"فانوس علاء الدين.. ادعكه وحقق أحلامك!".. يقولها البائع بحماس كلما مر أمامه زبائن محتمَلون، ثم يعود لصمته،
يرفع نظارة الشمس الرخيصة إلى جبهته، يشخص للأفق غائباً فى حلم يقظةٍ قصير مبتسر، قبل أن يمد يده لأحد الفوانيس التى يبيعها، تلك المصممة على شكل "مصباح علاء الدين"، والمذهَّبة بما يليق بفخامة الحكايات الخرافية.. يدعكُ الفانوس ثم يقربه من فمه كأنه صدّق كذبته، مجرباً أن ينطق بأمنية، لكن الجنى الذى يقول "شبيك لبيك" لا يخرج من المصباح، ولا الأمنية تتحقق فور النطق بها كما عودتنا حواديت الطفولة!
يعود ليصيح، رافعاً الفانوس، منتظراً زبائن أول رمضان، أولئك المحتارين فى اختيار الشكل الأمثل للفانوس الذى يجب أن يشتروه.
حين تقترب منه، ستعرف أنه يُفضل بيع الفوانيس ذات الصبغة التقليدية، والروح العربية، والتصميمات القديمة التى يُعاد إحياؤها من خلال المعدن.
يقول: "أنا بابيع فانوس شبه اللى اتربيت عليه.. ولازم الأطفال بالذات يرتبطوا بالفانوس الأصلى اللى شبهنا".
الطريف، أنه ما إن يجد طفلاً يقترب بصحبة أبيه أو أمه، حتى يبدأ فى حكى حكاية علاء الدين والمصباح السحرى للطفل، ممسكاً بالفانوس ومندمجاً كأنه عاش الحكاية وعاد منها ليرويها.. حتى إن دمعة قد تفر من عينه لدى التوقف عند موقف صعب مثلما تعلو ضحكته لدى الانتقال إلى مشهد مرح!
يقول: "مش مهم الطفل يشترى.. حتى لو ما عجبهوش الفانوس هتعجبه الحدوتة.. وبعدين أدينا بنسلى صيامنا!"
وجهٌ حنطى تؤطره صفرة الذهب.. هكذا اختار هذا البائع أن تصبح الفوانيس برواز صورته، إطاراً يحيط بوجهه من الزوايا كافة، بينما يستقبل طلة رمضان بترقبٍ وأمل.
العاديون هم الخارقون.. وهذا الرجل الذى ينظر للشارع متأملاً الأحوال، يبدو حين يبدأ الحكى كأنه شخصية استثنائية، يجيد تلوين الصوت حسب الحكاية وتقمص الأشخاص الذين يحكى عنهم، يصبح إنساناً وجنياً فى عبارةٍ واحدة.. وكل هذا على شرف فانوس!
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
لماذا رفض المساجين المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة فى سجن "طرة" المشاركة فى تصوير فيلم يشارك فى بطولته محمود المليجى
عبقرية "أم كلثوم" جعلتها "زعيمة الفن" وأجلستها على عرش الغناء العربى، منذ عشرينيات القرن الماضى إلى يومنا هذا،
"لا تعطنى سمكة ولكن علمنى الصيد"؛ مثل صينى، بات مقولة شائعة يرددها العامة فى كل البلدان؛ كل مجتمع يقولها بطريقته،
تمتلك نهى عودة قلما فريدا، فرغم تصنيف كتابها "عن العشق والسفر" بأنه أدب الرحلات، فإنه يخفى تاريخا ثقافيا