فى بيوت كثيرة فى شتى ربوع مصر، أبناء ينظرون إلى صور آبائهم طويلًا والدموع تترقرق فى عيونهم، يتمنون لو عاد ذلك الأب الغائب إلى المنزل،
و يحتضنهم ويقبلهم، ويمنحهم شعور الأبوة من جديد.
فى بيوت كثيرة على أرض بلادي، زوجات يعشن على ذكريات حلوة وصعبة مع أزواجهن البواسل، الذى قدموا حياتهم من أجل حماية الوطن، وأن يعيش أهله آمنين مطمئنين. وهناك أيضا آباء وأمهات وأشقاء وأصحاب، ينظرون بفخر إلى صور أحبابهم الذين رحلوا عن الدنيا، لكنهم "أحياء عند ربهم يرزقون".
إنها بيوت شهداء الشرطة، الذين ضحوا بحياتهم من أجل حياة الوطن، وفى عيد الشرطة الـ71 زارت مجلة الإذاعة والتليفزيون بعضاً من تلك البيوت العامرة بالسيرة العطرة لهؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
آخر كلمات الشهيد محمد وحيد حبشي: خدوا بالكم من والدى
البداية كانت مع عادل مصيلحى عم الشهيد محمد وحيد حبشى مصيلحى ضابط الأمن الوطني، ابن محافظة المنيا صاحب الـ35 عاما، والذى راح ضحية الإرهاب الغادر، وقال إن هذه الواقعة تمثل حسرة وألما كبيرا للعائلة، لا سيما وأن الشهيد يعتبر أكبر أخواته من الذكور، ووالده اللواء وحيد حبشى مصيلحى يخضع للعلاج الطبيعي، وهو المسئول عنه، وأضاف أن والد الشهيد كان يعمل فى جهاز الشرطة وخرج على المعاش برتبة "لواء"، وكان الجميع يشهد له بحسن الخلق.
ويضيف مصيلحى أن الشهيد متزوج ولديه ابن يبلغ من العمر 5 سنوات وفتاة تبلغ 8 سنوات، واللذان تقليا الخبر بصدمة كبيرة حينما علما أنهما لن يريا والدهما مرة أخرى.
وقال مصيلحى إنه تقابل مع الشهيد قبل الواقعة بـ3 أيام وكان كل كلامه "خلى بالك من والدى ما تغيبش علينا" فقولت له "سأسافر وارجع الجمعة إن شاء الله" حتى إنه يوم الأربعاء هاتفنى وسألنى متى سأعود وأكدت عليه أنى سأكون فى القاهرة يوم الجمعة أو السبت فقال لي: "متأخرش علينا يا عمى علشان تاخد بالك من والدي"، إلى أن اتصل بى ابن أختى عقب صلاة الجمعة وهو أيضا ضابط وقال لى ان هناك احتمالية لاستشهاد محمد فى مأمورية بالواحات ولكن الخبر لم يتأكد بعد، لم أع ماذا أفعل أو أقول، ولكنى قمت بالاتصال بزوجته للسؤال عنه وقالت لى أن محمد فى عمله وانقطع الاتصال بيننا، وهذا لم يحدث من قبل، وأخبرتنى بأنها غير مطمئنة وخائفة عليه، فقلت لها "إن شاء الله يكون بخير ولن يصاب بأى مكروه، إلى أن جاءت الساعة الثامنة وتأكدنا من الخبر وعلمت أنه راح ضحية الإرهاب الأسود.
وقال عادل: وعد زملائه لى فى العزاء بأخذ ثأره هو ما هدأ النيران فى صدورنا جميعا، وبشكر رجال الأمن والشرطة بضرب جميع أوكار الإرهابيين فى مختلف المحافظات، للنيل منهم والقضاء عليهم والأخذ بثأرنا وإطفاء النيران التى تجرى فى عروقنا، مؤكدا أن جموع الشعب المصرى تثق فى الشرطة المصرية وما يقومون به ضد الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن الشهيد وغيره من الشهداء مثال للتضحية والفداء فى سبيل الوطن.
