جولة السيسي الآسيوية .. شراكات استراتيجية جديدة رغم الأزمات الدولية

في إطار تنويع مصر لعلاقاتها الخارجية وتعزيزها مع كافة دول العالم شرقًا وغربًا.. وتأكيدا لحرصها على تكوين شراكات جديدة تستند إليها في وقت تتعرض فيه دول العالم المختلفة لأزمات اقتصادية وأزمة في أمن الطاقة وسلاسل القيمة الغذائية .. قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولة آسيوية، نادرة في سياقها وتوقيتها ومحطاتها.

الجولة شملت الهند وأذربيجان وأرمينيا لتتحرك سياسة مصر الخارجية في دوائر جديدة غير تقليدية وتحظى باهتمام عالمي من جانب القوى الدولية، بما يحقق أهداف الأجندة الوطنية للدبلوماسية المصرية.

شملت الجولة 8 لقاءات قمة و4 مؤتمرات صحفية وتوقيع 11 مذكرة تفاهم مع الهند وأذربيجان وأرمينيا بكافة المجالات، و11 لقاء للرئيس السيسي مع المسئولين في الهند و4 لقاءات مع رجال الأعمال في الهند وأذربيجان.

* توقيت مهم

زيارة الرئيس جاءت في ظل وجود تحديات كبيرة تواجه المجتمع الدولي نتيجة تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي، والتغييرات الجيوسياسية في النظام الدولي.

الزيارة تأتي أيضًا وسط تغيرات في الاتجاهات والاستراتيجيات الكبری في منطقة القوقاز واللاعبين الرئيسيين فيها.

* الهند.. المحطة الأولى

احتفالا بيوم الجمهورية الهندي .. وبالتزامن مع مرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند، قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية إلى الهند هي الثالثة من نوعها، تلبيةً لدعوة "ناريندرا مودي" رئيس وزراء جمهورية الهند، لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون العسكري وتنمية التجارة والاقتصاد.

غغ

وكان السيسي قد قام بزيارة نيودلهي مرتين الأولى في أكتوبر 2015، والثانية في سبتمبر 2016، إلا أن هذه الزيارة تأتي في سياق أول دعوة لرئيس مصري للمشاركة كضيف رئيسي في عيد الجمهورية الهندية.

وأشادت رئيسة الجمهورية الهندية بالتجربة التنموية الناجحة التي تشهدها مصر حالياً بقيادة الرئيس في جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدةً حرص بلادها على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

من جانبه، أعرب الرئيس عن التقدير لحفاوة الاستقبال الهندي، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية الهندية التاريخية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن تعظيم حجم الاستثمارات الهندية في مصر.

و أكد الرئيس في ذات السياق أن الاستثمارات الهندية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكداً سيادته الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع الهند وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع كافة الملفات، وقد أشادت رئيسة الجمهورية الهندية في هذا الإطار بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك دعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.

رئيس وزراء الهند يشيد بقيادة السيسي الحكيمة

بب

رئيس وزراء الهند، خلال جلسة المباحثات المغلقة مع الرئيس، أعرب عن تقدير بلاده الكبير للرئيس ولقيادته الحكيمة التى حافظت على الامن والاستقرار ومؤسسات الدولة فى مصر عقب ما شهدته المنطقة من احداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر حالياً، وهو ما يجعل الهند قيادة وشعباً تتشرف بالزيارة، كضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية موضحا ان تلك المشاركة تضيف طابع خاص ورونقاً لاحتفالات الهند"..

من جانبه، عبر الرئيس عن الامتنان لـ"مودي" على دعوته لزيارة الهند وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متوجهاً بالتهنئة بمناسبة احتفالات الهند بعيد "يوم الجمهورية"، ومعرباً عن التقدير للدعوة التي تلقاها للمشاركة كضيف شرف خلال هذه الاحتفالات، بما يعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقين، خاصةً في ظل متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والهند ومدى تميزها، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات، واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.

وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، معربان عن تقديرهما للتعاون المثمر بين الجانبين على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية.

المباحثات شهدت أيضا سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أكد رئيس الوزراء الهندي تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين من خلال مشاركة الشركات الهندية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.

وقد رحب الرئيس بتعظيم التعاون مع الجانب الهندي في مختلف المجالات في ضوء ما تملكه الدولتان من امكانات كبيرة تتيح فرص متنوعة واعدة للتعاون، خاصةً على مستوى التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري السياحي والثقافي، إلى جانب التعاون في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج الأدوية والأمصال.

المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء الهندي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، فضلاً عن جهودها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.

وعقب اللقاء، شارك الزعيمان في مراسم تبادل عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين البلدين الصديقين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، والشباب والرياضة، والإذاعة، والثقافة. كما تم عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

* السيسي ضيف شرف

حل الرئيس بالهند كضيف الشرف في احتفالها بـ"يوم الجمهورية" يوم 26 يناير 2023.. والذي يوافق اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950.

