عبد العزيز محمود.. أول من قدم الفرانكو آراب

عبد العزيز محمود.. صاحب منديل الحلو.. تاكسى الغرام.. مرحب شهر الصوم.. أغنيات يعرف المصريون صاحب الصوت الذى غناها، تجاوزت ألحانه 2000 لحن، وهو أول من قدم الفرانكوراب،

عبد العزيز محمود.. صاحب منديل الحلو.. تاكسى الغرام.. مرحب شهر الصوم.. أغنيات يعرف المصريون صاحب الصوت الذى غناها، تجاوزت ألحانه 2000 لحن، وهو أول من قدم الفرانكوراب، فنان مصرى أصيل فقد ساقيه فى حادث فى بداية مشواره، ترك على إثرها العمل بإحدى الشركات، ولكن هذا الحادث لم يجعله يجلس فى البيت ينعى حظه وقدره، بل بحث عن الحياة من جديد ونسى ما به من إعاقة فجعل الناس تنساها هى الأخرى، ففى عصره تحكم فى مواعيد الأفراح فى مصر، بل أطلق عليه البعض مطرب الأفراح الأول.

ولد عبد العزيز محمود عبد العال الخناجرى من مواليد 17 أكتوبر 1914، بقرية الخناجرة، بمحافظة سوهاج، لأسرة ميسورة الحال، عشق الموسيقى منذ نعومة أظافره، فكان يجوب الأفراح والموالد بالقرية ليسمع الغناء، وكان يغنى لأقرانه من أطفال بالقرية، وبالمرحلة الابتدائية توفى والده، وبسبب المشاكل على الميراث أخذت الأم ابنيها عبدالحميد وعبد العزيز إلى بورسعيد مع عدد من أفراد العائله حيث فرص العمل فى الميناء.

عمل بشركة شل الأجنبية للشحن والتفريغ بالميناء ليعول والدته وشقيقه، فكان يغنى أثناء العمل واشتهر بين زملائه بحلاوة صوته، وكان يغنى لهم الأغانى الشعبية مما تسبب فى غضب المدير الأجنبى صاحب العمل.. الأمر الذى جعله يلجأ الى ركوب لنش ليغنى لهم حتى لا يراه صاحب العمل، وفى ذات مرة ضبطه المدير الأجنبى فحاول الهرب بالقفز فى البحر فالتفت مروحة اللنش على قدمه ونقل للمستشفى ليخرج منها مصابا بإعاقة فى قدمه.. وبعدها ترك العمل فى البحر، ورضى بما قسم الله له ولم ييأس من رحمة الله فقرر الهجرة إلى القاهرة حيث عشقه وموهبته الموسيقى والغناء والإذاعة.. كان عمره لا يتعدى ال 23 عاما، ثم بدأ البحث عن شخص يعرض عليه موهبته  الفنية، والصدفة جمعت بينه وبين مدحت عاصم الذى كان يشغل منصب رئيس قسم الموسيقى فى الإذاعة، وسبق أن سمع صوته فى بورسعيد وأعجب به وطلب منه وقتها الحضور للقاهرة ليأخذ فرصته وأعطاه كرته الخاص، و بالفعل اصطحبه مدحت عاصم لمقابله زكريا أحمد واتفقوا على أغنية (النار عايزة تلعب بيها)، ومنذ تلك اللحظة بدأت الاستعانه به فى الأفلام السينمائية من 1936 حتى عام 1946.

