5 مشاهد من زيارة الرئيس الســيسى لمحافظة بنى سويـف

الرئيس ذهب ليتحدث لأهالى ضحايا العاصفة الليبية ويلبى مطالب البسطاء من سكان القرى

كان البعض يرجح أن يؤجل الرئيس السيسى زيارته المرتقبة إلى بنى سويف، لتجنب دائرة الحزن المنصوبة في سراقات عزاء أبناء المحافظة الذين لقوا حتفهم جراء العاصفة التي ضربت مدينة درنة الليبية.

لكن الرئيس اختار أن يكون بين الأهالى في تلك اللحظات، لقناعته بأن من ذهبوا من أبنائنا إلى ليبيا كانوا يسعون لتحسين حياتهم، والحزن على رحيلهم يجب أن يكون دافعًا لتوفير حياة كريمة لذويهم.

ذهب الرئيس إلى الجالسين في سرادقات العزاء ليتحدث إليهم، وتجول داخل أحياء المستفيدين من مشروعات مبادرة حياة كريمة، وقرر الاستجابة لطلبات ورغبات عدد من المواطنين البسطاء، واختتم الزيارة بكلمة أعلن فيها عن توجيهاته للحكومة بتنفيذ حزمة إجراءات حماية اجتماعية جديدة، لزيادة المرتبات والمعاشات في القطاعين العام والخاص، إضافة لحوافز واستثناءات لدعم المزارعين.

فى صباح السبت 15 سبتمبر الجاري، كانت أشعة الشمس تتسرب في هدوء إلى شوارع "سدس الأمراء"، بينما يتوافد إلى القرية متطوعو حياة كريمة، استعدادًا لزيارة مرتقبة من الرئيس، يشارك خلالها في افتتاح عدة مشروعات تتبع المبادرة الرئاسية، وكان بعضهم يعتقد أن الزيارة ستكون بروتوكولية، تقتصر على اصطفاف المتطوعين، وافتتاح المشروعات عبر الفيديو كونفرنس، لكنهم فوجئوا بتوافد الآلاف من أهالى المحافظة للمشاركة في استقبال الرئيس، وتحول المكان إلى كرنفال احتفالى يفوق ما جرى في افتتاحات سابقة بمشروعات المبادرة.

 كان الأهالى محتشدين حول متطوعى المبادرة، وأيديهم تتشبس بالعلم المصري وصور الرئيس، ومن حولهم تتعالى الأصوات بأغان وطنية، وفجأة توقفت أمام تلك الحشود سيارة.. وما إن فتحت أبوابها حتى ظهر الرئيس السيسي، فتعالت الهتافات "تحيا مصر"، "بنحبك يا سيسي".

حرص الرئيس على توجيه التحية للحضور، والثناء على جهود متطوعى "حياة كريمة"، لكنه توقف عن الكلام، ليشير إلى طفلة من المتطوعين، وقال: "البنت دى بتعيطى ليه"، وطلب منها أن تأتى إليه، ودار بينهما حوار لم تتعد مدته دقيقة، ثم قَّبَّلَّ رأسها، وطلب من الحضور التصفيق لها.

الطفلة اسمها "رودينا فتحي"، وعمرها 11 عامًا، وهي ابنة قرية سدس الأمراء التابعة لمحافظة بني سويف، وعرفت بزيارة الرئيس للقرية، فاتفقت مع جيرانها على التوجه معهم للمشاركة فى الاحتفالية، لكنهم ذهبوا مبكرًا ونسوها، فذهبت وحدها، ودخلت إلى المكان، وعثرت بين متطوعى المبادرة على صديق لشقيقها، فطلبت منه الحصول على الزى الخاص بالمتطوعين، وفى لحظة تسلمها لها.. ظهر الرئيس، وتزايد الزحام من حولها، فلم تستطع ارتداء الزى.

كانت الطفلة "رودينا" تحاول التقدم وسط الحشود، ونجحت في الوصول إلى الصف الأمامى، كانت تمنى نفسها بمشاهدة الرئيس، وكلما اقتربت أكثر من تحقيق أمنيتها.. تغلبها الدموع، لكن المفاجأة أن الرئيس انتبه لها، وأشار إليها، ولم تصدق أنه يقصدها، فعاد ليشير إليها ويطلب منها أن تذهب إليه، وكانت كلما قطعت خطوة تجاهه.. تتزايد دموعها، وحين أصبحت في مواجهته.. احتضنها، وقبل رأسها، وقتها اكتسى وجهها بإبتسامة أضاءت ملامحها البريئة، وشعرت بالفخر.

عادت الطفلة "رودينا" إلى منزلها بعد إنتهاء الاحتفالية، لتجد والدها ووالدتها في انتظارها، بينما يمتلىء المنزل بالأقارب والجيران والأصدقاء، والجميع متلهفون ليستمعوا منها إلى ما جرى بينها وبين الرئيس.

كان الرئيس يقف في مواجهة متطوعى حياة كريمة في قرية سدس الأمراء، قال لهم إنه يشكرهم على جهودهم لإنجاح المبادرة، والمساهمة الفعالة في إنجاز مشروعاتها، مؤكدًا أن روح إرادة وعزيمة الشباب وقدرتهم على دعم مسيرة التنمية، هي الملهم والمعبر الحقيقي عن عظمة هذه الأمة، وتماسكها في مواجهة كل الأزمات، وتعكس قدرتها على تجاوز المحن.