دعوة الرئيس كضيف شرف رئيسي لهذا الحدث تعكس التقارب الكبير بين الدولتين، والتقدير الشديد الذي تكنه الهند لمصر قيادةً وحكومةً وشعباً، وكذلك الاهتمام العميق من الجانب الهندي بتعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين بصفتهما من أهم الدول الصاعدة ولدورهما الحيوي في مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.

وشاركت القوات المسلحة المصرية في عروض احتفال الهند بيوم الجمهورية بالعاصمة نيودلهي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء الهند ورئيسة الهند.

* شراكة استراتيجية

في ضوء تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وإمكانية نموها في المستقبل، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي .. الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصادية.

ويسعى الجانبان من خلال ذلك إلى تعظيم المصالح المشتركة وتعزيز الدعم المتبادل للتغلب على الصعوبات الناجمة عن مختلف الأزمات والتحديات المتتالية التي يواجهها العالم.

واستعرض الزعيمان وضع العلاقات الثنائية القائمة على ركائز تهدف لتوثيق التعاون السياسي والأمني، وتعميق المشاركة الاقتصادية، وتقوية التعاون العلمي والأكاديمي، فضلًا عن توسيع الاتصالات الثقافية والشعبية.

* الهند تدعو مصر للمشاركة بقمة العشرين

تقديرًا للمبادرة الودية التي قامت بها الهند بدعوة مصر للمشاركة كضيف في اجتماعات وقمة مجموعة العشرين، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ثقته في أن هذا المحفل سينجح في تحقيق أهدافه خلال الرئاسة الهندية.

ز

واتفق الزعيمان على العمل سويا بشكل وثيق خلال فترة رئاسة الهند لمجموعة العشرين، وأكدا مجددًا أن مصالح وأولويات "الجنوب العالمي" يجب أن تحظى باهتمام وتركيز في المنتديات العالمية الرئيسية، بما في ذلك مجموعة العشرين.

* العلاقات السياسية

أكدت الدولتان التزامهما بالتعددية، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والقيم التأسيسية لحركة عدم الانحياز، واحترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول.

واتفق الجانبان على العمل معًا لتعزيز وحماية هذه المبادئ الأساسية من خلال إجراء المشاورات والتنسيق المنتظم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، مع الأخذ في الاعتبار الحساسيات الثقافية والاجتماعية لجميع الدول.

* التعاون الاقتصادي والاستثمار

زيادة حجم التبادل التجاري إلى 12 مليار دولار

أعرب الزعيمان عن ثقتهما في إمكانية تحقيق هدف زيادة حجم التجارة الثنائية من 7 مليار دولار حاليا إلى 12 مليار دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة، وذلك من خلال تنويع سلة التجارة والتركيز على القيمة المضافة.

وأعرب الزعيمان عن تقديرهما للمشاركة الاقتصادية الثنائية القوية، وأعربا عن ارتياحهما للمستوى الحالي للتجارة الثنائية التي سجلت رقمًا قياسيًّا قدره 7.26 مليارات دولار أمريكي في العام المالي 2021-2022، وذلك على الرغم من التحديات التي مثلتها الجائحة.

ورحب الزعيمان بتوسيع الاستثمارات الهندية في مصر والتي تزيد حاليا عن 3.15 مليارات دولار أمريكي، واتفقا على تشجيع الشركات في دولتيهما على استكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية الناشئة في الدولة الأخرى.

وترحب مصر بتدفق المزيد من الاستثمارات الهندية وتعِد بتقديم الحوافز والتسهيلات وفقًا للوائح والأطر المعمول بها.

ومن جانبها، تؤكد الهند دعمها لهذا النهج من خلال تشجيع شركاتها – التي لديها القدرة على تأسيس استثمارات خارجية – للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.

وفي هذا السياق، يدرس الجانب المصري إمكانية تخصيص مساحة أرض خاصة للصناعات الهندية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على أن يقوم الجانب الهندي بإعداد الخطة الرئيسية لتفعيل ذلك.

و مع الالتزام باللوائح والمعايير التجارية المعمول بها في كل من الدولتين وكذا مبادئ التنافسية والشفافية، أكد الجانبان عزمهما على التعاون في تجارة السلع الاستراتيجية والمطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي بحيث تستطيع الدولتان احتواء تداعيات أزمة الغذاء العالمية.

رحب الزعيمان بانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة حول التجارة والاستثمار الذي عقِد عبر الإنترنت يوم 3 مارس 2021، وأخذا علمًا بالتقدم الذي أحرزه الاجتماع الخامس للجنة التجارة المشتركة الذي عقِد في القاهرة يوم 25 يوليو 2022 حيث تمت مناقشة التجارة الثنائية بشكل تفصيلي وسبل تخفيف القيود غير الجمركية، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجال الاستثمار.

* المجالات التنموية

اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات بناء القدرات وتبادل الخبرات في المجالات التنموية في ضوء نجاح التجربة المصرية في تنمية المناطق الريفية في إطار مشروع "حياة كريمة"، وكذلك تجربة الهند في استخدام التكنولوجيا لمكافحة الفقر. الزراعة: تطلع الزعيمان إلى تعميق التعاون في مجال الزراعة والخدمات المرتبطة بها.

