عن عمر ناهز 95 عامًا، أعلن الفاتيكان، وفاة البابا الفخري السابق للفاتيكان بنديكت السادس عشر، ورقم 265 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في دير الكنيسة الأم في الفاتيكان.
لم يكن خبر وفاة بنديكت مفاجأة، إذ أعلن البابا فرنسيس، في نهاية جلسته الأسبوعية العامة: "أود أن أطلب منكم جميعًا أن تصلوا صلاة خاصة من أجل البابا الفخري بنديكتوس، لأنه يعاني من مرض شديد، وأن تدعو الرب لمواساته وشد عزيمته".
* البداية .. وعرش القديس بطرس
جاء انتخاب البابا بنديكتوس السادس عشر، رغم أنه كان متوقعا على نطاق واسع، في شهر إبريل 2005 تكليلا لمسيرة صعود سريعة ومثيرة للجدل إلى حد بعيد لجوزيف راتزينجر "البابا بنديكتوس".
كان راتزينجر يبلغ من العمر 78 عاما عند اعتلائه عرش القديس بطرس، ولذا تضافر العمر والمرض على تقصير فترة ولايته، ففي عام 2013، أعلن نيته التنحي، ليصبح أول بابا يتخلى عن المنصب اختياريا منذ أكثر من 600 سنة.
فاجأ البابا الكاثوليك في جميع أنحاء العالم في 11 فبراير 2013 عندما أعلن أنه لم يعد لديه القوة لإدارة الكنيسة الكاثوليكية التى يبلغ عدد أتباعها 1.2 مليار شخص، والتى قادها لفترة ثمانى سنوات بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثانى. بنديكت أكد في كتاب نشر عام 2016 أن اعتزاله كان قرارًا شخصيًا نسبه إلى تراجع قدراته وليس بسبب فضائح رجال الكنيسة آنذاك .
وفي عام 2020، أعلن الفاتيكان أعلن أن بنديكت عانى من "حالة مؤلمة، ولكنها ليست خطيرة"، في أعقاب تقارير بوسائل إعلام ألمانية أفادت بأنه مريض.
وقبل ذلك بعامين، وفي رسالة عامة نادرة نشرت في صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، كتب بنديكت أنه "في ظل التهالك البطيء لقوتي الجسدية، فأنا في رحلة حج داخلية نحو الوطن".
* كاهن بدرجة أستاذ جامعي
ولد يوزف أَلويسيوس راتسينجر لعائلة متدينة في السادس عشر من أبريل عام 1927، في بلدة ماركت بولاية بافاريا جنوب ألمانيا، وفي عام 1944 حينما كان في السابعة عشرة من عمره ، أجبر على الالتحاق بالجيش بسبب الحرب، وبعد انتهاء الحرب التحق بالجامعة لدراسة اللاهوت مثل شقيقه الأكبر منه بثلاث سنوات جيورج، وكلاهما تم ترسيمهما كاهنين عام 1951.
وفي نهاية الخمسينيات حقق يوزف راتسينجر نجاحًا باهرًا في علم اللاهوت، وحصل على درجة أستاذ فيه، وحظى باحترام كبير من الجميع بسبب خبرته وعلمه، وبعد أن أصبح قريباً من رئيس أساقفة كولونيا، شارك البروفسور راتسينجر في مجلس الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965 والذي تولى العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الحديث.
وفي عام 1977 تم تعيينه رئيسًا لأساقفة ميونيخ وفرايزينج وبعد ذلك بمدة قصيرة ترقى إلى كاردِينال، ثم استدعاه البابا يوحنا بولس الثاني إلى روما بعد أربع سنوات، ليتولى منصب رئيس مجمع عقيدة الإيمان، واشتهر حينها بأنه متشدد فيما يتعلق بتعاليم الكنيسة وقضايا الإصلاح مثل دور المرأة.
في عام 2005 فاز يوزف راتسينجر في انتخابات البابا بعد وفاة يوحنا بولس الثاني، وكان معروفًا أنه أكثر تحفظًا من خليفته، البابا فرانسيس، الأمر الذي جعل الفرحة تعم بين الألمان باعتباره أول ألماني يصل لهذا المنصب منذ 700 عام، فنشرت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار صفحتها الأولى بعنوان "البابا منّا نحن"، ولكن الأمر لم يخلو من الانتقادات، حيث رأى البعض أنه متقدم في السن ليتربع على الكرسي الرسولي، فيما شعر آخرون بالقلق من أن خطه المحافظ سيعيق دفع عملية الإصلاح إلى الأمام.
كما تناولت المقالات التي نشرها بنديكت في أعوام 2018 و 2019 و 2020 المناقشات الجارية في الكنيسة وأثارت حفيظة البعض، ففي إحدى المقالات مثلا أشار إلى أن حركة الاحتجاج الطلابية عام 1968 أدت إلى تحرر من القيم الأخلاقية، معتبرها مسؤولة جزئياً عن حالات الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية.
ورغم تقاعده، فضّل البابا الفخري بنديكت السادس عشر ارتداء قبعة بيضاء، كما يفعل الباباوات الحاكمون، واستمر المقربون منه في مخاطبته بـ "الأب المقدس".
* قضايا شائكة
اتخذ البابا السادس عشر على عاتقه مهمة تلطيف موقف الفاتيكان من مواضيع مثل الإجهاض والمثلية الجنسية، فضلًا عن بذل المزيد من الجهود لمعالجة أزمة الاعتداء الجنسي التي اجتاحت الكنيسة في السنوات الأخيرة، وألقت بظلالها على البابا، فقد اتهم المنتقدون الكنيسة بالابتعاد عن العدالة عبر الاكتفاء بنقل الجناة والتستر على جرائمهم.
وحاول البابا أن يلقي الضوء على هذا الظلم ويمد يده للضحايا السابقين، فالتقى ببعضهم على انفراد في الخارج، ووصف الاعتداءات الجنسية بـ"المصيبة"، وقال إنها سببت "ألما كبيراً".
كما فرض بعد ذلك إرشادات أكثر صرامة لتدريب الكهنة، ولكن عادت الاتهامات بالإشارة له بعد أن نُشر تقرير في إحدى الصحف يدينه بعدم التحرك أمام العنف الذي تمت ممارسته بحق قصّر في أبرشية ميونخ، ليطلب البابا المستقيل "الصفح" من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها كهنة أثناء توليه مسؤولياته في الكنيسة، بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على النشر، وأكد في رسالة نشرتها الفاتيكان، أنه لم يتستر مطلقا على الكهنة الضالعين في ذلك حين كان يتولى تلك الإبرشية، وأضاف: "كانت لدي مسؤوليات كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية، ألمي أكبر عن أعمال العنف الجنسي، والأخطاء التي ارتكبت في أماكن مختلفة خلال فترة مسؤوليتي".
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
يحيي الشعب الفلسطيني اليوم 30 مارس، الذكرى الـ47 لـ"يوم الأرض"، المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976،...
تسبب قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, بإقالة وزير دفاعه يوآف جالانت, من منصبه, على خلفية انحيازه للمعارضة في مطالبها...
ما تلبث المنطقة أن تهدأ من وقع تصريح لأحد الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش, حتى تشتعل بفعل تصريح...
يوماً بعد يوم يزداد التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث استشهد 6 فلسطينيين برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في جنين،...