اللواء سمير فرج يكشف: وقائع أول 3 ســاعات فى معارك العبور

الجندى المصري.. مفاجأة لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 / 9 أكتوبر اليوم الأسوأ فى تاريخ إسرائيل / لولا حرب الاستنزاف ما تحقق النصر فى حرب أكتوبر

المفكر الاستراتيجي، "سمير سعيد محمود فرج".. أحد أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا فى حرب أكتوبر عام 1973؛ وكان ضابط عمليات «مركز 10» ضمن عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة، وقتها كان أصغرهم سنا ورتبة، تولى العديد من المناصب الرئيسية مثل هيئة العمليات وهيئة البحوث العسكرية، وعمل مدرسا فى معهد المشاة، ومدرسا بكلية القادة والأركان، كما عين مديرا لمكتب مدير عام المخابرات الحربية، وبعدها عين ملحقا عسكريا فى تركيا، وتولى مدير الشئون المعنوية، وغيرها العديد من المناصب الهامة..

تخرج فى الكلية الحربية عام 1963، والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج فى المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي، ثم تخرج فى كلية أركان الحرب، والتحق بعدها بكلية "كمبرلي" الملكية لأركان الحرب بإنجلترا، وعين مدرساً بها فور تخرجه منها ليكون بذلك أول ضابط خارج دول حلف الناتو والكومنولث يعين فى هذا المنصب.

فى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة التى أتمت عامها الخمسين كشف لنا اللواء أركان حرب الدكتور "سمير فرج" العديد من الأسرار والذكريات..

 حدثنا عن دور الدبلوماسية المصرية فى حشد المجتمع الدولى حول الدفاع عن  قضيتنا، ودورها أثناء وبعد الحرب ؟

قبل حرب 73، قامت مصر بدور كبير لتهيئة الموقف والرأى العام العالمى لكى يقف بجوارها ويؤيدها، وفى هذه الفترة كانت بداية حرب الاستنزاف، وكانت مصر ملتزمة إلى حد كبير مع الاتحاد السوفيتى الذى أيد مصر تماما، وهذه الفترة الاتحاد السوفيتى قدم مساعدات كبيرة لمصر خاصة بعد نكسه 67؛ حيث أمد مصر بالأسلحة التى فقدناها فى الحرب، وخلال هذه الفترة كانت مصر تحاول جمع التأييد الدولي، وكانت الامور مستقرة إلى حد ما.

وقبل الحرب بعامين جاء الرئيس السادات وطلب من الاتحاد السوفيتى أسلحة هجومية، ولكنهم تقاعسوا فى ذلك، وكانت هذه سياسة أى دولة لكى نظل محتاجين إليهم، ولذلك أنا اعتبر الرئيس السادات اتخذ قرارا سياسيا حاسما فى هذا الموقف، بأن قرر طرد الخبراء الروس من مصر، وكان قرارا مهما، لأنه كان من الممكن أن يقال إنهم من خططوا للحرب، وشاركونا فيها، وجاء هذا القرار لتعديل الكفة السياسية العالمية، لأن فى ذلك الوقت كانت أمريكا قد بدأت تشعر بأنه بإمكاننا عدم العودة لأحضان السوفيت، وهذا ما حدث بالفعل، وكان بمثابة أحد الاشياء التى خدعنا بها إسرائيل.

 ما أهم العوائق التى كانت تواجهها الدبلوماسية المصرية أثناء الاستعداد للحرب؟

أهمها الدعاية الإسرائيلية التى كانت تقول إنهم يتوعدون بإلقائنا فى البحر،  وأن هناك 13 دولة عربية تعادينا، وأن مصر دولة ضعيفة، وبالتالى هذا ما كانت تواجهه السياسة والدبلوماسية المصرية، علاوة على أن اللوبى اليهودى كان قويا جدا فى أمريكا، وكان هو المحرك للسياسة فى هذا التوقيت، ولكن بعد حرب أكتوبر وانتصارنا تغير الموقف بالكامل، وبدأ تعاطف الجميع معنا، وشعر بحقنا فى استرداد أرضنا وكرامتنا.

