"المستوى الذهبي".. ورحلة نجاح في القضاء على فيروس سي

من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس سي .. إلى بلد به أقل معدلات الإصابة في العالم .. مسيرة طويلة قطعتها مصر طوال سنوات من مكافحة الفيروس للوصول إلى مصر خالية من فيروس سي بعد وصولها إلى"المستوى الذهبي".

أعلنت منظمة الصحة العالمية حصول مصر على "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد سي بعد تشخيص 87% من المصابين بفيروس سي وتقديم العلاج لـ93% من المرضى ما دفع منظمة الصحة العالمية لمنح مصر "الشهادة الذهبية" لخلوها من فيروس سي بعد تجاوز الغايات المحددة لهذا المستوى من منظمة الصحة العالمية.

ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية يعني بلوغ "المستوى الذهبي" أن مصر أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد سي إلى المستويات التي تؤهل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد سي.

ابتداء من عام 2014، أطلقت مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد، وهو ما تعزز مجددا في عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد سي، والعلاج منه دون مقابل مادي.

وأسفرت حملة "100 مليون صحة" عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 ملايين شخص، ومثلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المصنعة محليا عاملا رئيسيا في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد سي بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج نسبة 99%.

- الرئيس السيسي: سعادتنا بالغة بتحسن صحة المواطيين

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الشكر إلى منظمة الصحة العالمية ومديرها العام، على الدعم المخلص الذي قدمته المنظمة لمصر، معربا عن سعادته البالغة بتحسن صحة المواطنين المصريين فيما يتعلق بفيروس سي الذي طالما شكل أزمة مزمنة في الصحة المصرية.

السيسي

وأشار الرئيس السيسي خلال لقائه مدير منظمة البصحة العالمية تيدروس أدهانوم إلى أن الدولة سخرت بصدق، كل الإمكانات لتحقيق الهدف المنشود بالقضاء على "فيروس سي"، بداية من إنشاء مراكز العلاج وتوفير وسائل التشخيص المطلوبة، وإعداد الكوادر وتوفير الدعم للصناعة المصرية التي استطاعت توفير ملايين الجرعات من الأدوية، وانتهاء باستمرار رعاية المرضى المصابين بمضاعفات المرض، وتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية لهم.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن مدير عام منظمة الصحة العالمية سلم الرئيس شهادة المستوى الذهبي على مسار القضاء على فيروس "سي" في مصر، مقدما التهنئة لمصر وموضحا أنها أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تحصل على هذا الإشهاد، بعد تحقيقها في زمن قياسي، قصة نجاح عالمية يحتذى بها، في التحول من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس "سي" إلى أول دولة في العالم تصل لهذا المستوى المتميز في القضاء على الفيروس.

- الصحة العالمية: مسيرة مذهلة

قال الدكتور تيدروس أدحهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن المسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد سي في العالم إلى بلد حقق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات"، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به.

وأضاف لقد قدمت مصر للعالم نموذجا يحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح، مشيرا إلى أن نجاح مصر يبث في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد في كل مكان.

وأكد أن مصر نجحت في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات، من خلال خفض معدل انتشار المرض من 10% إلى 0.38% في مدة تزيد قليلا على عقد من الزمان.

ومنذ أوائل عام 2000، عززت مصر برامجها الوطنية في مجالي الوقاية والعلاج، وفي عام 2006، أنشأت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد وتوجيهها.

- وزير الصحة: إنجاز كبير في تاريخ مصر

أكد وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار أن مصر نجحت في القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي سي عبر فحص 63 مليون مواطن بإجمالي 5 ملايين إصابة مؤكدة بالمرض المزمن بينها 4.5 مليون حالة مزمنة.

وأضاف وزير الصحة والسكان أن هذا الحدث يأتي في الوقت الذي تستمر فيه مصر بجهودها المتواصلة في مجال الصحة العامة، والتي تشمل عدة مبادرات رئاسية، بارزة في مقدمتها المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة".

وأشار عبد الغفار إلي أن هذا الإنجاز الكبير في تاريخ مصر الصحي يعكس النتائج الإيجابية التي حققتها الجهود التي بذلتها مصر في مكافحة فيروس سي، لافتا الي أن الالتزام القوي للدولة المصرية في هذا الشأن يستهدف في المقام الأول تحقيق الصحة للجميع.

وأضاف الدكتور خالد عبد الغفار أن هذا الإنجاز يعد مؤشرا قويا على تلك النتائج الإيجابية التي حققتها جهود الدولة المصرية في مجال الصحة، موضحا أن فيروس التهاب الكبد الوبائي سي كان له تأثير كبير على الشعب المصري لسنوات، حيث كان يهدد صحة الكبد وحياة الكثيرين من المرضي الذين لم يكونوا قادرين على تحمل تكلفة العلاج العالية، ولكن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بجعل العلاج متاحا مجانا لجميع المواطنين المصابين بهذا الفيروس كان له أثر كبير في القضاء على هذا الفيروس في مصر خلال وقت قياسي.

