يومان.. وتحديدا.. الأربعاء.. 21 ديسمبر.. ويبدأ فصل الشتاء رسميا.. كثيرون لا يحبون الشتاء.. ولهم أسبابهم.. أما أنا.. فعاشق لهذا الفصل من السنة.. أحب ليله الطويل.. و الإحساس بالدفء في ليلة مطيرة وباردة.. وكوب الكاكاو الساخن وأنا بين أسرتي متدثرا ببطانية.. بل إني أحب إحساس البرد وأنا أسير تحت المطر على كورنيش الأسكندرية.. مع أصدقاء طفولتي وشبابي.. حينما كنا نضحك من قلوبنا.. ونعيش أجمل أيام حياتنا.. فوجدتني أضحك.. والابتسامة تعلو وجهي..
وإذا بي أستفيق على صوت صديقي العزيز.. وهو جالس أمامي على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. يارب خير.. إيه إللي بيضحكك كده.. طيب ما تضحكنا معاك.. فلم أشعر بنفسي وصوت ضحكتي يعلو.. وهنا.. انتبهت لنفسي.. وتوقفت عن الضحك.. وناديت على حسن.. فين قهوتي يا بني.. فإذا بصديقي يجيبني مستغربا.. ما القهوة قدامك أهه.. وقربت تبرد.. فقلت لجرسون القهوة .. خلاص يا حسن.. وبدأت في رشفة من قهوتي الفرنسية.. ولملمت شتات نفسي.. وهنا قال لي صديقي.. خلاص.. أقدر أسألك عن حاجة دلوقت.. فقلت له.. طبعا أتفضل.. فقال لي.. من كام يوم كده .. الرئيس السيسي شارك في القمة الأمريكية الأفريقية في واشنطن.. إيه الحكاية بقى..
شوف.. القمة الأمريكية الأفريقية دي.. انعقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن.. أيام 13،14،15 ديسمبر.. وحضرها 49 زعيم وقائد أفريقي.. على رأسهم الرئيس السيسي طبعا.. بالإضافة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى محمد - ومجموعة من رجال الأعمال والمجتمع المدني.. ودي ما كانتش القمة الأولى.. وإنما القمة الثانية الأمريكية الأفريقية، إنما القمة الأولى كانت في 2014..يعني من 8 سنين..
وهل كل رؤساء أفريقيا حضروا القمة..
لا.. فيه رؤساء.. أمريكا لم توجه لهم الدعوة للحضور والمشاركة.. يعني واشنطن لم توجه الدعوة لأربعة دول أفريقية.. بوركينا فاسو وغينيا والسودان ومالي.. وده بسبب الانقلابات العسكرية وتعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي.. وكمان لم تتم دعوة إريتريا لأن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات دبلوماسية محدودة مع أسمرة.. وفيه دول متنازع على سيادتها.. زي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.. وصوماليلاند.. الولايات المتحدة لا تعترف بهما كدولتين.. وكمان رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا لم يحصل على الموافقة بحضور القمة لأنه لايزال خاضعًا لعقوبات أمريكية تستهدفه بشكل خاص، على الرغم من تمثيل حكومته في القمة..
والقمة دي إنتهت على إيه..
القمة "الأمريكية الأفريقية اختتمت أعمالها الخميس 15 ديسمبر.. وخرجت بتوصيات كويسة.. لو اتحققت.. يعني مثلا الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 55 مليار دولار من الاستثمارات على مدى السنوات الثلاث المقبلة.. وتعهدت بوضع أكثر من 15 مليار دولار في الشراكات الاستثمارية.. وكمان تعهدت بالتوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء أكبر منطقة تجارة حرة فى العالم باستثمارات تصل إلى حوالى ثلاثة ونصف مليار دولار.. ده بالإضافة إلى إن الرئيس الأمريكي.. بايدن.. أكد على أن يكون لإفريقيا مقعد فى مجموعة العشرين ابتداءً من الاجتماع المقبل للمجموعة المقرر عقده فى العام القادم 2023.. ده غير دعم أن يكون لإفريقيا مقعداً فى مجلس الأمن.. بالإضافة لتعهدات بدعم مادى كبير فى مجالات قضايا المناخ والطاقة والأمن الغذائى والصحة والتعليم والتجارة والتنمية..
مش بس كده.. الرئيس بايدن قال موجها كلامه للرؤساء الأفارقة الحاضرين إن الولايات المتحدة ستصبح حليفا رئيسيا للدول الافريقية في السنوات المقبلة واعتبر نجاح افريقيا من نجاح الولايات المتحدة والعالم.. ووعد ضيوفه بتوقيع مذكرة تفاهم تاريخية للتجارة الحرة مع القارة السمراء..وهنا تمتم صديقي وهو ينصرف.. أفلح إن صدق.. وتركني صديقي لأعود لذكرياتي مع الشتاء الجميل..
وللحديث بقية..
مزيد من المقالات
المقهى الدبلوماسي.. القمة العربية الصينية الأولى
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
بينما كنت أرتشف قهوتي الفرنسية على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. إذ جاءني صديقي العزيز يسألني.. انت كنت مختفي فين بقالك يومين.....
ما إن ينتهي الشهر الكريم.. حتى يغلبنا الشوق إليه.. ونبدأ في انتظار عودته.. ونشعر بذلك ونحن نودع شهر شوال أيضا.....
لا أدري ما الذي جعل هذه المأثورة للإمام الحسن البصري تقفز أمام عيني.. وكانها تحدث أمامي الأن.. ربما لأهمية الرسائل...
ومثلما جاء رمضان ..انقضى.. وجاء العيد وانتهى.. وعادت الأيام لرتابتها المعتادة.. فما أن يأتي الصباح.. فنتمنى قدوم الليل.. حتى ينقضي...