محمود الشريف ملحن شديد الثراء، تنوعت أعماله بين الرومانسية والشعبية والوطنية، أثرى بها الحياة الفنية المصرية، بدأها بمؤلفات شكوكو التى بدأها بلحن أطلق شهرته ( حمودة
محمود الشريف ملحن شديد الثراء، تنوعت أعماله بين الرومانسية والشعبية والوطنية، أثرى بها الحياة الفنية المصرية، بدأها بمؤلفات شكوكو التى بدأها بلحن أطلق شهرته ( حمودة فايت يا بنت الجيران) كما غنى له الكثير من الأصوات الشعبية التى لا تنسى؛ أمثال كارم محمود وعبدالغنى السيد وعبدالمطلب وشهرزاد، وكانت أغنياته ماركة مسجلة تضمن النجاح، كما أنها وقفت بجانب المرأة المصرية عندما اعترفت الثورة لها -ولأول مرة فى تاريخها- بحقها السياسى فى الانتخابات ودخول البرلمان والمجالس النيابية وعبرت عنه شادية بصوتها الشجى وبألحان "الشريف" فى أغنية "يا بنت بلدى زعيمنا قال قومى وجاهدى ويا الرجال".
بدأ الشريف مشواره الفنى كمطرب وقدم عددا قليلا من الأعمال التى أداها بصوته مثل غنى لى يا خالى.. يا اسكندرية عطر سلامى- الدنيا أرزاق سبحان الرزاق .. بالوما، ولكنه اتجه إلى التلحين من خلال مسرح "بديعة مصابنى"، وتفرغ للتلحين والعزف بفرقتها التى غنى بها عبدالمطلب وفريد الأطرش وإبراهيم حمودة وعزت الجاهلى وغيرهم، فحقق شهرته من خلال مسرح "بديعة" وانضم إلى صفوف الملحنين الذين كان من بينهم "أحمد صبره- عزت الجاهلى- فريد غض" ..
قدم الشريف ذلك الملحن أحد أشهر وأهم الألحان العربية لحن نشيد الله أكبر الذى عبر به عن الإرادة الوطنية فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، وهو اللحن الذى اختارته الجماهيرية الليبية ليكون نشيدا وسلاما وطنيا..
كان "محمود الشريف" أحد المناضلين من أجل إنشاء نقابة للموسيقيين وعندما تحقق الأمل تم انتخاب أم كلثوم لمنصب النقيب كان هو وكيل النقابة بمجلسها الذى كان يضم محمد القصبجى وزكريا أحمد وغيرهما.
حصل على جائزة الدولة التقديرية بعد انتظار طويل وهو فى لحظات النزع الأخير، ورحل فى 29 يوليو 1990، وأوصى أن يدفن فى مسقط رأسه بالإسكندرية عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاما، وولد فى 2 سبتمبر عام 1912 بحى باكوس بمدينة الإسكندرية، ظروف طفولته جعلت له مخزونا موسيقيا كبيرا؛ فكان والده حافظا للقرآن الكريم يتلوه بصوت عذب وجميل، وحرص أن يدخل ابنه الكتاب ليحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى مدرسة "حجر النواتية"، لم يكن ميالا للدراسة فتعلق بالرياضة قبل أن يتجه للموسيقى، والتحق بنادى بيانكى فى الإسكندرية وتعلم المصارعة، واستطاع أن يصل إلى الاشتراك فى المسابقات الدولية، وكان يفوز فيها ببطولات فى وزن الريشة.
