حواء التليفزيون.. مخرجات ماسبيـرو الأوليات يتحدثن

إنعام محمد على وسعدية غنيم ومجيدة نجــم وعلية ياســين يرفعن شعار مخرجات لأول مرة سعدية غنيم: العمل الصحفى أتاح لى الاندماج والاحتكاك فى مجتمعات مختلفة مجيدة نجم: الإخراج ليس رجلا أو امرأة.. بل إحساس ودراسة علية ياسين: المسلسلات تتيح للمخرج متسعا من الوقت لتوضيح مفهوم الكاتب

نشرت مجلة الإذاعة والتليفزيون فى عددها رقم 1571 الصادر بتاريخ 24 أبريل 1965، لقاء جمع أربع مخرجات يطرقن باب الإخراج بالتليفزيون لأول مرة وقتها، ويقفن جنباً الى جنب الرجال، فى عمل لأول مرة تقوم به المرأة، وهو مخرجة بالتليفزيون.. أجرى الحوار معهن الكاتب محمود على.. إلى نص الحوار..

تجربة جديدة تحدث فى التليفزيون، عدد من "حواءات" التليفزيون تحولن إلى مخرجات.. إنه ميدان جديد تطرقة "حواء" التليفزيون.. فما احتمالات هذه التجربة.. وما أسلحتها؟.. تعالوا نتعرف عليها من حواء نفسها.

إنعام محمد على، مخرجة بالتمثيليات، خريجة آداب قسم تاریخ، تقول: "هجرت الصحافة - بعد أن عملت بها فترة - الى الشاشة الصغيرة. كان هذا عام 1960، ومع ذلك فطبيعة العمل فى كل منهما أقرب للآخر، بل إن العمل الصحفى أعطانى الكثير من الخبرة التى لا غنى عنها فى العمل التليفزيونى.. وكمثال بسيط فإن طبيعة الصحافة تتطلب من المحرر التركيز، وتجنب كل ما يبعد عن الموضوع، بحيث يبدو واضحا للقارئ.. كذلك المخرج يحتاج أيضا إلى هذا النوع من التركيز، وإن كان يتعامل هنا مع الصورة والكلمة معا، يستطيع أن يحذف ما لا يراه قبل إتمام العمل النهائى".

وكما تقول زميلتها المخرجة سعدية غنيم، التى درست الصحافة بعد تخرجها فى قسم الفلسفة: "عندما تقارن بين طبيعة العملين، فإن العمل الصحفى يتيح لصاحبه الاندماج، والاحتكاك مع مجتمعات مختلفة ونماذج بشرية متعددة، والتى تعتبر مادة درامية بشرية، وهذا يساعد فى تنمية قدرته على رسم الشخصيات التى أمامه على الورق، وبالتالى يعرف ما هو مطلوب تماما من الممثل أن يؤديه".

وما زالت إنعام محمد على تتذكر تماما كيف بدأت طريقها فى هذا العمل الجديد على المرأة، وتقول: "أحسست بالرهبة، وكنت على وشك الهروب من الاستوديو.. لكن السبب نفسه الذى جعلنى أحس بهذه الرهبة هو الذى أبقانى فى مكانى وجعلنى أكافح.. عملت مع محمود مرسى ونور الدمرداش ومحمود السباع.. كل واحد له ميزته.. محمود مرسی مثلا رغم أعماله القليلة، فإنه يعرف كيف يوجه الممثل تماما، عنده حساسية للصورة ترشحه للإخراج، أكثر منه للتمثيل. نور الدمرداش أستاذ فى فنه. بعدها أخرجت حلقات "نفوس حائرة" و"الباب المقفول" و"الأخرس" ثم "دبلة الخطوبة"، وهو برنامج منوعات، وميزة التليفزيون عن غيره هو فن تعمق الشخصية.. فإذا كانت شاشة التليفزيون لا تستطيع أن تتحمل اللقطات الكبيرة، كما فى السينما، فـإن هذا العائق يتحول فى النهاية إلى ميزة، لأن اللقطات المتوسطة والغريبة خاصة تأثيرها يكون أقوى".

سعدية غنيم، المخرجة بالبرامج المسجلة، ترى أن "عمل المخرج فى التليفزيون متعب ومرهق جدا... لكن بمجرد الانتهاء من العمل على خير وجه يتحول هذا التعب إلى نوع من الراحة، راحة النفس التى تعوض كل ما فات.. وما إن ينتهى حتى يفكر فيما سيقدمه فى الغد.. وترى أن هذا الإحساس موجود بعد كل عمل يحتاج إلى خلق".

