المقهى الدبلوماسي ـ غزة تستغيث.. ومصر تستجيب

بينما كنت جالسا على المقهى الدبلوماسي.. إذ قام صديق لي بسحب كرسيه وجلس إلى طاولتي .. وبعد أن تبادلنا التحية والسؤال عن أحوال بعضنا البعض.

إذا به يعتدل في كرسيه ويسألني قائلا: إيه بقى موضوع غزة الأخير ده.. وسامع ناس بتشكر في اللي عملته مصر.. هو إيه اللي حصل.. ومصر عملت إيه.. فاعتدلت أنا الآخر في جلستي .. وكأني كنت أنتظر هذا السؤال.. لأني أحب الحديث في هذا الموضوع الذي يشغلني أنا أيضا كثيرا.. فقلت له: الموضوع باختصار هو إن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف أبدا عن الأفعال التي تستفز وتضايق الفلسطينيين وتنال منهم .. ومن هذه الممارسات .. التوسع في بناء المستوطنات .. القبض على بعض الشباب الفلسطينيين واعتقالهم.. إطلاق النار على بعض الأشخاص وإصابة بعضهم.. بل وقد يقتلون واحدا منهم.. هذا غير المضايقات في عمليات التنقل والمرور خلال المعابر وغيرها.. وفي مساء السبت 10 نوفمبر.. توغلت قوة إسرائيلية خاصة إلى داخل حدود قطاع غزة، وحدثت اشتباكات قتل فيها 7 فلسطينيين وضابط في الجيش الإسرائيلي.. وتطور الأمر، فأطلقت الفصائل الفلسطينية مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل.. فشنت اسرائيل هي الأخرى غارات موسعة استهدفت 150 موقعا على الأقل في غزة.

وهنا استوقفني صديقي قائلا: أنا فاكر أنه من كام سنة كده حصل موضوع زي ده في غزة وكان ضرب جامد وناس كتير ماتت واتصابت.. فقلت له: تمام.. غزة تعرضت لموجات عنف متفرقة .. كان أشدها ما حدث في أواخر 2008  وتحديدا شهري توفمبر و ديسمبر وأوائل 2009 في يناير تحديدا .. ودي كانت أشد المجازر الإسرائيلية في غزة وكان لها أسماء كثيرة مثل بقعة الزيت الملتهب أو عملية الرصاص المصبوب أو معركة الفرقان وأيضا في يوليو 2014 .. وهذه أطلق عليها أيضا أسماء كثيرة من قبل الإسرائيليين ومن الفلسطينيين أيضا، مثل.. الجرف الصامد.. والعصف المأكول.. وغيرها.. وكلتا الحربين خلفت وراءها الكثير من القتلى والمصابين.

نعود لما حدث مؤخرا حيث استمر القصف الإسرائيلي للمواقع الفلسطينية.. وقوات المقاومة والفصائل الفلسطينية ترد عليها.. واستمر الوضع هكذا لمدة أربعة أيام وحتى يوم الثلاثاء 13 نوفمبر.

ولهذا حملت حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلى المسؤولية الكاملة عن العدوان على أهل وأبناء قطاع غزة.. وحذر المتحدث الرسمى باسم الحكومة يوسف المحمود من العدوان الجنونى الذى يشنه الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطينى وممتلكاته، ومن إقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مجازر جديدة بحق أهل قطاع غزة الصامد.. وطالب المحمود بتدخل دولى عاجل لوقف العدوان، والعمل الفورى على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.

وهنا عاد صديقي لمقاطعتي ثانيا.. وقال: طيب لما الأمور وصلت لكده.. مصر عملت إيه.. والدول العربية كان موقفهم إيه؟.. فأجبته قائلا: مصر من أول يوم للقصف الإسرائيلي لغزة وهي متواصلة مع الحكومة الفلسطينية ومع إسرائيل أيضا في محاولة لوقف القصف من كلا الطرفين.. وأعلنت عن موقفها الرسمي في أكثر من بيان أصدرته الخارجية المصرية  أعربت فيه عن قلق مصر البالغ إزاء تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، وما أسفرت عنه من سقوط قتلى ومصابين.. وحذرت مصر من التبعيات السلبية الخطيرة للتصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وطالبت مصر اسرائيل بالوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العسكرية، ووقف العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري.