 كيف تمكّن الرئيس السادات من خداع أمريكا وإسرائيل برغم ما يملكانه من أجهزة جمع معلومات نافذة ؟ وكيف ساهمت الدبلوماسية المصرية فى تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجى التى أقرتها القيادة السياسية استعدادًا للحرب؟

أيام مناقشة الرئيس السادات لخطة الحرب فى شهر يوليو فى الساحل الشمالي، وخلال مناقشة الخطة.. كان "أحمد اسماعيل والشاذلى والجمصى وضباط هيئة العمليات، وجاء العقيد أحمد نبيه المسئول عن خطة الخداع التعبوى الاستراتيجي، ليوجه السادات لمراسلة أمريكا من خلال مستشاره  للأمن القومى حافظ إسماعيل، وأن يطلب مقابلة هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية، وكان فى هذا التوقيت بطل العالم، لأنه أخرج أمريكا من مستنقع فيتنام، وكان مهندس سياسة الحرب الباردة، لذلك هو وزير الخارجية الوحيد الحاصل على جائزة نوبل.

وبالفعل ذهب حافظ إسماعيل وتقابل مع "كيسنجر"، ولم يتم اللقاء فى المكتب، بل كان لقاء عشاء، وكان ذلك مقصودا حتى يكون بعيدا عن انظار السكرتارية،  وكان فحوى اللقاء أن مصر مجهدة ولن تحارب، وليس لديها النية للحرب، وليس لدينا أسلحة للحرب، وأن السوفيت تخلوا عنا، وأن السادات يطلب مساعدته مثلما ساعد أمريكا فى الخروح من أزمتها، وبالفعل بلع الطعم الذى قصدت مصر تصديره للعالم، وفى اليوم نفسه تواصل "كيسنجر" مع جولدا مائير مطالبا إياها بأن تنظر إلى السلام، ولذلك يوم 6 أكتوبر حتى الساعة العاشرة صباحا كانت كافة الأخبار تقول لجولدا مائير إن هناك حشودا، مطالبينها بإعلان التعبئة، ولكنها لم تستجب بسبب ما أكده لها هنرى كيسنجر بأن السادات لن يحارب وليس لديه النية لذلك، وبالتالى كانت هذه أولى خطط الخداع، وبعدها بدأت الحرب الساعة 2 ظهرا، ولم يكن قدمت تعبئة الجيش الإسرائيلى حتى ذلك التوقيت، ولذلك تم عمل لجنة "أجرانات" التى قامت بالتحقيق مع المقصر، وكانت تحمل مسمى لجنة التقصير، ووقتها أدانت رئيس الأركان الإسرائيلي، وقامت بطرده من الخدمة، وأوصت بألا يتولى أى مناصب، ولكن إلى الآن وبعد مرور 50 سنة.. لجنة "أجرانات" لم تفصح عما تم فى التحقيق مع جولدا مائير.. ولماذا تأخرت هى وموشى ديان عن اصدار أمر تعبئة الجيش، وأيضا الموساد الإسرائيلي، لأنه لم يكتشف الحرب المصرية السورية تجاه إسرائيل.

علاوة على أن خطة الخداع كانت تشمل توقيت التنفيذ، وهو يوم كيبور "الغفران اليهودي"، وهو عيد دينى فى إسرائيل ممنوع الحركة فيه، وبالتالى لو اعلنوا التعبئة فلن يتحرك أحد، ولن يصطف الجيش، أيضا تم الهجوم فى رمضان وهو شهر صيام ولم يتوقعوا فيه أى هجوم على الاطلاق، إلى جانب بعض الأخبار التى تعمدنا ايصالها لهم، وهى أن هناك العديد من رحلات العمرة للضباط، وتم الإعلان عن زيارة وزير الدفاع المصرى إلى رومانيا فى هذا التوقيت، وبالتالى نحن نجحنا فى خداعهم، وجعلناهم مطمئنين بأنه لا نية للحرب من جانب مصر.

 كيف استطاعت الدبلوماسية المصرية مجابهة الشائعات التى كان يروج لها العدو أثناء سير العمليات؟

الجميع تفاجأ يوم 6 أكتوبر الساعة 2 ظهرا بالهجوم المصري، وعبورنا ورفعنا العلم على النقاط القوية، وحصلنا على عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين.. بالرغم من أننا لم نحصل من قبل فى أى حرب على أسير واحد، فى التوقيت نفسه القوات الجوية تضرب مناطق مهمه للعدو، والقوات الحربية قامت بعمل رائع.. فى ظل هذه الأجواء كان الشعب سعيدا بما يتم من إنجاز، وبالتالى كانت الشائعات قليلة، خاصة أننا كنا قد تلافينا أخطاء 67 وعملنا على الحد من انتشار الأخبار الكاذبة، وبالتالى لم يحدث أى مشاكل وقتها، والشعب كان يقف وراء جيشه بكل قوة، ولم تكن هناك وسيلة للتواصل سوى إذاعة إسرائيل والـBBC، وحتى إذا كانت بعض الشائعات قد تناقلت وقتها.. كانت تتم فى نطاق محدود، لأنه لم يكن مثلما يحدث الآن فى السوشيال ميديا وما شابه من انتشار سريع.