جاءت أولى خطواته فى السينما كبطل لأحد أفلامها رغم أنه لم يخطط ليكون بطلا سينمائيا كما فعل الآخرون، حيث اختاره الفنان أنور وجدى لبطولة فيلم (قلبى دليلى) الذى غنى فيه أغنية (يا نجف بنور) التى رددها الجمهور فى كل مكان، ونجحت نجاحاً كبيراً بل أن هذه الأغنية كانت وش السعد عليه وأصبح بعدها نجم الأفراح، وأصبح يتحكم فى تحديد ميعاد أى فرح مهم فى مصر، والمخرجون كانوا يستعينون به فى أفلامهم لتقديم أغانى الأفراح، وكان أول هذه الأفلام فيلم "خلود" بطولة فاتن حمامة وإسماعيل ياسين وكمال الشناوى وعز الدين ذو الفقار الذى قام فيه بزفه على فاتن حمامة فى عرسهما فى الفيلم، كما تعرف على المخرج "عباس كامل"، وقدم معه أشهر أفلامه مثل (أسمر و جميل ومنديل الحلو).. وبعد هذا النجاح خاض تجربة الإنتاج فقدم فيلم "خد الجميل" مع المخرج عباس كامل أيضا.. ومع نيازى مصطفى فيلم "تاكسى الغرام، وهيبة، ملكة الغجر، علشان عيونك" ومع على بدرخان.. "المقدر والمكتوب، عروسة المولد".

فكانت أفلامه مضمونة الأرباح، ومن خلال الأفلام التى قدمها سنحت له فرصة الوقوف أمام نجمات التمثيل آنذاك وقدم العديد من الأفلام منها «جنة ونار، عروسة المولد، الستات عفاريت، شباك حبيبى، فوق السحاب، التضحية الكبرى،كلام النــــــــــاس، عريس الهنا، ساعة لقلبك، وهيبة ملكة الغجر، أول نظرة» إلى أن جاء وقت حصل فيه على أجر يفوق أجر أنور وجدى فى السينما، وبعد هذا النجاح خاض تجربة الإنتاج، فأسس شركة إنتاج خاصة به عام 1951 بعمارة إيموبيليا، وأنتج من خلالها 4 أفلام، هم «خد الجميل، تاكسى الغرام، مقدر ومكتوب، علشان عيونك».

كان يحب التميز ويعشق التحدى ويميل إلى التجديد فقدم تجربة الفرانكوا أراب فى أغنيات منها "لوليتا"، "حليمة يا حليمة"و حسن يا حسن، و "لورا" وحققت نجاحًا منقطع النظير.. الأمر الذى جعل الإذاعة البريطانية BBC القسم العربى وجهت إليه الدعوة لزيارتها فى لندن لتقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية الخفيفة وأغانى الفرانكو أراب، وسجل معها 8 مقطوعات موسيقية فى مقدمتها لوليتا ببرنامجها الشهير (العالم بالليل) حتى أن الكورال الذى غنى معه كان إنجليزيًا.

فى السبعينات عانى "عبد العزيز محمود" ماديا بسبب ابتعاده عن الفن، بل إن هذه الفترة شهدت ركودا فجاء إليه صديقه (أحمد مهيب)، وقال له لماذا لا تقدم لنا هذا الإعلان البسيط؟ وكان الإعلان عن الميلامين فقدم إعلانا يقول (أنا الميلامين جامد ومتين)، وبعد أن تمت إذاعته بدأ الجمهور فى الشارع المصرى يردد الإعلان.. وكأنه أغنية بل إنهم كانوا يطلبون منه غناء الإعلان فى الأفــــــراح الشعبية، فقدم ما يقرب من 7 إعلانات حققت انتشارًا ونجاحًا مبهرًا، وإعلان عن الجبنة النستو، والست سنية والحنفية، ودفــــاتر التوفير، ولأنه ذاق ضيق العيش فلم يتخل عن زملائه، فقدم العون لكثير من النجوم، فساعد العندليب فى بدايته عندما كان يقدم حفلات الموسم الصيفى بالإسكندرية، وعرض أحد أصحاب هذه الأماكن أن يشاركه فى إحدى الحفلات شابًا موهوبًا فوافق، وقدم العندليب للجمهور، وكان يقول حليم عنه إنه يتمتع بحضور طاغ وقدرة عظيمة على جذب الجمهور له وهو يقف يغنى، كما أنه كان سببًا فى اكتشاف نعيمة عاكف، فكانت تعمل فى السيرك، وساعدها على أن تؤدى أول أدوارها فى فيلم «ست البيت»، الذى غنى فيه عام 1948 مجموعة من أجمل أغانيه التى رقصت عليها نعيمة عاكف، فبعد زواجها من المنتج حسين فوزى، حرصت على الاستعانة "بعبد العزيز محمود" بفيلم «جنة ونار» كنوع من رد الجميل لأنه ساعدها فى بداية حياتها عندما كانت تعمل بالسيرك، وقدم بالفيلم معها5 أغنيات من أجمل أغانيه، وهى "كلمنى يومين واهجر تانى، معانا ممعاناش، على الطبل والمزمار، اللى يقدر على قلبى".