وبالفعل.. أسفرت الوساطات التي قامت بها مصر أن أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة، منتصف يوم الثلاثاء،13 نوفمبر، وقف إطلاق النار مع إسرائيل .. وقال ممثلو الفصائل الفلسطينية إن جهودا مصرية أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني.. وقال أيضا أن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الإسرائيلي.

أما الدول العربية فقامت من خلال الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ خلال الدورة غير العادية للجامعة لبحث الأوضاع في غزة، على ضرورة الامتناع عن التصعيد العسكري في القطاع واستهداف المدنيين.. وفي هذا الاجتماع.. أكد السفير ياسر العطوي، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية.. على موقف مصر الثابت.. وطالب العطوي إسرائيل بالوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العسكرية، ووأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري، والنأي عن كل ما يؤدي إلى تفاقُم الأوضاع الانسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً في هذا الإطار على تواصل الجهود المصرية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وبذل الجهود الرامية إلى التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار.. وشدد السفير العطوي على دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية في كافة الأطر، وعلى تمسك الجانب المصري الكامل بكافة الحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الاجتماع أشاد المندوبون الدائمون العرب خلال الجلسة بالجهود المصرية الأخيرة التي نجحت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإحلال التهدئة الهادفة إلى حماية الشعب الفلسطيني، وأيضا إدانة الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مع التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وكذا دعوة مجلس الأمن لتحمل مسئولياته نحو القضية الفلسطينية.

وهنا أمسك صديقي بكوب الشاي الذي أمامه وأخذ رشفة كبيرة وهو يقول: يعني دلوقت الضرب متوقف في غزة، ومصر هي السبب.. الله ينور عليهم رجالتنا دول ويوفقهم دايما .. فأخذت أنا أيضا رشفة من قهوتي التي كادت أن تبرد وبداخلي ابتسامة رضا أني استطعت أن أوصل لصديقي حقيقة ما يدور.

 

Katen Doe

حمودة كامل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
المقهى الدبلوماسي - قمة مجموعة السبع.. والمشاركة المصرية
المقهى الدبلوماسي - القمة الإسلامية الـ 14 والدعم الكبير
المقهى الدبلوماسي - عودة مصر الأفريقية
المقهى الدبلوماسي- الشهرة تطمس الحقيقة.. اللاعب مانجا وضحاياه
المقهى الدبلوماسي - أوزباكستان التي لا يعرفها أحد
المقهى الدبلوماسي.. فرنسا على صفيح ساخن
المقهى الدبلوماسي -  ليبيا.. قصة لم تنته
المقهى الدبلوماسي..هل انسدل الستار على قضية الصيدلي المصري ؟!

المزيد من أقلام

wave
بكل صراحة - الثانوية .. حالة طوارئ

اقتربت امتحانات الثانوية العامة وصارت على أبواب الأسر المصرية ولابد أن حالة طوارئ واحتشاد توجد الآن فى عدد هائل من...

صورة - الثقافة والحوار الوطنى

للحوار الوطنى أهمية خاصة فى هذه المرحلة التى تشهد تحولات كبرى فى العالم كله، ومن الطبيعى أن يكون هناك آليات

بروح رياضية - كرسى فى الكلوب

فى الوقت الذى حققت فيه بعثة مصر للمصارعة فى بطولة أفريقيا بتونس إنجازات عظيمة، جاء شاب يدعى بغدودة

همسة قلم - موقف لا أنساه مع الراحل محمود بكرى

كنت طالبًا بكلية الإعلام وأتنقل بين مكاتب الصحافة العربية مثل عمال التراحيل.. هنا موضوعات سياسية وهناك