طلبة معهد السينما يلتفون حول سعدية بعد عرض فيلمها التسجيلى "دير سانت کاترین"، يوجهون إليها الأسئلة.. وهى تجيب وتشرح لهم مدى الإرهاق الذى عاناه العاملون فى هذا الفيلم، الذى عرض فى مهرجانات بالخارج ونجح فى كل بلد عرض فيه. الأفلام التسجيلية التى قدمتها هى "جبل موسى"، و"دنيا المناجم"، و"الأرض السليبة". لم تقدم فى التمثيليات إلا حلقتين من "نوادر جحا"، وتمثيليتين هما: "هناء"، و"العمر واحد". وآخر عمل قامت به هو الاشتراك مع المخرج جالا توماس فى إخراج فيلم تسجيل يحكى تاريخ نهر النيل، مدته 80 دقيقة، وهو إنتاج مشترك مع شركة الإنتاج العالمى سكوراس. والفيلم التسجيلى - فى رأيها - يخدم الفيلم الطويل فى أنه يمده بالفنيين، وهو مرحلة مر بها معظم مخرجى العالم.

أسألها: ألم تفكرى فى الإخراج السينمائي؟ وتجيب سعدية غنيم فى ثقة: "ولم لا.. المسألة ليست مسألة رجل وامرأة.. بل موهبة ودراسة".

"إذا كانت الصحافة قريبة من العمل التليفزيوني، فإن الإذاعة هى الشقيق الأكبر لها".. هكذا قالت المخرجة "سميرة نجم"، التى قبلت بالإذاعة قبل انتقالها إلى التليفزيون. فالمخرج التليفزيونى يعمل فى ظروف صعبة تكاد تشبه ظروف المخرج الإذاعى، على أن المشاكل التى تواجهه أعقد من غيرها فى الإذاعة. ففى الإذاعة ينصب اهتمام المخرج على عناصر الصوت والموسيقى والمؤثرات الصوتية وعامل التوقيت، بينما يواجه المخرج مشاكل عديدة تتعلق بمثل هذه الأشياء، وأخرى تتعلق بالنص والممثلين.. موضحة أن عملها فى الاذاعة اضاف الى رصيدها خبرة استفادت منها فى التليفزيون مع أنور المشعرى وحسين کمال وإبراهيم الصحن.

وتعلق مجيدة نجم على عمل المرأة كمخرجة بأن "النظرة السطحية نحو المرأة عندنا ما زالت موجودة"، وتقول: "ماذا يمنع بعد أن أثبتت المرأة وجودها؟! المهم أن يوجد النص التليفزيونى المناسب، بعدها يكون الحكم وعملية الإخراج. فى نهاية الأمر هى عملية إحساس ودراسة، لو توافرتا يكون المخرج جيدا، سواء كان رجلا أو امرأة".

أما ميزة الأعمال التى يقدمها التليفزيون، خاصة المسلسلات التليفزيونية، فی رأى المخرجة علية ياسين، فهى أنها تتيح للمخرج متسعا من الوقت لتوضيح مفهوم الكاتب. وتقول: "لو رأينا عملا واحدا لنجيب محفوظ فى السينما والتليفزيون، لرأينا الفرق بين طريقة المعالجة فى كل منهما. صحيح السينما لديها إمكانياتها، لكنها محدودة بزمن معين، الشيء الذى يكون على حساب بعض الشخصيات الروائية للعمل الفنى. المسلسلات التليفزيونية بالذات تستطيع أن تعالج العمل الفنى دون الإخلال به، كما رأينا فى حلقات "لا تطفئ الشمس" لإحسان عبد القدوس، والتى أخرجها نور الدمرداش. وهى من خلال عملها تحاول أن تقوم بمحاولة جديدة فيما تقدمه من برنامج "أساطير"، فقدمت أسطورة هنـدية، وأفريقية "ابن الشعب"، وأسطورة صينية "جزاء الإخلاص"، كل واحدة تقدمها بطريقة تختلف عن الأخرى. ولم تقدم سوى تمثيلية "الأمل"، والاخرى فى الطريق تجرى بروفاتها الآن، وهى "الألم".

Katen Doe

سماح جاه الرسول

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من اعلام

دكتورة مني الحديدي: "معا...يوم بلا شاشات" مبادرة لدعم الجيل النشئ والشباب

هدف المبادرة تشجيع مواهب الشباب وإعطاء فرصة للتواصل المجتمعي. نطالب بدعم وزارات المعنية "التعليم والشباب والرياضة "والوطنية للصحافة والوطنية للاعلام

«ماسبيرو زمان» .. 9 سنوات من تألق التراث وشغف الجمهور

«الشباب والرياضة» تحتفى بالقناة وتكرم معديها ومخرجيها ومؤسسيها خالد شبانة يطرح مشروع نقل التراث برعاية « ماسبيرو زمان» وإدارة المكتبات

«ملعب FM» فى «الشباب والرياضة»

انتهى المسئولون بإذاعة الشباب والرياضة من إعداد استوديو تحليلى لمباريات الدورى العام بعنوان ملعب FM..

نيفين صلاح أول مدرب رقمى معتمد من «ماسبيرو» و«أكاديمية جولى»

حصلت نيفين حامد صلاح كبير مخرجي القناة الثانية على لقب أول مدرب رقمی دولی معتمد من أكاديمية ماسبيرو بالهيئة الوطنية...