30 يونيو .. ملحمة خالدة للحفاظ على هوية مصر

ثورة مجيدة سطر خلالها الشعب المصري بإرادته الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هويته.. غيرت مجرى أحداث التاريخ المصري الحديث والمعاصر .. وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري الخالص في الثلاثين من يونيو عام 2013 لتنطلق بعدها مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني.

لحظات عصيبة مرت بها البلاد، وأسباب عدة جعلت الملايين يسارعون إلى الشوارع لإعلان العصيان على جماعة تحدت كل قوى الشعب لتعلن أنها صاحبة القرار.

أنهي الشعب المصري حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم، ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.

في مثل هذا اليوم قبل نحو عشر سنوات خرج الشعب المصري بجميع أطيافه إلى ميدان التحرير والميادين الرئيسية في عدد كبير من محافظات الجمهورية، ضد حكم جماعة الإخوان، وانطلقت شرارة الثورة بسبب غياب الأمن و الاستقرار وتردي الخدمات كانت متوفرة خلال فترة حكم جماعة الإخوان التى أراد الشعب أن تكون قصيرة، واحتشد المصريون فى الميادين للإعلان عن رفضهم إستمرار حكم جماعة الإخوان، وإسقاط محمد مرسى فى إطار المظاهرات الضخمة التى دعت إليها حركة "تمرد" بموجب إستمارات سحب الثقة من مرسى والتى قالت الحركة انها تعدت الـ30 مليون إستمارة وهو رقم يتجاوز بعدة ملايين الأصوات التى حصل عليها مرسى فى إنتخابات رئاسة الجمهورية 2012.

- مطالب عادلة

احتشد المتظاهرون في ميدان التحرير وبعض أرجاء مصر ومحافظاتها للمطالبة بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وكانت هناك الكثير من المقدمات والدوافع لاندلاع ثورة 30 يونيو، التي تجمع فيها عدد كبير من المصريين مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وتركزت التجمعات في ميدان التحرير وفى الميادين الرئيسية وعدد كبير من المحافظات، وفي المقابل خرج أنصار مرسي في تظاهرات مؤيدة له في أماكن مختلفة أبرزها وأكبرها في ميدانى رابعة العدوية والنهضة.

كما قامت حركة تمرد بالتظاهر أمام قصر الاتحادية مطالبة بعزل مرسى، وقد لعبت هذه الحركة دورا مؤثرا وفاعلا في تحريك الرأي العام والشارع المصري باتجاه رفض حكم الإخوان، وقادت حملة واسعة لجمع التوقيعات.

اتسمت مظاهرات الـ30 من يونيو بالطابع السلمي ولم تنجرف إلى دعاوى العنف التى صدرت عن جماعة الإخوان والتيارات المتحالفة معها وأسفرت دعاوى التظاهر فى 30 يونيو عن سقوط مشروع الإخوان فى الحكم والدستور الذى تم إعداده فى عهد مرسي، ولم يكن محل توافق من المصريين لما تضمنه من محاولات لتغيير هوية مصر حسبما اتفقت القوى السياسية والاجتماعية انذاك.

وفي الأول من شهر يوليو 2013، أصدر وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسى بيانا ذكر فيه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن، وأمهلت القوات المسلحة في هذا البيان مهلة 48 ساعة للجميع، وعلت حينها صيحات "الجيش والشعب إيد واحدة" وفي 2 يوليو وقعت اشتباكات في محيط جامعة القاهرة أدت إلى مقتل 22 شخصا.

وفى 3 يوليو أعلن المتحدث العسكرى أن قيادة القوات المسلحة تجتمع بقيادات سياسية ودينية شبابية، وبعد الاجتماع أذاع التليفزيون الرسمى بيانا ألقاه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، أنهى فيه رئاسة مرسى، وتم تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا لإدارة شؤون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية.

- استمرار مسيرة البناء والتنمية

منذ ثورة 30 يونيو لم يتوقف البناء ولم يلتفت الرئيس عبد الفتاح السيسى خلفه لحظة واحدة فكانت نتيجة الثورة مدن صناعية وسكانية جديدة وملايين فرص العمل وتطوير فى كل الطرق وإنشاء الكبارى لييتغير وجه مصر لتصبح دولة متطورة فى كل ربوعها.

ومن التطورات التى حدثت ملف برامج الحماية الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية والفقراء، حيث شهد تحسين مستوى معيشتهم، تصحيح مسار ملموسا بعد ثورة 30 يونيو بتوجيهات من القيادة السياسية.

العديد من البرامج ومبادرات الحماية الاجتماعية أطلقت بعد 30 يونيو منها تنفيذ برنامج "تكافل وكرامة" لصرف مساعدات نقدية للأسر الأولى بالرعاية من كبار السن ومن ذوى الإعاقة ليستفيد منه حاليا ما يقرب من 5.2 مليون أسرة بما يعادل 22 مليون مواطن، وبلغت مخصصات الدعم النقدى للسنة المالية ‏‏2023/ 2022 نحو 31 مليار جنيه، مقابل 3.4 مليار جنيه عام 2015، حيث تصرف وزارة التضامن بعد ثورة 30 يونيو المساعدات النقدية للمستفيدين من "تكافل وكرامة" والضمان الاجتماعى، وذلك لكبار السن غير القادرين على العمل، وأيضا ذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة بجانب صرف مساعدات نقدية للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية ممن لديهم أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، بهدف مساعدتهم فى استكمال مراحل تعليمهم.

كما تفوق العديد من أبناء الأسر المستفيدة من الدعم النقدى "تكافل وكرامة" فى الثانوية العامة على مدار السنوات الماضية، وحصل أبناؤهم على مجموع كبير ومعظمهم من الأسر الأولى بالرعاية التى تقوم الوزارة برعايتهم من خلال صرف مساعدات نقدية لهم شهريا.

أزمات تحولت إلى إنجازات، وعشوائيات استطاعت ثورة 30 يونيو أن تحيلها إلى مشاريع حية تجسد "حياة كريمة" على كامل امتداد القطر المصري .. فما بين مشهد الميدان ومشهد العمران، رحلة ممتدة عمرها 10 سنوات، وكان من أبرز كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ثورة 30 من يونيو أن التاريخ سيتوقف كثيرًا أمام تلك الثورة المجيدة، وأنها ستظل حية فى ذاكرة كافة الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف.

Katen Doe

سلوى مصطفى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من تقارير مصر

رئيس وزراء السودان بالقاهرة..رسائل دعم مصرية وتوافق على رفض النهج الاثيوبي

الحرص على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.. استعادة الأمن والاستقرار في الخرطوم .. ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الراهنة.. رسائل دعم...

10 ادعاءات باطلة تشكك بدور مصر في غزة.. و"الخارجية" تكشف الحقيقة

10 ادعاءات رددها أهل الشر ضد مصر حول اتهامها بالمشاركة في حصار غزة.. وإغلاق معبر رفح وعدم تقديم المساعدات الإنسانية...

انتخابات مجلس الشيوخ.. ترسم مستقبل مصر وتعزز مسار الديمقراطية

نحو محطة مهمة في مسار ترسيخ دعائم الجمهورية الجديدة.. وتحت إشراف أكثر من 10 آلاف قاض.. يتوجه 68 مليون ناخب...

انتخابات الشيوخ 2025.. مصر تستعد لاستحقاق دستوري جديد

استحقاق دستوري جديد يستعد له المصريون مع انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ في الأول من أغسطس وتستمر عملية التصويت للجولة الأولى...