"أبو العينين شعيشع" واحد من أهم وأشهر قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم العربى والإسلامى، فقد تركت تلاوته بصمة فى آذان
المستمعين لدرجة أنهم لقبوه بملك الصبا، ويقال إن وفاة والده كان لها عظيم الأثر فى صبغ صوته بهذا الوتر الحزين.. حفظ "أبو العينين شعيشع" القرآن الكريم فى الكُتّاب عند عمر العاشرة، وذاع صيته فى عالم التلاوة صبيا، حيث قرأ القرآن الكريم فى المسجد الأقصى بعمر الرابعة عشرة، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره فى عام 1939 قدمه إمام الديوان الملكى المصرى حينذاك الشيخ عبد الله عفيفى -الذى كان معجبا بصوته- إلى الإذاعة، وبالفعل تعاقدت الإذاعة معه باعتباره أصغر قارئ للقرآن بمصر، ومنذ ذلك الحين عرفه الشيخ محمد رفعت وتوطدت العلاقة بينهما، وكان من أكثر من تأثر بهم "شعيشع" فى تلاوة القرآن الكريم الشيخ "محمد رفعت"، الأمر الذى دفعه لاستكمال الأجزاء التالفة من تسجيلات الإذاعة للشيخ محمد رفعت بصوته، والغريب أنه لم يلاحظ أحد ذلك الأمر.
شارك "شعيشع" مع القراء "محمود على البنا" و"عبدالباسط عبدالصمد" و"أحمد الرزيقى" فى إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، وانتخب نقيبا لها، بل أصبح نقيبا لقراء القرآن الكريم حتى وافته المنية عام 2011، وكان قد تولى عضوية لجنة اختيار القراء بالإذاعة، وكذلك اللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وكان عضوا فى لجنة عمارة المساجد بالقاهرة.
ظهر صوت الشيخ "شعيشع" فى عدد من الأفلام السينمائية، يرفع فى بعضها الأذان، ويتلو فى بعضها القرآن الكريم، وكان أول ظهور له فى فيلم "النائب العام" عام 1946 كقارئ وطالب أزهرى، وأرسلت له مشيخة الأزهر برئاسة الشيخ مصطفى عبدالرازق خطاب شكر على دوره فى ذلك الفيلم، كما شارك فى فيلمى "آمنت بالله" و"غضب الوالدين" فى عام 1952.
تنشر "الإذاعة والتليفزيون" اليوم حوارا نادرا أجرته مع الشيخ "شعيشع" منذ 63 عاما، حيث نشر الحوار فى عدد المجلة رقم 1306 فى 26 مارس 1960، وكان المحاور هو الناقد الفنى الشهير "عبد الله أحمد عبد الله" الشهير بـ"ميكى ماوس"، وربما لذلك تحدث "شعيشع" فى الحوار عن الفن والموسيقى، فالبيئة الدينية التى نشأ فيها الشيخ لم تمنعه من العزف على العود والبيانو والاستماع للأغانى.
فإلى نص الحوار:
ولد "أبو العينين" فى "بيلا" مديرية كفر الشيخ فى عام 1922 وكان شقيقه الأكبر مقرئا معروفا أيامها وكان يحبه، ومن ذلك الحب اتجه فى نفس طريقه، وأحس بشغف كبير من طفولته لأن يحفظ القرآن، وأن يتلوه وصوته مازال رفيعا.. لم يخشن بعد.. وعندما اخشن صوته.. كان قد أولع بالطريقة الخالدة التى كان يتلو بها المرحوم الشيخ محمد رفعت وتأثر به، وبدأ جمهور شعيشع يتكون من الأرياف ثم فى المديرية إلى أن جاء إلى القاهرة.. دعى ليقرأ فى مأتم المرحوم الشيخ "الخضرى" وكان من أفاضل العلماء، وسمعه المرحوم عبدالله عفيفى إمام الحضرة الملكية سابقا فاحتضنه وطلب منه أن يبقى فى القاهرة.. وفى عام 1929 كانت أولى إذاعاته وكان أجره عنها نصف جنيه بالكمال والتمام.