تحرك الرئيس خطوات لتوجيه التحية لمن احتشدوا لاستقباله، ثم توقف أمام إحدى البنايات، حين سمع سيدة تطلب منه زيارة مسكنها، فاستجاب لدعوتها، وطلب من مرافقيه أن ينتظرونه أمام البناية، وصعد إليها، وكان في استقباله رب الأسرة وأبنائه، وصافحهم الرئيس، وجلس بصحبتهم لمدة 3 دقائق، أدار خلالها حوارًا عفويًا عن أحوالهم المعيشية، واستأذنهم الرئيس بعده أن يطّل من شرفة المنزل، ووجه التحية لسكان العمارات المجاورة، وجاءه الرد بإطلاق الزغاريد، وهتافات الترحيب.

غادر الرئيس مسكن السيدة الريفية البسيطة، وعلى باب البناية لاحظ وجود مواطن يرتدى الجلباب يقف على مقربة منه، وظن أنه يرغب فى إبلاغه بشىء، فأشار له ليقترب، فانهال عليه الرجل بعبارات الثناء، وطلب أن يلتقط صورة معه، فوافق.

  عاد الرئيس لجولته التفقدية في المكان، وخلال مروره أمام إحدى البنايات، انتبه لسيدة تنادى عليه بحرقة من إحدى الشرفات، وحين نظر إليها.. قالت له إن والدتها سيدة مسنة تجاوز عمرها 90 عامًا، وترغب في مقابلته، فأبلغها الرئيس بأنه سيصعد إليها، لكنها طلبت منه أن ينتظر فقط، لأنها قررت النزول لتكون في استقباله.

كان الصوت القادم من الشرفة لابنة الحاجة جمالات محمد حافظ، السيدة المسنة التى عرفت بزيارة الرئيس للقرية فطلبت من ابنتها أن تأخذها إليه، لأنها تريد أن تلتقيه، ورغم إدراكها لصعوبة تحقيق ذلك، وتمسكت بالأمل فى أن تلتقيه رغم عدم قدرتها على تحمل زحام الاحتفال ومجاراة المحتشدين في الحركة، لكنها طلب من ابنتها حين تشاهد الرئيس أن تنادي عليه، وتبلغه أن والدتها المسنة تريد الحديث معه.

اقترب الرئيس من مدخل البناية، فوجد الحاجة جمالات تستند إلى جدار.. وكأنها تحتمى به، فبادر الرئيس بالذهاب إليها، وحين صافحها.. أرادت أن تقبل يده، لكنه أبعد يده سريعًا.. ليمسك برأسها ويقبلها، ثم دار بينهما حديث هامس استمر لدقائق.

أخبرت الحاجة جمالات الرئيس بأنها تحبه كثيرًا، وكانت تتمنى أن تلتقى به منذ فترة كبيرة، وقالت له: "أنا بحبك يا ريس، وأنت غالي علينا، وكان نفسي من زمان أشوفك".

الحاجة جمالات كانت في زيارة لمنزل ابنتها وفاء، وتصادف وقتها أن علمت بزيارة الرئيس السيسي، طلبت من ابنتها أن تعينها على مقابلته، لأنها تعتبره  ابنها البار، بسبب اهتمامه بالأهالي، وحرصه على الاستماع لهم، وتلبية مطالبهم.

اختتم الرئيس جولته التفقدية بصحبة متطوعى مبادرة حياة كريمة، وأهالى القرية، ثم انتقل إلى متابعة افتتاح المشروعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وقبل أن يتوجه لقاعة الاحتفال لإلقاء كلمة في هذه المناسبة، وحرص على تقديم واجب العزاء في ضحايا العاصفة الليبية، وتحدث إلى الأهالى المتواجدين في السرادق، ليؤكد لهم أن الدولة المصرية تضع كل إمكاناتها وقدراتها لحماية أبنائها، وتوفير حياة كريمة تليق بهم، معتبرًا أن الذين سعوا للسفر لتحسين أحوالهم.. يجب أن يكون رحيلهم حافزًا لنا لمضاعفة جهودنا في توفير حياة كريمة لذويهم، مشددًا على عزمه بذل أقصى جهد لتنفيذ مشروعات صناعية وزراعية تحقق التنمية المنشودة، وتوفر فرص عمل، وتلبى طموح كل المواطنين.

توجه الرئيس بعد ذلك إلى قادة الحفل ليدلى بكلمته التى أعلن من خلالها عن حزمة من التوجيهات للحكومة، لزيادة المرتبات والمعاشات في القطاعين العام والخاصن وتقديم حوافز استثنائية لدعم المزارعين، وهي القرارات التي رسمت البهجة على وجوه كل المصريين.. وليس أبناء محافظة بنى سويف فقط.

Katen Doe

سيد المليجى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

حياة كريمة
الاسعار

المزيد من سياسة

هيفاء أبو غزالة: الاحتلال يرتكب مجازر وحشية وجرائم حرب ضد سكان غزة

يبذل قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية برئاسة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة، جهودا مكثفة ومتميزة، لتخفيف...

سكان غزة يرفضون التهجير والصمود الفلسطينى يحطم غرور جيش الاحتلال الإسرائيلي

د. أيمن الرقب: كلمة السيسى أقوى ما جاء فى القمة العربية

استعدادات المستشفيات المصرية لاستقبال المصابين الفلسطينيين

مطر: شمال سيناء استعدت طبيا وتجهيز مستشفيات ميدانية فى العريش وبئر العبد / العمدة: الاحتلال الإسرائيلى يقصف المستشفيات ولا يسمح...

قيادات حزبية تكشف أسباب دعمها للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى

حسمت الكثير من الأحزاب والقوى السياسية موقفها من السباق الرئاسي، حيث أعلن ما يقارب 40 حزبا سياسيا ضمن تحالف الأحزاب...