القطاع خسر 40 % من المربين بسبب الأزمة نحتاج 40 مليون بيضة و4 ملايين دجاجة يوميا ولابد من تشوين الذرة وفول الصويا لمواجهة الأزمات
أكد الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن أن كلمة السر فى انخفاض الأسعار هى استدامة الأعلاف.
وأوضح أن الارتفاعات الحالية لأسعار الدواجن وبيض المائدة مرتبطة بانعكاسات أزمة نقص الأعلاف التى تفجرت قبل أسابيع.
وقال فى حوار خاص لـ"الإذاعة والتليفزيون" إن الحكومة تحركت بشكل جاد للإفراج عن كميات الأعلاف وخامات الإنتاج المحتجزة فى الموانئ، لكنه اعتبر أن نتائج هذه التحركات لن تحقق تأثيرا فوريا على الأسعار الحالية، معتبرا أن صناعة الدواجن خسرت جزءا من أصولها وطاقاتها الإنتاجية خلال الايام الأولى للازمة، وتحتاج للتعافى وتعويض ما فقدته، والعودة لتحقيق انتعاشة إيجابية واستقرار ينعكس على الأسعار.
ما حقيقة ما يتردد بشأن انخفاض أسعار الدواجن منتصف فبراير المقبل؟
- غير صحيح، طالما استمر نقص الافراجات ومدخلات الانتاج، سيستمر عزوف المربين، ويظل الانتاج أقل من الطلب فتستمر الزيادة، وهو ما يحدث الآن، وبالعكس زادت الافراجات وتوافرت الكميات المطلوبة، وبدأت دورات الانتاج وعندها تنخفض الاسعار، حينما يتحقق ذلك، سيكون أمامنا حوالى 40 يوما ليحدث هدوء فى الاسعار.
رغم تحرك اسعار كل السلع لكن تظل أسعار الدجاج تحظى بالاهتمام الأكبر فما السبب؟
- بالفعل، فترة صعبة يعانى منها الجميع تنخفض فيها القوة الشرائية للمستهلك، والدواجن تحظى باهتمام كونها البروتين الحيوانى الانسب والاقل سعرا، والبروتين الحيوانى عنصر اساسى فى عمليات النمو والتمثيل الفسيولوجى لا غنى عنه ببروتين نباتي، والذى أيضا ارتفعت اسعاره بمعدلات ضخمة كالبقوليات من فول وعدس، والأجبان أيضا ارتفعت اسعارها 150 و200%، والدواجن كذلك تمثل 70% من البروتين الذى يستهلكه الفرد، ويصل الحد الادنى لنصيب الفرد سنويا فى مصر لـ 12.5 كيلو فى السنة و120 بيضة وهو رقم متدن مقارنة بالدول الاخرى التى يصل الحد الادنى فيها ل20: 25 كيلو، و200: 250 بيضة سنويا.
لماذا استمر ارتفاع الأسعار رغم الافراج عن الأعلاف وما الحل الأسرع لتخفيض الأسعار؟
- الافراجات حتى الآن ليست بالشكل الكافي، ومع نقص الأعلاف فى السوق والشحية، ظهرت سوق سوداء فى خامات الانتاج المختلفة وارتفعت لاسعار قياسية، ما أدى لعزوف المربين عن الدخول فى دورات جديدة للانتاج بسبب عدم استقرار الوضع، وانخفاض الاسعار مرتبط ليس فقط بمدى توافر كميات العلف المناسبة والكافية، ولكن أيضا الاستدامة لتشجيع المربى على العودة للانتاج وزيادته فيزيد المعروض وتنخفض الأسعار.
وسبق وطالبنا كحل لهذا الوضع فى ظل أزمة النقد الأجنبى أن تتدخل الدولة بآلياتها من بنك زراعى لتستورد الدولة الاعلاف والمستلزمات بنفسها ومن ثم توزعها على المصانع والمزارع للقضاء على الحلقات الوسيطة ومافيا الاستيراد والسوق السوداء، على المدى البعيد أيضا لابد من التعامل مع الذرة وفول الصويا كمحاصيل وسلع استراتيجية يكون لها مخزون استراتيجى كالقمح والسكر والزيت وغيرها من السلع الاستراتيجية، بحيث تكون متاحة ولا تتأثر الصناعة وقت الازمات ما يؤدى لخروج منتجيها.
لماذا لم ينفذ القانون 70 لسنة 2009 بشأن منع تداول الطيور الحية؟
- بات من الضرورى تفعيل القانون لكن بشكل تدريجى على خمس سنوات، فأحد أهم أهدافه احداث توازن بين الانتاج وحجم المعروض، من خلال ذبح الفائض فى أوقات زيادة الانتاج وتبريده أو تجميده ليتم بيعه فى أوقات العجز بما فى ذلك من استقرار للأسعار وحماية للصناعة الوطنية من الاستيراد فى أوقات العجز.
ماذا عن التعاون مع وزارة التموين لتوفير الدواجن المجمدة فى منافذها بدلا عن الاستيراد؟
- هناك اتفاق بالفعل مع وزارة التموين ممثلة فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية، لتوريد الدواجن للسوق المحلية من سبعة مجازر تابعة للاتحاد.
ما القطاعات التى تأثرت ؟
- مصر كان لديها اكتفاء ذاتى من الدواجن والبيض ومازلنا، حيث يبلغ انتاجنا حوالى ١.٤ مليار من الدواجن، و٣٢٠ مليونا منها من القطاع الريفى، والبقية من القطاع التجارى، أما بيض المائدة فيصل إلى ١٤ مليار بيضة سنويا.
