صور ة - أسئلة حول استقلال المسرح

قديماً لم يكن هناك مهرجانات للمسرح، كانت هناك عروض مسرحية عديدة تستمر شهوراً أو ربما سنوات، كانت الفرقة
الواحدة تنتج عرضاً كل شهر تقريباً، كانت تحقق ربحاً كبيراً، كانت تسافر داخل مصر فينتظرها الأهالى ويحتفلون بقدومها، كانت الفرق تطوف المدن المصرية والعربية، تركب البحر إلى أوروبا لتقديم عروضها للجمهور فى كل مكان، واليوم لدينا مهرجانات وليس لدينا عروض تسافر أو تقيم، فالمخرج لا بد أن تدفع له وزارة الثقافة راتباً شهرياً إذا كان مسئولاً وإذا أخرج عرضاً مسرحياً دفعت له ميزانية كبرى، وأقامت له مهرجاناً، وإذ لم تمنحه جائزة هاجمها وراح يكيل السباب والاتهامات للجنة التحكيم وإدارة المهرجان، فيجب على وزارة الثقافة أن تنتج العرض وتدفع للمخرج والمؤلف والممثلين وكل عناصر العرض المسرحى، وليس شرطاً أن يشاهد الجمهور العرض، أعداد قليلة تكفى، ليس شرطاً أن يكون جيداً على المستويين الفكرى والجمالى.. وفى المرحلة الثانية يجب أن يشارك العرض فى مهرجانات وزارة الثقافة ويحصل على جائزة إذا أمكن، بل ويفضل أن يسافر إلى مهرجانات أخرى ليحصل على جوائز ومنح وهدايا، فهل هذا المخرج أو ذاك إذا منحته وزارة الثقافة المسرح دون مقابل وطلبت منه فقط أن يدفع رواتب الموظفين وفواتير الماء والكهرباء الخاصة بالمسرح ويقوم بإنتاج العرض ويدفع أجره وأجر الممثلين ومهندس الديكور والملابس والدعاية، وخلافه... فهل سيوافق على هذه المغامرة؟ ما أقصده هل يمكن أن يعتمد المسرح فى إنتاجه على قدرته على تحقيق الربح والتواصل مع الجمهور من خلال تحقيق المعادلة الصعبة، أى تقديم عمل مسرحى جيد على المستوى الفنى يتواصل معه الجمهور ويحقق على الأقل الاكتفاء الذاتى مادياً فى تغطية تكاليف العرض، دون الاعتماد على ميزانية تمنحها وزارة الثقافة؟ قد عاش المسرح قبل خمسينات القرن الماضى مستقلاً دون مؤسسة رسمية، وقدم مسرحيات وطنية ساهمت فى مناقشة قضايا المجتمع وأسئلة اللحظة الراهنة دون أن يتخلى عن القيمة الفنية، فلماذا أصبح المسرح ضعيفاً مثل طفل يحتاج من يرعاه، وأقصد لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو لماذا فقد القدرة على أن يكون مستقلاً؟
«للحديث بقية»
أخبار ذات صلة
المزيد من أقلام
نحو الحرية - سمعة مصر .. أمن قومى
ما شاهدناه مؤخرا من تشويه الصورة مصر للأسف من الداخل من خلال برامج التواصل الإجتماعي يؤكد على أن مصر تتعرض...
نحو الحرية - سمعة مصر .. أمن قومى
ما شاهدناه مؤخرا من تشويه الصورة مصر للأسف من الداخل من خلال برامج التواصل الإجتماعي يؤكد على أن مصر تتعرض...
نحو الحرية - حملة مشبوهة ضد مصر
فى الأيام الأخيرة تصاعدت بشكل لافت حملات إلكترونية مشبوهة ومغرضة وهجمات إعلامية شرسة معروف من وراءها من أعداء الوطن وأعداء...
بروح رياضية - ع المكشوف
ما تيجوا تلعب ع المكشوف ؟... كلمات سمعناها كثيرا في أفلامنا العربية وحان وقت سماعها في ملاعبنا المصرية.