وفي هذا الصدد، أشارا إلى أهمية تعزيز سلسلة التوريد للمواد الغذائية، ورحبا بعقد الاجتماع الأول لـ "مجموعة العمل المشتركة حول تربية الحيوانات والألبان ومصايد الأسماك" – التي تم تأسيسها حديثًا – في 25 أكتوبر 2022.

* التعاون الدفاعي:

أكد الزعيمان على أهمية التعاون الدفاعي في تعزيز الشراكة الثنائية، وقررا التركيز على تعميق التعاون بين الصناعات الدفاعية في البلدين واستكشاف مبادرات جديدة لتكثيف التعاون العسكري.

وأعربا عن تقديرهما للتقدّم المحرز في تنفيذ نتائج الاجتماع التاسع للجنة الدفاع المشتركة الذي عقِد في القاهرة في نوفمبر 2019، وتطلعهما لانعقاد الاجتماع العاشر لهذه اللجنة قريبًا في الهند.

كما أعرب الزعيمان عن ارتياحهما لوتيرة التعاون المتسارعة بين قواتهما المسلحة من خلال التدريبات المشتركة وعمليات العبور والزيارات الثنائية رفيعة المستوى.

وأشارا إلى أن مشاركة القوات الجوية الهندية في أول "تدريب جوي تكتيكي مشترك" على الإطلاق في مصر في أكتوبر 2021 وفي "برنامج القيادة التكتيكية" للقوات الجوية المصرية في يونيو 2022 قد أدى إلى تفاهم أفضل بين القوات الجوية لكلا البلدين. ويتطلع الزعيمان إلى المزيد من مثل هذا التعاون الذي يخدم مصلحة البلدين.

رحب الزعيمان بتوقيع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الدفاع خلال زيارة راجناث سينغ، وزير الدفاع الهندي، إلى مصر في سبتمبر 2022، وأعربا عن تقديرهما لوصول التعاون العسكري الثنائي إلى مستوى جديد.

واتفق الجانبان على تعزيز وتعميق التعاون الدفاعي في جميع المجالات، لا سيما من خلال تبادل الخبرات التكنولوجية في الصناعات الدفاعية، وزيارة التدريبات العسكرية، وتبادل أفضل الممارسات.

ما شددا على الحاجة إلى الإنتاج المشترك في القطاع الدفاعي ومناقشة مقترحات محددة في إطار لجنة الدفاع المشتركة.

* مكافحة التطرف والإرهاب

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي عن قلقهما من انتشار الإرهاب في جميع أنحاء العالم، واتفقا على أنه يشكل أحد أخطر التهديدات الأمنية للإنسانية.

وأدان الزعيمان استخدام الإرهاب كأداة للسياسة الخارجية، داعين إلى عدم التسامح مطلقًا مع الإرهاب وجميع من يشجعونه ويدعمونه ويمولونه أو من يوفرون ملاذات للإرهابيين والجماعات الإرهابية، مهما كانت دوافعهم.

وشددا على الحاجة إلى قيام المجتمع الدولي بتنسيق العمل بهدف القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود.

وكررا إدانتهما لكافة جهود استخدام الدين – من قبل دول أو جماعات – لتبرير أو دعم أو رعاية الإرهاب ضد دول أخرى.

ودعا الزعيمان جميع الدول إلى العمل على اجتثاث الشبكات الإرهابية وملاذاتها الآمنة والقضاء على بنيتها التحتية وقنوات تمويلها ومنع تحركات الإرهابيين عبر الحدود.

وكرر الزعيمان عزمهما المشترك على تعزيز قيم السلام والتسامح والشمولية وبذل جهود متضافرة لمكافحة الإرهاب والأيديولوجيات التي تحض على العنف والتطرف.

وشددا على الحاجة إلى نهج شامل لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، على أن يشتمل – من بين أمور أخرى – على منع استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل المراكز الدينية لزرع التطرف بين الشباب وتجنيد الكوادر الإرهابية.

واتفقا على الحاجة إلى عقد اللجنة المشتركة حول مكافحة الإرهاب على نحو منتظم لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات.
واتفق الجانبان أيضًا على تعزيز التفاعل بين مجلسي الأمن القومي في الدولتين.

* التعاون في مجال الفضاء والأمن السيبراني

اتفق الزعيمان على توسيع التعاون في مجال الفضاء من خلال الاستفادة من خبرة الهند في بناء وإطلاق الأقمار الصناعية وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء.

وبحثا تعزيز التعاون في أبحاث الفضاء في مجالات مثل الاستشعار عن بعد، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وعلوم الفضاء، والتطبيقات العملية لتكنولوجيا الفضاء.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي على أهمية وجود فضاء إلكتروني مفتوح وحر ومستقر ويمكن الوصول إليه وآمن وموثوق به وخاضع للمساءلة، باعتباره عاملًا ممكنًا للنمو الاقتصادي والابتكار.

