ثريا حلمى فنانة من رواد فن المونولوج.. حققت نجاحاً كبيراً فى هذا الفن الذى يحتاج إلى ملكة خاصة.. استطاعت أن تكون ضمن أطراف المثلث الذهبى لنجوم فن المونولوج إسماعيل
ثريا حلمى فنانة من رواد فن المونولوج.. حققت نجاحاً كبيراً فى هذا الفن الذى يحتاج إلى ملكة خاصة.. استطاعت أن تكون ضمن أطراف المثلث الذهبى لنجوم فن المونولوج إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو.
واستطاعت بجدارة أن تكون الأولى بين الأصوات العديدة التى خاضت هذا المجال وقدموا لنا العديد من المونولوجات التى مازالت عالقة فى الأذهان أمثال.. عيب اعمل معروف.. كنت فين يا على.. المؤمن لا يلدغ.. إن كنت نبيه.. خطوة عزيزة.. من شابه أباه.. حتى أنت يابروتس..فأصرت على الاستمرار فى تقديمها هذا الفن حتى وهى فى سنوات العمر المبكرة.
دخلت "ثريا" عالم السينما وهى فى العشرين من عمرها من خلال أولى تجاربها فى فيلم "لو كنت غنى" للمخرج "هنرى بركات" عام 1943، وقدمت فيه عددا من الأغنيات منها أغنية "أما أنت جرىء".
وفى مشوار "ثريا" السينمائى علامات أخرى واضحة منها.. فيلم "ليلة الجمعة" إخراج "كمال سليم" عام 1945.. شاركت البطولة مع أنور وجدى وتحية كاريوكا وعبد الفتاح القصرى وإسماعيل يس. وفيلم "اليتيمان" لعبت فيه دور البطولة مناصفة مع "فاتن حمامة" عام 1948 إخراج "حسن الإمام".
فى الخمسينات كانت قاسماً مشتركاً فى أغلب الأدوار الثانية فى الأفلام التى قدمت فى ذلك الحقبة منها.. الدنيا حلوة للمخرج يوسف عوف وشاركها فيه شكوكو بمونولوج دويتو فكاهى ألحان ومحمود الشريف وأحمد صدقى وإبراهيم حسن وعلى فراج.. وكذلك حققت نجاحاً كبيراً بفيلم "بشرة خير" إخراج "حسن رمزى وغنت فيه أوبريت "النيل" ألحان أحمد صدقى، وفيلم "حلاق بغداد" لعبت فيه دور البطولة مع إسماعيل ياسين إخراج حسين فوزى.
ومن نجاح بعالم السينما إلى نجاحات أخرى بعالم المسرح فكانت من نجوم المسرح فى الستينات والسبعينات مع فرقة عبدالمنعم مدبولى وكانت من أهم دعامتها، ولا ننسى مسرحية "لوكاندة الفردوس" التى شاركها البطولة عبدالمنعم مدبولى وأمين الهنيدى وصلاح السعدنى ونجوى سالم وغيرهم.
تعاملت مع كبار الملحنين والمؤلفين منهم "على إسماعيل" الذى قدم لها عشرات الأغنيات الخفيفة وكون ثلاثياً مع الكاتب إبراهيم عاكف وثريا حلمى بصوتها المتميز وقدموا العديد من الأغنيات منها (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، حتى أنت يا بروتس، المرء لا يلدغ، من شابه أباه، الإشاعات خير الأمور وغيرها العديد، وكانت لها تجارب ناجحة أيضاً مع ملحنين كبار أمثال أحمد صدقى ومحمود الشريف الذى قدم لها من كلمات أبوالسعود الإبيارى "قف من أنت".
ولحن لها الملحن "عزت الجاهلى" مونولوج "خطوة عزيزة" كلمات فتحى قورة، كما كتب لها فتحى قورة أغنية "جيل اليوم" ومونولوج "كنت فين يا على" الذى لحنه حافظ سلامة.
نتذكرها ونفتح خزائن ذكرياتها فى الفن، وننشر لها مقالاً بعنوان "حياتى" كتبته بنفسها وتحدثت فيه فى طفولتها وخطواتها نحو الفن وغيرها الكثير من خلال عدد مجلة الراديو المصرى فى عددها رقم "616" بتاريخ 4 يناير 1947، وإلى نص المقال:
س ـ قولى والله العظيم أقول الحق.
