مكتبة أكاديمية الفنون ومكتبة دار الأوبرا تفتقران إلى المعلومات عن تاريخ الغناء الأوبرالى فى مصر
غمرت أجواء الفرح مجلة "الإذاعة والتليفزيون" طوال الأسبوع الماضى، والسبب فوز الزميلة "سماح جاه الرسول" بجائزة نقابة الصحفيين للصحافة الفنية عن ملف "رواد الغناء الأوبرالى" الذى نشر على صفحات المجلة؛ بدأت سماح العمل الصحفى فى "الإذاعة والتليفزيون" منذ عام 2008، وتنوع إنتاجها الصحفى ما بين الحوارات والتحقيقات والتقارير والملفات الصحفية المتخصصة، مثل ملف "دولة التلاوة" الذى تناول حياة كبار المقرئين بمصر، وملف "مدح النبى غرام" الذى تناول حياة العديد من المنشدين فى شمال مصر وجنوبها.
"سماح" صحفية فنية فى المقام الأول، لكنها انشغلت فى الآونة الأخيرة بالتنقيب عن الكنوز الصحفية فى أرشيف مجلتنا العريقة "الإذاعة والتليفزيون"، ولسماح كذلك كتابان فنيان مهمان صادران عن دار الأدهم للنشر والتوزيع ودار الرفاعى للنشر، وهما "أساطير الفن" الذى يتناول نجوم العصر الذهبى للسينما وروادها من الفنانين الذين نتابع روائعهم على الشاشة دون أن نعرف الكثير عن حياتهم العائلية، لذلك اقتربت سماح من حياتهم الخفية من خلال إجراء حوارات مع أبنائهم، أما الكتاب الثانى فهو "فى حضرة المزيكاتي" الذى يعد كتابا فى مجال السير كذلك، حيث يستعرض حياة شخصيات هامة فى عالم الفن المصرى، أمثال الموسيقار عمار الشريعى والموجى وكمال الطويل، ومن المطربين الريس متقال وعبدالعزيز محمود ومحمود شكوكو وغيرهم.
وعن فوزها بجائزة نقابة الصحفيين، قالت "سماح": "تقدمت لجائزة الصحافة المصرية فى قسم الصحافة الفنية لعام 2023 بملف "رواد الغناء الأوبرالى"، ويتناول الملف أحد أكثر أنواع الطرب صعوبة ورهافة، وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بالشعبية الكافية فى مصر وفى الوطن العربى بشكل عام، إلا أننا نمتلك تاريخا مشرفا فى هذا الفن، حيث وصل العديد من الفنانين المصريين إلى العالمية فيه، حيث وقف الكثيرون منهم على أشهر وأكبر مسارح العالم، معتمدين على مواهبهم الفذة وقدراتهم الاستثنائية واجتهادهم الخاص فى تطوير قدراتهم، وقد ألقى الملف الضوء على أبرز هؤلاء الفنانين من الرعيل الأول، حيث تكونت أول فرقة للغناء الأوبرالى فى مصر عام 1965، وأصبحت تلك الفرقة النافذة التى يطل منها الشغوفون بهذا الفن، وذلك بالتعلم من الفرق العالمية والاطلاع على المدارس المختلفة الإيطالية والإنجليزية، ومنهم "منار أبو هيف، جابر البلتاجى، حسن كامى، رتيبة الحفنى، غالية راشد، سهير حشمت، روجينا يوسف، سعيد الألفى، أميرة كامل، آيات الشال، سيد شعبان، فيوليت مقار" وغيرهم، وبهؤلاء أصبح لدى مصر فرقة للغناء الأوبرالى، وكان من واجبى كصحفية أن ألقى الضوء على هؤلاء الفنانين جميعا وأستعرض تجربتهم فى الغناء الأوبرلى".