 هل كان هناك موقف لمجلس الأمن والأمم المتحدة من دخول مصر الحرب، وماذا عن الدور العربى الداعم لمصر قبل وأثناء الحرب؟

موقف مجلس الأمن والأمم المتحدة مع بداية الحرب والقتال.. كان يطالبنا بوقف القتال، ووافق الرئيس السادات على وقف اطلاق النار بعدما حققنا المهمة أو الهدف من العملية، وهو تحريك الموقف العسكرى والسياسى فى المنطقة بعد ما وصل إلى درجة الجمود (لا سلم ولا حرب)، ولكن تحريك الأمور جعلنا أحدثنا أكبر خسائر فى تاريخ القوات الإسرائيلية على الجبهة المصريهة، وبالتالى حينما صدر قرار مجلس الأمن قال الرئيس السادات كلمته بتأييد وقف اطلاق النار، و كانت بداية لتحرير سيناء بالكامل.

أما بالنسبة للدور العربي؛ فكل الدول العربية قدمت كل ما لديهم من مساعدات لمصر، فمثلا تونس أرسلت قوات، والجزائر ارسلت لواء مدرعا، والعراق ارسل عشرين هنتر، وهى مجموعة طائرات  تم استخدامها فى الضربة الجوية، والقذافى اشترى لنا الطائرات الميراج من فرنسا، وأيضا مضخات المياه والتى استخدمناها فى عمل ثغرات مائية بخط بارليف، لأننا لم نكن نستطيع الشراء فى هذا التوقيت حتى لا نثير شكوك العدو، وبالتالى كان الشراء من خلال القذافي، وكذلك منظمة التحرير أرسلت كتيبتين كانوا يدافعون عند منطقة البحيرات، وكذلك السعودية والإمارات، وكل الدول العربية ساعدتنا مساعدة كبيرة جدا.

 ما  ردود الفعل الدولية بعد إعلان عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الحصين، وكيف استطاعت الدبلوماسية المصرية مجابهة الشائعات التى كان يروج لها العدو أثناء سير العمليات؟

كانت هناك العديد من الدول التى تؤيد مصر، خاصة الدول الشيوعية فى ذلك التوقيت، والدول العربية تؤيد القرارات المصرية، أما الدول الأوروبية فكانت معتقدة أن إسرائيل بجيشها الذى لا يقهر سوف تنتصر، وتقهر الجيش المصرى والجيش السورى والجيش الأردني، ولكن المفاجأة أننا استطعنا عبور القناة، ودمرنا خط بارليف، ووصل خلال ثلاثة أو أربعة أيام بأن اصبح لدينا ثلث مليون جندى على الضفة الشرقية للقناة، وبالتالى لم يستطع أحد منهم الكلام، لأننا فى النهاية أصحاب حق، ونريد استعادة أرضنا و كرامتنا التى كنا قد فقدناها. 

 حدثنا عن أشهر وأهم المواقف والأحداث التى مررت بها فى حرب أكتوبر المجيدة؟

تمر الأيام والسنوات، ونحتفل، اليوم، بمرور 50 عاما على نصر حرب أكتوبر المجيدة، التى أعادت للقوات المسلحة المصرية كرامتها وعزتها بعد هزيمة 67، وبعد كل تلك السنين، مازلت أذكر، وأتذكر جميع الأحداث التى مررنا بها من الهزيمة إلى الاستنزاف، ثم النصر يوم السادس من أكتوبر 73، عندما كنت أحد الضباط المتواجدين فى غرفة عمليات القوات المسلحة، كان أسعد الأخبار التى تلقيناها، نجاح قواتنا الجوية فى الضربة الأولى بعدد 220 طائرة، ضد الدفاعات الإسرائيلية فى سيناء، وبعدها فى حوالى الساعة الثالثة ظهرا، التقطت عناصر الاستطلاع اللاسلكى المصرية إشارة مفتوحة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، لجميع الطيارين الإسرائيليين، غير مشفرة لضمان سرعة قراءتها، يأمر قواته بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلو مترا، وهو مدى حائط الصواريخ المصرى المضاد للطائرات، وهو ما يعنى أن أى طائرة إسرائيلية تقترب لهذه المسافة، سيتم تدميرها، وقتها فقط أيقنا أننا سننتصر بإذن الله، وسوف نعبر القناة، وندمر خط بارليف، لأن القوات الجوية الإسرائيلية لن تتدخل فى مرحلة العبور، رغم ادعاءات أنها "اليد الطولى" لإسرائيل.