لكن قلة الافراج عن الخامات ونقص الاعلاف خلال الشهور والاسابيع الماضية أدى لخروج عدد كبير من المربين يتراوح بين 35 : 40%، وسيظهر أثر ذلك على السوق الفترة المقبلة إذا طالت الازمة، حيث أن قطاعات الصناعة كاملة تأثرت سواء الجدود أو الامهات والتسمين والبياضة، واستعادة قدراتها فى قطاع كالتسمين يحتاج حوالى 40 يوما، أما الجدود والامهات فتحتاج مددا أطول للدورة وفى حال تأثرت نحتاج سنة على الاقل لتعويض الخسارة فيها، وبالفعل قطاع الامهات يعانى حيث يبيع المربى عند ربع الدورة أى عند انتاج 50 بيضة بدلا من 300، وفقد قطاع الكتاكيت حوالى 4% من قوامه، وقام المربون ببيع بيض التفريخ المخصب، كبيض للمائدة، بدلا من تلقيحه وتأهيله للتفريخ، وهو ما يظهر الوضع المنتظر والمدة التى نحتاجها لاعادته لسابق عهده، لذا لابد من توافر مستلزمات الانتاج بالكميات المناسبة وعلى رأسها الأعلاف التى تمثل 70% منها، قبل أن نصل لفجوة كبيرة فى القطاع.
هل الاستغناء عن أصول الثروة الداجنة كان صحيحا؟
- المربى اضطر بسبب ارتفاع الاسعار، فهو يبيع باقل من سعر التكلفة منذ فترة، وهو ما أدى لعزوف كثيرين عن الدخول فى دورات جديدة ما قادنا لما نحن عليه الآن، خاصة أن اكثر من 65% من القطاع هم صغار المربين، وكان التخلص من الكتاكيت بسبب ضعف الطلب عليها مع عدم القدرة على تربيتها لعدم توافر العلف وارتفاع أسعاره.
ما مدى احتياجنا للعلف وكيف ترى جهود الدولة فى هذا الملف؟
- نحتاج إلى 900 ألف طن أعلاف شهريا ليتحقق الاكتفاء الذاتي، و650 ألف طن ذرة و250 ألف طن صويا، ومصر تستورد حوالى ٩٠٪ من مدخلات الانتاج وهو ما يوضح سبب تأثرها بالسوق العالمية، فنستورد 12 مليون طن سنويا من الذرة الصفراء، وننتج 3.1 مليون، نستورد 90٪ من فول الصويا والباقى يزرع محليا، ولذا كان من الخطوات الهامة دخول الذرة الصفراء فى منظومة الزراعة التعاقدية وإن كنا لن نجنى ثماره إلا فى الأشهر المقبلة.
أما الطرح الخاص ببدائل أخرى فغير مجد، لأن سلالات دواجن التسمين تحتاج كميات كبيرة من الطاقة لتصل لوزن 2 كيلو خلال شهر بعد الطفرة الجينية فى العقود الاخيرة، بعد أن كان النصف كيلو يحتاج لأربعة أشهر تربية.
كم عدد العاملين بالقطاع؟
- قطاع الدواجن كثيف العمالة يضم 3.5 مليون عامل، وتتجاوز استثماراته الـ100 مليار جنيه، وخروج هذا العدد الكبير منه بتوقفه عن الانتاج جاء على غير ارادتهم بسبب ارتفاع الاسعار وعدم توافر المستلزمات، ولذا فإن الحل الجزئى لن يجدى مع صناعة مسئولة عن 70% من البروتين الحيوانى للاسر المصرية كدواجن أو بيض، فهو البروتين الاقل سعرا، ولذا نحتاج للحفاظ عليهم لا أن نفقدهم رعاية لمصالح المنتجين والمستهلكين فى هذا القطاع.
هل يحل استيراد دواجن مجمدة أزمة انخفاض المعروض؟
- أولا الفراخ المستوردة تكلفتها عالية بسبب ارتفاع سعر الدولار واضطراب سلاسل الامداد، والاهم أنه إذا استطاعت الدولة توفير الدولار لاستيراد الدواجن المجمدة، وبدلا من توفيره للشراء الأولى الافراج عن الاعلاف ومستلزمات الانتاج المحلي، لدعم الصناعة المحلية والحفاظ عليها وتعظيمها، من ناحية أخرى مصر استهلاكها عال، يصل لاربعة ملايين دجاجة و40 مليون بيضة يوميا، بالتالى من الصعب توفير كل هذا النقد الاجنبى خاصة أن الصناعة بالفعل موجودة ولدينا اكتفاء منها.
هل يحل بيض السمان الذى عرضته وزارة الزراعة عبر منافذها الازمة ولو جزئيا؟
- لا يمكن أن يحل محل بيض الدواجن، بسبب صغر حجمه مقارنة بالاخير، فضلا عن أنه ليس لدينا كميات كبيرة من السمان للاعتماد على بيضه بدلا من الدواجن، وبعيدا عن ذلك، فالمنافذ توفره بصفة دائمة وليس مستحدثا.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
كل فترة تطل علينا بعمل مختلف ودور جديد.. فمن الطفلة الجميلة إلى الفتاة الرومانسية، إلى صاحبة الملهى الليلى، ثم العاشقة...
ولدت فى عائلة فنية، فورثت الموهبة، وقررت الاعتماد عليها فى دخول الوسط الفنى لتقدم أدوارا متنوعة،
يعود الفنان حمادة هلال هذا العام ليطل على محبيه من خلال النسخة الثالثة لمسلسل المداح، مستعيناً فى ذلك بمقومات عديدة...
أكد فخرى الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى المتعلق بزيادة المرتبات والمعاشات يدخل