ج- والله العظيم أقول الحق.
س ـ عمرك كام سنة؟
ج - اثنين وعشرين، وماشية فى الثلاثة وعشرين، لأنى اتولدت فى سبتمبر سنة ١٩٢٤.
س ـ عال، عاوزين بأه تاريخ حياتك.
ج ـ حكاية بسيطة، ولدت فى مغاغة، وفتحت عينى على الفن، إذ كانت لأبى وأمى فرقة متنقلة فى الأرياف، تقدم ألوانا خفيفة من التمثيليات والغناء والمنولوجات والرقص. ولم يستطع أبواى، بحكم هذا التنقل أن يلحقانى فى مدرسة، ولكننى تعلمت القراءة والكتابة على يد بعض المدرسين فى البيت، وبدأت حياتى الفنية وأنا فى السادسة من عمرى، كنت أسمع المونولوجات التى يلقيها أفراد الفرقة فأحفظ بعضها وأردده، وفى ذات ليلة ـ كانت الفرقة تعمل فى أسيوط ـ وأبى وأمى قاعدين فى أمان الله، فوجئا بظهورى على المسرح دون أن أشعر بأى تهيب من الجمهور، وألقيت مونولوج (زنوبة) ثم (التلميذ العبيط)، وصفق لى الجمهور طويلا، وطلب منى المزيد، ولكن اتضح أننى لا أحفظ غير هذين المونولوجين.. كانت المسألة مسألة ضحك و لعب عيال، طبعا ولكنها قلبت بجد، وبدأت أفرض نفسى على دنيا الفن منذ ذلك التاريخ، فسافرنا جميعا مع فرقة فوزى الجزايرلى إلى السلوم، وكانت معنا بديعة صادق، وكانت هى ترقص وأنا أقول المونولوجات.
ثم ذهبت مع أسرتى إلى الأقطار الشقيقة سنة 1932 لأن شقيقتى "ليلى حلمى" كانت قد تعاقدت، مع بعض الصالات هناك على الغناء فيها ففرضت وجودى هناك أيضا ـ وأنا فى الثامنة من عمرى ـ فكنت أقفز إلى المسرح فى بيروت، وأرقص وألقى المونولوجات بالعافية، فينزلوننى عن المسرح بالعافية أيضا، ثم عملت فى بعض صالات بدمشق وحلب، وكنت كلما عملت فى صالة منها، صدر أمر إدارى بمنعى من العمل مع إغلاق الصالة ثلاثة أيام عقاباً لها على تشغيل طفلة مثلى، وهكذا استطعت بمهارتی الفنية أن أغلق جميع صالات حلب ودمشق.
وكنت أعمل طيلة هذه المدة لوجه الله والفن، أو على الأصح، كانت الصالات تتعاقد مع شقیقتی ليلى على الغناء، وتأخذنى "فوق البيعة". أما أول أجر تقاضيته، فكان فى بغداد سنة ١٩٣٥، إذ تعاقدت على العمل هناك لمدة شهر أخذت فيه خمسة عشر جنيها، ثم عدت بعده إلى مصر، وتعاقدت ليلى مع فرقة ببا على السفر إلى تونس، فقلت لهم"خذونى معكم، فقالوا نعمل بيك إية؟ إحنا حنقرد".
أقول لك الحق، تضايقت من هذه الواقعة، فعولت على شق طريقى بالذراع.. وسافرت إلى الإسكندرية حيث أخذت أعمل فى ثلاثة صالات دفعة واحدة وكان ذلك عام 1937.
وعدنا بعد ذلك الى الأقطار الشقيقة، وكنت قد كبرت، فقبلت الصالات تشغيلى، ولما عدت إلى مصر ورأت "ببا" أننى بقيت عروسة، ضمتنى الى فرقتها براتب قدره ١٥ جنيها شهريا. وهكذا بدأت أشق طريقى، وكان أول مونولوج اشتهرت به، هو السيكا ميكا، ثم فكرى فكرك.
