هنا، محطة انتظار أتوبيس.. الدكة موجودة للمنتظرين، فى الظل، كى لا يقفوا كثيرا تحت الشمس اللاهبة.. كل هذا طبيعى ومتوقع، أما غير المتوقع،
فهو أن أحد "ولاد الحلال"، ترك ذات مرة "وسادة"على الدكة بعد أن نام قليلا، تركها لمن يريد أن يريح رأسه لدقائق قبل مجىء الأتوبيس، الذى كثيرا ما يتأخر فى زحام القاهرة!
"المخدة" بسيطة، مجرد "لفة" من ملابس قديمة، أما "المرتبة"، ففرخ "كرتون" مفرود. هكذا صارت دكة الانتظار سريرا متقشفا، يمكن أن يستخدمه الخارج من عمله، لدقائق، ليخطف "تعسيلة" سريعة، يزيل فيها قدرا من تعب العمل والرغبة فى قيلولة مشتهاة بعد الاستيقاظ المبكر الذى يقطع سلطان النوم من أجل أكل العيش!
هذا الموظف الخمسينى ظل ينتظر، شاعرا بالإجهاد، وراغبا فى إغماض عينيه. أخذ ينظر للسرير العجيب، والذى بدا له فى هذه اللحظة فراشا وثيرا من ريش النعام! ظل ينقل ناظريه بين الدكة الخالية التى تُغرى جسده بالتمدد، وبين الطريق المزدحم الذى لا يظهر فى أفقه الأتوبيس المنتظر.. يفكر فى أن يفعلها، لكنه يتردد تارة، ويخجل تارة، ويخشى أن "تروح عليه نومة" ويفوته الأتوبيس تارة.. لكنه فى نهاية المطاف اتخذ قراره.. أوصى أحد الوقوف بإيقاظه لدى اقتراب الأتوبيس، وفرد جسده على الدكة.. وبدأ يستمتع بـ"التعسيلة"!
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
المؤتمر حمل اسم الروائى الراحل حمدى أبو جليل وكرّم 7 أدباء/ توصيات برفض التطبيع والوقوف مع الدولة فى حفظ الأمن...
حوار إبراهيم عبد العزيز مع الحكيم أنقذه من الأستغناء عنه
تدربت فى مكتب محاماة وكانت تنصح المتخاصمين بالتصالح فإقترح عليها الباشا العمل فى الإذاعة
أوراق ساحر الكتابة «20» / توفى والده فجأة فقرر عدم استكمال كتابتها/ ماذا كتب فى أوراقه عن نكسة 67 وانتصار...