في إطار السعي لإصدار قانون جديد للأحوال الشخصية يضمن العدل والمساواة، ويحقق التوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة بما يحفظ استقرار الأسرة المصرية، تسعى الدولة لتعديل قانون الأحوال الشخصية.
وسبق أن وافقت الحكومة مطلع عام 2021 على مشروع قانون جديد للأحوال الشخصية، وفي يونيو 2022 قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيه وزارة العدل بتشكيل لجنة تضم خبرات قانونية وقضائية مختصة في قضايا ومحاكم الأسرة لإعداد مشروع قانون جديد يضمن حقوق جميع الأطراف المعنية.
تسعى الحكومة في القانون الجديد لتحقيق التوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة، والحد من حالات الطلاق عبر توثيق الطلاق، وضمان العدل والمساواة والإنصاف لكل أفراد الأسرة وهو مايعني أن يخضع مشروع القانون لحوار مجتمعي لضمان إعداده بشكل موضوعي ومتوازن.
وفي هذا الإطار أقامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية مائدة حوار بعنوان "نساء وأطفال تحت الوصاية".
أكدت الدكتورة كريمة الحفناوي في لقاء خاص وموقع "أخبار مصر" على ضرورة تعديل القانون الخاص بالوصاية والولاية على أموال الأبناء القصر، حتى لا تتعطل حياة الكثير من الأمهات والأطفال، لا سيما وأن بعض الأمهات يتعرضن للمساومات في هذا الشأن.
وأضافت الحفناوي أن الأمهات تتعرضن إلى العديد من الإشكاليات بسبب هذا القانون، ولعل من أهمها:
أولا: الروتين الاجرائي في المحكمة والأوراق أهم المعوقات التي تواجهها الأم عند التقدم لتكون وصية على أبنائها القصر.
ثانيا: فرض رسوم ومبالغ مالية على طلب الوصاية في المحكمة إما أن تكون رسم ثابت أو تكون نسبة مئوية من تركة الأبناء تحددها المحكمة، ويجب أن تدفع نقداً مسبقا ولا تخصم لاحقاً من أموالهم المحفوظة، مما يمثل عبء على الأم بسبب دفع تلك المبالغ مقابل استكمال أوراقها. ثالثا: عند مرض أحد الأطفال وعدم توفر عائد مادي، على الأم التوجه بطلب للمحكمة لتأكيد حاجتها للإفراج عن جزء من أموال أولادها لإنفاقه على مرضهم، ثم البت في الطلب المقدم ودراسته من جانب قاضي محكمة الأسرة، مما يستهلك وقتاً طويلاً وكذلك الأمر في مصروفات التعليم.
ومن جانبها أوضحت النائبة نشوى الديب عضو مجلس النواب في لقاء خاص لموقع "أخبار مصر" أنه للأسف الشديد لايزال هناك تمييز ضد النساء داخل القوانين والتشريعات، بالإضافة الي آليات تنفيذ هذه الأحكام، والتي لا يراعي فيها حقوق النساء ومن تلك القوانين التمييزية والتي تم الحديث عنها بكثرة خلال الفترة الأخيرة نتيجة تناولها في مسلسل تليفزيوني تم عرضه في رمضان الماضي بعنوان "تحت الوصاية" والذي سلط الضوء على إشكالية ولاية الأم الأرملة على أموال أبنائها القصر.
وأكدت أن الدراما في الآونة الأخيرة حرصت على تقديم المشكلات التي تتعرض لها الأسرة من خلال الأعمال مثل "فاتن امل حربي" و"تحت الوصاية" حيث ناقش المسلسل معاناة الكثير من النساء الأرامل اللائي لا يتمتعن بالوصاية على أولادهن، وهو ما يتوجب معه ضرورة إدخال التعديلات اللازمة التي تسمح للنساء بحق التمكين من الوصاية على أموال أبنائهن حال وفاة الزوج (والد الأبناء) وهو ما يعد من الحقوق الأساسية التي يجب ان تحصل عليها، فهي الأكثر دراية بشئون أبنائها واحتياجاتهم والأكثر حفاظا على أموالهم.
وأضافت أن القانون الحالي لم يحدد أن تكون الوصاية للأم أي أن الأرملة ليس لهـا حـق الوصاية، والتصرف المباشر في أموال أبنائها ممن لم يبلغوا سن الرشد 21 عاما حسب القانون، حيث يعطي هذا القانون الوصاية المالية بعد وفاة الأب بالتبعية إلى الجد.