وأعربا عن رغبتهما في تعميق المداولات حول تطبيق القانون الدولي على الفضاء الإلكتروني ووضع معايير للسلوك المسئول للدول، وذلك في ضوء التحديات الأمنية الخطيرة الناجمة عن الزيادة المقلقة في الاستخدامات الخبيثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما أبرز الزعيمان رغبتهما في زيادة التعاون الثنائي في القضايا المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ورحب الزعيمان بتوقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون في مجال الأمن السيبراني.

* قطاع الصحة

وإدراكًا للتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، خاصةً في دول العالم النامي، اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي على التعاون لضمان سلاسل إمداد عالمية أكثر قوة، ورفع درجة التأهب وتعزيز الحصول على الرعاية الصحية.

وأعربا عن تقديرهما للدعم والتعاون اللذين قدمهما الجانبان خلال الجائحة ورحبا بالتعاون بين البلدين في مجال تصنيع اللقاحات.

كما أعرب الزعيمان عن تقديرهما لبرامج التطعيم الجماعية ضد فيروس كورونا في مصر والهند، وكذا مبادراتهما الإنسانية لتوفير اللقاحات والمستلزمات الطبية والأدوية للدول في جميع أنحاء العالم.

كما رحبا بانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة حول المستحضرات الصيدلانية (مارس 2022)، ومجموعة العمل المشتركة حول الصحة والطب (أبريل 2022).

وأعرب الزعيمان عن عزمهما تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية والأدوية والمستحضرات الصيدلانية.

وأعرب الجانبان عن التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مكافحة الأمراض ومعالجة الأزمات الصحية من خلال دعم الجهود المبذولة للإنتاج المشترك للمستحضرات الصيدلانية ونقل التكنولوجيا ذات الصلة بما يضمن وصول قطاعات أكبر من الناس إلى هذه المنتجات في البلدان النامية، خاصةً في أفريقيا وآسيا.

وأكد الجانبان على أهمية زيادة التبادلات العلمية والأكاديمية مع التركيز على تبادل الخبرات والأبحاث في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطب والأدوية.

* التنمية الخضراء والمستدامة

أعرب الجانبان عن ارتياحهما لإيلاء أولوية قصوى لقضايا تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، وكذا تشجيع استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.

واتفقا على مواصلة جهودهما المشتركة ذات الصلة في هذه المجالات من خلال تبادل الخبرات والنماذج التي يتم تطويرها للتكيف وبناء المرونة في مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.

وهنأ رئيس الوزراء ناريندرا مودي الرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة مصر الناجحة لأعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي عقدت في مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر 2022، خاصةً فيما يتعلق بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة البلدان النامية المعرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، ورحبا أيضًا بإطلاق "المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد".

وأعرب الرئيس السيسي عن دعمه لمبادرة "أسلوب حياة من أجل البيئة" التي أطلقها رئيس الوزراء مودي بهدف نشر الوعي حول الاستخدام الرشيد للموارد ومبادرة "مهمة الحياة" التي تهدف إلى جعل قضية مكافحة تغير المناخ شمولية من خلال مساهمة جميع الناس فيها وتعزيز روح الانتماء للكوكب.

وأعرب رئيس الوزراء مودي أيضًا عن دعمه لمبادرة "اتحضر للأخضر" التي أطلقها الرئيس السيسي والتي تهدف إلى تغيير السلوكيات ونشر الوعي البيئي وحث المواطنين على حماية البيئة والموارد الطبيعية والمحميات الطبيعية والحياة البحرية للحفاظ على الاستدامة.

وأشار الزعيمان إلى أن الحضارات القديمة في الهند ومصر لديها ممارسات حياتية مستدامة متجذرة في ثقافتها وتقاليدها بما يمكنها من أن تقدم للعالم أجمع نماذج يحتذى بها عن الاستدامة وكيفية العيش في وئام مع الطبيعة.

وأكد الزعيمان التزامهما الراسخ باتخاذ إجراءات مناخية طموحة على أساس المبادئ المتفق عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، والتي تقضي باتخاذ مسارات نظيفة ومنخفضة الكربون وفقًا للظروف الوطنية لكل دولة.

وأكدا مجددًا عزمهما على تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة بهدف الوفاء بالتزامات العمل المناخي ذات الصلة.

وأعرب الزعيمان عن رغبتهما في تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، خاصةً الهيدروجين الأخضر، ورحبا بالتوقيع الذي تم مؤخرًا على اتفاقية إطارية ومذكرات تفاهم بين السلطات المصرية وشركات هندية لإقامة مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأكد الجانبان على أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة، واتفقا على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة الخضراء بين البلدين.

* العلوم والتكنولوجيا والتعليم

أعرب الزعيمان عن ارتياحهما للتعاون طويل الأمد بين مصر والهند في مجال العلوم والتكنولوجيا، واتفقا على أنه أهمية التعاون بين البلدين في مجالات التكنولوجيات الناشئة من خلال تبادل أفضل الممارسات والقيام ببحوث مشتركة في المجالات ذات الاهتمام المتبادل، مثل التكنولوجيا النانوية والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة.

