"الأونروا" وكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تأسس مكتبها فى مصر قبل 73 عاما، ليكون المظلة الخدمية الجامعة لدعم حقوق الفلسطينيين،
وكان وقتها قطاع غزة يخضع للإدارة المصرية.
كواليس تأسيس الوكالة ونوعية الخدمات التى تقدمها تكشفها لنا العراقية سحر الجبورى رئيس مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين فى الشرق الأدنى (الأونروا) بالقاهرة، إضافة للتحديات والأزمات التى تواجهها، وسبل التغلب عليها.
ما أهداف الأونروا ونوعية أنشطتها؟
الأونروا وكالة أممية تابعة للأمم المتحدة، ومفوضة لتقديم خدمات التنمية البشرية والخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين فى خمس مناطق عمليات هى الأردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهى تقدم خدمات نبيلة مثل التعليم الأساسى لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة فى أكثر من ٧٠٠ مدرسة تابعة للأونروا، بالإضافة إلى الرعاية الصحية الأولية من خلال ١٤٠ مركزا صحيا لحوالى مليونى لاجئ فلسطيني، وشبكة أمان اجتماعى لما يقرب من ٤٠٠ ألف لاجئ، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية وغذائية ونقديه لحوالى أكثر من مليون لاجئ، وأيضا إعادة تعمير وتأهيل حوالى ألف مأوى فى غزة، وأيضا تقديم تمويل على شكل قروض الهدف منها خلق فرص عمل والتمكين الاقتصادي، وفى إحصائية لعام ٢٠٢١ الماضى جرى تمويل قروض بلغت ٢٩ ألف قرض قدمناه.
والأونروا أنشئت عام ١٩٤٩ وبدأت أعمالها فى مايو ١٩٥٠ وبذلك تعتبر من أقدم الوكالات فى الأمم المتحدة، وهى وكاله أنشئت بشكل مؤقت ويجدد تفويضها كل ٣ سنوات فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنشئت مؤقتا للاستجابة للأزمة التى تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون عام ١٩٤٨ ويستمر دورها حتى التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم، وافتتحت مكتبها فى مصر عام ١٩٥٠ عندما كانت غزة تحت إدارة مصر، واستمرت منذ ذلك الحين واختلف دورها خلال السنوات الماضية حتى وصلنا إلى الدور الحالى.
وهل تنتشر مكاتبها فى كل أنحاء العالم أم فى المناطق التى يوجد بها لاجئون فلسطينيون فقط ؟
الأونروا لها أربعة مكاتب هى واشنطن ونيويورك و بروكسل بالإضافة إلى القاهرة التى أمثل مكتبها، وتتضمن المهام بالنسبة لى العلاقات مع الحكومة المصرية المضيفة وجامعة الدول العربية وأعضائها من خلال المندوبين الدائمين للدول العربية، وكذلك مع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة الموجودين فى مصر ومكاتب الأمم المتحدة الشقيقة فى مصر والمنظمات غير الحكومية وغيرهم، وذلك بغرض حشد الدعم المالى والسياسى للوكالة، ويساهم المكتب أيضا فى تنفيذ إستراتيجية حشد الدعم للوكالة من خلال كل هذه العلاقات، وكذلك يقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين فى سوريا المتواجدين حاليا فى مصر بسبب الأزمة السورية.
وما تعريف اللاجئ وفقا للوكالة؟
وفقا للتعريف العملى للأونروا فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كان مكان إقامتهم الطبيعى فلسطين خلال الفترة ما بين يونيو 1946 وحتى مايو 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة نزاع 1948. وتعد الخدمات التى تقدمها الأونروا متاحة لكافة اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون فى مناطق عملياتها والذين يستوفون هذا التعريف والمسجلين لدى الوكالة وبحاجة إلى المساعدة، ويحق أيضا التسجيل لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال بالتبني. وعندما بدأت الوكالة عملها فى عام 1950، كانت تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم فإن ما يقارب من 5 ملايين لاجئ فلسطينى يستحقون الحصول على خدمات الأونروا.