في السياق نفسه، أشاد الدكتور خالد عبد الغفار بالجهود المبذولة لتوسيع نطاق النجاح المصري وتصدير هذه التجربة إلى بعض الدول الأفريقية قائلا: "تجربتنا في مكافحة فيروس التهاب الكبد الوبائي سي لم تكن تقتصر على مصر فقط بل تجاوزت حدودنا لتصل إلى عدد من الدول الأفريقية الصديقة، وهو جزء من التزامنا تجاه الأشقاء الأفارقة من أجل بناء مجتمع صحي قوي في القارة الأفريقية، إيماناً من التزامنا بأن الصحة هي حق أساسي لجميع الأفراد.

وأكد عبد الغفار إننا ملتزمون بدعم هذا الحق في كل مكان خاصة أن مصر ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية لعلاج مليون مريض أفريقي من فيروس سي، وتوسيع نطاق الجهود للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي بالقارة الأفريقية، بما يضمن تحقيق الصحة والرفاهية لجميع المواطنين الأفارقة، لافتا إلى أن مصر تمكنت من توفير عشرات الآلاف من أدوية التهاب الكبد B وC لبعض البلدان الآسيوية التي تعاني من عبء التهاب الكبد الفيروسي.

- المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي

أعدت وزارة الصحة والسكان متمثلة في اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، خطة للقضاء على فيروس سي من 5 أهداف، جاء على رأسها خلال المرحلة الأولى إجراء مسح طبي للمرضي بالمستشفيات والوحدات والمراكز التابعة لوزارة الصحة، وذلك عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة للمواطنين الذين يزيد أعمارهم عن 18 سنة، حوالي 30 مليون مواطن من جميع المحافظات، وذلك من خلال طريقتين الكشف فى الأقسام الداخلية بالمستشفيات وتكون جميع النتائج مسجلة بالمركز القومي لمعلومات الصحة.

بينما تتمثل المرحلة الثانية في التأكد من العينات التي نتجت عن المسح وجاءت إيجابية، وعمل تحليل "Bcr"، وفي حالة تأكد الإصابة، يأتي دور المرحلة الثالثة ببدء العلاج.

وتأتي المرحلة الرابعة، لفحص ما بعد العلاج بـ"BCR"، وذلك بعد الانتهاء من العلاج بـ3 أشهر.

بينما المرحلة الخامسة والأخيرة تتمثل في تنظيم حملة إعلامية للمسح الشامل عن فيروس سي فضلا لتوفر خط ساخن خاص بالمسح الشامل بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

وفي عام 2018 تم إطلاق "المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي والأمراض غير المعدية"، ونتيجة وجود وسائل للاكتشاف السريع لفيروس سي، التي تسرع من إدخال بيانات المريض على المنظومة الصحية المتطورة التي توضح الإصابة بفيروس سي، وبدءا من أكتوبر 2018 وحتى أبريل 2019 كان يتم فحص نحو نصف مليون شخص يوميا في جميع الأماكن.

بعد ذلك يتم تحويل المريض للوحدة المعالجة الأقرب لسكنه بميعاد محدد، لتلقى العلاج لمدة 3 أشهر وتصل نسبه الشفاء إلى 95% من هذه الأدوية الحديثة، وجميع الفحوصات تتم بالمجان.

ومن خلال هذا الإنجاز انخفضت نسبة انتشار فيروس سي بنسبة أقل من 5%، بعدما كانت تصل إلى 22%، وبذلك وصلنا للمعدل المطلوب الذي كانت تستهدفه منظمة الصحة العالمية في 2030، كما أن هذا الإنجاز تم تسجيله، في أكبر فحص طبي يجرى في العالم، ولم تتمكن دولة إجرائه حيث تم فيه تنفيذ فحص 60 مليون شخص.

Katen Doe

فاطمة حسن

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

ثورة 23 يوليو
طريق الحج المصري إلى مكة

المزيد من تقارير مصر

رئيس وزراء السودان بالقاهرة..رسائل دعم مصرية وتوافق على رفض النهج الاثيوبي

الحرص على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.. استعادة الأمن والاستقرار في الخرطوم .. ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الراهنة.. رسائل دعم...

10 ادعاءات باطلة تشكك بدور مصر في غزة.. و"الخارجية" تكشف الحقيقة

10 ادعاءات رددها أهل الشر ضد مصر حول اتهامها بالمشاركة في حصار غزة.. وإغلاق معبر رفح وعدم تقديم المساعدات الإنسانية...

انتخابات مجلس الشيوخ.. ترسم مستقبل مصر وتعزز مسار الديمقراطية

نحو محطة مهمة في مسار ترسيخ دعائم الجمهورية الجديدة.. وتحت إشراف أكثر من 10 آلاف قاض.. يتوجه 68 مليون ناخب...

انتخابات الشيوخ 2025.. مصر تستعد لاستحقاق دستوري جديد

استحقاق دستوري جديد يستعد له المصريون مع انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ في الأول من أغسطس وتستمر عملية التصويت للجولة الأولى...