الشهيد إسلام مشهور.. عريس عند ربنا
أما محمد مشهور ابن عم الشهيد إسلام مشهور أحد أبطال حادث الواحات الإرهابي، ابن قرية منشأة جنزور التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية صاحب الـ27 عاما، فقال إن إسلام "كان فرحه قبل استشهاده بشهر ولكنه راح عريس عند ربنا، فكان محبوبا من كل الناس ويحترم الجميع ويقدرهم، مؤكدا أنه هو من قام بطلب نقله للعمليات الخاصة، ووالده من شجعه على ذلك، فوالده كان يقول يوم الجنازة "ابنى مش غالى على مصر ولو احتاجت ابنى التانى مش هستخسره" فى إشارة منه إلى أحمد مشهور ضابط العمليات الخاصة، والأخ الأكبر للشهيد، وكان معروفا عنه جرأته وشجاعته فى عمله ولا يهاب شيئا.
الشهيد محمد جودة.. موقف غريب يوم الاستشهاد
فيما كشفت أمانى جودة، شقيقة الشهيد ملازم أول محمد جودة، كواليس الاستشهاد وكيف استقبلت الأسرة الخبر وقالت: حدث موقف غريب وحتى الآن لم نصدقه وهو إحساس أبى ووداعه لأخى محمد قبل الاستشهاد بيومين، محمد كان عندنا بالبيت فى يوم الراحة الأخير بإجازة عودته من العريش، وكان يوم الاثنين الذى يسبق فض اعتصام رابعة بيومين، وخرج محمد مع زملائه، وبعد أقل من نصف ساعة تحدث إليه والدى بالهاتف وقال له انت فين يا محمد تعالى، فرد أخى: أنا كويس ومع زمايلى فى مكان قريب من البيت، فطلب منه والدى أن يعود وقال له: ارجع يا محمد أنا عايز أشوفك وأقعد معاك انت واحشنى جدًا، وبالفعل لغى محمد خروجه مع أصدقائه وعاد إلى المنزل واستقبله والدى من الباب كأنه لم يره من قبل بحضن ودموع هستيرية، رغم أنه كان رجع من العريش وكنا تخطينا مرحلة القلق لذلك كنا مندهشين من تصرف والدى.
وطمأن محمد والدى وقال له: بابا أنا معاك ليه بتبكى، فرد والدى: مش عارف والله يا محمد، واستمرا يتحدثان طوال هذه الليلة سويًا حتى الفجر.
وأضافت أن مسلسل الاختيار وثق استشهاد شقيقها محمد جودة، وكان فى مشهد بالحلقة الرابعة، وكان عبارة عن مقارنة بينه كضابط مخلص وطنى، وبين ضابط آخر خائن، ويوضح المشهد كيف كان هناك خيانة داخل جهاز الأمن من مجموعة الضباط الذين انشقوا عن الجهاز.
زوجة الشهيد عامر عبد المقصود: رأيته فى المنام ينتظرنى بملابس الإحرام
يحظى الشهيد العميد عامر عبد المقصود، بمكانة خاصة فى قلوب المصريين الذى يكنون كل الحب للشهداء ممن ضحوا بدمائهم دفاعًا عن أمن واستقرار الوطن.
تصدى الشهيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور مركز كرداسة، ببسالة لجرائم الجماعة الإرهابية، وظل صامدا أمام هجومهم البغيض على مركز الشرطة، ورغم ذلك لم يخش الشهيد وزملاؤه، بطش الإرهابيين الخونة، ووقف مدافعًا عن مركز الشرطة ببسالة.
الإذاعة والتليفزيون التقت بالسيدة نجلاء سامى زوجة الشهيد، وقالت إنه كان نائب مأمور مركز كرداسة، اثناء حدوث مذبحة قسم شرطة كرداسة، مشيرة إلى أن دموع اسرة الشهيد لم تجف حتى الآن، ولكنهم احتسبوه عند الله، شهيدا.
وأضافت أنه يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة ١٣ أغسطس، تجمهرت عناصر من الجماعة الارهابية حول القسم لتسليمه، لكن عامر رفض، مشيرة إلى أنها حدثته حينما علمت وطالبته بتسليمه رفض وقال لها "القسم تبعى ما ينفعش اسلمه ليضعوا عليه أعلام القاعدة وداعش".
وأضافت زوجة الشهيد عامر عبد المقصود انه كان يحلم بدخول الجنة وفجر يوم استشهاده كتب على الفيس بوك: "رب وان نامت اجزائى تحت التراب وكنت نسيا منسيا، هب لى من يدعو لى دون ملل".