وأضافت سماح: "أخذت أبحث فى مكتبة أكاديمية الفنون ومكتبة دار الأوبرا المصرية عن معلومات، لكنى وجدت المعلومات قليلة جدا عن تاريخ الغناء الأوبرالى بمصر، لذلك أدركت أنى أمام عمل يستحق جهدا أكبر فى البحث، لأنه سيكون مرجعا لمن يرغب فى التعرف على هذا المجال، سواء من قبل الطلاب أو من قبل محبى هدا النوع من الفن، وبدأت رحلة البحث وأسعدنى الحظ بأنى حاورت الفنانين الباقين على قيد الحياة من الجيل الأول لمطربى الأوبرا، ومنهم السوبرانو "نبيلة عريان" التى حدثتنى عن حكايات أول يوم تعتلى به المسرح، وهى ثانى مغنى أوبرا يكرمه الرئيس جمال عبدالناصر فى أول عيد للعلم بعد كوكب الشرق أم كلثوم، وهى أول مصرية تغنى لاترافياتا فى دار الأوبرا المصرية عام 1964، وكانت بذلك أصغر مغنية سوبرانو تؤدى دور فيوليتا قبل احترافها عام 1971، وشغلت "عريان" منصب رئيس قسم الغناء ثم وكيلة معهد الكونسرفتوار، وحصلت على دكتوراه فى موسيقى الشعوب من أمريكا عام 1984، وتحدث فى الملف كذلك الفنان "جابر البلتاجى" أستاذ الغناء الأوبرالى بالكونسرفتوار وأحد أبرز الأوبراليين العالميين، حيث شارك فى أشهر الأوبريتات العالمية فى مصر ودول العالم، كما غنى على أكبر مسارح النمسا وإيطاليا وروما وفرنسا والولايات المتحدة، وحصل على ميدالية فيردي، وهى أرفع جائزة عالمية، وكذلك حاورت السوبرانو "نيفين علوبة" نجمة الأوبرا وواحدة ممن رفعوا اسم مصر عاليا بعد أن قامت ببطولة أهم الأوبرات الإيطالية والفرنسية والألمانية على مدار ثلاثين عاما أو يزيد، كما سافرت إلى منحة من الهيئة الألمانية DAAD للدراسة بأكاديمية هانوفر للموسيقى والمسرح، وحصلت على الدكتوراه فى الغناء الأوبرالى وماجستير فى طرق تدريس الغناء، والتحقت بهيئة تدريس أكاديمية الفنون وهيئة تدريس الجامعة الأمريكية، وحاورت السوبرانو "ألفى ميلاد" الذى سعى وراء الفن منذ نعومة أظفاره وأخذ يصول ويجول، وجاء من الأقصر ليقف على أكبر مسارح العالم وأمام أكبر المغنين العالميين، وكذلك حاورت التينور "صبحى بدير" الذى شارك فى الأوبرا الإيطالية والفرنسية ومنح لقب "فارس" من دولة إيطاليا تقديرا لإثراء التبادل الثقافى بينها وبين مصر عام 2003.
وفى الختام، قالت سماح: أشكر «مجلة الإذاعة والتليفزيون» والأستاذ خالد حنفى رئيس التحرير على دعمه لى لإنجاز الملف، و"أحمد الله أنى - بمثل هذا العمل - أكون قد عرضت تاريخا عظيما من تاريخ رواد القوة الناعمة المصرية، وكان النجاح حليفى فتوج عملى بالفوز الذى كنت أتوقعه، لأن هذا الموضوع لم يتم تناوله بهذا العمق من قبل فى الصحافة المصرية، أما عن شعورى بالجائزة فقد كان لها عظيم الأثر على نفسى لكونها من نقابة الصحفيين قلعة مهنة القلم، وهى جائزة من أكبر وأقوى الجوائز على مستوى العالم العربى".
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
تعقد الجامعة العربية المفتوحة بمصر ، برئاسة الأستاذ الدكتور محمود أبو النصر ، مؤتمر استكشاف آفاق جديدة في تعلم اللغة...
يعترف عميد الأدب العربي د. طه حسين بأنه رجل المتناقضات التى يجد فيها متعته ، فيقول : " من أهم...
حرب أكتوبر كانت ضرورة لإستعادة إتزان الشخصية المصرية والثقة فى قدرتنا على النهوض/ الجائزة الوحيدة فى حياتي من التوجيه المعنوى...
المقاومة الشعبية فى مدينة السويس تهزم قوات إسرائيل المدرعة بالأسلحة الخفيفة!