وإدراكًا منهما للإمكانات الهائلة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعزيز الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، رحب الزعيمان بتوقيع الجانبين على مذكرة تعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات مع التركيز على الحوكمة الإلكترونية وتقديم الخدمات العامة الإلكترونية، بما في ذلك التعلم الإلكتروني والتطبيب عن بعد وإعادة تأهيل وصقل مهارات المواهب الشابة في مجالات التقنيات الجديدة والناشئة. كما رحبا بعمل شركات هندية في مصر متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأعربا عن ثقتهما في توثيق التعاون في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

و اتفق الزعيمان على أن التعليم وتنمية المهارات من خلال تبادل الطلاب والأكاديميين بين البلدين من شأنه أن يقوي الروابط بين الشعبين. ومن ثم، فقد قررا تعزيز الشراكة الثنائية في مجال التعليم من خلال استكشاف إمكانية التعاون بين الجامعات المصرية ومؤسسات التعليم العالي العامة الهندية.

وأعرب الجانبان عن عزمهما إجراء المزيد من المشاورات بين الأجهزة الوطنية المعنية لتسهيل إجراءات إنشاء فرع لإحدى مؤسسات التعليم العالي الهندية في مصر، وذلك وفقًا للوائح والقوانين ذات الصلة في البلدين.

* الفنون والثقافة والتراث

أعرب الزعيمان عن تقديرهما للتبادل الثقافي المتنامي بين مصر والهند، ورحبا بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الثقافة بين البلدين، والتي ترمي إلى زيادة تعزيز التبادلات الثنائية في مجالات الموسيقى والرقص والمسرح والأدب والمكتبة والمحفوظات والمهرجانات الثقافية.

وأعرب الزعيمان عن تشجيعهما لتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني "براسار بهاراتي" الهندية و"الهيئة الوطنية للإعلام" المصرية، وذلك بهدف زيادة الإنتاج المشترك للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وتنفيذ برامج بحثية وتدريبية، وتبادل الموظفين.

و أكد الزعيمان أن المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في مصر والهند تمثل كنوزًا لا تقدر بثمن من التراث الثقافي للبشرية.
وأعربا عن أملهما في تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين للحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها بهدف تعميق فهم التاريخ الإنساني وزيادة الوعي الثقافي لدى الشعبين.

وفي إشارة إلى أهمية تعزيز الاتصالات الشعبية بين مصر والهند، اتفق الزعيمان على دراسة مدى إمكانية تنظيم مهرجانات مشتركة، وتشجيع تبادل الزيارات بين الشخصيات الرائدة في مختلف المجالات الفنية، واستكشاف الجوانب الثقافية المشتركة، وكذلك تشجيع ترجمة الأعمال الأدبية، ودعم الإبداع السينمائي، وتطوير صناعة السينما في البلدين.

* السياحة

تناول الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال السياحة من خلال تشجيع الفعاليات السياحية والترويجية.

واتفقا على العمل على تشغيل رحلات جوية بين القاهرة ونيودلهي، والتي قد يتبعها تشغيل رحلات مباشرة بين نقاط الاتصال الأخرى في الدولتين، وفقًا لما سيتم الاتفاق عليه مستقبلًا.

ويلتزم البلدان بتشجيع شركات الطيران في بلديهما على الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك من خلال تقديم كافة التسهيلات الممكنة والتيسيرات المطلوبة.

* الأطر متعددة الأطراف

يولي الجانبان أهمية كبيرة لإصلاح هيكل الحوكمة في النظام الدولي متعدد الأطراف من خلال التنسيق بين البلدان النامية والدول متشابهة الفكر فيما يتعلق بالقضايا المشتركة ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتغير المناخ، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة.

و أقر الزعيمان بالتعاون الوثيق بين مصر والهند في مختلف المحافل متعددة الأطراف، وأكدا التزامهما بتحقيق إصلاحات شاملة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال توسيع فئتي العضوية وتعزيز تمثيل الدول النامية.

وقد أعربت الهند عن تقديرها لجهود مصر خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2016-2017.

ومن جانبها، أعربت مصر أيضًا عن تقديرها لمساهمات الهند خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2021-2022. كما اتفق البلدان على التعاون عندما يتم انتخاب أي منهما كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأحاطت مصر علمًا بترشح الهند للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2028-2029.

و سلط الزعيمان الضوء على الدور الريادي لمصر والهند في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، خاصةً في ضوء كونهما من بين أكبر عشر دول مساهمة بقوات عسكرية وشرطية في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

في هذا السياق، أكد الجانبان على أهمية ضمان مشاركة البلدان المساهمة بقوات حفظ السلام في عمليات صنع القرار المتعلقة بتلك البعثات.36. أشاد الرئيس السيسي بقيادة الهند في التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) والتحالف من أجل بنية تحتية صامدة أمام الكوارث (CDRI). وأعربت الهند عن تقديرها لدعم مصر لجهود التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وتطلعها إلى انضمام مصر لعضوية التحالف من أجل بنية تحتية صامدة أمام الكوارث.