أما الموقف الثاني، الذى يدل على عظمة الجندى المصري؛ فانه قبل بدء عبور موجات القوارب، وعددها 12 موجة، كانت عناصر الصاعقة البحرية، قد غطست فى قناة السويس؛ لسد فتحات "النابالم"، حيث كان العدو الإسرائيلى قد وضع فى كل نقطة من نقاط خط بارليف، حوالى 4 إلى 6 أنابيب نابالم، يتم ضخها فى مياه القناة فور عبور قواتنا، فتتحول المياه إلى نار تحرق كل القوات التى تعبرها؛ لذلك اندفعت قوات الصاعقة البحرية، حاملة عبوات لسد هذه الأنابيب، ففوجئت إحدى المجموعات، أن إحدى نقاط خط بارليف بها 6 مواسير بدلا من 5، وهو ما لم يكن فى الحسبان، إذ أن المجموعات المكلفة بسد الفتحات، كانت تحمل إمكانات لسد خمس فقط، فقامت المجموعة بسد الفتحات الخمسة، أما السادسة، فقام أحد أفراد الصاعقة البحرية بسدها بجسمه، ورفض العودة مع باقى المجموعة، ومع بدء عبور قواتنا لقناة السويس، تم إغلاق جميع الفتحات، بينما انفجرت تلك الفتحة، وحولت جسم هذا الشهيد العظيم إلى أشلاء، لكنه نجح فى منع النابالم من إشعال سطح مياه القناة، ونجحت قواتنا فى العبور، ودمر خط بارليف، هكذا كانت روح جنود مصر الأوفياء، الذين سيذكرهم التاريخ، دائما، فلولاهم، لما كنا نحتفل الآن بهذا النصر العظيم.

 كيف كان يشارك الرئيس السادات فى التخطيط للحرب ؟

ان الرئيس الراحل أنور السادات، كان يترك مهمة التخطيط لحرب أكتوبر للقادة، ويبدى رأيه فقط، وأتذكر حينما أبلغه اللواء طيار حسنى مبارك قائد القوات الجوية، بتنفيذ كل الأهداف المحددة فى الحرب فى الضربة الأولى ولا حاجة لضربة أخرى، ليقول السادات وقتها: يا أولاد مبروك الضربة نجحت، كما إن قوات الصاعقة عبرت من الشرق إلى الغرب فى منطقة رأس العش بمسافة 13 كيلو قبل بورسعيد، بالرغم من أن القوات كانت تقارب 100 جندى بالآربى جيه بدون حفر خنادق، إلا أنه بكل المقاييس انتصار من الجانب المصرى الذى دمر العدو الإسرائيلى لمدة 7 ساعات وأجبره على العودة مرة أخرى، ويومها شعرنا لأول مرة بالفخر.

 حدثنا عن دور المجموعة 139 فى النصر؟

إن المجموعة 139 صاعقة قامت بدور بطولى بقيادة اللواء أسامة إبراهيم، والجميع صراحة أدى دورا عظيما، لذا فإن تكريم الرئيس السيسى لرموز هذه المجموعة وتقديمه التحية لهم كان بمثابة تكريم للمجموعة كلها.

وهناك عناصر كثيره أخرى غير هذه المجموعة مثل لواء المظلات فى منطقة الدفرسوار، والقوات الجوية التى قامت بالعديد من الاعمال البطولية فى هذه الفترة بما لا يتخيله بشر.

وأنا حينما قمت بعمل مناظرة مع أرئيل شارون فى الـBBC بإنجلترا وكان يحكم بيننا معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن (iiss) كان آخر سؤال تم توجيهه لـ"شارون".. ما المفاجأة التى انتابت إسرائيل اثناء حرب أكتوبر؟ وقال إن المفاجأة الحقيقية ليست الحرب ولا توقيتها الذى جاء متزامنا مع عيد ديني، بل المفاجأة كانت الجندى المصري، وحكى قصة أن الجندى المصرى فى حرب أكتوبر لم يكن أبدا الجندى المصرى الذى حاربناه فى 67، و56، فقد كنت متقدما بقواتى فى اتجاه الإسماعيلية غرب القناة بعشر دبابات، وفوجئنا بأن ستة جنود مصريين كوماندوز طلعوا علينا من بين شجر المانجو وضربوا العشر دبابات، وبالتالى تغيرت لدينا صورة الجندى المصرى تماما، وبعد ما كنا نظن أن الجيش المصرى لا يقرأ ولا يكتب، وجدنا أنه يعتمد على مؤهلات مختلفة، وأن أفراد الجيش المصرى شجعان ويقابلون العدو بكل بسالة، ولا يهابون الموت؛ لذلك دائما ما أقول للجيش الإسرائيلى يجب أن تحذر من أى حرب قادمة مع المصريين، لأنك سوف تقابل الجندى المصرى الذى لم تحاربه  لم تقابله من قبل فى أى معارك سابقة.