وفى القاهرة أصبحت له صداقات كثيرة أكثرها مع أهل الفن، فما كان بقادر على أن ينسى هوايته للفن، وللموسيقى، وأصبح يتبادل السهرات مع "اسماعيل يس" ويحرص على أن يحضر تصوير أول لقطة فى أفلام المرحوم أحمد سالم ويوسف وهبى ويقرأ قبل ذلك ما تيسر من القرآن الكريم.
قلت له:
إذا عرضت عليك بطولة فيلم سينمائى.. هل تقبلها، ومن هى الممثلة التى تختارها أمامك؟
أتوق إلى تمثيل دور يوسف الصديق، على أن تكون البطلة أمامى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. واستطرد قبل أن أسأله ثانية ولقد مثلت معها من قبل فى فيلم قصير.
هل تسمع برامج الإذاعة؟
أسمعها.. وأفضل برامج إنى أعترف، جرب حظك، أوائل الطلبة.. كما أسمع المسرحيات فى البرنامج الثانى وأسمع قصص القرآن فى البرنامج العام.
هل تعزف آلة موسيقية؟
نعم.. العود.. وأدرس البيانو حاليا.
هل حاولت التلحين؟
حاولت عدة محاولات.. كلها فى أغنيات دينية وموشحات ولكن لنفسى فقط.
من تفضل من المطربين والمطربات؟
سعاد محمد من المطربات، وأحب أغنيتها "فتح الهوى الشباك"، وفايزة أحمد وخاصة فى أغنيتها "حمال الأسية"، وفايدة كامل فى عاد السلام.. ونجاة الصغيرة فى "أما غريبة".. أما المطربون فأحب سماع عبدالحليم حافظ فى "فى يوم فى شهر فى سنة"، وعبدالمطلب فى "اسأل مرة عليا" أحب كل هؤلاء.. وحبهم فى ناحية وحبى للعملاقين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب فى ناحية أخرى وأسمع كل أغانيهما .
هل تعتقد أن التليفزيون سيؤثر على الإذاعة والسينما؟
أبدا بل سيحفزها إلى التطور والتقدم، وبهذه المناسبة لقد ظهرت وقرأت فى التليفزيون فى أولى تجاربه.
ما ملاحظاتك على الإذاعات؟
مجموع ما يخصنى إذاعة القرآن الكريم الآن، ساعة واحدة فى اليوم، بينما تقدم الأغانى فى 12 ساعة على الأقل، وهذا لا يصح فإنه يجب مضاعفة الوقت المخصص لإذاعة القرآن خاصة ونحن بلد إسلامى.
ما رأيك فى مشروع وزارة الأوقاف لنشر حفظ القرآن؟
مشروع طيب.. أهنئ عليه وزارة الأوقاف، غير أنى أحمل إليها رجاء زملائى من حملة كتاب الله وخاصة معلمى القرآن فى مكاتب الوزارة وقراء المساجد لإنصافهم؛ فإن منهم من يتقاضى 70 قرشا فقط فى الشهر، وهذا لا يوفر لهم أبدأ سبل معيشتهم.
هل تؤيد قراءة المرأة للقرآن؟
إن صوت المرأة عورة ولذلك فأنا لا أؤيد قراءتها للقرآن.. اللهم إلا إذا قرأته لنفسها.
هل وجهت أولادك وجهة دينية؟
أبدا.. أولادى محمد فى الثامنة من عمره.. وهو على علم مناسب بالقراءات.. أما محمود وهو فى الخامسة من عمره فإن عينيه لا تكفان عن الدموع كلما التقطت أذناه آيات الله تعالى.. أما منى.. وهى أصغر أولادى فهى تدرس فى مدرسة إنجليزية.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
"رتيبة الحفنى" أسطورة الغناء الأوبرالى والسوبرانو، حيث حققت فى هذا الفن الغربى ما لم تحققه فنانة عربية من جيلها أو...
قبل 50 عاماً صدر عدد مجلة الإذاعة والتليفزيون فى مطلع أكتوبر دون أى إشارة للمعركة المحتملة، رغم تواصل أبنائها الدائم...
سر نجاحى فى كلمتين «التواضع» و«عدم الغرور»/ «كمال سليم» أستاذى فى السينما.. و«عزيز عيد» فى المسرح/ راتبى بعد الضرائب «42...
وقف الطفل "كمال الشناوى" يؤدى أول أدواره السينمائية فى مدرسة المنصور الابتدائية، وكان فى العاشرة من عمره، لتمر السنوات ويشاهد...