وذكرت جواهر الطاهر مديرة برنامج الوصول للعدالة بمؤسسة قضايا المرأة المصرية في حديثها لمحررة "أخبار مصر" أن مشروع القانون المقدم من المؤسسة يراعي الالتزام بما جاء في المواد الدستورية 11، 53، 93 التي تؤكد على المساواة وعدم التمييز بين الجنسين، واتخاذ الدولة لتدابير لتمكين المرأة وحمايتها من العنف والرعاية والحماية للأمومة والطفولة، وأن تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صدقت عليها وأن تصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة.
وقد جاء في أحكام القانون رقم 119 لسنة 1952 الخاص بالولاية على أموال القُصّر في مادته الأولى على أن الولاية على أموال القصر تكون ( للأب ثم للجد الصحيح إذا لم يكن الأب قد اختار وصيا للولاية على مال القاصر وعليه القيام بها ولا يجوز له أن يتنحى عنها إلا بإذن المحكمة).
وأوضحت أنه طبقا للقانون الحالي فإنه في حال رغبة الأم في انتقال الوصاية المالية لها، عليها أولاً التقدم للمجلس الحسبي بطلب وصاية قد يعيقه عدم رغبة الجد والعم في التنازل عن الوصاية لها، بالإضافة إلي أن المادة 27 من ذات القانون و التي تم فيها حصر شروط تعيين الوصي علي الصغار، والتي تتضمن شروطا يمكن أن يستخدمها الجد أو أحد الأعمام بالتدليس لمنع الأم من أن تكون لها الوصاية علي صغارها في حالة الخلافات معها.
وأكدت على أن النظر للمرأة على أنها ناقصة الأهلية ولا تستطيع أن تقرر مصلحة أولادها وغير أمينة على أموالهم ويجب أن نختار أي رجل آخر ليقرر لهم، أمر لا يراعي المصلحة الفضلى للأطفال حيث أن الأب والأم هما الأساس في تكوين الأسرة والأدرى بمصلحة أطفالهم والأولى برعايتهم وهم من يجب أن يكون لهم عليهم حق الولاية والوصاية وعلى من يدعي غير ذلك إثبات إدعائه.
- توصيات هامة:
في ختام الجلسة أوصي الحاضرون بالآتي:
• تعديل القانون الخاص بالوصاية والولاية على أموال القصر، حتى لا تتعطل حياة الكثير من الأمهات والأطفال، لا سيما وأن بعض الأمهات يتعرضن للمساومات في هذا الشأن على أن يكون هذا الحق للنساء سواء في وجود الأب أو في حالة وفاته، فلا يخفى علينا ما تتعرض له الكثير من النساء من مشكلات عند متابعة احتياجات أبنائها سواء في تقديم أو سحب أوراق خاصة بهم سواء في مجال التعليم أو الصحة أو البنوك ...إلخ. وبخاصة في حالة سفر الزوج إن كانت متزوجة أو كونها حاضنة في حالة طلاقها.
• توعية الآباء والأمهات مهمة، لأن بعض الآباء ينظرون لمسألة الولاية كامتياز وسلطة، معتبرين انتقالها للأم مسألة معيبة تسحب منه سلطاته.
• عدم فرض رسوم باهظة وغير قانونية على طلبات الوصاية مما يمثل عبء على المرأة التي تكون في وضع مالي سيئ بسبب وفاة الزوج وتزيد عليها الأعباء بسبب القانون بدلا من التخفيف عنها.
الدولة تبذل مجهودا قويا لخروج قانون ينتصر لمستقبل الأبناء ويحمي المرأة ويحافظ على الرجل، قانون متزن يحمي جميع الأطراف "الأسرة كاملة" لا ينحاز لطرفا على حساب الآخر.
كل الأمل التوصل إلى قانون ينتصر للإنسانية فقط لا غير، لا يميل ناحية الرجل ولا يظلم المرأة، بل يجب على الجميع إعداد وإقرار تشريع قانون الأحوال الشخصية الجديد بما يستهدف مصلحة المجتمع المصري، الرجل والمرأة والطرف الثالث والأهم وهو الأبناء.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
رغم قسوة الهزيمة ومرارة النكسة.. إلا أن الجندى المصرى يأبى أن يستسلم أبدا.. فبعد أيام من نكسة 1967 سارع الجيش...
الحرب خدعة .. وحفل نصر أكتوبر بأكبر عملية خداع إستراتيجي، حيث نجحت القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس الراحل أنور السادات...
إنجازات غير مسبوقة حققتها وزارة الأوقاف خلال العشر سنوات الماضية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي في شتى مسئولياتها الدعوية...
كانت حرب يونيو عام 1967 واحتلال سيناء كاملة مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث .. أوقات عصيبة وقاسية مرت على...