 ما اليوم الفارق فى تاريخ إسرائيل بعد حرب أكتوبر 73؟

يوم 7 أكتوبر كان لنا 200 ألف جندى على الضفة الشرقية للقناة، ومثلما كان يوم 9 يونيو يوما حزينا فى تاريخ مصر، كان يوم 9 أكتوبر يوما أسود فى تاريخ إسرائيل، فقد عبرنا قناة السويس، ودمرنا معظم النقاط القوية عدا نقطة واحدة وهى "حوته بست"، وصلنا لعمق 15 كيلو من قناة السويس، فشلت كل الهجمات المضادة يوم 6، و 7، و 8، و لم يستطع العدو اختراق أى خط من الخطوط الدفاعية، أيضا حائط الصواريخ منع القوات الإسرائيلية والطيران أن يتدخل فى منطقة المعابر والعبور، وبدأت إسرائيل تشعر أنها تفقد دفاعاتها وقوتها، وأن القوات المصرية سوف تتقدم، ولذلك انعقد المؤتمر الصحفى الشهير وقتها، ووقفت جولدا مائير رئيسة الوزراء وموشى ديان وزير الدفاع ليعلنا لأول مرة هزيمة إسرائيل، وقالت جولدا وقتها "لقد بلينا من المصريين ولن نستطيع أن نوقفهم بعد الآن" وكانت تقصد بهذا المؤتمر دعما جويا من أمريكا، وهذا ما حدث بالفعل، فقد قامت أمريكا بعمل أكبر جسر جوى عسكري، ونقلت فيه أحدث الأسلحة من ألمانيا حتى لا تستغرق مسافة بعيدة إلى مطار العريش.

 هل كان لحرب الاستنزاف تأثير على انتصارنا فى أكتوبر 73؟

بالطبع  فلولا حرب الاستنزاف ما كان الجيش المصرى حقق النصر فى حرب أكتوبر، ف"الجيش والشعب حققوا النصر معا"، وحصلنا على ثقة فى نفوسنا، ومنها تعلمنا دروسا كثيرة وجديدة، فالجيش المصرى فى حرب اليمن التى كانت مجرد كمائن لأن تضاريس البلد جبلية.. لم نتعلم منها أصول الحرب الحديثة، وبدأنا بداية جديدة من أول يوم فى حرب الاستنزاف، ووقتها ساعدنا الخبراء الروس وعلمونا، خاصة أن فى كل كتيبة يوجد خبير وفى كل قائد لواء وفرقة.. خبير، ودرسنا الحرب بشكل جديد، ودائما ما نقول إن الحرب تعلم الحرب، ووقتها أيضا تعلمنا كيفية حفر الخنادق وكيفية المناورة بالقوات، وكيفية صد الهجوم بقنابل النابالم، وأنا اتذكر أننى كنت قائد سرية مدة ست سنوات ولم يصب أى عسكرى عندى بقنابل النابالم التى كانت تدمر المكان الذى تسقط فيه، لأننا كنا نعلم كيفية القضاء عليها.

Katen Doe

صفاء الخميسي

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

فرج

المزيد من حوارات

عواطف أبوالسعود: «الترند» عمره ثوانى.. وما يشغلنى هو المحتوى

قدمت حفلات أكتوبـر من أمام متحف الحضارات.. وتقدم «السهرة» كل خميس / الساحة تستوعب الجميع.. رغم «زحمة» القنوات والمنصات /...

المذيعة شيرين عفت: العمل الإخبارى حبى الأول

تعلمت أصول المهنة فى مدرسة «ماسبيرو» / أعتز بتجربة «السفيرة عزيزة» لأننى أثبت قدراتى كمقدمة برامج متنوعة / «عبّارة السلام»...

النائب عبد الخالق عياد: استهلاكنا للغاز الطبيعى زاد بنسبة18%عن العام الماضي

الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى يسهـم فى جذب الشركات العالمية بقطاع البترول/ نستورد 10 ملايين طن بترول سنويا ومليار قدم مكعب...

النائب وحيد قرقر : انخفاض حوادث الطرق بنسبة 50 % بسبب التطوير والتوسعة

الاستثمار فى مجال الطرق والكبارى والمحاور لم يحدث منذ أكثـر مـن 100 عـام / مشروع العاصمة الإدارية تأخر كثيرا وأنشئ...