وأعرب الجانبان عن عزمهما تكثيف تبادل الزيارات على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري والرسمي.

واتفقا على إجراء مشاورات منتظمة ووضع آليات "الشراكة الاستراتيجية" لضمان الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أعلى بهدف تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

وقد وجه الرئيس السيسي الشكر إلى رئيس الوزراء مودي على حسن الضيافة التي قدمتها حكومة وشعب الهند.

كما وجه الرئيس السيسي دعوة كريمة إلى رئيس الوزراء مودي لزيارة مصر، وتطلع الزعيمان إلى استمرار التفاعل على جميع المستويات والمنتديات.

* التعاون الاقتصادي

تعد الهند ثالث أكبر سوق مستورد من مصر وسادس أكبر شريك تجاري وسابع أكبر مصدر إليها. حيث بلغ التبادل التجاري بين مصر والهند خلال العام المالي 2021/ 2022. نحو 7.26 مليار دولار. بزيادة 75% علي العام المالي 2020/ 2021.

فيما بلغ حجم صادرات مصر إلي الهند 3.52 مليارات دولار . بزيادة 86% عن العام المالي 2020/ 2021. و3.74 مليار دولار حجم واردات مصر من الهند. بزيادة 65% عن العام المالي 2020/ 2021.

وكانت الزيوت المعدنية. البترول والأسمدة والكيماويات غير العضوية والقطن أهم الصادرات المصرية إلي الهند. بينما لحم الجاموس والحديد والصلب والمركبات الخفيفة والغزل القطني أهم صادرات الهند إلي مصر.

ويبلغ عدد الشركات الهندية في مصر أكثر من 50 شركة بإجمالي استثمارات بلغت 3.15 مليار دولار في مجالات عديدة. وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وبلغ حجم التبادل التجاري غير البترولي بين مصر والهند. خلال الـ11 شهرًا الأولي من عام 2022. نحو 4.1 مليار دولار. منها 723 مليون دولار صادرات مصرية.

كما تبلغ قيمة الاستثمارات الهندية في مصر 3.2 مليار دولار في 52 مشروعًا.

وكانت خبرة الهند في مجال الطاقة الشمسية مفيدة. تجلي ذلك بوضوح من خلال الشراكة المصرية الهندية في إنشاء مشروع مزرعة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان. التي تعد الآن أكبر مجموعة من محطات الطاقة الشمسية في العالم.

وفي يوليو الماضي. وقعت مصر مذكرة تفاهم مع شركة" رنيو باور برايفت ليمتد" الهندية لبناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. باستثمارات تبلغ 8 مليارات دولار وبطاقة إنتاجية 20 ألف طن سنويا. وهو معدل قابل للزيادة إلي 220 ألف طن سنويا. من خلال الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة.

وتعد الهند من بين جهات توريد القمح. وفي مايو من العام الماضي. سمحت نيودلهي التي كانت قد فرضت حظرًا علي بيع القمح. بتصدير 61 ألف طن إلي القاهرة. نظرًا لتأثر الأسواق بالأزمة الأوكرانية.


* خلفية تاريخية
ترتبط مصر والهند بعلاقات تاريخية ممتدة منذ عقود.. ازدهرت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أسس شراكة قوية حديثة مع نيودلهي في كافة المجالات.

ويعود تاريخ العلاقات المصرية الهندية، منذ الإعلان المشترك عن قيام علاقات دبلوماسية بين البلدين علي مستوي سفير في أغسطس 1947.

ثم تطورت العلاقة إلي صداقة وثيقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي آنذاك جواهر لال نهرو. وتوقيع معاهدة صداقة بين البلدين عام 1955. وكان للدولتين دور متميز في إنشاء وإرساء حركة عدم الانحياز.

وتعززت العلاقات الأخوية والودية بين مصر والهند بشكل أكبر من خلال رحلات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الهند في أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016 وحاليا حيث شارك في الاحتفال بـ"يوم الجمهورية".

* أذربيجان .. المحطة الثانية

السيسى أول رئيس مصرى يزور أذربيجان..

قمة الرئيس ونظيره الأذرى تؤكد أهمية تعزيز التبادل التجاري وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين البلدين.. قضايا الشرق الأوسط والأزمة الروسية ومكافحة الإرهاب على رأس المباحثات.

* رجال الاعمال في اذربيجان: نتطلع لتعظيم الاستثمارات مع مصر

استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارته إلى اذربيجان بالاجتماع مع كبار رموز الاقتصاد ورجال الاعمال ورؤساء كبرى الشركات في اذربيجان، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين الأذريين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وعلى رأسهم وزير الاقتصاد الأذري، إلى جانب حضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية.

