د. عبد المنعم سلطان: الله إذا أحب عبدا ابتلاه وإذا صبر اجتباه

قال د. عبد المنعم سلطان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة المنوفية إن إرادة الله اقتضت ألا تكون حياة الناس يسراُ دائماُ أو عسراً دائماُ، بل غنى وفقر وصحة ومرض، فما من أحد من الخلق إلا مبتلى بمرض أو فقر أو فقد أو بمشاكل الدنيا ومصائبها، ولكن كل ذلك يهون على المسلم بما يرزقة الله من صبر ورضا، فمن صبر له الرضا ومن سخط فله السخط، فإذا رضى العبد بقضاء الله وقدرة وصبر على المحن والابتلاءات ارتفعت درجته عند الله، لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، وإذا صبر اجتباه.

وذكر أن الرضا بقضاء الله وقدره من أفضل نعم الله على الإنسان، فهى عبادة قلبية عظيمة الشأن وأساس من أسس الإسلام وكمال الإيمان، فلا يكتمل إسلام العبد ولا يتذوق طعم الإيمان حتى يرضى بالله ربا والإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولاً، ففى الحديث الذى رواة مسلم: "ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضيَ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبيا".

وتابع "من وصايا لقمان عليه السلام لولده كى ينال رضا الله؛ أن تعبده تعالى لا تشرك به شيئًا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت".

وأوضح أن نعمة الرضا تقرب العبد من ربه وتبعدة  عن سخطه، قَالَ اللَّهُ تعالى: "هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، وفي الحديث الشريف: "من رضيَ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيًّا وجبتْ لهُ الجنةُ".

وذكر أن الرضا نوعان؛ الأول وهو الرضا بفعل المأمور واجتناب ما نهى الله عنه، والثانى الرضا بالقضاء والقدر.

وختاما تحدث عن الأمور التى تعين العبد على الرضا؛ وهى القناعة بما قسم الله، واليقين بأنه لا مفر من قضاء الله، ومجاهدة النفس بتعويدها  على الطاعة والعبادة، وأن ينظر الإنسان إلى من هو أسفل منه فى العطاء وخاصة المهمومين وأصحاب المصائب وذلك أدعى للرضا.

برنامج (حديث الصباح) يقدم عبر إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعى محمد عبد الحق.