تزوج خلال حياته أربع سيدات أولى زيجاته كانت من مديرة مدرسة السيدة "نفوسة"، وأنجب منها ابنه الأكبر حشمت وابنته ولاء.. وطلقها بعد 3 سنوات، والزوجة الثانية كانت الممثلة "اعتدال شاهين" وأنجب منها عزة، والثالثة ليست من الوسط الفنى فهى ربة منزل "برلنتى نجيب" لها جذور تركية، وكانت جارة ليلى مراد وصديقتها، وأثناء تصوير فيلم «غزل البنات» اصطحبتها ليلى معها، وشاركها معها فى مشهد بتصوير أغنية «اتمخترى واتمايلى يا خيل»، وظهرت فى المشهد، وبالصدفة كان لديه تصوير فى نفس المكان وشاهدها وأعجب بها، وفى نفس اليوم ذهب ليطلب يدها وتزوجها وعمرها 16 عاما، وأنجب منها هشام وهدى، ولكن لم يستمر الزواج طويلاً، وتزوج للمرة الرابعة من السيدة "فوزية ابراهيم" وأنجب منها نهاد وهويدا.

برغم أنه كان المطرب الأعلى سعرا، لكن أقعده المرض فى البيت فكان شديد البأس يكره الاستسلام،  وكان لديه أمل فى العودة إلى الفن لكن المرض كان قاسياً و توفى يوم 26 أغسطس1991.

ننشر له حوارا عمره 75 عاماً يكشف فيه الكثير من الحقائق والأسرار فى حياته من خلال باب (حياتى) حرره بنفسه فى عدد مجلة "الراديو المصرى" فى العدد رقم 634 الصادر بتاريخ 10 مايو 1947 وإلى نص المقال:

 


Katen Doe

سماح جاه الرسول

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
ليلى مراد المجلة زمان
5 أزمات صنعت نجومية ثريا حلمى نجمة المونولوج
بديع خيرى يكشف طرائف خالد الذكر سيد درويش
أسرار صدمة الحب الأول فى حياة الملحن الشهير محمود الشريف
محمد عبد المطلب يفتح خزائن أسراره
أحمد رامى: لا أزال مراهقا في عاطفتى
طه حسين لـ«الإذاعة والتليفزيون»:بعدالثمانين عامًا لم أذق طعم السعادة
«نادرة»:الشيخ سيد الصفتى أقــرب أهل الغناء إلى روحى

المزيد من المجلة زمان

wave
خطوات الانتقال لمنزلك الجديد مع شركة "الماسة" الالمانية

عند شراء منزل جديد وتجهيزه للانتقال إليه نحتاج دائما إلى معرفة كيفية نقل العفش والاثاث من المنزل القديم الى المنزل...

«الموجى الصغير»: والدى احتفظ بـ «دبلة» أم كلثوم فى إصبعه حتى وفاته

"مـحـمـد أمــين مـحـمـد" الشـهـيـر "بمحـمـد الموجى" اسم يعرفه كل المصريين، فقد ارتبط اسمه بعالم الموسيقى والطرب؛

أهم مراحل الحقن المجهري بمستشفى "بداية"

يعتبر الحقن المجهري من أهم التقنيات الطبية الحديثة، حيث يعكس العديد من التطورات التكنولوجية في عالم الأجنة، ويحدث من خلال...

نصيحة عمرها 77 عامًا لـ «هالة فاخر» من والدها

ولد الفنان "فاخر محمد فاخر" عام 1912 فى قرية الدوير مركز صدفا بمحافظة أسيوط، وهو ممثل من العيار الثقيل؛