الرئيس أعرب عن تطلع مصر لتعظيم حجم الاستثمارات المشتركة بين الجانبين سواء على مستوى الحكومى أو القطاع الخاص موضحاً في هذا الصدد ما قامت به الدولة من جهود واصلاحات استهدفت تبسيط وتسهيل الاجراءات الادارية للاستثمارات فى اطار متكامل من البيئة التشريعية الحديثة للاستثمار في مصر، فضلاً عن حجم الفرص الاستثمارية الضخمة المتاحة، سواء فى ضوء المشروعات التنموية العملاقة الجاري تنفيذها، او في من خلال الصندوق السيادي، ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تتضمن مناطق صناعية ولوجستية كبرى على سواحل البحرين المتوسط والاحمر، وما تتمتع به من امتيازات استثمارية متنوعة بالاضافة الى موقع مصر الاستراتيجي كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما في القارة الافريقية التى يتجاوز تعداد سكانها مليار نسمة.

خخ

من جانبهم، أعرب المسئولون الأذريون عن تقديرهم لحرص الرئيس على الالتقاء شخصياً بهم، الامر الذى يدعم تعزيز أواصر التعاون المشترك العابر للحدود بين البلدين، مؤكدين تطلعهم لتعظيم التعاون والاستثمارات المشتركة مع مصر فى ضوء ما يلمسونه من ارادة سياسية ومتابعة شخصية للسيد الرئيس لنشاط الاستثمارات الاجنبية فى مصر، وكذلك مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لاسيما في قطاعات البنية التحتية، والنقل، والطاقة الجديدة، والهيدروجين الاخضر، وإنتاج الطاقة الكهربائية، والصناعات الدوائية.

شهد اللقاء حواراً مفتوحاً مع رؤساء وممثلى الشركات الأذرية، والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر مع استعراض خططهم للاستثمار فى مصر أو للتوسع فى مشروعاتهم القائمة فى عدد من المجالات، وتعزيز التواصل بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية إلى آفاق أرحب تتلاقى مع طموحات الشعبين الشقيقين.

* مباحثات قمة

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الأذري إلهام علييف بمقر قصر "زوجلوب" الرئاسي بباكو، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية لأذربيجان، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

تت

ورحب الرئيس "إلهام علييف" بالرئيس ضيفاً عزيزاً في أذربيجان، وتقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، ومشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر وأذربيجان، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.

من جانبه، عبر الرئيس عن خالص التقدير للرئيس "علييف" على دعوته لزيارة أذربيجان وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيداً بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وأذربيجان ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال الزيارة الحالية مع كون الرئيس أول رئيس مصري يقوم بزيارة إلى باكو، وما يحمله ذلك من رغبة وإرادة صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات المصرية/ الأذرية واستكشاف أوجه التعاون في شتى المجالات، إلى جانب استمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين.

* الرئيس الأذري يشيد بالإصلاح الاقتصادي بمصر

أشاد الرئيس "علييف" بالمسار الإصلاحي الاقتصادي في مصر، والذي كان مؤداه التحسن الملحوظ والمستمر في مؤشرات الاقتصاد المصري، كما أكد الجانبان أهمية البناء على عمق العلاقات التاريخية الودية الطيبة بين مصر وأذربيجان على المستويين الرسمي والشعبي، وما تمثله من قاعدة راسخة لتطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى التعاون بين الجانبين، ويعمل على توطيد أطر التعاون الثنائي والحوار السياسي لتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.

وأكد الجانبان أيضاً أهمية العمل على تعزيز التبادل التجاري، وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال، كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين في عدد من القطاعات، وذلك في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها البلدان والفرص العديدة للتعاون بوجه عام، خاصةً في مجال الطاقة سواء الجديدة والمتجددة أو الغاز الطبيعي، في ضوء سعي مصر للتحول الى مركز إقليمي للطاقة، علاوةً على التعاون في مجالات أخرى كالإنشاءات والبنية التحتية، والنقل، والصناعات الدوائية، والسياحة والثقافة.

المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس الأذري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي.

توافق وجهات نظر البلدين فى هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.

أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فاستعرض الرئيس رؤية مصر للتسوية في ليبيا وجهودها في هذا الصدد من أجل دعم المسارات السياسية والدستورية والاقتصادية.

وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية عل المستوى الدولي، بالإضافة إلى تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.

الرئيس السيسى والرئيس الأذري شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في مجالات الثقافة، والموارد المائية، وبين وزارة التجارة والصناعة المصرية ووزارة الاقتصاد الأذرية.

أكد الرئيس السيسي على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهو الأمر الذي سيكون محل بحث معمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المقرر عقدها في القاهرة العام القادم 2024.

وأعرب الرئيس السيسى- خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية أذربيجان- عن سعادته بتواجده في العاصمة باكو وتشرفه بأن يكون أول رئيس لمصر يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور ثلاثين عاماً على إنشائها خلال العام الماضي 2022.

وأعرب الرئيس السيسى، عن إعجابه الشديد بالتقدم الحضاري والعمراني للعاصمة باكو، والذي يعكس مدى الجدية والجهد الذي بذلته الحكومة والشعب الأذري الصديق لتحقيق هذه الصورة المشرفة لعاصمة متحضرة ومتطورة، معربا عن تمنياته لأذربيجان مزيداً من التطور والرخاء.