سمعنا عن وجود عوائق وتحديات كثيرة تواجه الأونروا فى الفترة الأخيرة أمام تنفيذ أهدافها فما هى أبرز هذه المعوقات ؟
الأزمة المالية تعتبر أهم التحديات التى تواجه الوكالة منذ عام ٢٠١٢، حيث أصاب مواردنا الركود، بمعنى أن ما نستلمه من تبرعات بقى ثابتا رغم ازدياد أعداد اللاجئين وازدياد احتياجاتهم وزيادة الأسعار وازدياد تكلفة أعمال الوكالة، ويتزامن هذا الوقت مع ما سمى بالربيع العربي، وما ألحقه من أزمات متلاحقة ونقص الموارد أثر على جودة ما نقدمه من برامج ومساعدات للاجئين الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال مع زيادة الطلاب إلى نصف مليون طالب لم نتمكن من فتح مدارس جديدة واضطررنا إلى زيادة عدد الطلاب داخل الفصول، مما أدى إلى تكدسهم بسبب وصول عدد الطلاب داخل الفصل الواحد إلى ٥٠ طالبا، وما يتعلق بالصحة مثلا فالوقت الذى يقضيه الأطباء مع المرضى وصل إلى معدل ثلاث دقائق فقط لكل مريض، لأن الأونروا لديها حوالى ٣٠ ألف موظف ٩٣% منهم هم لاجئون فلسطينيون فى مناطق العمل الخمس، ومنهم مدرسون وأطباء يعملون فى مراكزنا ولم نستطع زيادتهم مع زيادة عدد اللاجئين، وهو ما يعنى تراجع جودة الخدمات، وهذا مستمر حتى الآن، وشح الموارد أثر على عملنا، ونحن دائما فى صراع مع الوقت فى الحصول على الموارد المالية.
وبدأنا عام 2022 بعجز قيمته ٦٢ مليون دولار لعدم قدرتنا على حشد التمويل الكافى خلال عام 2021. والأزمة بدأت منذ عام ٢٠١٢ وقمنا بعملية تقشف وبدأت الأزمة تظهر بعد أن استنفدنا القدرة على تقليص النفقات فدخلنا فى عجز يتفاقم سنويا، وطبعا عدم القدرة على الوفاء بالاحتياجات أصاب اللاجئين بإحباط.
وما الخدمات الأساسية التى تقدمها الأونروا؟
الأونروا تقدم خدمات شبه حكومية لكنها تعتمد على تبرعات طوعية للدول الأعضاء، وهنا تكمن المشكلة، ومع ما يشهده العالم من أزمات وما يشهده النزاع الإسرائيلى الفلسطينى من حالة لامبالاة وانخفاض فى سلم الأولويات عالميا، ومع تعدد الأزمات الإنسانية فى كل العالم وخصوصا المنطقة، كل ذلك أدى إلى عزوف وقلة التبرعات من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وهنا لابد أن أنوه بأن هذه التبرعات لا تعكس الدعم السياسى الذى تحظى به الوكالة، فكما شاهدنا فى ديسمبر 2022 جددت دول العالم تفويض الوكالة لمدة ٣ سنوات أخرى، وكان هناك إجماع على تجديدها، وهذا الاجتماع يعقد كل ٣ سنوات لتجديد تفويض الوكالة وتجديد نشاطها واستمراريتها، وبذلك يكون هناك إجماع دولى على دورها وأهميتها والاعتراف بعدم وجود بديل لها. وهذا الدعم السياسى يحتاج أيضا لدعم مادى يتماشى مع هذا الدعم والإجماع لأنه للأسف هناك دول تدعمها، ولكنها لا تتبرع.
البعض يرى أن أزمه الأونروا تفاقمت بسبب تخلى أمريكا عن دعمها؟
فى عام ٢٠١٨ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية توقف الدعم للوكالة، وهى أكبر دولة متبرعة، وذلك حتى عام ٢٠٢١ حيث عادت مرة أخرى بانتخاب الرئيس بايدن، كانت الأزمة فى حكم ترامب، وقد قدمت فى عام 2022 حوالى ٣٤٤ مليون دولار على مراحل بالإضافة إلى 222 مليون دولار فى ميزانية البرامج التى تعتبر العمود الفقرى للوكالة.
وما شكل التنسيق والتعاون مع الجامعة العربية؟
تلعب الجامعة العربية وأمينها العام دورا هاما للغاية فى مناصرة الوكالة ودعمها سياسيا، والدفاع عنها وعن اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، وعلى سبيل المثال هذا العام تجلى الدعم فى مواصلة دعوة المفوض العام للوكالة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب، ومخاطبة الحضور من الدول العربية، وفى حشد الدعم دوليا لتجديد تفويض الوكالة من خلال التوصيات الصادرة عبر القمة العربية التى عقدت مؤخرا فى الجزائر، وأخيرا فى البيان الختامى الصادر عن أول قمة عربيه صينية فى الرياض، وشددوا فيها على أهمية الوكالة. وهو دور مناصر دائما ويتم التنسيق مع المكتب ونعول على الدور الذى تلعبه الجامعة، حيث إن أمينها العام دائما يخاطب الدول المقتدرة لحسهم على تمويل الوكالة ماديا، كما أننا نصل للمنطقة العربية كلها من خلالها عبر لقاءاتنا ومخاطبتنا مع المندوبين الدائمين.