وأشارت إلى أنها كلمته على الخاص تسأله عما كتبه.. قال لى ادعى لى قدر استطاعتك، وسألنى عما اريد فذكرت العمرة معا، فقال ومن خلق الخلق هتطلعى بس مع اخوكى لانى هكون فى مكان مافيهوش اجازات، لان المذبحة كانت قبل الحركة باسبوع فلم اشك لكنه كان ميت يتحدث، كما اخبرنى انه سيأخذ اجازة طويلة لنذهب للمكان الذى اريده، غير زيارة والدتى خالته فى الدقى كما اعتدنا.
وقالت: فى رحلة حج الوزارة ٢٠١٣ رأيته عند الكعبة بملابس الإحرام، وكان قبلها جاءنى فى الحلم وقال انه ينتظرنى فى بيت ربنا.
وعن التعويض الذى حصلت عليه قالت: رحلة حج ٢٠١٣ وعمرة ٢٠١٤ مع وزارة الداخلية، بالاضافة لحج فى ٢٠١٧ فى قرعة الملك سلمان، ومن أصعب المواقف التى تمر على حينما اجد اسمه وسط الشهداء فى الملفات او ألتقى بأهل الشهداء والمصابين فتقول لى إحداهن وكانت ترانى فى الإعلام لم اكن اتخيل ان اجد ابنتى فى موقفك. والوزارة تحاول توفير حياة اجتماعية كريمة لأسر أبنائها.
وعن الشهيد عامر عبد المقصود كزوج قالت: قبل ان يكون زوجى هو ابن خالتي، كتب كتابى قبل الجامعة ومع حصولى على بكالوريوس التجارة فى 1992 تزوجنا، ومشهود له بأنه شيخ عرب المنطقة كان يحل مشاكل الثأر، وكان سندا لكل من يعرفه ضابطا ولاعبا للكرة، عامر كان بارا بنا.
والدة الشهيد محمود أبو اليزيد: قال لى متزعليش لو جيت لك الصبح شهيد
الشهيد محمود ابواليزيد، معروف فى بين رجال الشرطة بلقب "بطل الدرب الأحمر"، سقط خلال محاولة القبض على إرهابى بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، ولكن الأخير فجر عبوة ناسفة خلال عملية القبض عليه.
الإذاعة والتليفزيون التقت أسرة الشهيد محمود ابواليزيد، وقال شقيقه سمير، إن محمود كان من المفترض أن يذهب لرحلة عمرة مع والده ووالدته، ولكن إرادة الله كانت الأقوى وكان الشهيد متفوقا منذ التحاقه بوزارة الداخلية كان عمله هو همه الأول بعد أسرته التى كان يهتم بها كثيرًا .
وأضاف ان الشهيد محمود كان لا يبلغنا بأى مأموريات، وكان يخبى علينا ويقولنا أنا بعمل فى القسم وبعيد عن مكافحة الإرهاب.
بينما كانت والدة الشهيد محمود تجلس وسط مجموعة من السيدات، يواسينها فى ذكرى أعياد الشرطة وقالت: محمود انتقل إلى السماء مع الأنبياء والصديقين".
وأضافت: كنا نستعد لانهاء استخراج جوازات السفر قبل استشهاد ابنى بيوم وكان من المفترض ان نذهب الى السعودية للعمرة، وكنا نتحدث فى كل التفاصيل التى سوف نقوم بها فى الاراضى المقدسة". وتبكى والدة الشهيد وتقول: ابنى كان محبوبا، وكان محترما وعمره ما أذى حد وكان آخر حاجة بيننا ٣ مكالمات فى التليفون قبل استشهاده بحوالى يومين، كان بيوصينى على كل العائلة، وقال لى متزعليش لو جيت لك الصبح شهيد، وقالى ادعيلى وانا دعتله وفرح جدا لما قولتله ربنا يكرمك يابنى واشوفك فى السما عالى والحمد لله هو فعلا ربنا اكرمه وبقى عالى فى السماء.
واستكملت والدة الشهيد مرددة: ابنى كان نسمة، وكانت الناس كلها بتحبه سواء فى إمبابة فى مكان السكن، أو الدرب الأحمر مكان شغله، محدش عمره اشتكى منه، لكن حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كلهم خسة وما يعرفوش لا دين ولا وطن وبيقتلوا ولادنا، وانا عايزة أقولهم إن راح شهيد أو بطل عندنا ألف بطل يدافع عن تراب مصر.
