية يزداد في أمريكا، وتحسنت الكثير من ظروفهم، حتى وصل باراك اوباما أول رئيس أسود
إلى سدة الحكم في أمريكا عام 2009، عندها ظن الكثير من الأمريكيين أنّ أمريكا قد دخلت في عصر ما بعد التمييز، لكن أزمة "التمييز العنصري" لم تنته.
إلا أنّ كل هذا، لم يمنع من ظهور العديد من تجاوزات البيض، وخاصة من رجال الشرطة تجاه السود، كما في أحداث لوس أنجلوس العام 1992، وكان آخرها تسبب عنصر من شرطة مدينة منيابولس في 25 أيار (مايو) الماضي بمقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد أثناء اعتقاله، مما فجر مظاهرات عارمة.
واليوم.. على ما يبدو فإن حلم كينج لا يزال بعيد المنال باستمرار وجود العنصرية تجاه السود في جميع المجالات داخل الولايات المتحدة.
الختام
في الواقع ، فان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبيل تحضيراته لجولة انتخابات رئاسية جديدة، في وضع لا يحتمل منه ومن إدارته المتعاطفة عموماً مع قضية فلويد، أي تأخير في تنفيذ مطالب الشعب الأمريكي بإيجاد ظروف قانونية وعامة أفضل لحماية الجميع من شبح العنصرية الذي لا يزال يخيم على أمريكا بين حين وآخر في القرن الحادي والعشرين.
والأمريكيون مصرون على وقف العنصرية في بلادهم اليوم، وهم قوةً شعبية ضاغطة على السلطة، لوقف أي تصرفات عنصرية قد يتغاضى عنها القانون ولو بالخطأ، وهم بقوتهم هذه، يبدو أنّهم يدشنون لمرحلة جديدة، يمكن تسميتها بمرحلة ما بعد العنصرية، بالسعي نحو مجتمع أفضل في المستقبل لهم ولأبنائهم، حيث لا تهم الأصول ولا اللون أو القومية، بل المهم دوماً، هو الإنسان فقط، سواء في أمريكا، أو أي مكان آخر لا تزال العنصرية فيه، سلاحاً ضد حرية الآخر ووجوده
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
الطريق إلى الناتو ليس مفروشا بالورود.. فبعد أن قدمت "الشقيقتان" فنلندا والسويد طلبات الانضمام الى الحلف معا.. وتم تصديق 28...
لم يكن السادس من فبراير صباحا عاديا.. فالساعات الأولى من هذا اليوم شهدت لحظات مرعبة لن تنسى.. عندما استيقظ سكان...
تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية" .. ولبحث سبل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وفقاً لأجندة الاتحاد لعام...
حلم كييف فى عضوية الناتو أشعل شرارتها.. و الرئيس الروسي فشل في انهائها في غضون أيام.. والصمود الاوكراني بدعم اوروبي...