كان شقيقه الأكبر يصحبه إلى حفلات بقصر الأمير "عمر طوسون" وكان عازفا ماهرا لآلة الترومبون، كما علمه بعض مبادئ الموسيقى، وأراد "الشريف" أن يتعلم العزف على العود والتقى فى الإسكندرية باثنين من عازفى آلة العود هم "محمد بك فخرى" هاوٍ للموسيقى وله العديد من المؤلفات والثانى عازف العود "جورج طانيوس" شقيق عازف الكمان الشهير "يعقوب طانيوس" كان ضمن فرقة الموسيقار "عبدالوهاب". وبرغم حبه الشديد للعزف على آلة العود إلا أنه له قصة فى ذلك؛ كان الموسيقار "عبدالوهاب" يمر على الفرقة التى يقوم فيها الشريف مع الفرقة الموسيقية بالبروفات النهائية للحنه الأول للمطرب "محمد عبدالمطلب" وهو أغنية "بتسألينى بحبك ليه" ووقف عبدالوهاب مبهورا لا يعرف كيف استطاع من أبدع هذه الأغنية أن يستخدم المارش العسكرى داخل أغنية عاطفية.
ودخل الموسيقار "عبدالوهاب" وتعرف إلى الشريف وأخذ منه العود وشارك بدلا منه مع الفرقة الموسيقية لأن "الشريف" كان يعانى من العزف الغزير الذى يفرق يديه كلما اندمج فى العزف على العود وظل هذا العيب مرتبطا به إلى نهاية حياته.
فى ذكرى رحيل هذا الملحن الذى يعد من أبرز الملحنين وواحدا من سادة الموسيقى نتذكره وننشر له حوارا عمره 83 عاما فى عدد مجلة الراديو المصرى برقم "212" الصادر فى 8 أبريل 1939.
فإلى نص الحوار ":
كان رياضيا يرى مستقبله بين حلقات المصارعة والملاكمة، وحمل الحديد ثم دخل الحب فى حياته، ولعب الهجران دوره، فإذا به يتحول إلى ملحن ومطرب..
هو الحب
لعل الأستاذ محمود الشريف أول رجل من رجال الموسيقى تحدث إلينا فلم يقل إنه هوى الموسيقى منذ نعومة أظفاره وأنه كان يترنم بها وهو لم يزل طفلا، فلما نما وترعرع تأصلت فيه ولم يجد بدا من إشباع هوايته بالاحتراف..
سألناه عن أول عهده بالموسيقى فقال: لم يكن يخطر فى بالى يوما من أيام حياتى أن أصبح موسيقيا، بل لم أكن أميل إلى الموسيقى مطلقا؛ فقد بدأت حياتى رياضيا أتلقى فنون الألعاب الرياضية فى نادى بيانكى بالإسكندرية، وكنت قائما به راضيا عنه، مطمئنا إلى عملى عاقدا عليه كل مستقبلى وآمالى، ولكن الحب تدخل فى حياتى فحول مجراها وقلب كيانها، وانتقل بى إلى عالم جديد هو الذى أعيش فيه الآن
فتاة الحى
كنت أقيم مع أهلى فى أحد الأحياء بالإسكندرية، وكانت تقيم إلى جوارنا فتاة سرعان ما تعلقت بهواها وانطبع حبها فى قلبى، وبادلتنى هى الأخرى حبا بحب حتى تمكن الحب بيننا، وأصبحت أحس بأننى لا أطيق عنها بعدا، وعدت يوما إلى بيتى فإذا بى أجد مسكن أهل الفتاة خاليا فقد انتقلوا من الحى بل ومن المدينة دون أن أرى إلى أين ذهبوا..
وطفقت أسلى نفسى بالغناء والدندنة بعد أن أنزلت الفُرقة نار الهوى فى قلبى، وكنت أرى فى الغناء ما يفرج همى ويخفف من آلام الفراق حتى اكتشفت أن لى صوتا لا بأس..
وقد أدركت أن الغناء يبرد بعض لوعتى فرحت أغنى وأغنى حتى حفظت جميع التواشيح والأدوار والطقاطيق التى كانت شائعة فى ذلك الوقت وتعلمت بعدئذ العزف على العود حتى بلغت فيه شأنا يذكر..