والواقع أننى بدأت العمل صغيرة كما ترى، ولهذا لم تكن المونولوجات الغرامية تناسبنى، ففكرت فى المونولوجات الفكهة التى تقوم على أساس السرعة واللخبطة، مثل كوبرى شبرا وخشبة حبشى وفكرى فكرك وما إليها.
س ـ ما هى ألطف ذكرياتك؟
ج ـ الذكريات العاطفية مالكش دعوة بيها، أما الذكريات الأخرى فقد ذكرت لك منها إغلاق الصالات التى عملت بها فى الأقطار الشقيقة، ولكن بركاتى لم تقتصر على إغلاق الصالات، بل على هدم بعضها أيضا، ومن ذلك أننا كنا نعمل فى صالة كوكب الشرق ببيروت، وهى قائمة تحت عمارة كبيرة، وحدث أن كنت ألعب فوق سطح هذه العمارة يوما ما، فسقطت العمارة والمسرح الذى تحتها إلا الجزء الذى كنت أعمل فيه.
س ـ وكيف نزلت؟
ج ـ على سلم المطافى.
س ـ غيره
ج ـ ومرة، كنا نعمل فى قنا، وكان المسرح خشبيا قائما على براميل، وبينما كان الجمهور منسجما تمام الانسجام، تدحرجت البراميل وهوى المسرح إلى أسفل ومعه الممثلون والممثلات طبعا، وبقى الجمهور وحده فى الصالة..
س ـ كفاية کده، والسينما.. ما رأيك فيها؟
ج- حاجة لذيذة، ولو أن المسرح ألذ منها.
س ـ ما هو أول فيلم ظهرت فيه؟
ج- العريس الخامس، مع السيدة آسيا، وقلت فيه مونولوج "حب وطب"، وهو من المونولوجات التى اشتهرت بها.
س ـ ولماذا تفضلين المسرح؟
ج- لأنى أحس فيه بالجمهور وأتجاوب معه.
س ـ وما أسعد ذكرياتك؟
ج- يوم ظهرت أمام حضرة صاحب الجلالة الملك المهدى، بالحفلة السنوية للنادى الأهلى بدار الملكية سنة 1940.
موهبة تمثيلية ظهرت فى مصر ولمعت فى سوريا ولبنان
حكاية «ليلى» أخت ثريا
«ليلى حلمى».. اسمها الحقيقى "فريدة"، سبقت شقيقتها ثريا حلمى إلى عالم الفن الذى دخلته من خلال فرقة والدتها التمثيلية، من مواليد 1920.
تكتب ليلى عن حياتها بنفسها من خلال باب بعنوان "حياتى" فى مجلة الراديو المصرى فى العدد رقم (587) بتاريخ 15 يونيه 1946 مقالا عمره 76 عاما، وتقول:
فى سنة ١٩٢٠، خرجت إلى النور على شاطئ دمياط، طفلة اسمها «فريدة». ولم تكن تعلم يومئذ أن مشيئة الفن ستغير فى يوم من الأيام ذلك الاسم الذى اختاره لها أبوها يوم ولدت، وتختار لها سما آخر، هو ليلى.. ليلى حلمى.. الاسم الذى ينادينى به الناس الآن، وأنادى به نفسى حتى لقد أوشكت أن أنسى اسمى الأول!
وبعد عامين من ولادتى، نزحنا من دمياط إلى القاهرة وأضوائهـا، حيث احترفت والدتى التمثيل لبعض المسارح ثم اشتركت مع والدى فى إنشاء فرقة تمثيلية تتنقل بين عواصم الوجهين البحرى والقبلى، وتصحبنى معها أينما حلت، وكلما حللنـا ببلد ألحقنى أبواى بمدرسة البلد، فإذا ارتحلنا ارتحلت إلى مدرسة أخرى.
وكنت أقضى معظم يومى بين كواليس الفرقة، أسمع الألحان أثناء البروفات، فأحفظها قبل أن يحفظها أفراد الفرقة أنفسهم، كما كنت أطيل الإصغاء إلى اسطوانات عبد الوهاب وأم كلثوم ثم لا ألبث أن أحفظها وأرددها، وأذكر أننى شعرت بأكبر نشوة من نفسى حينما رحت أغنى الأسطوانة الأولى فى ذلك الجيل «إن كنت أسامح» للآنسة أم كلثوم.
