الاضطراب المالي قد يضعف تركيز البنوك المركزية على التضخم

محافظو البنوك المركزية السابقون ينقسمون حول ما إذا كان يتعين على الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا مواصلة رفع أسعار الفائدة أو التوقف مؤقتًا لتقييم إلى أي مدى ستؤدي الاضطرابات المصرفية إلى كبح الإقراض واضعاف الطلب.

في الأسبوع الماضي، مضى البنك المركزي الأوروبي في الزيادة المخطط لها بمقدار نصف نقطة مئوية، وأصر على أنه لا توجد "مقايضة" بين محاربة التضخم وضمان الاستقرار المالي.

بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ قراره بشأن الفائدة خلال ساعات بينما يجتمع بنك إنجلترا في وقت لاحق للنظر في أسعار الفائدة.

"فاينانشيال تايمز" نقلت عن محللين توقعات بزيادة بنحو ربع نقطة من كلا البنكين، على الرغم من انهيار المقرضين الأمريكيين سليكون فالي وسجنتشر واستحواذ منافس UBS السويسري على كريديت سويس.

المستشارة والخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفيدرالي كلوديا سهام قالت إن إخفاقات البنوك أظهرت أن أسعار الفائدة ارتفعت بدرجة كافية.

المديرة السابقة للأبحاث في البنك المركزي الأوروبي لوكريزيا ريتشلين قالت إن المخاوف المصرفية يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار" للتأثير الذي أحدثته بالفعل تكاليف الاقتراض المرتفعة.

وقالت إن توترات السوق سيكون لها حتما تأثير على الأوضاع المالية علاوة على ما كان يحدث بالفعل مؤكدة أن البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا يجب أن يوقفوا زيادات أسعار الفائدة وأن يبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرتها.

في المقابل، قال آخرون إنه على المسؤولين الاستمرار في رفع أسعار الفائدة.

رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن آدم بوسن قال إنه على الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة وعدم المخاطرة بترسيخ "ديناميكيات التضخم".

وفي رد على مسئولية رفع الفائدة على انهيار البنوك قال إن البنك المركزي الأوروبي الذي رفع أسعار الفائدة قبل انهيار بنك ليمان براذرز في خريف ذلك العام ليس البنك المركزي الأوروبي في عام 2008.

العضو السابق في لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، تشارلز جودهارت والذي كان من بين أول من حذر من الارتفاع الأخير في التضخم قال إن اختيار بنك انجلترا يجب أن يكون واضحًا.

وقال إنه في المملكة المتحدة سيكون من الخطأ أن نتوقف قليلا نظرا لأن ذلك من شأنه أن يقود إلى الشك في مشاكل خفية في البنوك ومن شأنه أيضًا أن يثير مخاوف من أن بنك إنجلترا الامر الذي يهدد الاستقرار المالي أكثر من التضخم.

واضعو السياسة النقدية قد يتخلوا عن ارتفاع أسعار الفائدة إذا أصبح من الواضح أن البنوك تكبح بشدة الإقراض استجابة للاضطراب.

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد قالت إن التراجع الأخير في رغبة بنوك منطقة اليورو في توفير الائتمان "قد يتزايد" بسبب توترات السوق وأن البنك المركزي سيحتاج إلى أخذ ذلك في الاعتبار في قراراته المقبلة.

مستشار رئيس الولايات المتحدة الاسبق باراك أوباما أكد أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يغير وجهة نظره ليعكس تشديد الأوضاع المالية.

وشدد على ان البنوك المركزية لن تكون بالضرورة قادرة على الحفاظ على فصل واضح بين استقرار الأسعار والاستقرار المالي إذا تصاعدت المشاكل المصرفية إلى أزمة أوسع.

وقال إنه من المرجح أن ينشأ موقف لا تكون فيه عمليات السيولة كافية لتحقيق الاستقرار في الأسواق ، مضيفًا أنه إذا تدهورت الأمور أكثر مما كان متوقعًا حاليًا فقد تظهر المعضلة بين الاستقرار المالي واستقرار الأسعار.

وشدد على ان المشكلات في الولايات المتحدة حتى الآن اقتصرت على مجموعة من البنوك متوسطة الحجم التي "استغلت ثغرة تنظيمية" ، مع عدم وجود أي مؤشر على وجود مشاكل نظامية.

قرارات منتظرة للبنوك المركزية التي تجتمع لاول مرة بعد صفعة غير منتظرة للقطاع المصرفي الذي يعد مصدر الاموال للنشاط الاقتصادي عامة وهو ما يشكل النظرة لمستقبل الاقتصاد.