وتضيف والدة الشهيد إن الشعب المصرى بالكامل يقف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى ويدعمه فى كل خطواته وقراراته، خاصة أسر الشهداء والذين كان الرئيس السيسى سببا فى عودة إحساس الأمان لهم بعد فقدان أبنائهم.
وتضيف: أنا بقول لسيادة الرئيس الشعب المصرى كله وراك، خاصة أسر الشهداء اللى بفراق أبنائهم شعروا بالأمان، اللى حضرتك كنت أهم الأسباب بعد ربنا سبحانه وتعالى فيه.
وتابعت أن مصر محفوظة بقدرة الله سبحانه وتعالى، مصر بلد الأمن والأمان، معلقة: "ولا يهمك يا ريس من الخونة وأهل الشر واحنا عارفين إنك هتخلى مصر قد الدنيا وواحة الأمان فى المنطقة".
والد الشهيد رامى هلال: استشهاده كسر ضهرى وحاسس أنى فى كابوس
رامى هلال، واحد من ضباط الأمن الوطني، الذين قدموا حياتهم فداء للوطن، وتعرض للاستشهاد أثناء القبض على أحد الإرهابيين الخطرين فى منطقة الدرب الأحمر.
رحل رامى وترك أربعة أطفال صغار، أكبرهم "لوجينا" 9 سنوات وأصغرهم على 3 سنوات.
وقال والد الشهيد لـ"الإذاعة والتليفزيون": استشهاد رامى كسر ضهرى وأنا فى كابوس مش ممكن يكون رامى مات.. أنا كنت معاه على التليفون كل يوم وقال انا كويس.. ليه يا رامى رحت.. قصمت ضهرى فلم يعد لى من بعدك احد و احتسبته عند الله شهيدا وفداء للوطن ولكن لن يهدأ بالى حتى يتم القصاص من الجناة الذين اغتالوا فلذه كبدى فى ريعان شبابه".
وأضاف: أنا راضى إن ابنى يكون شهيد، هو ضحى بحياته من اجل مصرنا الحبيبة، وكان آخر لقاء بيننا قبل الاستشهاد بأسبوع وكان دائما يتحدث بأنه سينال الشهادة كباقى زملائه.
واضاف والد الشهيد أن أصعب اللحظات التى مرت عليه منذ سماع الخبر هى اللحظة التى جاءت فيها قوات الأمن والمعمل الجنائى لأخذ عينات من الدم لمطابقتها بالأشلاء التى وجدوها فى موقع الحادث، وقال: لما دخلوا عليا الشقة وقالوا لى إحنا جايين عشان نطابق أشلاء ابنك وقتها تأكدت إن ضنايا استشهد"، مشيرا إلى أنه منذ وقوع الحادث وهو يتلقى اتصالات هاتفية من مواطنين يقدمون واجب العزاء فى الشهيد، حتى الآن بالإضافة إلى أن زملاءه مازال يتواصلون معه حتى الان .
واكد والد الشهيد أن معركة الدولة المصرية ضد الإرهاب مستمرة، طالما أن هناك بناء وتنمية ومشروعات قومية تعمل على النهوض بالاقتصاد المصرى، لأن ذلك سيقابل بمؤامرات وتحالفات للهدم والتدمير والتخريب .
ووجه والد الشهيد رسالة لهؤلاء المتآمرين و المخططين والممولين قائلاً: مع كل شهيد يسقط لا يزداد زملاؤه إلا إصراراً ولا يزيدنا كأسر شهداء إلا قوة وصبرا وعزيمة لأننا نعلم ما هو الإسلام ومرتبة الشهداء التى وعد بها الله عباده الصالحين، ونعلم أيضاً أن الظالم سينال جزاءه فى الدنيا والآخرة، ونحن اعتدنا على الإرهاب والعقل المغيب، فقاتل فرج فوده حينما سئل لماذا قتلته؟ قال لأنه كافر . فسألوه ماذا قرأت له من كفر؟ قال لم أقرأ له، ومن حاول قتل نجيب محفوظ كان جاهلا لا يقرأ ولا يكتب .
وقالت أخت زوجة الشهيد إنهم عرفوا بخبر استشهاد المقدم رامى هلال فى الحادث الإرهابى عن طريق وزارة الداخلية، وذلك بعد نقله إلى أحد المستشفيات القريبة من موقع الحادث، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك وكان الشهيد يحترم عمله ويقضى ساعات طويلة فى العمل لانه كان مؤمنا بأن هذا هو الواجب الوطنى ، رغم أنه كان يخشى على أولاده، ولكن كان لديه يقين وإيمان قوى بالله.