وكنت أجد من كل من حولى تشجيعا على المضى فى طريق الفن، حتى فى المدرسة. فقد كنت لا أزال فى الثامنة من عمرى عندما التحقت بمدرسة ديروط الابتدائية، حينما كنت أجمع التلميذات وأغنى لهن، ثم ترانى المعلمة على هذه الحال، فتنهرنى وتنهر الفتيات لاستماعهن إلىّ، وتأخذنى إلى غرفتها. فأذهب معهـا مشفقة من الضرب، ولكنها لا تلبث أن تبتسم لى وتهدئ من روعى، وتسألنى أن أغنى لها، هكذا غنيت منذ طفولتى، وانصرفت عن الدرس والمدرسة، فلما أحس والداى بهذا الميل، أشركانى معهمـا فى العمل، فكنت أقف على المسرح فى «الانتراكت» وأغنى، وكانت أول أغنية لى على المسرح هى «إن كنت أسامح».
كان عمرى يومئذ عشر سنوات، ولكنى لم أتهيب الموقف، لأنى نشأت فى جو المسرح. ولما بلغت الثانية عشرة، انتقلنا إلى الإسكندرية، وجعلت أغنى هنـاك فى ثلاث صالات يوميا، وفى إحدى الليالى سمعتنى فنانة من فلسطين، وهى صاحبة صالة فى يافا، فتعاقدت معى، وذهبت معها حيث قضيت هناك ستة أشهر، ثم انتقلت إلى بيروت حيث قضيت ثلاث سنوات، وهناك بدأت شقيقتى ثريا حلمى، وكانت طفلة، إذ أكبرها بخمس سنوات تظهر معى وتلقى مونولوجاتها الطريفة.
وبقينا نتنقل بين ربوع سوريا ولبنان، حتى وافانى القضاء الذى لا بد منه – الزواج – فتزوجت. ولكن لم تمض بى خمسة أشهر فى عش الزوجية، حتى غالبنى حب أكبر، هو حبى للفن فتركت أحضان الزوج وعدت إلى أحضان الفن وسافرت إلى العراق، ثم عدت إلى مصر سنة ١٩٣٨ وكان فى الصالات فن يومئذ، ومن برامجهـا أن تكون بها مغنيـة تؤدى وصلة كل ليلة، فعملت بصالة السيدة ببا، ثم سافرت مع فرقتها إلى تونس ومراكش والجزائر، ولكن ما لبثت أن غالبنى الحنين إلى سوريا ولبنان، فهرعت إليهما، وأخيرا استقر بى المقام فى مصر، واجتذبتنى أضواء السينما التى اجتذبت أهل الفن جميعا، وإن لم يشغلنى حبها عن حب ميكروفون الإذاعة، الذى أحببته بعد أن عاشرته طويلا فى محطات الإذاعة بمصر ويافا (الشرق الأدنى) والقدس وتونس والجزائر ومراكش.
بدأت طريقى فى السينما لا أفوز إلا بالأدوار الغنائية القصيرة، فاشتركت فى أفلام "العريس الخامس" و«قيس وليلى» و«حسن وحسن»، وأخيرا قدر لى أن أفوز بدور البطلة فى فيـلم "عروسة للإيجار"، وقد أرضانى هذا الفوز من الناحية الشكلية، أما من ناحية الموضوع فإنه لم يحقق حلمى الذى لا أزال أنتظره.. حلمى بالدور الذى يصلح لى وأصلح له.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
عند شراء منزل جديد وتجهيزه للانتقال إليه نحتاج دائما إلى معرفة كيفية نقل العفش والاثاث من المنزل القديم الى المنزل...
"مـحـمـد أمــين مـحـمـد" الشـهـيـر "بمحـمـد الموجى" اسم يعرفه كل المصريين، فقد ارتبط اسمه بعالم الموسيقى والطرب؛
يعتبر الحقن المجهري من أهم التقنيات الطبية الحديثة، حيث يعكس العديد من التطورات التكنولوجية في عالم الأجنة، ويحدث من خلال...
ولد الفنان "فاخر محمد فاخر" عام 1912 فى قرية الدوير مركز صدفا بمحافظة أسيوط، وهو ممثل من العيار الثقيل؛