الغرام المفقود
صحيح أن الغناء كان يفرج كربة غرامى المفقود ولكننى بقيت قلق النفس مضطرب الفؤاد ولا يقر لى قرار ولا أستطيب من فرط جواى، الإقامة فى مكان واحد، فالتحقت بإحدى الفرق المتجولة وكنت أسافر معها حينما ذهبت لعلى أجد بعض السلوان، ولكننى كنت هائم القلب والنفس أشعر بأن شيئا ينقصنى وأن الحياة لن تحلو إلا إذا عثرت على غرامى الضائع.
لقاء بعد فراق
ولبثت أتنقل من بلدة إلى أخرى إلى أن حللت بمدينة المنصورة وهناك فى هذه المدينة ساقنى القدر إلى لقاء من أحب بعد طول فرقة وبعاد واطمأنت نفسى وطابت لى الحياة بعد أن ربط الزواج بينى وبين فتاتى وجمع بيننا إلى غير فارق، ومع ما كنت أحس به من فرح وغبطة بتلك الزيجة فقد كان زواجى حافزا لى على أن أعمل وأظهر لأكون كفئاً لمن أحببت وتزوجت، ولما كنت قد انغمست فى جو الغناء والموسيقى، فقد أصبح أملى وجهدى أن أشتغل فى إحدى الفرق الكبيرة..
واقترح علىّ بعض الأصدقاء أن أسافر إلى القاهرة فقد أجد فيها ضالتى المنشودة والتحقت بفرقة السيدة بديعة مصابنى وقنعت فى أول الأمر بأن أعمل (كمذهبجى ) فى التخت، ثم حدث أن وضع الأستاذ "محمود التونى" اسكتشا فطلبت إليه أن يعطينى هذا الاسكتش لألحنه، ولما لم أكن مطمئنا بعد إلى مقدرتى فى التلحين، فقد اشترطت عليه ألا يذكر لأحد أننى ملحن ذلك الاسكتش إلى أن أرى مبلغ نجاحه ومدى تقدير المستمعين له، وقد نجح الاسكتش نجاحا باهرا وظهرت فيه مقدرتى على التلحين، وهنا لم أجد ما يحول بينى وبين الظهور كملحن.
مطرب وحش
وسألنا الأستاذ شريف:
مادمت تعتقد أن لك صوتا لا بأس به فلماذا لم تشتغل مطربا؟
ورد الفنان الصريح قائلا:
الواقع أننى كنت أحب أن أظهر موهبتى كمطرب ولكننى لم أجد لنفسى مجالا متسعا فى هذا الميدان لا لضعف أو عجز، بل لأننى رأيت أن قياس الإقبال على المطرب هو بمقدار ما يتمتع به من جمال ورشاقة..
وأنا.. والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه
لا أدعى جمالا ولا رشاقة ولا حاجة، ولذا آثرت أن أبقى بعيدا عن الأنظار، فألحن ويقوم غيرى بالأداء، أما الآن وقد دعيت إلى الإذاعة فقد أتيحت لى الفرصة لأظهر كمطرب، فأمام الميكروفون أغنى وأطرب دون أن يرى الناس وجهى ويدركوا ما أنا فى حاجة إليه من جمال ورشاقة هى رأس مال الكثيرين من المطربين، وفى هذه الفرصة سأجمع بين التلحين والطرب فإن الأغانى التى سأذيعها من تلحينى كلها طبعا.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
"زكى محرم محمود رستم" أو "زكى رستم" فنان قدير لمع اسمه على مدى أربعين عاما، من منتصف العشرينيات وحتى
ولد "أحمد حافظ مظهر" بحى العباسية وسط القاهرة، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1938، وضمت دفعة تخرجه
ولدت "سيدة الشاشة العربية" فى 27 مايو عام 1931 بالمنصورة، وقدمت -وهى لاتزال طفلة- فيلمين،
ولدت "وردة فتوكى" أو "وردة الجزائرية" فى فرنسا فى 22 يوليو 1939 لأب جزائرى وأم لبنانية، وبدأت الغناء فى وقت