وأوضحت شقيقة زوجة الشهيد رامى هلال، أن آخر اتصال كان بين الشهيد وزوجته صباح الحادث، وأخبرها بتواجده فى مأمورية عمل وقالت إنها حتى هذه اللحظة غير مقتنعة باستشهاده.
ووجهت رسالة للجماعات الإرهابية والتنظيمات، قائلة: حق الشهيد لن يضيع، وأن أمر الله آت بالقصاص منهم جميعاً فى الدنيا والآخرة.
وقالت: لا أجد فى الكلام ما أصف به حسن أخلاقه وقربه من الله والتزامه وبره بكبار السن، وحبه للأطفال فكان يساعد الجميع من العاملين فى المنزل والبواب، حتى الأشخاص الغرباء الذين يصادفهم على الطريق.
وأضافت: كنت أشعر أن عمره قصير، وعزاؤنا أنه شهيد مع الأبرار والقديسين تحيط به الحور العين فى الجنة فوجهه المبتسم الضاحك محفور فى قلوبنا".
والد الشهيد محمد ابو شقرة: محمد كان عريساً فى انتظار عقد قرانه
لم يضن الشهيد محمد سيد عبد العزيز ابو شقرة، الضابط فى قوة مكافحه الارهاب بقطاع الامن الوطني، بنفسه على الوطن، من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره.
ونال الشهادة قبل موعد زفافه بأيام قلائل، وترك من خلفه والديه و3 شقيقات، كان هو العائل لهم والصدر الحنون والرجل الشهم الجدع.
كان الشهيد محمد مسئولا عن ملف الجنود المختطفين فى العريش، وذات يوم كان يقود سيارة خاصه بجهاز الامن الوطنى بشارع رئيسى بمدينه العريش وكان يرتدى الملابس الرياضية وكانت هناك سيارة دفع رباعى بها ٤ ملثمين تتبعه وقد لاحظ انه يتم ملاحقته فابتعد عن مقر المعسكر باكبر مسافة ممكنة حتى لا يعرض زملاءه للخطر.
ولم يكن المخطط الذى حاول الإرهابيون تنفيذه هو قتل الشهيد أبو شقرة، ولكن كان من المخطط هو خطفه، ولكنه اشتبك معهم، واطلقوا وابلا من الرصاص عليه ولكن ذلك المحارب الشجاع ابى ان يستسلم فقتل واحدا منهم واصاب الاخر ولكن الكثرة تغلب الشجاعة. وتلقى هذا البطل الشجاع ٩ رصاصات ٣ بالكتف وستا بالصدر واحده اخترقت جسده وانهت حياته.
كان يرفض والده التحاقه بكلية الشرطة وكان يريد الحاقه بكلية الهندسة، لكنه رفض لحبه الشديد للشرطة وارادته القوية لحمايه الوطن والمواطنين، وكان متفوقا فى دراسته، وهو يحقق الترتيب الاول على دفعته.
وعلى الرغم من ان معظم زملائه التحقوا بالبحث الجنائى الا انه طلب الالتحاق بالامن المركزى لينمى قدراته القتالية وهو ما جعل قطاع الامن الوطنى يطلبه نظراً لبراعته وادائه المتميز.
عندما رحل الشهيد ترك وراءه سيرة عطرة لا يمكن نسيانها، كان الشهيد من اكفأ ١٠ ضباط على مستوى جهاز الشرطة، وعندما كان بالاردن فى دورة تدريبية تفوق على ١٢٠ ضابطا من جميع انحاء العالم.
وكان يعشق الوطن ويتمنى الشهادة رغم أنه كان فى انتظاره عمل بمرتب خيالى فى الخارج الا انه رفض وفضَّل البقاء فى مصر والدفاع عنها حتى اخر قطره فى دمه
وفى حفل ١٠٠ طفل يتيم فى مدينة الانتاج كان يساعد الاطفال، وكان يشارك فى القوافل الطبية.،وكان يكفل طفلا يتيما ووعد أبو شقرة هذا الطفل بأنه سوف يكون ضابطا مثله، وقال له: "انا هخليك ضابط لما تكبر".