وما شكل التعاون والتنسيق مع مصر كدولة مضيفة للوكالة؟
مصر تلعب دورا هاما فى حشد الأموال والجهود، وفوق ذلك هو دورها التاريخى فى الوكالة لأنها تعتبر إحدى الدول المؤسسة للوكالة، وأيضا إحدى الدول المضيفة للفلسطينيين، وتلعب دورا هاما للغاية فى مناصرة الوكالة والتواصل مع الحكومات من اجل الدعم والتمويل وتوفير الموارد لها، وتعتبر من أكبر الشركاء لنا، بالإضافة إلى الدور الذى يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مناشدة الدول الأعضاء، وذلك اتضح فى خطابه عام 2021 فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضا استقبل فى مارس 2022 المفوض العام الوكالة، حيث شدد على دعم مصر للوكالة وأيضا ناشد الرئيس المصرى فى مؤتمر الشباب فى يناير 2022 كل العالم لدعم الوكالة، ونحن ممتنون للرئيس المصرى واهتمامه الشخصى لدعم الأونروا ونحن ممتنون جدا لذلك.
فى ظل الوضع المتأزم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والتعنت الإسرائيلى كيف تقدم الوكالة خدماتها؟
الأونروا مخولة من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم المساعدات، وتختلف التحديات التى يواجهها اللاجئون الفلسطينيون باختلاف مناطق تواجدهم، فمثلا فى الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية تزداد مستويات التوتر والعنف زيادة غير مسبوقة لأكثر من ١٥ عاما مضت. وفى عام 2022 قامت قوات الأمن الإسرائيلية بعمليات اعتقال ومداهمات على البلديات الفلسطينية يوميا ومن ضمنها محميات اللاجئين الفلسطينيين بعدما احتلوا منازلهم وهجروهم عام ١٩٤٨، وكلما توسعوا أو هجروا يزداد عدد اللاجئين داخل فلسطين نفسها، فتعريف اللاجئ الفلسطينى لدينا هو من نزح من أراضيه عام 1948 ومن وقتها أنشئت مخيمات مازالت قائمة حتى الآن، ولكنها تطورت فبعدما كانت فى شكل خيم تحولت الآن إلى بناء عادى، ومع تزايد أعدادهم أصبحت الأوضاع داخل هذه المخيمات بائسة، وأحيانا تحدث الاعتقالات داخل المخيمات وكل ذلك أدى إلى تأزيم الوضع أكثر داخل الضفة .
بما انها وكالة مؤقتة يتجدد بقاؤها كل ثلاث سنوات هل يمكن أن يأتى اليوم الذى تتوقف فيه الأونروا عن أداء عملها؟
لا اعتقد أنه من الممكن إلغاء الوكالة وعدم تجديد تفويضها، لأن هناك إجماعا دوليا على أهميتها وأهمية الخدمات التى تقدمها، وعلى أهمية مواصلة هذا الدور حتى التوصل إلى حل دائم عادل للقضية الفلسطينية، وكذلك عدم وجود بديل فى هذه الخدمات خاصة فى ظل حالة الفقر التى يعيشونها، لأن ٩٣% منهم تحت خط الفقر فى لبنان، وفى غزة حوالى 82%، وسوريا حوالى 90%، وهذه الفئات تعتمد كليا على الوكالة، وقد خلق شح الخدمات حاله من الإحباط لدى الفلسطينيين والغضب ويتم تفريغه على الوكالة وموظفيها، مع العلم أنها الملاذ الوحيد لكنها فى نظرهم تمثل المجتمع الدولي.
وما المطلوب الآن من العالم والدول العربية لتحقيق أهدافكم؟
المطلوب الآن سد الفجوة التمويلية الموجودة من خلال زيادة التبرعات السنوية لمن يتبرع، ومن خلال تمويلات إضافية من الدول المانحة لسد هذا العجز، ونتمنى أن تستجيب الدول العربية للمساعدة لأنها لم تستجب حتى الآن، ونتمنى الدخول فى اتفاقات تمويلية متعددة، والتبرع لمن لا يتبرع حتى يستقر ويستديم الوضع المالى للوكالة وتكون قادرة على تقديم خدماتها.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
استطاع التحالف الوطنى للعمل الاهلي، تقديم خدمات اجتماعية وإنسانية لمختلف فئات المجتمع فى مصر، لما يقرب من 30 مليون
كشف سمير سويلم رئيس شعبة اللحوم والدواجن والتجارة الخارجية بالغرف التجارية، عن حجم احتياجات السوق المحلى من اللحوم،
أكد المهندس عبد المنعم خليل رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، أن السلع والمنتجات الغذائية متوافرة بشكل جيد خلال شهر
فنانة قديرة صنعت تاريخها بموهبة وقدرة على التلون فى شتى الألوان الفنية فقدمت الكثير من الأعمال فى