ورحب الرئيس ونظيره الأذري باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين

وقال الرئيس السيسى إنه تم خلال المباحثات أيضا استعراض الجهود التي تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والأفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية المبرمة بين مصر وهذه الدول.

* علاقات ممتدة

وتقوم العلاقات المصرية الأذرية على أساس قوي من التماثل والتقارب، كما تعد مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان فى ديسمبر 1991.. وترتبط الدولتان بعلاقات تاريخية وتفاهمات سياسية تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.واحتفلت مصر وأذربيجان فى 2022 بذكرى مرور 30 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، كما شهد عام 2022 انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة المصرية الأذرية للتعاون الاقتصادي والفني في باكو.ودشنت الدولتان خط الطيران المباشر بين باكو وشرم الشيخ، والذي ساهم في تعزيز معدلات السياحة بين البلدين.وشاركت مصر في فعاليات المنتدى العالمي الرابع للحوار بين الثقافات في باكو بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

* أرمينيا.. المحطة الأخيرة

زيارة تاريخية قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الى ييريفان عاصمة أرمينيا، هى الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ استقلال أرمينيا في عام 1991

السيسي: خصوصية متفردة للعلاقات التاريخية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن العلاقات التاريخية بين مصر وأرمينيا لها خصوصيتها المتفردة على المستوى الشعبي، إذ تعود إلى استضافة مصر تاريخيا لعشرات الآلاف من الأرمن الذين سكنوا مصر وأسهموا إسهامات مقدرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية وكان لدورهم الطيب الأثر في إثراء حياة المجتمع المصري.

وأعرب الرئيس السيسي - في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني فاهاجن خاتشاتوريان - عن سعادته بتواجده في العاصمة الأرمينية يريفان كأول رئيس مصري يزور هذه المدينة الرائعة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور 30 عاما على إنشائها عام 2022، وهي الزيارة التي تعكس مدى الاهتمام والتقدير الذي تكنه مصر لعلاقاتها مع أرمينيا واهتمامها بتطويرها في مختلف المجالات.

س

وتوجه الرئيس السيسي لنظيره الأرميني بالشكر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وقال "انعكس هذا المناخ الودي على أجواء المباحثات اليوم مع الرئيس فاهاجن، فقد تم التطرق خلال المباحثات إلى الطفرة التي حققتها مصر في مجال إنتاج الطاقة، وذلك ليس فقط اتصالا بمجال الغاز ولكن أيضا ارتباطا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، بما يجعلها مقصدا استثماريا واعدا في ضوء توافر الطاقة اللازمة للصناعة وما ترتبط به من اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع الدول العربية والإفريقية بما يكسب المنتجات المصنعة في مصر مميزات تنافسية كبرى".

وأبدى الرئيس السيسي تقدير مصر لمشاركة نظيره الأرميني في القمة العربية للمناخ كوب 27 التي عقدت بشرم الشيخ في نوفمبر 2022 والتي عكست مدى الاهتمام الذي توليه أرمينيا بقضية المناخ.

رئيس الوزراء الارميني للسيسي: دور محوري لمصر بالشرق الأوسط وأفريقيا

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات مع رئيس الوزراء الأرميني "نيكول باشينيان".

"باشينيان" أعرب عن سعادته بزيارة الرئيس لأرمينيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع مصر في ضوء محورية دورها في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها الخارجية المستقلة والمتوازنة في التعامل مع التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

كما أشاد رئيس وزراء أرمينيا بالعلاقات التاريخية والخاصة التي طالما ربطت بين البلدين الصديقين، وبالزخم الذي شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان آخرها مشاركة الرئيس الأرميني في القمة العالمية للمناخ COP27 التي عقدت في شرم الشيخ في نوفمبر الماضي.

كما استعرض الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التنموية التي تتبناها الدولة، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، م

Katen Doe

علا الحاذق

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من تقارير مصر

ذكرى تأميم قناة السويس.. تجسيد لانتصار إرادة المصريين

قبل 69 عاما وفي ميدان المنشية ببالإسكندرية.. أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في السادس والعشرين من يوليو عام 1956تأميم قناة...

ثورة 23 يوليو.. ألهمت شعوب العالم.. ومهدت الطريق للجمهورية الجديدة

غيرت مجرى التاريخ وألهمت شعوب العالم.. وما زالت تلهم الأجيال وتمنح المصريين العزم على تجاوز التحديات.. ومهدت لبناء دولة المؤسسات...

"جوهرة الشرق" تتألق في عيدها القومي وتتحول لمدينة خضراء

مشروعات واعدة وخدمات جديدة وإنجازات كثيرة تنير ميادين وشوارع العاصمة خلال احتفالاتها بالعيد القومي يوم 6 يوليو من كل عام،...

قانون الإيجار القديم.. بين حقوق الملاك ومخاوف المستأجرين

خطوة تشريعية طال انتظارها أثارت حالة كبيرة من الجدل بعد موافقة مجلس النواب بشكل نهائي على مشروع القانون المقدم من...