وكان يتردد على دور المسنين وكان يجلس على الارض ويطعمهم بيده ولم يقطع الزيارات عنهم ابدا وكان يتمنى الا يحدث له ذلك عندما يتقدم فى السن.
الاذاعة والتليفزيون التقت بوالد الشهيد وعدد من زملائه وقال والده: أنا كنت معاه على التليفون صبيحة يوم الاستشهاد، وقال انا كويس.. ليه يا محمد رحت.. قصمت ضهرى فلم يعد لى من بعدك احد".
وأضاف: محمد كان عريساً فى انتظار عقد قرانه بعد اسبوعين، واحتسبته عند الله شهيدا وفداء للوطن، ولكن لن يهدأ بالى حتى يتم القصاص من الجناة الذين اغتالوا فلذه كبدى فى ريعان شبابه".
وقال المقدم وليد حمدي، زميل الضابط الشهيد إنه «كان يتحرك فى سيارته، واعترض طريقه مجهولون اغتالوه بوحشية، وأضاف: «هذه الجرائم تزيدنا إصرارًا على تطهير سيناء من كل البؤر الإرهابية، أكثر من أى وقت مضى، وعدنا أسرته والبلد، بأن دمه ودم كل شهداء الشرطة والجيش مارحش هدر وجبنا حق كل الشهداء.
الشهيد المجند بطرس.. الشقة جاهزة والعريس غائب
أما سليمان مسعود والد الشهيد المجند بطرس 23 سنة ابن قرية التوم بمركز أبوقرقاص بالمنيا، فقال إن ابنى كان المفروض انه سيتسلم شهادة نهاية الخدمة يوم 25 نوفمبر قبل استشهاد ابنى بأيام قليلة، من بين تلك الأيام كان سيحصل على اجازة وبعدها يرجع ويتسلم شهادة نهاية الخدمة.
وكشف والد الشهيد إن آخر مكالمة بيننا قال "يا ابويا دورلى على عروسه عايز اتزوج"، ولفت الوالد الحزين انه جهز شقته حتى يتزوج فيها ولم يكن يتبقى فيها سوى اللمسات الأخيرة .
واشار سليمان الى انه مريض ويعانى من الغضروف، وأضاف: نحن أسرة فقيرة وابنى كان يساعدنا على ظروف الحياة الصعبة ودائما عندما يحصل على اجازة كان لا يتردد فى العمل سواء فى الحقول او فى القاهرة ويرسل لنا المال ويأخذ لنفسه جزءا بسيطا، موضحاً أن بطرس رفض أن يتعلم وقرر العمل بالزراعة لمساعدتنا فهو ومنذ أن كان صغيرا كان الجميع يحبه ويتعاون معه.
أما والدته فقالت قبل الحادث بيومين شاهدت فى المنام أننا نجلس بين بعض الناس واصرخ ثم استيقظ فلا أجد شيئا ،ولم اكن استطيع النوم إلا عندما أتحدث إليه ولكن فى يوم الحادث قمت بالاتصال به أكثر من مرة لكنه لم يرد ساعتها علمت انه استشهد.
وأضافت والدة الشهيد كان الجميع يحبه، امضى 3 سنوات بالخدمة ولم يكن يتبقى له سوى أيام قليلة وعمره 23 سنة الا 10 أيام ورفض التعليم بالمدارس حاولت معه لكنه رفض ،عندما قمت بالاتصال به واعطانى غير متاح أيقنت أنه مات، أما شقيقته قالت انى كنت اتصل عليه واطمئن عليه دائما، فلم يكن يمضى يوم إلا واتصل به. واخيرا.. تحية مقرونة بالتقدير والاحترام لكل شهداء وابطال الشرطة المصرية فى عيدها 71.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
أكد وزير الخارجية ، سامح شكري، أن مصر لها الحق فى الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، وتتخذ مواقف منضبطة تراعى
حالة من القلق الشديد تنتاب المتابعين للسوق المالي، وذلك بعدما أعلنت خلال الأيام الماضية ثلاثة بنوك أمريكية إفلاسها،
فى محاولة لضبط الأسعار، وفى إطار جهود الدولة لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية عن كاهل المواطنين، أعلنت
العديد من أمراض المخ والأعصاب يحتاج فيها المريض الرجوع إلى طبيبه المعالج قبل شهر رمضان للتأكد من قدرته على الصيام