كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي.. في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً.. فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً.. بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ.. تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ.. ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
مش عارف ليه.. لقيت الأبيات دي لشاعر النيل حافظ ابراهيم بتتردد قدام عيني.. وانا قاعد على مائدتي في المقهى الدبلوماسي.. وارتسمت على وجهي ابتسامة إعجاب بما تحمله هذه الأبيات من معانٍ جميلة وقيم وأشياء كثيرة .. نحن في اشد الحاجة إليها اليوم..في هذا الوقت من الزمان.. وإذا بصوت يخرجني من إطلالتي الشعرية.. إلى المائدة التي بجواري.. وصديقي العزيز الذي يسعدني دائما بتساؤلاته.. وهو يقول.. انتم مش عارفين حاجة.. انا هاسأل الراجل اللي دايما بيقولي اللي انا عايز اعرفه.. فقلت له.. مالك.. ثم توجهت بالكلام لباقي الأصدقاء.. في إيه يا جماعة .. مزعلينه ليه بس.. وعدت له قائلا.. قل لي.. عايز تعرف إيه.. فقال لي.. باسألهم.. إيه المنتدى اللي وزير الخارجية سافر يحضره في إيطاليا اليومين اللي فاتوا دول.. مش عارفين.. فابتسمت.. وانا اقول له.. طيب وانت مهتم ليه بالموضوع ده.. قال لي.. هو وزير الخارجية ده لما بيسافر أي مؤتمر بره.. مش بيشارك باسم مصر.. أنا عايز أعرف هو في إيطاليا بيعمل إيه.. وإيه حكاية منتدى حوارات روما ده..فأجبته قائلا.. شوف يا سيدي.. ده اسمه منتدى حوارات روما المتوسطية.. ودي مبادرة سنوية رفيعة المستوى تابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية و "المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" في روما .. أول مرة انطلق كان في عام 2015 .. وبسرعة أصبح مركز عالمي للحوارات رفيعة المستوى حول البحر الأبيض المتوسط .. وبيضم قادة بارزين من حكومات البحر الأبيض المتوسط والأعمال التجارية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية.. واللي شارك وزير الخارجية سامح شكري في افتتاحه يوم الجمعة الماضية كان النسخة الثامنة لمنتدى حوارات روما المتوسطية.. برئاسة الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا".. ومشاركة رئيس جمهورية النيجر وعدد من وزراء دول المتوسط.. أما ال7 مرات السابقين.. فشارك فيهم أكثر من 1000 من القادة الدوليين ، بمن فيهم رؤساء دول ووزراء .. من بينهم ملك الأردن والرئيس العراقي واللبناني ووزراء خارجية روسيا وإيران والمملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة..بالإضافة لوزير الخارجية والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمبعوث إلى سوريا وكمان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والنائب الأول لرئيس المفوضية وناس تانية كتير..فقاطعني قائلا.. أيوة يعني المنتدى ده بيناقش إيه وبيركز على إيه..فقلت له.. المنتدى بيعتمد على عدة ركائز.. الرخاء والأمن والهجرة والمجتمع المدني والثقافة..وعايز أقولك إن مشاركة وزير الخارجية تمت في إطار تبادل الرؤى لتحقيق التوازن الإقليمي وتعزيز الشراكات الاقتصادية والتعاون والتنسيق الوثيق بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة.. والمنتدى خصص جلسة حوار مع الوزير سامح شكري لاستعراض الرؤية المصرية عن التطورات الإقليمية والدولية.. وأهم التحديات المرتبطة بأزمتي الغذاء والطاقة.. واستعراض نتائج قمة المناخ COP27 وأهم مخرجاتها.. وفي الجلسة.. استعرض الوزير شكري التحديات اللي بتواجهها مصر في ظل المشهد الجيوسياسي المتغيراللي فرضته التطورات اللي شهدها العالم في السنوات الأخيرة.. بالإضافة للتطورات على الساحة الإقليمية في كل من ليبيا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء.. وكمان الوضع الراهن للقضية الفلسطينية ومستقبل استئناف عملية السلام.. ووضح شكري جهود مصر في تحقيق السلام الإقليمي واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.. وكمان تطرق شكري للتحديات المتصلة بالأمن الغذائي وأمن الطاقة..واستعرض شكري إمكانات مصر الهائلة كـ " مركز إقليمي للطاقة".. ووضح أطر التعاون المختلفة مع الشركاء المتوسطين في المجال ده.. فقاطعني صديقي مستفهما..معلش.. إيه المشهد الجيوسياسي ده.. فابتسمت وانا باعتذر.. "الجيوسياسية" .. ده مصطلح بيقصد تأثير الجغرافيا على السياسة.. يعني هـو علم دراسة تأثير الأرض على السياسة.. فقال صديقي.. تمام.. وبعدين.. فقلت له..مش بس كده.. سامح شكري عمل لقاءات ثنائية مهمة جدا على هامش حضوره المنتدى..سامح شكري اتقابل مع "شو دونيو" مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".. ومع "ألفرو لاريو" رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد".. وعمل لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا "جير بيدرسون"..وكمان اجرى مباحثات مع وزير خارجية إيطاليا "أنطونيو تاياني" ومع أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن..فقاطعني صديقي مستكفيا.. تمام تمام..علشان كده كنت عايز أعرف التفاصيل دي.. ربنا يبارك لك.. وقام مودعا لي ..ليتركني من جديد مع قصيدة مصر وحافظ ابراهيم..
وللحديث بقية..
المقهى الدبلوماسي.. مونديال قطر 2022.. والبعد السياسي
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
بينما كنت أرتشف قهوتي الفرنسية على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. إذ جاءني صديقي العزيز يسألني.. انت كنت مختفي فين بقالك يومين.....
ما إن ينتهي الشهر الكريم.. حتى يغلبنا الشوق إليه.. ونبدأ في انتظار عودته.. ونشعر بذلك ونحن نودع شهر شوال أيضا.....
لا أدري ما الذي جعل هذه المأثورة للإمام الحسن البصري تقفز أمام عيني.. وكانها تحدث أمامي الأن.. ربما لأهمية الرسائل...
ومثلما جاء رمضان ..انقضى.. وجاء العيد وانتهى.. وعادت الأيام لرتابتها المعتادة.. فما أن يأتي الصباح.. فنتمنى قدوم الليل.. حتى ينقضي...